المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الرابع: المقال والكتب - المقال وتطوره في الأدب المعاصر

[السيد مرسي أبو ذكري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات

- ‌مقدمة

- ‌مفهوم المقال:

- ‌الباب الأول: المقال وتطوره

- ‌الفصل الأول: ملامح المقال في الأدب العربي القديم

- ‌مدخل

- ‌أولا: الحسن البصري 21-110ه

- ‌ثانيا: عبد الحميد بن يحيى الكاتب 132هـ-750م

- ‌ثالثا: عبد الله بن المقفع

- ‌رابعًا: الجاحظ: 150-255ه

- ‌خامسا: ابن قتيبة 213-276ه

- ‌سادسا: أبو حيان التوحيدي 310-400ه

- ‌سابعا: إخوان الصفا

- ‌ثامنا: ابن خلدون 732-808ه

- ‌الفصل الثاني: المقال في طوره الحديث

- ‌مدخل

- ‌أولًا: محاولات الاوربيين

- ‌ميشيل دي مونتين 1532-1592

- ‌ فرانسيس بيكون 1561-1626:

- ‌ المقال في القرن الثامن عشر:

- ‌ المقال في القرن التاسع عشر:

- ‌ثانيًا: المقال في الأدب العربي الحديث

- ‌مدخل

- ‌الطور الأول:

- ‌الطور الثاني:

- ‌الطور الثالث:

- ‌الطور الرابع:

- ‌الطور الخامس:

- ‌ثالثا: أثر الصحف في تطور المقال

- ‌الفصل الثالث: تنوع المقال

- ‌مدخل

- ‌أولًا: المقال بالنسبة لموقف الكاتب

- ‌المقال الذاتي

- ‌ المقال الموضوعي:

- ‌ المقال الموضوعي الذاتي:

- ‌ثانيًا: المقال بالنسبة لاسلوب الكاتب

- ‌المقال الأدبي

- ‌ المقال العلمي:

- ‌الفصل الرابع: المقال والكتب

- ‌الباب الثاني: المقال وتنوع الأساليب

- ‌الفصل الأول: المقال والأسلوب اللغوي

- ‌مدخل

- ‌أولا: أحمد فارس الشدياق 1805-1887

- ‌ثانيا: الشيخ إبراهيم اليازجي 1847- 1906

- ‌ثالثًا: محمد إبراهيم المويلحي 1858-1930

- ‌الفصل الثاني: المقال وأسلوب الاصلاح الاجتماعي

- ‌مدخل

- ‌أولًا: عبد الرحمن الكواكبي 1848-1902

- ‌ثانيًا: قاسم أمين 1863-1908

- ‌ثالثًا: ولي الدين عدلي يكن 873-1921 3

- ‌رابعًا: عبد العزيز جاويش 1876- 1929

- ‌الفصل الثالث: المقال والأسلوب الديني

- ‌مدخل

- ‌أولًا: الشيخ محمد عبده 1848-1905

- ‌ثانيًا: الشيخ علي يوسف 1863-1913

- ‌ثالثًا: شكيب أرسلان 1869-1946

- ‌رابعًا: أحمد أمين 1886-1954

- ‌الفصل الرابع: المقال والاسلوب العلمي

- ‌مدخل

- ‌أولًا: يعقوب صروف 1852-1927

- ‌ثالثًا: سلامة موسى 1888-1958

- ‌الفصل الخامس: المقال والأسلوب الفني

- ‌مدخل

- ‌أولًا: مصطفى لطفي المنفلوطي 1876-1924

- ‌ثانيًا: مصطفى صادق الرافعي 1880-1937

- ‌ثالثًا: جبران خليل جبران 1883-1931

- ‌رابعًا: أحمد حسن الزيات 1885-1968

- ‌خامسًا: عباس محمود العقاد 1889-1964

- ‌سادسًا: طه حسين 1889-1973

- ‌سابعًا: عمر فاخوري 1895-1946

- ‌ثامنًا: مي زيادة 1897-1941

- ‌الفصل السادس: المقال والأسلوب الفلسفي

- ‌مدخل

- ‌أولًا: أحمد لطفي السيد 1872-1962

- ‌ثانيًا: علي آدهم 1897-1981

- ‌ثالثًا: زكي نجيب محمود 1905

- ‌الفصل السابع: المقال والأسلوب السياسي

- ‌مدخل

- ‌أولًا: عبد القادر حمزة 1880-1941

- ‌ثانيًا: أمين الرافعي 1886- 1927

- ‌ثالثًا: محمد حسين هيكل 1888-1956

- ‌رابعًا: محمد التابعي 1895-1976

- ‌خامسًا: فكري أباظة 1897-1979

- ‌الفصل الثامن: المقال والأسلوب الساخر

- ‌مدخل

- ‌أولًا: محمد السباعي 1881-1931

- ‌ثانيًا: عبد العزيز البشري: 1886-1943

- ‌ثالثًا: حسين شفيق المصري المتوفى 1948

- ‌رابعًا: إبراهيم عبد القادر المازني 1890- 1949

- ‌الباب الثالث: المقال في الصحف المعاصرة

- ‌الفصل الأول: المقال وقضايا الفكر

- ‌مدخل

- ‌أولًا: قضية المرأة

- ‌ثانيًا: كتاب "الإسلام وأصول الحكم

- ‌ثالثًا: كتاب "في الشعر الجاهلي

- ‌رابعًا: قضية التبشير

- ‌الفصل الثاني: المقال المعاصر

- ‌مدخل

- ‌أولًا: المقال العرضي

- ‌ثانيًا: المقال النقدي

- ‌ثالثًا: المقال النزالي

- ‌المقال في صحف اليوم

- ‌مدخل

- ‌ الأهرام:

- ‌ الأخبار:

- ‌ الجمهورية:

- ‌الفصل الثالث: الوان من المقال في صحف اليوم

- ‌مدخل

- ‌أولًا: الخاطرة

- ‌مدخل

- ‌في الأهرام:

- ‌في الأخبار وأخبار اليوم

- ‌في الجمهورية:

- ‌ثانيًا: الفكرة

- ‌ثالثًا: في الكاريكاتير

- ‌خاتمة:

- ‌أهم المصادر:

- ‌فهرس الموضوعات:

الفصل: ‌الفصل الرابع: المقال والكتب

‌الفصل الرابع: المقال والكتب

منذ الثلث الأخير من القرن الماضي، والبلاد تشهد أحداثا جلية في السياسة والفكر، ونمط الحياة ومقاييس الأدب، وقيم الأخلاق، والاتجاه الثوري، وشيوع ما استقر الفكر الغربي عليه من مثل عليا في شئون الشعر والأدب والفلسفة، ومن نظريات عميقة في الكون والحياة. وانطلق الكتاب يسجلون في الصحف اليومية والمجلات الدورية أروع الصفحات وأبلغها في الأدب والتاريخ والدعوة إلى التحرر من الجهل والفقر والمرض، تدفعهم غايات حميدة في العناية بدراسات أدبية شتى، وإنتاج فني رائع في مختلف فنون الأدب.

ومن ثم بلغ المقال قمته، وتنوعت ألوانه، نتيجة للتقدم الثقافي والوعي الاجتماعي، والنضوج الصحفي، والازدهار الأدبي، ومنافسة الصحف والمجلات في جذب اللامعين من الكتاب لكسب عدد كبير من القراء.

ونظرا لأن معظم الناس لا يقرءون ما تذيعه الصحف، وتنشره المجلات، والذي يقرأ ينسى -لطول العهد وبعد الزمن- لزم نشر ما كتب منجما، وجمع ما أذيع مفرقا حتى تشعر الأجيال الناشئة بوجوده، لا سيما الذين يفتحون عقولهم للعلم، وقلوبهم للأدب، وأفئدتهم للفن، وإلا ظل ما دبجته الأقلام مجهولا من المثقفين، ومطويا عن المستنيرين، وبعيدا عما كانوا في دور الطفولة وقت إذاعته ونشره.

