الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب ما على الوُلاةِ من التَّيسيرِ
(باب ما على الولاة من التيسير)
مِنَ الصِّحَاحِ:
2801 -
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أحدًا مِن أصحابهِ في بعضِ أمرهِ قال: "بَشِّروا ولا تُنَفِّروا ويَسِّروا ولا تُعَسِّرُوا".
قوله: "بَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا"؛ يعني بَشِّروا الناسَ بالأجر على الطاعات وعلى إعطائهم الزكاةَ والصدقةَ وغيرَهما من الخيرات، ولا تُخَوِّفوهم بأن تَجْعلُوهم قانِطين آيسين من رحمة الله بأن فَعَلُوا ذنوبًا.
"ويسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا"؛ يعني سَهِّلُوا عليهم أُمُورَهم بأن تَأْخُذُوا منهم الزكاةَ على سهولةٍ وتَلَطُّفٍ، ولا تَظلِمُوهم بأن تَأْخُذُوا أكثرَ مما يجبُ عليهم، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، كما ذُكِرَ شرحُه في الحديث المتقدِّم على هذا الباب.
* * *
2803 -
وعن أبي بُردَةَ رضي الله عنه قال: بَعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم جدَّهُ أبا موسى ومُعاذًا إلى اليَمَنِ فقالَ: "يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتَطاوَعا ولا تَخْتَلِفا".
قوله: "وتطاوَعا ولا تَخْتَلِفا"؛ يعني كونا مُتَّفِقين في الحكم ولا تختلفا، فإنكما لو اختلفتما وحَكَمَ كلَّ واحدٍ منكما حُكْمًا آخر لاختلفَ الناسُ، واقتدى كلُّ جَمْعٍ منهم بأحدكما، وحينئذ يقعُ بينكما وبين أتباعكما العداوةُ والمحارَبَةُ.
* * *
2805 -
وقال: "لِكُلِّ غادِرٍ لواءٌ يومَ القيامَةِ يُعرَفُ به".
قوله: "لكلَّ غادرٍ لواءٌ يومَ القيامةِ يُعْرَفُ به"؛ يعني: يُنْصَبُ عَلَمٌ يومَ القيامة لكلِّ غادرٍ وينادَى: أنَّ هذا غَدْرَةُ فلانٍ ليفتضحَ ذلك الغادِرُ بين أهل العَرَصَات.
و (الغادِرُ): الذي لا يَفِي بالوَعْدِ والعَهْد، ويدخُلُ فيه مَنْ لم يَفِ بما نَذَرَ وبما حَلَفَ عليه، ومن لم يفِ بشرطٍ شَرَطَه.
روى هذا الحديث أنس وابن عمر.
2806 -
وقال: "لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ عندَ استِهِ يومَ القيامةِ، أَلا ولا غادِرَ أَعْظمُ غَدْرًا مِن أميرِ عَامَّةٍ".
قوله: "عند اسْتِه"؛ أي: خَلْفَ ظَهْرهِ.
و (الاستُ): الدُّبُر، وإنما يُنصَبُ علمُ الغَدْر خلفَ ظهرِ الغادرِ للفضيحةِ والمذلَّةِ؛ لأن عَلَمَ العِزَّةِ ينصَبُ تِلقاءَ وجهِ الرجلِ، وعَلَم الفضيحةِ والمذَلَّةِ يُنصَبُ خلفَ الظَهر.
روى هذا الحديثَ أبو سعيد.
* * *
مِنَ الحِسَان:
2807 -
عن عَمرِو بن مُرَّةَ رضي الله عنه، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَن وَلَاّهُ الله شيئًا مِن أمرِ المُسلمينَ، فاحتَجَبَ دونَ حاجَتِهم وخَلَّتِهم وفقرِهم، احتجَبَ الله دونَ حاجَتِهِ وخَلَّتِهِ وفقرِهِ". وفي رواية: "أَغلَقَ الله أبوابَ السَّماءِ دونَ خَلَّتِهِ وحاجَتِهِ ومَسْكَنَتِهِ".