الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة
(إنْ) بين المخففة من الثقيلة والنافية
في قوله عليه السلام: "ما رأينا من شيء، وإِنْ وجدناه لَبَحْرًا"(1).
قال ابن الملقن:
"قال الخطَّابي: (إنْ) هنا بمعنى النفي، واللام بمعنى (إلا)، كأنه قال: ما وجدناه إلا بحرًا، تقول: (إنْ زيدًا لعاقلٌ)، تريد: ما زيدٌ إلا عاقل، وعلى هذا قراءة مَن قرأ: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} (2)، بتخفيف (إن)، المعنى: ما هذان إلا ساحران، وقد قرأه حفص عن عاصم. قلت: هذا هو مذهب الكوفيين، ومذهب البصريين أنَّ (إنْ) مخففة من الثقيلة، واللام زائدة، وقد نبه على ذلك ابنُ التين"(3).
بيان المسألة:
ذكر ابنُ الملقن أن (إِنْ) يختلف فيها النحويون بين (إِن) المخففة و (إِن) النافية، وبيان ذلك فيما يلي:
يرى البصريون أن (إِنْ) مخففةٌ من الثقيلة غيرُ عاملة، واللام في مثل (لبحرًا) لامٌ فارقة.
ويرى الكوفيون أن (إِنْ) نافية، واللام بعدها بمعنى (إلا)، أي: ما وجدناه إلا بحرًا.
وربما تكون (إن) بمعنى (أجَلْ)، وقد ذكر ذلك سيبويه (4).
ومن ذلك قولُ ابن الرقيات:
ويقُلْنَ شَيبٌ قد عَلَا
…
كَ وقد كبِرْتَ فقلتُ إنَّهْ (5)
أما قوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} (6)، فقد خرَّجها قوم على غير ما ذُكِر؛ فقالوا: إنها
(1) صحيح البخاري 3/ 165، باب من استعار من الناس الفرس والدابة.
(2)
طه: 63.
(3)
التوضيح لشرح الجامع الصحيح 16/ 432.
(4)
الكتاب 3/ 151.
(5)
البيت من: مجزوء الكامل، ديوانه 66، الكتاب 3/ 151، الأصول في النحو 2/ 383، البيان والتبيين 2/ 191، شرح أبيات سيبويه 2/ 323، اللمع في العربية 1/ 43.
(6)
طه: 63.
لغة بَلْحارث بن كعب، إذ يجُرُّون وينصبون بالألف (1)، ويرى بعضهم أنها بمعنى (نعم)(2).
ومن حيث المعنى يُرجَّح أن تكون (إِنْ) نافية؛ لأمرين:
1 -
أنَّ اللام الزائدة يطَّرد زيادتُها مع المفعول به إذا كان الفعل متعديًا لواحد، و (وجد) لها مفعولان.
2 -
كونها عطفًا على نفي، والمعنى: ما وجدنا في المدينة من شيء، وما وجدنا الفرس إلا بحرًا.
(1) تأويل مشكل القرآن 1/ 36، إعراب القرآن للنحاس 3/ 31.
(2)
إعراب القرآن للنحاس 3/ 31، وقد ذكر سيبويه أنه قد تجيء (إن) بمعنى أجل.