وشهدت فترة ما بين الحربين العالميتين ظهور كتب جديدة، تنسب لكبار الأدباء كانت في الأصل مقالات، سنحاول خلال هذا الفصل التعرف عليها

ص: 84

والإشارة إليها، حتى تكون على بينة منها، وها هي أشهر الكتب التي كانت -في الأصل- مقالات، وتتداول اليوم في مجتمع المثقفين في شتى بلاد العروبة.

1-

كنز الرغائب في منتخبات الجوائب:

مجموعة من مقالات كتبها أحمد فارس الشدياق في "الجوانب"1 منذ إنشائها 1860، تناولت موضوعات مختلفة، وأغراضا متنوعة، ومعانٍ متباينة، ومقاصد شتى. توضح آراء الشدياق في مجالات عديدة. ومقالات الكتاب تمثل الجهد الضخم الذي بذله الرجل في مجال اللغة والأدب والسياسة والاجتماع، وأحوال الممالك الإسلامية من تولية وعزل ووفاة وإنشاء وقوانين. وتقع مقالات الكتاب في أربعة أجزاء تمثل ألوان الفكرة خلال عصره.

2-

كنز الرغائب في منتخبات الجوائب:

يضم هذا الكتاب تسعة عشر مقالا، نشرت بجريدة "المؤيد" في الفترة من 1895-1898 لقاسم أمين، تحت هذا العنوان. السبع الأولى منها تدور حول المال وعدم مبالاة المصريين بأحوالهم وانصرافهم عن المغامرة والقناعة باليسير حتى حل الفقر ديارهم، وتدعو إلى المغامرة في كل شيء عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا".

والسبع الثانية تدور حول التربية السليمة، وترد الكسل العقلي لسوء

1 ظهرت هذه الصحيفة بالأستانة ومعناها: الأخبار الطارئة الشائعة. مفردها "جائية" والجائية: الخبر الطارئ الشائع، يقال: هل عندك جائية؟ أي خبر، والجمع "جوائب". نالت هذه الصحيفة شهرة عظيمة في العالم الإسلامي والعربي، ولعبت دورا هاما في النهضة الأدبية واللغوية طيلة ربع قرن، وتركت أثرا واضحا في تطور النثر الحديث وترسل الأسلوب، وظلت تنشر حتى 1884.

ص: 85

معاملة بعض الحكومات للمواطنين حتى قتلوا فيهم ملكة الإقدام على العمل، وتكرار القصص التي وضعها الحكام لتسلية الفقراء حتى خارت قواهم.

والخمس الأخيرة قصرها على مشاكل "الموظف والوظيفة والتوظف" في عصر كان التسابق فيه على العمل "الميري" ظاهرة سلبية تحول بين خبرة الشباب، وبين العمل المنتج، وتنفي في الشباب أخلاقيات التواكل والارتزاق. وعن الجملة تعالج مقالات الكتاب عددا من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي تهم دعاة الإصلاح.

3-

تحرير المرأة:

مجموعة من المقالات، نشرها قاسم أمين بصحيفة "المؤيد"، تضمنت دعوته الجرية لإنصاف المرأة حتى تؤدي وظيفتها الاجتماعية على خير وجه، معتبرا الحجاب أصلا من أصول الأدب بشرط مطابقته لما جاءت الشريعة الإسلامية به، لا ما يتعارف الناس عليه من مغالاة ومبالغة. وتكشف مقالات الكتاب عن انتشار المعارف والشعور بالروابط الوطنية، واستغلال الغرب لثروات البلاد، واستعداد الأمة للنضال في همة وعزيمة، ورصد ما يطرأ على المسلمين من جهل وتأخر، وما وقع من بعض العلماء فيه من جمود في التفكير، وإغراق في التقليد، وانحراف عن مناهج الدرس الصحيح.

وتبرز مقالات الكتاب مزايا التربية الاستقلالية في أوربا، وما وصلت المرأة العربية إليه من تقدم في مشاركتها الرجل في كل مناحي الحياة، ومختلف العلوم، وشتى الفنون، كما عالجت شئون الأسرة ونظام تعدد الزوجات في التاريخ، وربطت إصلاح المرأة المصرية بالعادات والمعاملة والتربية الصحيحة.

ولقد أحدثت مقالات الكتاب جدلا عنيفا حول حقوق المرأة لا تزال حتى اليوم، ووقف الشعراء منها بين مؤيد ومعارض ومعتدل، وطبعت في كتاب 1898.

ص: 86

4-

حديث عيسى بن هشام:

هو في الأصل مقالات نشرها محمد إبراهيم المويلحي على صفحات جريدة "مصباح الشرق" اعتبارا من السابع عشر من نوفمبر 1898. تناول فيها أعيان القرن الماضي، والمحامي الشرعي وفساده، ووزارة الأوقاف وتأسيسها، والمحكمة الشرعية ومناقضاتها، والطب والأطباء، وتفشي الأمراض وطرق العلاج منها لدى العامة والخاصة، والأزهر ورجاله، التجار والموظفين وعيوبهم، وأبناء الأسر الحاكمة والفراغ الذي يعيشونه واستقلال الأجانب لهم، وحفلات العرس في قرى ومدن مصر، وما فيها من بدع وتقاليد أجنبية، والمدنية الغربية ومساوئها.

ومقالات الكتاب تكشف عن سعة اطلاع صاحبه على الأدب العربي، وتأثره بالأدب القديم، مما جعله يتبع أسلوب المقامات، ثم طوره بما يلائم روح العصر بعد تأثره بالثقافة الفرنسية.

5-

علاج النفس:

مجموعة من المقالات، نشرها محمد إبراهيم المويلحي في "مصباح الشرق" تمثل نشاطه الصحفي الذي استمر حتى قبيل وفاته بأسابيع. تناول فيها الفلسفة والغضب وسعادة الحياة وكدر النفس، وغير ذلك من المقالات الشائعة الحافلة بالحكمة والنظرة السديدة. ومن أطرف ما تناوله المويلحي موضوع "الغضب" فرآه يفتح أبواب السجون، وينصب أعواد المشانق، ويضرم نار الحرب، ويقهر العقل، ويقطع أواصر الغربي، ويقصم عرى المودة.

ويصف مظاهر الغضب في النفوس، فيروي غضب أحد ملوك اليونان من البحر عندما هاج واضطرب وتأخرت سفنه، وأقسم بإلقاء الجبال فيه حتى يصير أرضا، ووقف يهدد الأمواج ويزجرها، وهذا لون طريف، ينشأ من الترف والنعمة. وتدور مقالات الكتاب حول تهذيب النفس ورياضتها، وحثها على الأخذ بالأخلاق الفاضلة، والتربية القويمة، وهي

ص: 87

ثمرة خبرة واسعة بأحوال الحياة، وأخلاق الناس، نتيجة تأملات واطلاع واسع.

6-

أم القرى:

في الأصل مقالات نشرتها مجلة "المنار" 1902 لعبد الرحمن الكواكبي، ثم جمعت في كتاب تحت هذا العنوان. تناولت أسباب فتور المسلمين في كل قطر، وردتها إلى أسباب دينية وسياسية وخلقية، والغفلة عن شئون الحياة، وعدم توزع الأعمال بالعدل وشيوع التواكل. وخلصت مقالات الكتاب إلى أن الجهل جرثومة التخلف، والقضاء عليه يكون بالتعليم، وتأسيس جمعيات الإصلاح، وتكليف القادرين على العمل، لا سيما السراة والعلماء من الأمة.

ومقالات الكتاب في جملتها بحوث مبتكرة، تكشف عن عقل كبير، وقوة التفكير، وسلامة التصوير، وسعة الاطلاع، وصدق الغيرة على العالم الإسلامي.

