الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب تغطيةِ الأواني وغيرِها
(باب تغطية الأواني وغيرها)
(التغطية): مصدر غَطَّى - بتشديد الطاء -: إذا سَتَر.
(الأواني): جمع آنية، وهي ظَرف الماء.
مِنَ الصِّحَاحِ:
3308 -
عن جابرٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانَ جُنحُ اللَّيلِ أوْ أمسيتُمْ فكُفُّوا صِبيانَكُمْ، فإنَّ الشَّياطينَ تنتَشِرُ حِينَئذٍ، فإذا ذهبَ ساعةٌ مِنَ الليلِ فحلُّوهُمْ، وأغلِقُوا الأبوابَ واذكُرُوا اسمَ الله، فإن الشَّيطانَ لا يَفتحُ بابًا مُغلقًا، وأوْكُوا قِربَكُمْ واذكُرُوا اسمَ الله، وخمِّرُوا آنِيَتَكُمْ واذكُرُوا اسمَ الله، ولوْ أنْ تَعْرُضُوا عليهِ شيئًا وأطْفِئُوا مصابيحَكُم".
قوله: "إذا كان جُنح الليل"، (جنح الليل)؛ أي: قطعتُه، والمراد به ها هنا: أول الليل.
قوله: "أو أمسيتم"، هذا شكٌّ من الراوي في أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان جُنح الليل، أو قال: إذا أمسيتُم".
"فكفُّوا"؛ أي: فامنعُوا الصبيان - جمع صبي -؛ يعني: امنعوا صبيانَكم في أول الليل عن الخروج من بيوتكم.
"فإن الشياطين"؛ أي: فإن الجنَّ تنتشر في أولِ الليل وتتردَّد على أبواب البيوت لتختطفَ الصبيان.
"وأَوكُوا": هذا أمر مخاطب مِنْ أوكأ: إذا شدَّ فمَ السِّقاء.
(القِرب): جمع قِربة، وهي السقاء.
"وخمِّروا" - بتشديد الميم -؛ أي: استروا كيلا يقعَ في الأواني نجاسةٌ أو دُويبة مثلُ الفأرةِ وغيرها، ولا يقع فيها الوَباء.
"ولو أن تعرِضوا عليه شيئًا"؛ يعني: ولو أن تضعوا على رأس الإناء عودًا أو شيئًا آخر يسترُ بعضه؛ يعني: إن لم تجدوا ما يستر جميعَ رأسِ الآنية ضعُوا على رأسها ما يستر بعضَه وقولوا: بسم الله، فإنكم إذا أطعتم رسولَ الله بقدر وُسْعِكم فإنَّ الله يدفع عنكم البلاءَ ببركة طاعتكِم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
و (عرض) - بفتح الراء في الماضي وكسرها وضمِّها في الغابر -: إذا وضع شيئًا عريضًا على رأس آنية، هذا هو الأصل، ويقال: وَضْعُ عود غيرِ عريضٍ على رأس آنية أيضًا عرض.
* * *
قوله: "وأطفئوا": الإطفاء في المِصْباح بمنزلة الإخماد في النار.
3309 -
وفي روايةٍ: "خَمِّرُوا الآنيةَ، وأوْكُوا الأَسْقِيةَ، وأجِيفُوا الأبوابَ، وأكْفِتُوا صِبيانَكُمْ عندَ المساءِ، فإنَّ للجِنِّ انتشارًا وخَطْفَةً، وأطفِئُوا المصابيحَ عندَ الرُّقادِ، فإن الفُوَيْسِقةَ رُبَّما اجترَّتِ الفتيلةَ فأحرَقَتْ أهلَ البيتِ".
"وأجيفوا الأبواب"؛ أي: أغلقوا الأبواب.
"وأكفتوا صبيانكم"، (الكفت): الضم؛ يعني: ضُمُّوهم إلى أنفسهم وامنعوهم الخروج في أول الليل.
(الرقاد): النوم، (الفويسقة): الفأرة.
"اجترت"؛ أي: جَرَّت.
* * *
3310 -
وفي روايةٍ: "غَطُّوا الإِناءَ وأوْكُوا السِّقاءَ وأغلِقُوا البابَ وأطفئُوا السِّراجَ، فإن الشَّيطانَ لا يَحُلُّ سِقاءً ولا يفتَحُ بابًا ولا يكشِفُ إناءً، فإنْ لمْ يجِدْ أحدُكُمْ إلا أنْ يَعْرُضَ على إنائهِ عُودًا ويذكُرَ اسمَ الله عليه فليفعل؛ فإنَّ الفُويسِقَةَ تُضْرِمُ على أهلِ البيتِ بيتَهُمْ".
قوله: "فإن الشيطان لا يحُلُّ سِقَاء"؛ أي: لا يفتح سقاء مشدودًا؛ يعني: الشيطان كما يأكل ويأخذ من طعامٍ لم يُذكر اسم الله عليه، فكذلك يشرب ويأخذ من ماء أو من شراب لم يُغَطَّ ولم يُشَدَّ ولم يُذكر اسم الله عليه.
"ولا يكشف"؛ أي ولا يرفع السِّتر من إناء مستور.
