الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرآنَ، لم يَحنَثْ؛ لأنَّ القرآنَ كلامُ الله" (1).
ومِن الجهلِ بالعربيَّةِ: التفريقُ بين كلامِ اللهِ لفظِهِ ومعناهُ، وزعمُ أنَّ هذا مخلوقٌ، وهذا غيرُ مخلوق؛ كما قال ابنُ الأعرابيِّ اللُّغَويُّ:"ما رأيتُ قومًا أكذَبَ على اللغةِ مِن قومٍ يزعُمُونَ أنَّ القرآنَ مخلوقٌ"(2).
*
الواقفةُ في خَلْقِ القرآن، وسببُ التشديد عليهم:
ولا يجوزُ الوقوفُ في مسألةِ القرآنِ بزعمِ التوسُّطِ والإمساكِ عن قول: مخلوقٌ، ولا غيرُ مخلوق؛ لأنَّ هذا شكٌّ في صفاتِ الله، والواقِفُونَ في مسألةِ كلامِ اللهِ يُسمَّوْنَ: واقفةً؛ لأنَّهم لا قاموا بالحَقّ، ولا ناموا عن الباطل، وقد قال أحمدُ عمَّن يقول بقولِ الواقِفة:"لا يكون مِن أهلِ السُّنَّةِ، ولا كَرَامةَ! "(3)، وكان عبدُ اللهِ بن محمَّدٍ الضعيفُ يقول:"قُعَّدُ الخوارجِ أخبَثُ الخوارجِ، وقُعَّدُ الجهميَّةِ هم الواقِفة"(4).
وسببُ تشديدِ الأئمَّة على الواقِفة: أنَّ ظاهِرَ الحالِ أنهم أهوَنُ مِن الخَلْقيَّة؛ لأنَّ القولَ بالوَقْفِ يُغرِي ضعفاءَ أهل الحقِّ به؛ توهُّمًا للسلامةِ والتوسُّط، فهو يُخرِجُ أهلَ الحقِّ إلى الباطل، ويُخرِجُ أهلَ الباطلِ إلى باطلٍ آخَر؛ ولهذا يقولُ إسحاقُ بن راهويه: الواقفةُ شرٌّ عندي ممن يقول: القرآنُ مخلوق؛ لأنَّه يَقتدي به غيرُه (5).
(1)"السُّنَّة" للخلال (1851 و 1852).
(2)
"شرح أصول الاعتقاد"(623)، و "معجم الأدباء"(6/ 2533).
(3)
"مسائل حرب"(1804).
(4)
"مسائل أحمد؛ رواية أبي داود"(1749).
(5)
"مسائل حرب"(1801)؛ وعنه الخلال في "السُّنَّة"(1801).