7-

طبائع الاستبداد:

مقالات كتبها عبد الرحمن الكواكبي، ونشرتها جريدة "المؤيد" حين وجوده بمصر 1318هـ. دارت مقالات الكتاب حول الحكومة المستبدة، وحصرها الكواكبي في حكومة الحاكم الفرد. ووضح خلال مقالاته طبيعة استبداد الحكومات واستغلال الرعية، والتصرف في شئونهم دون مراعاة لحقوقهم، وأبان أن الحاكم المستبد يخشى العلم، ووضح أثر الاستبداد في فساد الأخلاق والتربية، ثم حصر وسائل التخلص من الاستبداد بالتعليم وإيقاظ الحماس في نفوس المواطنين، وتهيئة النفوس لذلك، ومعرفة الغاية بطريقة واضحة ودقيقة.

ومقالات الكتاب في جملتها تعرب عن إخلاص الرجل وغيرته وتلهفه على رفع نير الاستعمار عن الشرق العربي.

ص: 88

8-

مقالات قصر الدوبارة بعد يوم الأربعاء:

يضم هذا الكتاب عشرين مقالا، عدا ثلاث قصائد وخطبتي كرومر في حفل وداعه بالفرنسية والإنجليزية. نشرها الشيخ علي يوسف بصحيفة "المؤيد" تحت هذا العنوان ابتداء من الأربعاء 14 من أكتوبر 1906 حتى 30 إبريل 1907 تناول فيها مزاعم اللورد كرومر، وخلفه السير الدوق غورست. وجاءت بعض عناوينها على ما يلي: الطوب والقلوب، حرية: مراقبة وتقييد، حكومة نيابية، أحوال المستشارين، التعليم ونظارة المعارف، اللورد كرومر، ولماذا اختلفوا في تكريمه؟! السياسة الثانية وكيف تكون؟ اختراعات قصر الدوبارة، الجرائد واللورد كرومر، لو كنت اللورد كرومر، المعتمد الجديد في قصر الدوبارة.

وعلى الجملة، مقالات الكتاب جيدة، تكشف عن موضوع السياسة الإنجليزية في مصر، وتمثل صحافة الشيخ علي يوسف التي عرفت بالوطنية والغيرة والحمية والشجاعة. جمعها عبد الله حسين وصالح شكري، وطبعت بالمطبعة السلفية 1913.

9-

النظرات:

مقالات اجتماعية كتبها مصطفى لطفي المنفلوطي تباعا بجريد "المؤيد" منذ 1908 تحت عنوان "الأسبوعيات" سجل فيا نظراته في الحياة، ورغبته في إصلاح المجتمع، تهذيب النفوس، وغرس الفضائل، وكل ما عن له من أفكار، وجال بذهنه من خواطر، وجاش بقلبه من مشاعر. ثم جمعت في كتاب عنوانه "النظرات" وطبع في ثلاثة أجزاء 1909.

عالجت مقالات الكتاب عيوب المجتمع كالقمار والخمر والرقص وسقوط الفتيات والفتيان، وتحدث عن الفتى والفقر، والإسلام والمسلمين. وفي النظرات جولات في النقد لا عمق فيها، ومراث لمجموعة من الأدباء وغيرهم، خيرها مرتبة ولده. وكتابات المنفلوطي يفخر أدبنا الحديث بها لا سيما في مجال المقال الأدبي، لاستيفائها شرائطه بالمفهوم الحديث الدقيق له؛ لأن كل مقال له موضوع محدد، يستهل بجملة استفهامية، ويقسم إلى فقرات.

ص: 89

وتحمل كل فقرة جزءا من الموضوع. وتلك طريقة بناء المقال كفن مستقل حديث العهد في الأدب العالمي بصفة عامة، وفي الأدب العربي بصفة خاصة.

10-

المعلوم والمجهول:

مجموعة من المقالات، كتبها ولي الدين عدلي يكن، تتضمن خوطره وآراءه في السياسة والإصلاح، وتناولت الحديث عن "سواس" وأهلها وتاريخها ومقامه فيها. جاء في مقدمة الكتاب:"حين تذهب دول الظلم، ويذوق الناس نعيم العدل، يقرءون مثل كتابي هذا بارتياح". وواضح أنه هدف الكاتب العدل فيما كتب؛ لأن دولة الظلم كانت ممثلة في الخليفة عبد الحميد، وجاثمة على "سواس" بأبشع صورها. وجاءت مقالات الكتاب في جزأين.

11-

الصحائف السود:

مجموعة أخرى من المقالات، تناول فيها ولي الدين عدلي يكن حرية المرأة بأسلوب بعيد عن روح الموضوعية، شديد السخرية من عادات الحجاب، عرفها في المقدمة فقال:"الصحائف السود مقالات نشرت بجريدة "المقطم" الشهيرة متتابعة، أردت أن أنتقد بها بعض ما يقع في معترك هذه الحياة، واخترت حين بدأت نشرها اتخاذ توقيع "زهير" تكتما لكي لا يمنع رجال الأدب من نقدها حق الود. ولكن عرفني إخواني فرجعت عن الإخفاء

".

ضم الكتاب مقالاته الجريئة في السياسة والاجتماع مثل "خليج البوسفور في إحدى ليالي الشتاء" و"أكذوبة إبريل" و"المرأة"، وطبعت المقالات في كتاب 1910.

12-

التجاريب:

مجموعة ثالثة من المقالات الاجتماعية الطريفة، كتبا ولي الدين عدلي يكن، وطبعت في كتاب 1913، وجاء في مقدمته: "هذه الأم مصورة، وشكاوى متجسدة، هذه هدية الفؤاد المقروح إلى الأفئدة

ص: 90

المفروجة

"، تسود مقالات الكتاب نزعة التشائم والغضب والثورة، خصوصا مقالاته "كيف يموت الأدباء في المشرق؟ " و"التكبر وحداثة النعمة" و"بين الوحشين: الأب والزوج" وغيرها من المقالات البارز فيها روح التشاؤم والثورة والتأثر.

13-

النسائيات:

مجموعة من المقالات، نشرتها صحيفة "الجريدة" لملك حفني ناصف 1886-1918 بتوقيع "باحثة البادية" وطبعت 1928 تناولت الأطوار التي مرت المرأة المصرية فيها، نبهت إلى مواطن النقص في حياتها، والعلل التي تكاد تؤدي بشخصيتها، موضحة أن تعدد الزوجات ظلم واستبداد، لا تبرره الكاتبة إلا بقدر عيش الرجل هنيئا مع زوجته الأولى، ولا تجيز الطلاق إلا إذا كان يخفف شقاء المرأة.

وتهدف مقالات الكتاب إلى أعدل الطرق وأقربها لسنة الارتقاء الطبيعي، ولذا قالت ملك حفني عن نفسها:"اللهم إني اتبعت طريقا وسطا بين الدامس الملقى إلى التهلكة، وبين الضوء الشديد الخاطف للأبصار".

وعلى الجملة، فإن مقالات الكتاب تضم دروسا أخلاقية وخطة إصلاحية، تحول دون جور الرجل وسقوط المرأة، وتدفعها إلى التصافي والتفاني والتغلب على المصاعب والتعاون من أجل المنفعة والسعادة في ظل حياة كريمة سعيدة، يقودها التفاهم والحب والإخلاص في حياتهما.

14-

المنتخبات:

مجموعة من المقالات اختارها إسماعيل مظهر من كتابات أحمد لطفي السيد بصحيفة "الجريدة" تتضمن أمورا عديدة؛ كالحديث عن تربية النساء، وعيوب الانتخابات، وأوهام الفلاحين، وصلة مصر بالدولة العثمانية، وأخبار السوريين بمصر، وتصف رحلات الكاتب إلى بعض بلاد الغرب والشرق، وزيارته للمدينة المنورة، وتوديعة لولديه، مع تصوير شعوره الديني تصويرا بلغ الغاية في الروعة والجلال. وتضمنت التعريف بأحمد

ص: 91

عرابي وثورته، وسعد زغلول زعامته، والأسف البالغ لحرمان أهل القاهرة من دخول حديقة الأزبكية. كما حوت المقالات الحديث عن الآباء والأمهات والأبناء والبنات بصورة إصلاحية رائعة. وجاءت المنتخبات في جزأين: طبع الأول 1937، والثاني 1945.

