الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة
أوجُه الإعراب في (رجل آتاه الله مالًا)
في قوله عليه السلام: "لا حسَدَ إلا في اثنتين: رجل آتَاه الله مالًا فسُّلِط على هلكتِه في الحق
…
" (1).
قال ابن الملقن:
"قوله: (إلا في اثنتين)، أي: خَصْلتين أو طريقتين، ويجوز في (رجل) ثلاثةُ أوجُه: البدلُ، وإضمارُ أعني، والرفعُ على تقدير خصلتين: إحداهما- خصلةُ رجل"(2).
بيان المسألة:
ذكر ابن الملقن أن لـ (رجل) ثلاثةَ أوجُه إعرابية، ولم يذكر الأَولى أيها؟ وبيانُ ذلك فيما يلي:
وجهُ البدل: أن تكون كلمة (رجل) مجرورةً بدلًا من (خصلتين)، أي: إلا في رجلٍ آتاه الله
…
إلخ.
ووجهُ النصب: بتقدير فعل (أعني)، أي: أعني رجلًا.
ووجهُ الرفع: على الخبرية، والتقدير: (الخصلةُ الأولى رجل
…
).
والوجهُ الذي أرى أنه أَولى -حسَب علمي- هو الرفعُ (3)؛ وذلك لأمور:
1 -
كون باب الابتداء عمدةً.
2 -
وجه النصب يُحوِجُ إلى تقدير محذوف، وما لا يفتقرُ إلى تقدير أولى مما يفتقرُ إلى تقدير.
3 -
يُعرب (رجلًا) مفعولًا به، والمفعولُ به من الفَضَلات.
4 -
وجه البدل من التوابع، والتوابعُ فَضَلات يصحُّ الاستغناء عنها، إلا في النعت أحيانًا فإنه قد يتمم الفائدة.
(1) صحيح البخاري 1/ 25، باب الاغتباط في العلم والحكمة.
(2)
التوضيح لشرح الجامع الصحيح 3/ 361.
(3)
الخصائص 1/ 198، الإنصاف في مسائل الخلاف 1/ 201، شرح التسهيل 2/ 22، الكناش في فني النحو والصرف 1/ 173.
ومما سبق يتبيَّن أولويةُ وجه الرفع عن غيره؛ إذ لا حاجة فيه إلى تقدير محذوف، ويُعد من الأبواب العُمَد التي لا يمكنُ الاستغناءُ عنها.