الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة
(ما) الاستفهاميةُ، وزيادةُ هاء الوقف عليها عند الوقف
في قولِ موسى عليه السلام: "أيْ ربِّ، ثم ماذا؟ قال: ثم الموتُ، قال: فالآن"(1).
قال ابنُ الملقن:
"وقولُه: (ثم ماذا)، وفي رواية (ثم مَهْ)، وهي (ما) الاستفهاميةُ، لمَّا وقَف عليها زادَ هاءَ السَّكْت"(2).
بيان المسألة:
ذكر ابنُ الملقن روايتين لاسم الاستفهام (ما)، وبيانُ ذلك فيما يلي:
1 -
أما روايةُ اسم الاستفهام (ماذا) فتَحتمِلُ ثلاثةَ أوجُهٍ: أحدُها- أن تكون (ما) استفهاميةً و (ذا) اسمَ إشارةٍ، وثانيها- أن تكون (ما) استفهاميةً و (ذا) اسمًا موصولًا، وثالثها- أن يكون المجموعُ اسمًا واحدًا للاستفهام (3)، وهذا الأخيرُ بمنزلة قول العرب: عمَّاذا تسألُ؟ وقد بيَّن سيبويه أن ذلك لو كان لغوًا لَما قالته العربُ (4).
2 -
وأما روايةُ (مَهْ)(5)، فـ (مه) أصلُها (ما) الاستفهاميةُ، لكن حُذفت ألفُها، ولحِقت الميمَ هاءُ السكت (6)، وهذا الحذفُ قليل؛ لكونها في غير موضع الجر؛ إذ لو كانت في موضع جرٍّ للزِم حذفُها؛ وذلك أنها إذا اتصل بها حرفُ الجر اعتمدت عليه، فالجارُّ والمجرور بمنزلة كلمةٍ واحدة، بخلاف موضع الرفع والنصب؛ فإنها تبقى على حرف واحد عند الحذف؛ ولذلك لم يحذفوها (7).
(1) صحيح البخاري 2/ 90، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها.
(2)
التوضيح لشرح الجامع الصحيح 10/ 45.
(3)
الجنى الداني 242.
(4)
الكتاب 2/ 417.
(5)
صحيح مسلم (157).
(6)
المفصل 445، نتائج الفكر في النحو 153، شافية ابن الحاجب 4/ 479.
(7)
نتائج الفكر في النحو 153، شافية ابن الحاجب 4/ 479.
قال ابنُ مالك:
ومَا فِي الاستِفْهَامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ
…
أَلِفُهَا وَأَوْلِهَا الهَا إِنْ تَقِفْ (1)
وبعد بيانِ المسألة، يظهرُ أن (ماذا) و (مَهْ) يُستعملان استفهامًا بمنزلة الشيء الواحد؛ إذ لا فرق بينهما؛ إذا كان مجموعُ (ماذا) اسمًا واحدًا للاستفهام، وأصلُ (مه):(ما) الاستفهامية.
(1) ألفية ابن مالك 72.