وله مجموعة أخرى بعنوان: "تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع" تحمل آراء أحمد لطفي السيد الحرة، وأفكاره الصريحة في الفلسفة والأدب والاجتماع خلال جيلين متعاقبين، يرى القارئ فيها تنقل الأمة في مدارج نهضها وفترات رقيها، وطبعت بدار المعارف 1946، ولأحمد لطفي السيد مجموعة ثالثة بعنوان:"صفحات مطوية" وطبعت 1946 أيضا.

15-

التمثيل الفني واللافني:

سلسلة من المقالات كتبها محمد تيمور بجريدة "المنبر" التي كان يديرها عبد الحميد حمدي، تتضمن نقد المسرح والممثلين. وضح فيها وجهة نظره في أنواع المسرحيات الفنية وغير الفنية، وأرجع أسباب تدهور التثميل الفني إلى اختفاء الفرق الجدية، برحيل بعضها عن مصر، ونزوح البعض إلى الأقاليم، وعمل نجوم المسرح فيما لا صلة له بالفن الصحيح، وتقديم مسرحيات لا تمثل البيئة أو الواقع، وجهل الجمهور بحقيقة الفن.

ووضح محمد تيمور خلال مقالاته ضرورة اعتماد التمثيل الفني على تحليل أخلاق الشخصيات، ومعالجة مشاكل البيئة، وحسن أداء الحركة، وحاول أن يفسر وحدة الزمان والمكان والحدث تفسيرا يزيل المعميات عنها، ويرجع أسباب نجاح التمثيل اللافني إلى إتقان أصحاب هذا التمثيل لعملهم، وإخراجه في صورة رائعة، ومعرفتهم بمتطلبات الجمهور اللاهي، وحصره في أربعة أنواع هي: الميلودرام، والجراند جينول، والفودفيل، والريفو. وطالب بضرورة تغيير الألوان التي تقدمها الفرق، والارتفاع بذوق الجمهور، والحرص على تقديم فن جميل.

وتتضمن مقالات الكتاب آراء محمد تيمور في الفن ونظراته النافذة فيه.

ص: 92

16-

محاكمة مؤلفي الروايات التمثيلية:

طائفة أخرى من المقالات كتبها محمد تيمور بمجلة "البسفور" تحت هذا العنوان في أسلوب قصصي يتسم بالإتقان والعمق والتركيز. تجيء في صورة حلم رآه الكاتب، وتبدأ الأحداث بالتقاء الراوي -محمد تيمور- في شارع عماد الدين بممثلين راحلين هما: محمود حبيب وأحمد أبو العدل، فأخبراه بأنهما جاءا لمحاكمة مؤلفي الروايات التمثيلية في المحكمة التي تعقد في دار الأوبرا السلطانية.

تصور مقالات الكتاب قضاة الجلسة وهم: شكسبير وموليير وكورنيل وجوته وراسين ووكيل النائب العام: أدمون روستان. أما المؤلفون المتهمون هم: فرح أنطون، ومحمد لطفي جمعة، وإبراهيم رمزي، وعباس علام، وبديع خيري، ونجيب الريحاني، وخليل مطران، وغيرهم.

وتبدأ المحاكمة بفرح أنطون، ويسأل عن اسمه وجنسيته وصناعته، فيجيب عن الأخيرة بأنه صاحب مجلة "الجامعة" من قبل. ومؤلف ومعرب مقتبس اليوم. وبعد أداء اليمين التمثيلية يوجه الرئيس التهم التالية إليه وهي:

إدخال إعلانات لمصر أقرب إلى الضحك منها إلى الحقيقة الفنية. والثانية خلط الفصيح المتكلف بالدارج المغرق في الابتذال، والثالثة تأليف الأغاني الشعرية بأسلوب نثرى يأباه الذوق السليم، والرابعة اقتباسه مسرحيات رخيصة ذات أسلوب رخيص.

ويجيب عن التهمة الأولى بأن الإعلانات من أمريكا بلد العلم، وعن الثانية ببعده عن الشعر، وعن الثالثة بعمله في فرقة منيرة المهدية ذات الطابع الغنائي، وعن الرابعة بأن الاقتباس يوافق هوى الجمهور، ويعود على صاحبه بالكسب المادي.

وينهي محمد تيمور مقالاته بأن تصدر المحكمة حكما يحرم اشتغال فرح أنطون بالاقتباس عشر سنوات حتى ينسى الجمهور هذا اللون العقيم. وتعد مقالات هذا الكتاب عرضا لآراء محمد تيمور في الفن والمسرح والأدب وكتاب المسرح العالميين.

ص: 93

17-

مذابح الأعراض:

مجموعة من المقالات الجريئة، كتبها المرحوم محمود أبو العيون في الصحف والمجلات التي عاصرها، وجمعت في كتاب 1925. تناول فيها جريمة البغاء، وندد بالقائمين بالأمر، وأوضح خلالها ما يهدد كيان المجتمع إذا استمرت هذه الجريمة، لما يترتب عليها من ضرر من الناحية الصحية، وظلم من الناحية الاجتماعية، وفظاعة من الناحية الأدبية، وجريمة من الناحية القضائية.

ودعم الشيخ محمود أبو العيون مقالاته بإحصاء رسمي صدر 1925 يثبت الإصابات من هذه الجريمة التي بلغت ثمانمائة وثلاثين ألفا.

18-

خطوات في النقد:

مجموعة من المقالات، كتبها يحيى حقي لصحيفة "كوكب الشرق" في العقد الثالث من هذا القرن، وهي تتميز بالطابع العلمي، تتناول مجموعة من القصص العربية بالشرح والتحليل، وتوضيح مواطن الجودة والقصور فيها. مع مقدمة تضمنت طبيعة القصة العربية، والموازنة بين كتاب العرب وكتاب الغرب. خلص الكاتب فيها إلى أن القصة القصيرة أطول في أوربا عنها في مصر، ونسب ذلك لشهرة المؤلف وابتغائه الأجر، كما في قصة "ويلز" و"دنيا وليم كريسوله" في الوقت الذي لا يجد المؤلف مشكلة مصرية تستدعي بحثا طويلا، وعلل ذلك بأن الجرائد اليومية تفضل نشر قصة صغيرة كاملة، مستوعية الموضوع عن أن تنشر قصة طويلة لكاتب غير مشهور.

19-

دماء وطين:

مجموعة أخرى من المقالات القصصية للكاتب يحيى حقي، نشرتها صحيفة "السياسة" تضم ثلاث قصص تنشر لأول مرة وهي:"حياة لص" و"قهوة ديمتري" نشرت مقالاتهما في الصحيفة المذكورة 1926، أما الثالثة وهي:"من المجنون؟ " فقد نشرت في نفس الصحيفة 1927.

ص: 94

تضم القصص الثلاث كتاب واحد بعنوان "دماء وطين" وقد صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 1979.

