الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة
جزم المضارع بـ (لن)
في رواية لقوله عليه السلام: "اخسَأْ، فلن تعدوَ قدرَك"(1).
قال ابن الملقن:
"وقوله: (فلن تعدوَ قدرَك)
…
قال ابنُ التين: ووقع هنا بغير واو. وقال القزازُ: هي لغةٌ لبعض العرب؛ يجزمون بـ (لَنْ) مثل (لَمْ)، وذكر أن بعض القراء قرأ:{قُل لَّن يُصِبْنَا} (2) " (3).
بيان المسألة:
ذكر ابنُ الملقن أن (لنْ) قد تأتي أداةَ جزم للفعل المضارع، وبيانُ ذلك فيما يلي:
المشهور عند النحويين أن (لن) أداةُ نصب للفعل المضارع، ومجيئُها جازمةً يحتملُ أمرين:
1 -
أنها لغةُ مَن يجزمون الفعلَ المضارع بـ (لن)(4).
2 -
أن (لن) تكون بمعنى (لا) الناهية أو (لم).
أما كونُها على لغةِ بعضِ العرب، فقد ورد من ذلك النَّزْرُ القليل.
فمن ذلك قولُه تعالى: {قُل لَّن يُصِبْنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} (5) بجزم (يصب)، وحكى أبو عبيدةَ أن مِن العرب مَن يجزم بـ (لن)(6).
وكذا في قوله عليه السلام: (
…
لَنْ تُرَعْ
…
) (7).
ومثله قولُ كُثيِّر:
أَيادي سَبَا يا عَزُّ ما كنتُ بعدَكم
…
فلَنْ يَحْلَ للعينَينِ بعدَكِ منظرُ (8)
(1) صحيح البخاري 2/ 93، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه؟ وهل يُعرض على الصبي الإسلام.
(2)
التوبة: 51.
(3)
التوضيح لشرح الجامع الصحيح 10/ 91.
(4)
إعراب القرآن للنحاس 2/ 122، شواهد التوضيح 317، توضيح المقاصد 3/ 1229.
(5)
التوبة: 51.
(6)
نقلًا: إعراب القرآن للنحاس 2/ 122.
(7)
المصنف 1/ 419، مسند إسحاق بن راهويه 4/ 191، مسند الإمام أحمد بن حنبل 10/ 407.
(8)
البيت من الطويل، ديوانه 823، المستقصى في أمثال العرب 2/ 90، تمهيد القواعد 8/ 4137، شرح الأشموني 3/ 180.
بجزم الفعل (يَحْلَ).
وأمَّا مَن يرى أن (لن) بمعنى (لا) أو (لم)؛ فذلك لسببين:
1 -
أن (لن) لتأكيد ما تعطيه (لا) من نفي المستقبل.
2 -
أن (لن) للنفي مثل (لم)؛ ولأن النون أخفُّ من الميم في اللغة.
ومن قلب الميم نونًا قولُ الشاعر (1):
كأنِّي بينَ خافِيَتَيْ غُرابٍ
…
أصابَ حمامةً في يومِ غَيْنِ (2)
أي: غَيْم.
والجواب عن ذلك ما يلي:
1 -
أن (لن) حرفٌ غيرُ مركب، يفيدُ النفي، فدعوى مشابهته لـ (لا) لا دليل عليها (3).
2 -
أن تشبيه (لن) بـ (لم) و (لا)، بعيدٌ؛ إذ إن (لن) وُضعت ناصبة و (لم) جازمة، فكيف تُقاس على ما يُناقِضُ عملَها.
(1) لم أقف على قائله حسب اطلاعي.
(2)
شرح شافية ابن الحاجب 3/ 149، رصف المباني 287.
(3)
الجنى الداني 270.