الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة
لام الابتداء في خبر (إنَّ) و (أنَّ) المشدَّدتين
في قول أبي سفيان: "إنه لَيَخافُه ملِكُ بني الأصفر"(1).
قال ابن الملقن:
"قوله: (إنه ليخافه ملك بني الأصفر)، هو بكسر الهمزة، ويجوز -على ضعف- فتحُها؛ على أنه مفعولٌ من أجله. قال القاضي: ضَعُفَ الفتح لوجود اللام في الخبر، لكن جوَّزه بعضُ النحاة، وقد قرئ شاذًّا: {إِلَّا أنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ} (2)، بالفتح في (أنهم) "(3).
بيان المسألة:
ذكر ابن الملقن أن بعض النحاة جوَّزوا فتح همزة (إن) مع وجود اللام في خبرها، وبيان ذلك فيما يلي:
المشهور عند النحويين أن همزة (إن) تُكسر إذا كان في خبرها اللام، وعلةُ ذلك أن اللام لام ابتداء مؤكِّدة، و (إنَّ) للتوكيد، فاجتمع توكيدان في أول الكلام.
وأما كون (إن) مكسورة الهمزة، فيجتمع توكيدان؛ فلأن اللام تمنع ما قبلها أن يعمل فيما بعدها، فأبقت (إن) مكسورة، وذلك مثل:(علمتُ لإنَّ زيدًا قائم)، فمنعت الفعل أن يعمل في (إن)، فأبقتها مكسورة الهمزة.
ولئلا يجتمع توكيدان في أول الكلام جُعلت اللام في الخبر (4).
ومثل ذلك قولُ الشاعر:
أَلَمْ تَرَ إِنِّي وابْنَ أَسْوَدَ لَيْلَةً
…
لَنَسْرِي إِلى نَارَيْنِ يَعْلُو سَنَاهُمَا (5)
أما إن كان السياق في موضع التعليل؛ فيجوز في (إن) الفتحُ والكسر.
(1) صحيح البخاري 6/ 35، باب قل:{قُل يَاأَهلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلِمَة سَوَاءِ بَينَنَا وَبَينَكُم أَلَّا نَعبُدَ إِلَّا اللَّهَ} [آل عمران: 64].
(2)
الفرقان: 20.
(3)
التوضيح لشرح الجامع الصحيح 2/ 406.
(4)
المقتضب 2/ 324، الأصول في النحو 1/ 262، اللامات 1/ 77، علل النحو 1/ 447.
(5)
البيت من الطويل، بلا نسبة في: الكتاب 3/ 220، شرح أبيات سيبويه 2/ 137، شرح الكافية الشافية 1/ 284.
وبعضُهم يجيز أن تكون (أنَّ) مفتوحة الهمزة وفي خبرها اللام، وذلك في مثل قراءة ابن جبير:{إِلَّا أنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ} (1)، واللام في أول الفعل زائدة (2).
والذي يتبيَّن جوازُ دخول اللام في خبر (إن) المكسورة، فبدخولها زيادةٌ في التوكيد، وبعدمه يُكتفى بتوكيد (إن)، وليس ذلك على سبيل الوجوب.
(1) الفرقان: 20.
(2)
البحر المحيط 10/ 245، الدر المصون 10/ 415، اللباب في علوم الكتاب 11/ 479.