قوله: "فإن الفويسقة تَضْرِم على أهل البيت بيتَهم"، هذا متعلق بقوله:(أطفئوا السراج)، (أضرم): إذا أشعل النار؛ يعني: لو لم تطفئوا مصابيحَكم لجرَّت الفأرةُ الفتيلةَ، وتُلقيها إلى بعض الأقمشة، وتشعل النار، وتحرِق البيت.
* * *
3311 -
وقال: "لا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وصِبيانَكُمْ إذا غابتْ الشَّمسُ حتَّى تذهبَ فَحْمةُ العِشاءِ، فإنَّ الشَّيطانَ يُبعَثُ إذا غابت الشَّمسُ حتَّى تذهبَ فحْمَةُ العِشاءِ".
قوله: "لا ترسلوا فَوَاشِيَكم"؛ أي: لا تحُلُّوا مواشيكم بل اربُطُوها.
والفواشي والمواشي واحدٌ.
"فحمة العشاء": أول ظلمة الليل، فإن الشيطان يَبْعثُ إذا غابت الشمس؛ أي: يُرسل جيشه في أول الليل ليختطفوا الصبيانَ والمواشي.
روى هذا الحديثَ جابر.
* * *
3312 -
عن جابرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "غَطُّوا الإِناءَ وأوْكُوا السِّقاءَ، فإنَّ في السَّنةِ ليلةً ينزلُ فيها وباءٌ لا يمرُّ بإناءٍ ليسَ عليهِ غطاءٌ أو سِقاءٌ ليسَ عليهِ وِكاءٌ إلَّا نَزَلَ فيهِ مِنْ ذلكَ الوَباءِ".
قوله: "فيها وَبَاء"؛ أي: هلاك، يعني: ينزل وباء في ليلة من ليالي السنة، ويقع في آنية مكشوفة الرأس، أو سِقاء مفتوح، فمن شَرِبَ من ذلك الطعام أو الشراب يَهْلَك.
و (الوِكاء): ما يُشد به رأس السِّقاء.
* * *
3313 -
وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: جاءَ أبو حُمَيْدٍ - رجلٌ مِنَ الأنصارِ - مِنْ النَّقيعِ بإناءٍ منْ لبن إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ألا خَمَّرْتَهُ ولوْ أنْ تَعْرُضَ عليهِ عودًا".
قوله: "من النقيع"، (البقيع) - بالباء -: اسم مقبرة، وبالنون: اسم روضة حَمَاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، كلاهما بالمدينة، وفي هذا الحديث (من النقيع) بالنون، ومَنْ قال الباء فقد صَحَّف؛ أي: قرأ تصحيفًا.
* * *
3315 -
وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هذه النَّارَ إنَّما هيَ عَدوٌّ لكُمْ، فإذا نِمتُمْ فأطْفِئوها عنكُمْ".
قوله: "إن هذه النار إنما هي عدوٌّ لكم"؛ يعني النار تحرِق ما تَصِلُ إليه، فإذا نِمْتُم فاخمِدوا النار كيلا تحرِقَ شيئًا لكم.
روى هذا الحديثَ أبو موسى.
* * *
مِنَ الحِسَانِ:
3316 -
عن جابرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتُمْ نُباحَ الكِلابِ ونهيقَ الحميرِ من اللَّيل فتعوَّذُوا بالله من الشَّيطانِ الرَّجيم، فإنهنَّ يَرَوْنَ ما لا ترَوْنَ، وأقِلُّوا الخُروجَ إذا هدأتِ الأرجُلُ فإنَّ الله عز وجل يَبُثُّ مِنْ خَلْقِهِ في ليلته ما يشاءُ، وأجِيفُوا الأبوابَ واذكُرُوا اسمَ الله عليه، فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتحُ بابًا أذا أُجِيفَ وذُكِرَ اسمُ الله عليه، وغطُّوا الجرارَ وأكْفِئوا الآنيةَ وأوْكُوا القِرَبَ".
قوله: "فإنهن يَرَين ما لا ترون"؛ يعني: فإنهن يرينَ الشيطانَ فيصوتْنَ فتعوَّذوا من الشيطان الرجيم.
قوله: "وأقلوا الخروج أذا هدأت الأرجل"، (هدأت)؛ أي: سَكَنت؛ يعني: إذا دخل الليل، وقَلَّ ترددُ الناس في الطرق والأسواق فأقِلُّوا الخروجَ من بيوتكم.
"فإن الله يبُثُّ"؛ أي: يفرِّق من خلقه من الجنِّ والشياطين والحيوان المُضرَّةِ، فلا تخرجوا من بيوتكم كيلا يَصِلَ إليكم منهم ضررٌ.
(الجِرار) جمع جَرَّة.
* * *
3317 -
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: جاءتْ فأرةٌ تَجُرُّ الفتيلةَ فألقَتْها بين يَدَيْ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم على الخُمْرَةِ التي كانَ قاعِدًا عليها، فأحرقَتْ منها مِثلَ موضعِ
الدِّرهَمِ، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا نِمتُمْ فأطفِئُوا سُرُجَكُمْ فإنَّ الشَّيطانَ يدُلُّ مِثلَ هذِهِ على هذا فتحرقَكُم".
قوله: "على الخُمْرة"؛ أي: على السَّجَّادة.
° ° °