الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لنا: فيما اسْتَطَعْتُنَّ وأطَقْتُنَّ. قلتُ: الله ورسُولُهُ أرحَمُ بنا مِنَّا بأنفُسِنا، قلتُ: يا رسُولَ الله! بايعْنا، تعني: صافِحْنا، قال:"إِنَّما قَوْلي لمئةِ امرأَةٍ كقَوْلي لامرأةٍ واحِدةً".
قوله: "في نسوة"؛ أي: مع نسوة.
"صافِحْنا"؛ أي: ضع يدك في يد كلِّ واحدةٍ منَّا.
* * *
11 - باب الجلاء: إخراجِ اليهودِ من جزيرةِ العَرَبِ
(باب إخراج اليهود من جزيرة العرب)
مِنَ الصِّحَاحِ:
3090 -
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: بَيْنا نحنُ في المسْجِدِ، خَرَجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: اِنطلِقُوا إلى يَهُودَ فَخَرَجْنا معهُ حتَّى جَئْنا بَيْتَ المدراسِ، فقامَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"يا مَعْشَرَ يَهُودَ! أسْلِمُوا تَسْلَمُوا، واعْلَمُوا أنَّ الأَرضَ للَّهِ ولرسُولِهِ، وإنِّي أُريدُ أَنْ أُجْلِيَكُم مِنْ هذِهِ الأرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ منكُمْ بمالِهِ شيئًا فلْيَبعْه".
قوله: "بيت المدراس"؛ أي: الموضع الذي يقرأ اليهود فيه التوراةَ.
"تسلَموا"؛ أي: تنجوا من الذلِّ في الدنيا ومن العذاب في الآخرة.
"أن أُجْليكم"؛ أي: أخرجكم من هذه الأرض؛ أي: من جزيرة العرب.
"فمن وجد منكم بماله شيئًا"؛ أي: فمن وجد منكم شيئًا من ماله مما
لا يتيسَّر له نقلُه فليبعه، مثل الأرض والأشجار.
* * *
3091 -
عن ابن عمرَ قالَ: قامَ عمرُ خَطِيبًا فَقَالَ: إنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ عامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ على أموالِهم وقال: نُقِرُّكمْ ما أَقَرَّكُمُ الله. وقد رأَيْتُ إجلاءَهُم، فلمَّا أَجْمَعَ عُمرُ على ذلِكَ أتاهُ أحدُ بني أبي الحُقَيقِ فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ! أتُخْرِجُنا وقد أَقَرَّنا محمدٌ وعامَلَنا على الأموالِ؟ فقالَ عمرُ: أَظَنَنْتَ أنِّي نسيتُ قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: كيفَ بكَ إذا أُخْرِجْتَ من خَيْبَرَ تَعْدُو بكَ قَلُوصُكَ ليْلةً بعدَ لَيْلةٍ. فقال: هذِهِ كانتْ هُزَيْلةً من أبي القاسمِ. قالَ: كذبتَ يا عدوَّ الله. فأجلاهم عمرُ، وأَعْطاهم قِيمةَ ما كانَ لهمْ مِنَ الثَّمَرِ مالًا وإبلًا وعُروضًا من أقتابٍ وحِبالٍ وغيرِ ذلك.
قوله: "نقركم على ما أقركم الله"؛ يعني: لمَّا أقر رسول الله يهود خيبر على الجزية قال هذا اللفظ؛ يعني: نترككم على ما ترككم الله؛ أي: ما لم يأمرنا الله بإخراجكم عن جزيرة العرب، فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أريد أن أجليكم" لا بد وأن يكون إجلاؤهم بأمر الله.
قوله: "رأيت إجلاءهم"؛ أي: قال عمر: رأيت المصلحة في إجلائهم؛ أي: في إخراجهم من جزيرة العرب.
"أجمع"؛ أي عزم على ذلك؛ أي: على إجلائهم.
"وعامَلَنا على الأموال"؛ أي: جعلَنا عاملين على أرض خيبر.
"كيف بك"؛ يعني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا اليهودي: (كيف بك)؛ أي: كيف يكون حالك "إذا أخرجت" من جزيرة العرب "تعدو بك"؛ أي: تسرعك "قلوصك"؛ أي: جملك.
"هذه كانت هزيلة"؛ أي: هذا الكلام منه مزاحٌ ولعب.
"الأقتاب": جمع قتب، وهو الرحل. "الحبال": جمع حبل.
* * *
3092 -
عن ابن عبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَوْصى بثَلاثةٍ قال: أخْرِجُوا المُشْرِكينَ مِنْ جَزيرَةِ العَرَبِ، وأَجِيزوا الوَفْدَ بنحْوِ ما كُنتُ أُجيزُهُم. قال ابن عبَّاسٍ: وسكتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، أو قال: فأُنْسِيتُها.
قوله: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" أراد بالمشركين اليهود والنصارى، "وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم"، (أجاز): إذا أعطى صلةً، و (الوفد): الرسول ومَن أتى لحاجةٍ؛ يعني: إذا أتاكم رسولُ قوم أو جماعةٍ لحاجةٍ فأعطوهم من النفقة وما يحتاجون إليه كما كنت أعطيهم.
* * *
مِنَ الحِسَان:
3094 -
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكونُ قِبلتانِ في بلدٍ واحِدٍ".
قوله: "لا تكون قبلتان في بلدة واحدة"؛ يعني: لا يجوز أن يكون المسلم وغير المسلم في بلدةٍ واحدةٍ، وهذا مختصٌّ بجزيرة العرب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج المسلمين المشركين من جزيرة العرب، وقال:"لأُخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلمًا".
* * *