20-

الحياة الجديدة:

كتاب لنقولا يوسف، نشرت مقالاته في "المجلة الجديدة" لسلامة موسى 1936. تتضمن أفكاره الشابة، وآراءه الإنسانية في بحوث مركزة، تحمل عناوين محددة مثل: مبادئ جديدة لعصر جديد، فن الحياة الإنسانية بين الحرب والسلم، في الوحدة العالمية، مستقبل العالم في نظر العلم، فلسفة التشاؤم. وكلها تدور حول هدف خاص، ويلحظ عليها التكرار، وتلك طبيعة المقالات التي تجمع بعد تفرقها في المجلات، خاصة إذا كانت تدور حول فكرة إصلاحية تحتاج إلى بسط وشرح، مما يضطر إلى معاودة ما يكتبه كي يفرغ لقارئه كل ما يريد، مقترضا أن يقرأ مقالا دون أن يتتبع ما سبقة من مقالات. ومجموع مقالات الكتاب أبحاث أدبية ونقدية، تطرح مفاهيم جديدة للثقافة المصرية.

21-

مدامع العشاق:

طائفة من المقالات، كتبها زكي مبارك، ونشرتها مجلة "الصباح" على حلقات 1922. تناولت فيها أخبار المحبين، وأشعار العشاق المتدلهين، ناجى خلالها أرباب الجمال فقال: "يا أرباب الجمال، ما لكم تضنون بما سوف يشبع الدود فيه لثما، ويأكله التراب أكلا؟ أما والله إن أرواحنا لفي حاجة إلى بعض ما تنعم به الوسائد من الخدود، والمراود من الجفون، والمساويك من الثغور، والأمشاط من الشعور، والغلائل من الأعطاف، والزينة من الأطراف، وإن الله ما خلقكم كالأزهار في القفار، تزهر ثم تذيل، ولا ينتفع أحد بشمها، وإنما خلقكم روحا لكل حي، ونعيما لكل موجود، فاجعلوا لنا منكم خطا، ولا أقل من النظر!! ".

22-

الحديث ذو شجون:

مجموعة أخرى من المقالات، كتبها زكي مبارك تحت هذا العنوان في مجلة الرسالة وجريدة البلاغ اليومية والأسبوعية 1936. تضم اثنين

ص: 95

وستين مقالا، نشرتها ابنته كريمة بمناسبة ذكراه في مطلع 1981.

تنقل الكاتب فيها من موضوع لآخر، مسترسلا بلا ضابط دون أن يفقد حيويته ورشاقة أسلوبه، وسخريته اللاذعة ودقة نقده وحدة هجوه. ويعجب القارئ من تنقله من الحديث عن تأبين عبد الحميد الديب إلى الحديث عن توديع طه الراوي الأديب العراقي، إلى الحديث عن الشيخ المراغي، إلى الحديث عن النحو والنحاة بين الأزهر والجامعة.

وأهم ما تضمه مقالات الكتاب حديثه عن الكتب التي قرأها، وقضايا الثقافة والأدب التي ناقشها على طريقته الحية المتميزة، وخلال حديثه عنها يخلطها بنفسه، ويمزجها بتجاربه في الفكر والحياة.

والمقالات -في جملتها- تصور المجتمع الثقافي في مصر خلال الأربعينات بكل ألوانه الزاهية والقاتمة، وتصور كثيرا من ملامح الحياة في بيئات متعددة وطوائف مختلفة، كان الكاتب أقدر فيها على تصوير الأشجان والأحزان في حرارة وصدق.

23-

ليلى المريضة في العراق:

طائفة ثالثة من المقالات الوجدانية، نشرها زكي مبارك بمجلة "الرسالة" في ديسمبر 1937، فأحدثت دويا هائلا في الأوساط الأدبية، تروي قصة غرامه بالعراق، وتأملاته بين ربوعه المختلفة، وتضم المساجلات الطريفة التي دارت بينه وبين الوزير الأديب الدكتور محمد حسنين هيكل.

ترسم مقالات الكتاب صورا -حزينة وصريحة وصادقة- لحياته وذكرياته وأحلامه، وتجد فيها صراعا بين العلم والجهل، والرشد والفن، والهدى والضلال. والكتاب في جملته من أعمق الكتب في أدب التراجم الذاتية في أدبنا المعاصر؛ لعنايته بألوان من الصور الشعرية التي تصور عذاب الأرواح والقلوب.

ص: 96

24-

بين آدم وحواء:

اثنا عشر مقالا، كتبها زكي مبارك، ونشرتها مجلة "الرسالة" من يناير 1942 حتى يونيو من نفس العام تحت هذا العنوان. وهو اسم كتاب لمؤرخ مجهول هو "شيت بن عريانوس" الذي زعم أن أحمد زكي باشا أهداه له في 1932 بعد الصلح بينهما.

ومقالات الكتاب خيالية موهومة، تحكي قصة خصومة الكاتب مع الموتورين منه، عرض خلالها أراءه وأفكاره وثورته العارمة على حواء التي أذاقته ألوانا شتى من الصدود، وصنوفا متنوعة من الهجران. صاغ زكي مبارك مقالاته بأسلوب قصصي شيق، وحوار فني بارع، تحس خلالها صرامته وجرأته وجدته وغير ذلك من سمات واضحة، وملامح فارقة، تميز شخصيته الفريدة في دنيا الفكر وعالم الأدب.

25-

زكي مبارك ناقدا:

كتاب صدر عن دار الشعب 1978، يضم مقالات نادرة لزكي مبارك، نشرت في أول الأربعينات على صفحات مجلة "الرسالة" تناول فيها نقد مجموعة من كتب الأدباء المعاصرين له من أمثال: فيض الخاطر لأحمد أمين، ووحي الرسالة لأحمد حسن الزيات، والإنجليز في بلادهم لحافظ عفيفي، ومعرض الآراء الحديث لمحمد رفعت، وعلى هامش التاريخ المصري لعبد القادر حمزة، والمنتخبات لأحمد لطفي السيد، والأيام والحب الضائع وقادة الفكر لطه حسين، وفي صحراء ليبيا لأحمد حسين، ومطالعات في الكتب والحياة لعباس محمود العقاد، والمختار لعبد العزيز البشري، وإبراهيم المصري، لإبراهيم عبد القادر المازني، ونداء المجهول لمحمود تيمور، والأجنحة المتكسرة لجبران خليل جبران، وحديث عيسى بن هشام لمحمد ابراهيم المويلحي.

والمعروف أن زكي مبارك بطل المعارك الأدبية، ومقالاته تعرب عن فهم دقيق، ووعي عميق، وإدرك تام لكل ما يحيط به، ويدور حوله، وبها يعتبر شاهدا على عصره.

ص: 97

26-

الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف:

مقالات كتبها أمير البيان شكيب أرسلان، حين رحل إلى الحجاز 1929، نشرتها جريدة "الشورى" تتناول مختلف الموضوعات من سياسة ودين وأدب ونقد واجتماع ومفاكهة وإخوانيات وغيرها. وصف فيها الباخرة والبحر ومناظر الماء، ووازن بين ما يلقاه الحجاج من حر لافج وبرد عاصف خلال رحلة تقطعها الإبل من مكة لِجُدَّة. وتضفي المقالات على مكة ثوبا قشيبا من الجلال والمهابة، وتكشف عن سحر المناسك ومواقف الحج، والوقوف بعرفات في استطراد ينتهي إلى تسجيل خواطر الكاتب وانطباعاته، ونتحدث عن المطوفين وأثرهم في هداية الحجاج، ووسائل تحقيق الوحدة في مواجهة الاستعمار، وتتضمن رغبة السلطان عبد الحميد في إنشاء خط حديد الحجاز، ليقرب بين الأقطار، فيتوحد الشمل، وتجتمع الكلمة، وتنظم الصفوف. وهذا تأكيد على إيمانه بالعروبة والوحدة والعمل من أجلها.

ومقالات الكتاب تعرض لآراء الأمير خلال رحلته الحجازية، وتسجل ما رآه بنفسه في الحجاز، وما عليه حاضره، وما يجب أن يكون عليه مستقبله، وقد نشرته مطبعة المنار 1931 في مائتين وأربع وثمانين صفحة.

27-

لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟

مجموعة أخرى لأمير البيان نشرتها مجلة "المنار" تحت هذا العنوان، تناول فيها أسباب تقدم المسلمين الأول، ولولا خلافات المجتمع العربي لأكمل العرب فتح العالم أجمع، مبينا أن المسلمين اليوم افتقدوا حماس الأبناء والأجداد، ودعاهم إلى اتخاذ شعار النصر {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} موضحا أن المسلمين اعتمدوا على الدعاء الذي لا يغني عن الجهاد، وأن الإسلام ليس صلاة وصياما ودعاء واستغفارا، وإنما هو بذل وفداء وتضحية.

تناول فيها حرب الطليان لطرابلس الغرب، ودعم العثمانيين لقوات المسلمين مما كبد الأعداء خسائر في الأرواح والأموال، ونعى قعود

ص: 98

المسلمين عن نصرة المجاهدين، وحملهم مسئولية تأخر المسلمين، بالإضافة إلى الجهل والعلم الناقص وفساد الأخلاق، وسكوت العلماء على ظلم الأمراء وطغيانهم، وترويج نظريات الفرنجة بعدم صلاحية المسلمين لعلم أو صناعة أو حرب أو سلم حتى كأنهم من طينة، والإفرنج من طينة أخرى.

وخلص من مقالاته إلى دعوة المسلمين للنهوض والتقدم والجهاد، وبذل المال والنفس حتى يرتقوا كغيرهم، ويحققوا أمجاد أسلافهم.

28-

زينب:

رواية ألفها محمد حسين هيكل حين أقامته بباريس 1910 وأرسلها حلقات إلى أستاذه أحمد لطفي السيد، فكان ينشرها في صحيفة "الجريدة" تصور القصة طبقات الريف المصري، وما يقوم بينها من عوائق اجتماعية، وتكشف النقاب عن استيعاب طبقة الفلاحين والأجراء، الذين يكدحون في سبيل لقمة العيش، وما يقيم رمقهم، ويسد أودهم. وتعتبر أول قصة طويلة فنية من الأدب التحليلي الواقعي، تتضح فيها دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة.

29-

ثورة الأدب:

مجموعة من المقالات الأدبية الممتعة، نشرت بالسياسة اليومية لمحمد حسين هيكل. تناولت الثورات التي شهدها نصف القرن الأخير في شئون الكتابة والأدب، وجمود أصحاب المذاهب. ومن هنا تناولت الأدب المصري الخالص، ودعوة صريحة لبعض النقاد إلى تمصير أدبنا والاتجاه به اتجاها قوميا.

وتعتبر مقالات الكتاب من أخطر ما كتب هيكل في النقد؛ لأنها "تتحدث عن الثورات التي شهدها نصف القرن الأخير في شئون الكتابة والأدب"، ولذا تعد مقالات الكتاب مرجعا لمن يستطلع الاتجاهات الفنية والنقدية لتلك الفترة، وتضم آراء قيمة في الأدب والفن لها وزنها وخطرها.

ص: 99

30-

في أوقات الفراغ:

طائفة من المقالات نشرها هيكل كذلك في "السياسة والاستقلال والسفور"، تناولت مباحث في النقد وترجمات لاناتول وقاسم أمين وغيرهما من أدباء الغرب والشرق. دعا فيها الأدب القومي والحياة العصرية، التي تتسم بخصائص تميزها عن غيرها، كما تناولت نقد بعض الشخصيات مثل: أحمد لطفي السيد في كتابه "علم الأخلاق" لأرسطو طاليس، ومحمد فريد وجدي في "دائرة معارف القرن العشرين" ونقد فيها كتبا لجورجي زيدان، ومصطفى صادق الرافعي، ومحمد السباعي، وطه حسين، وغيرهم من رجال العلم، وتضم المقالات قصصا وأحاديث عن أبيس وسمير أميس وغيرهما.

31-

تراجم مصرية وغربية:

طائفة من المقالات، نشرتها "السياسة الأسبوعية" لمحمد حسين هيكل. تناول فيها بعض أعلام التاريخ والفن والأدب. تحكي صورة صحيحة وصادقة لتاريخ مصر خلال الفترة من عهد إسماعيل حتى 1929، فتحدث عن اسماعيل وتوفيق ومحمد قدري وبطرس غالي ومصطفى كامل وقاسم أمين وإسماعيل صبري وعبد الخالق ثروت وغيرهم. كما تناولت جماعة من الغربيين من أمثال: بيتهوفن، وتين، وشكسبير، وشيلي. وعند طبعها في كتاب أضاف إليها فصلا عن كليوباترا أراد به أن يصحح الصورة التي زيفها مؤرخو الغرب لتاريخ مصر القديمة.

سلك هيكل في مقالاته طريقا طريفا، وأسلوبا فريدا، لم يألفه معاصروه من الكتاب، فتراه يعرض شخصياته، ويحللها بطريقة علمية داخل إطار الأسلوب الأدبي.

32-

حياة محمد:

سلسلة من المقالات، كتبها محمد حسين هيكل في "السياسة الأسبوعية" من وقت لآخر خلال أعداد الأعوام 31/ 32/ 1933.

ص: 100

تناولت حياة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في كل مرحلة من مراحلها، بعد أن تناول بلاد العرب قبل الإسلام، مفصلا سيرة الرسول من ميلاده إلى زواجه، ثم بعثته بأسلوب يجمع بين روعة التحليل ودقة التعليل، مع حسن السرد وجودة العبارة، حتى يصل إلى الفصل الحادي والثلاثين المسمى "دفن الرسول". وعلى هذا دارت مقالات الكتاب حول السيرة النبوية التي تحجب كل ما عداها.

وتعد مقالات الكتاب دراسة واعية للإسلام ورسوله ومميزاته في التزام الطريق نحو إيجاد نهضة فكرية وحضارية، لا تتحقق إلا ببعث الماضي الكريم، والحضارة الشريفة التي هي ثمرة لفهم الدين الإسلامي، وغرس من عمل الرسول الكريم. وتجمع مقالات الكتاب بين منطقية العلم ورقة العاطفة.

33-

حديث الأربعاء:

في الأصل مقالات نشرها طه حسين في "السياسة الأسبوعية" تضم بحوثا مبتكرة في دراسة شعر لبيد وطرفة وزهير في العصر الجاهلي، وشعر الحب والغزل في المدينة خلال عهد بني أمية، موضحا أن ألوان الغزل ثلاثة: العذرى عند جميل بثينة، وكثير عزة، وقيس بن الملوح، وقيس بن ذريح. والإباحي عند عمر بن أبي ربيعة. والعادي الذي يعد امتدادا للغزل المألوف منذ أيام الجاهلية. ويعرج علي أبي نواس وبشار وغيرها في العصر العباسي.

وتناول الأدب الحديث وقضاياه، ونقد بعض الدواوين والكتب مثل دواوين: علي محمود طه، وإبراهيم ناجي، وفوزي المعلوف.

وتضم مقالات الكتاب التي جمعت في ثلاثة أجزاء آراء طه حسين الجريئة في طبيعة الأدب العربي التي فتحت آفاقا جديدة في عالم الدرس ودنيا البحث.

34-

حافظ وشوقي:

في الأصل مقالات، نشرها طه حسين في "السياسة" و"المقتطف"

ص: 101

و"الهلال" خلال مناسبات عديدة على امتداد سنوات. تضم آراء الكاتب في التيارات الأدبية المعاصرة، وترجم فيها للشاعرين "يردلير، وسول برودوم"، وضحت دراسة شاملة لشاعري مصر الكبيرين أكد فيها أن حافظ إبراهيم مقلد صريح التقليد، وشوقي مجدد ملتوي التجديد، ويمضي الزمن تحول تقليد حافظ إلى نضج فريد، وتجديد شوقي إلى تقليد.

وانتهى إلى أن شوقي أخصب طبيعة وأغنى مادة، وأبرع في تقليد الشعراء القدامى من حافظ الذي كان يقلد في الألفاظ والصور. وخلص إلى أن لشوقي فنونا لم يحسها حافظ كالوصف والشعر التمثيلي. وهكذا التقى الرجلان في كثير، واختلفا في كثير، ولكنهما على أي حال أعظم المحدثين حظا في إقامة صرح الأدب الحديث.

35-

الأيام:

طائفة من المقالات، نشرها طه حسين في مجلة "الهلال" 1926 أرخ فيها لحياته منذ طفولته حتى افتقد غارب المجد الأدبي، كشف النقاب فيها عن العادات المصرية، وتحكي المصاعب التي واجهته بالأزهر وطبيعة الحياة فيه، والكتب التي درسها والأساتذة الذين أخذوا عنهم، كما تناولت ذكرياته بفرنسا، ولقاءه بالسطان حسين كامل والملك فؤاد والأدبية مي زيادة.

طبعت هذه المقالات في ثلاثة أجزاء. وهي في جملتها تصور حياة الرجل ومجتمعه في أسلوب يتسم بالجزالة والسهولة والجمال، تلقاه الأدباء بالغبطة والارتياح؛ لأنه لون حي من الأدب الذاتي في أدبنا المعاصر.

36-

المعذبون في الأرض:

مقالات قصصية لطه حسين، نشرها بمجلة "الكاتب المصري" تصور الأسر الكادحة، وتعد ثورة نفسية جامحة؛ إذ كان طه حسين أحد المعذبين، فقد تآمرت الدولة عليه، وتنكر الأصدقاء له، فاعتصم بمنزله،

ص: 102

ولاذ بمكتبته، وأخذ يملي آراءه الفلسفية الحرة في الحياة والمجتمع وطباع الناس والأخلاق.

اتهم طه حسين بسبب هذه المقالات بميله إلى اليسارية، وجنوحه للشيوعية، ولذا حالت الحكومة دون طبع هذه المقالات فنشرها بلبنان، وأهداها إلى من أرقهم الخوف من العدل، وإلى الذين يجدون ما ينفقون، والذين لا يجدون ما ينفقون.

37-

فصول في الأدب والنقد:

طائفة من المقالات نشرها طه حسين في مجلتي "الثقافة والكاتب المصري" تكشف عن سعة قراءته، وحب استطلاعه، وعمق تفكيره، تناول فيها نقد الحياة الأدبية التي سبقت عصره، وتضم جولاته مع أئمة الأدب وشيوخه والمحدثين وكبار الشعراء، بعد أن أصبحت الحياة الأدبية راكدة، وآمن الأدباء النقد، ففتر إنتاجهم، بعد أن اطمأنوا أن القراء يقرءون وهم نائمون، وتعودوا القراءة دون دافع ملح من الإفادة او خصومة عنيفة، أو حول رأي من الآراء، أو مذهب من المذاهب.

38-

على هامش السيرة:

في الأصل مقالات، نشرها طه حسين في مجلة "الرسالة" 1933 تحت هذا العنوان، ثم جمعت في ثلاثة أجزاء، تكشف عن صور رائعة من كتب السيرة العطرة والأحداث التي سبقت مولد رسول الله في صور قصصية أخاذة عن قريش وتبع وبلاد الحجاز واليمن والحبشة وما جاورها. وخلال عرضه لهذه الأحداث ربط بينها، وبين بعض الأساطير التي دارت حول نشأة اليهودية واصطدامها بالوثنية، ونشأة المسيحية واصطدامها بالوثنية واليهودية معا، وخلص من ذلك إلى وحدة الإسلام بعد تصوير بلاد العرب وطبيعتها وقصصها ورجالها تصويرا رائعا، فأضفى على التاريخ طلاوة الأدب.

ومقالات الكتاب تصور الإسلام في سماحته وبطولة شخصياته تصويرا

ص: 103

يعرب عن نزعة المؤرخ القاص، والأديب الذي تستهويه الصورة الجميلة، فيضفي عليها من حسه ومشاعره وفنه وأدبه، فتبدو لوحات فنية تبهر النظر، وتسر القلب، وتشرح الخاطر.

39-

من بعيد:

مجموعة من المقالات الممتعة، كتبها طه حسين حين إقامته بباريس وبلجيكا وفيينا، ونشرت بمجلة "الحديث" الحلبية، تصور الحياة بباريس ولهوها، وتتحدث عن تمثيل سارة برنار، وتصف البحر والسفر، وتعرض قضية الشك واليقين، وكل ما يرتبط بحياة الفكر ونزعات التجديد.

ففي مقالة "بين العلم والدين" حكى قصة النضال بين العلم والدين منذ الإغريق حتى اليوم، أراد به ألا يدخل في مهاترات مع خصومه بعد الضجة التي أثاروها حول كتابه "الشعر الجاهلي"، ووضح في مقاله عن "ديكارت" حقيقة الشك واليقين بروح تتسم بالسخرية من شيوخ الأدب القديم والرجعية في مصر.

ومقالات الكتاب تجمع بين أدب الرحلة وأدب الفكرة، تشعر القارئ بالمتعة والبهجة؛ لأنها تخاطب النفس والفكر بأصفى ما وعته الفلسفة والحقيقة.

40-

وحي القلم:

مقالات عديدة كتبها مصطفى صادق الرافعي، ونشرتها "المقتطف والرسالة" جمعت في ثلاثة أجزاء، وطبعت تحت هذا العنوان. تناولت مشاكل الأسرة وأحوال المجتمع وأحكام الإسلام ومظاهر العروبة.

وجاءت مقالات الكتاب موحية في عناوينها مثل: الإشراق الإلهي، وفلسفة الإسلام، والإنسانية العليا، والله أكبر، ووحي الهجرة. وعن المرأة كتب عدة مقالات مثل: لحوم البحر، واحذري. وعن البؤساء كانت مقالاته العديدة مثل: أحلام في الشارع. وألحق أن الرافعي كان في مقالاته قمة في تفكيره بحيث يمثل الإسلام والعروبة والوطن خير تمثيل.

ص: 104

41-

تحت راية القرآن:

طائفة من المقالات في الأدب العربي، كتبها الرافعي لصحيفة "كوكب الشرق" سجل فيها رأيه في التجديد، ودافع عنه في إرادة وتصميم، ورد خلالها على كتاب "الشعر الجاهلي" لطه حسين الذي أنكر فيه وجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وبناءهما للكعبة الشريفة، وشكه في الشعر الجاهلي، وتأكيده أنه من وضع شعراء العصر الإسلامي، ولا صلة له بالشعر الجاهلي.

أقامت مقالات الكتاب الدنيا وأقعدتها، ودفعت الحكومة ومجلس النواب إلى إبعاد كتاب طه حسين عن الجامعة ومصادرته في المكاتب، وإخفاء نسخه حتى لا تباع.

42-

على السفود:

مجموعة من المقالات، نشرها الرافعي في مجلة "العصور" بين سنتي 29/ 1930. تناولت فيها آراء بعض المحافظين في الأدب والنقد، وجعلها في مقابلة آراء أصحاب الاتجاه الغربي الممثل في مدرسة "الديوان". وتصور مقالات الكتاب الصراع الأدبي وضراوته التي بلغت ذروتها في ذلك الحين. وتقلل مقالات "على السفود" من أدب العقاد بأسلوب بعيد عن روح الموضوعية وأسس النقد، وقرب من السباب الخالص والذم المزري. وتمثل المقالات لهجة شديدة، وتحايل غير لائق على العقاد. وعلى الرغم من حدة هجوم الرافعي على العقاد لم ينل منه نائل، بل ظل شامخا في مجال الأدب ونقده.

43-

في المرآة:

مجموعة من المقالات، نشرها الشيخ عبد العزيز البشري في السياسة الأسبوعية. تناولت زعماء البلاد، وأقطاب الفكر، وأعلام الأدب، ورواد الفن، وعلماء الطب، بالتصوير والتحليل. منهم السياسيون مثل: زيور وعدلي يكن وسعد زغلول وحافظ رمضان وغيرهم. ومنهم الشعراء

ص: 105

مثل: أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. ومنهم العلماء مثل: أحمد لطفي السيد. ومنهم الاجتماعيون مثل: محجوب ثابت وعلي إبراهيم وهدى شعراوي. ومنهم الفنانون مثل: مصطفى مختار محرم المثال.

حلل البشري هذه الشخصيات تحليلا قويا أخاذا، يتسم بالطرافة والروعة. وراعى عند طبعها ترتيب نشرها، فجاءت المرآة كتابا فريدا في بابه، طريفا في تنسيقه، مبتكرا في تصويره، جديدا في تبويبه. ومن هنا أحدثت دويا هائلا بين الجمهور المتعلق بأدب البشري ويؤثره على غيره.

44-

المختار:

طائفة كذلك من المقالات للبشري، نشرها بجريدة "الأهرام والسياسة الأسبوعية" طبعت في جزأين. تناولت الأدب والوصف والتراجم، ففي الأدب جاء الحديث عن تطور الأدب العربي، وجدة الأدب المصري، وفوضى النقد الأدبي، وخيال الشاعر بين الطبع والصنعة، والقديم والجديد، والقصص في الأدب العربي، وبعض القصص في الأدب الحديث مثل: كتاب عيسى بن هشام للمويلحي، وحديث موسى بن عصام لوالده إبراهيم المويلحي. وفي باب الوصف أبدع البشري في وصف الطيارة والراديو والطفل الشريد وبنك مصر والروض، وفي باب التراجم تناول حياة الشيخ علي يوسف والسيد درويش ومحمد ندا وغيرهم.

والبشري في هذا كله يعبر عما رأى، ويلاحظ ويسجل ويدون لأناس عاصرهم واختلط بهم. ومن هنا كانت براعته في الترجمة وتوفيقه في هذا الباب.

45-

قطوف:

مقالات شتى للبشري -طبعت بعد وفاته- تصور الحياة المصرية بأسلوب سهل، وفكرة واضحة، منها الإسلامية مثل: حديث الهجرة، ويسر الإسلام، وأعظم يوم في تاريخ العالم، ومنها الاجتماعية مثل: الطفولة المشردة والسباحة، وكيف تمشي في الطريق؟ وأيام في الريف،

ص: 106

وكيف كان الشباب يتزوجون؟ ومنها الفنية مثل: تقاليد الفن في مصر، والموسيقى المصرية بين القديم والحديث، وبلاغة التلحين.

ومقالات هذا الكتاب ألوان مختلفة البحوث، متعددة الفنون، متباينة الفروع، متغايرة التقاسيم.

46-

ساعات بين الكتب:

طائفة من المقالات الأدبية، نشرها عباس محمود العقاد في "البلاغ الأسبوعي"1929. تناولت تأملاته في الشعر العربي والأوربي، وفي الفنون والفلسفة الشرقية. واهتم خلالها بمفكري الغرب وشعرائه وأدبائه، وبعض ساسته ومصوريه وموسيقيه من أمثال: جوستاف لوبون، وماكيافيلي، وكارليل، وبيتهوفن، وجورج بروفتي، وشكسبير، وهاردي، ولودتبج، والشعر العربي في مصر، والتجميل في الأسلوب والمعاني، والصحيح والزائف في الشعر والنثر.

وبجانب هذا مقالات إسلامية، تتصل بالنقد مثل إعجاز القرآن، وأخرى تعبر عن خواطره وانطباعاته ووجهة نظره مثل: حب المرأة والغيرة والنكتة والبطولة والوطنية.

47-

مطالعات في الكتب والحياة:

مجموعة من المقالات، نشرها العقاد في "البلاغ" تناول فيها بعض الشخصيات والفنون الجميلة، وبعض المذاهب الفلسفية، ونظرات في الطبيعة والآثار المصرية. ومن الشخصيات العربية كان المصري والمتنبي، والأوروبية كان أناتول فرانسي وعما نويل "كانت" كما تناول مباحث جمالية وفنية كعبقرية الجمال والحرية، ودراسات أدبية نقدية مثل: الأدب كما يفهمه الجيل، والشعر ومزاياه، وخواطر عن الطبع والتقليد. وأخيرا كانت مقالاته عن بعض الانطباعات والصور الوصفية مثل: اللذة والألم، والنخيل في مصر، وعلى معبد إيزيس.

ص: 107

48-

شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي:

مجموعة من المقالات، نشرها العقاد في الصحف قبل طباعتها. تناول فيها أثر البيئة في طائفة من الشعراء المصريين الذين برزوا على مسرح الحياة الأدبية منذ عهد إسماعيل حتى نهاية القرن التاسع عشر، صور خلالها منازعهم الأدبية، وأرجعها إلى اختلاف بيئاتهم.

بدأ هذه المقالات بالحديث عن حافظ إبراهيم وحفني ناصف وإسماعيل صبري ومحمد عبد المطلب وتوفيق البكري وعبد الله فكري وعبد الله النديم ومحمد عثمان جلال ومحمود سامي البارودي وعائشة التيمورية، وانتهى بالحديث عن أحمد شوقي، وذهب خلال حديثه عن هؤلاء الشعراء على أن الساعاتي حلقة اتصال بين الشعراء القروضيين، والشعراء المحدثين.

49-

اليوميات:

مقالات متنوعة تضم معارف شتى، نشرها العقاد في صحيفة "الأخبار" تناولت الدين والفلسفة وعلم النفس ونظرات في السياسة والاجتماع والاقتصاد، ودراسات في العلوم والآداب والفنون، استلهمها العقاد من وحي عصره، وكتب بعضها جوابا عن سؤال وجه إليه. جمعت هذه المقالات في أربعة أجزاء يتناولها القراء اليوم، وهي جامعة لخيرة عملاق الفكر العربي بالناس والأشياء والأذواق.

50-

فيض الخاطر:

مقالات عديدة للمرحوم أحمد أمين، نشرها في مجلة "الرسالة والثقافة" وغيرهما. جمعت في عشرة أجزاء. تناولت الأدب مثل وصف البحر والشمس، والنقد مثل مقالات أدب القوة والضعف، والتجديد في الأدب عامة، وفي اللفظ والعبارة والموضوع خاصة. وأفرد بابا عرف فيه الشعر بأنه:"الكلام الموزون المقفى، المنبعث عن عاطفة، والمثير لعاطفة"1.

1 راجع: فيض الخاطر جـ1 ص19.

ص: 108

ويرى أن يتقدم الشعر في كل من عنصرية: الوزن والمعنى. وعلى الشعراء أن يطرقوا الشعر الاجتماعي العربي: "الذي يساير نزعات أمم الشرق ومطامعها وآمالها في الحياة"1.

ودعا في بعض مقالاته إلى ربط الأدب بشتى الفنون، والإفادة من علم الجمال وفروع الفلسفة، وما يخص علم النفس. وتناول في بعض مقالاته شعراء قبل العصر الحالي مثل أبي نواس، ومحدثين مثل أحمد شوقي، وتمثل المقالات -في جملتها- الصراع بين المثقفين ثقافة غربية خالصة والمثقفين ثقافة عربية خالصة.

51-

رسائل النقد:

مقالات هذا الكتاب نشرها رمزي عبد الفتاح في مجلة "أبوللو" في 33/ 1934. تناول فيها عبد الرحمن شكري وعباس محمود العقاد، مؤكدا أن الأول رائد مدرسة التجديد وأستاذ الثاني. والمقالات تتضمن حشدا من الشتائم، وسيلا من السباب في العقاد، تجاوزته إلى أهله واصله، ذاهبا إلى أنه من أرباب الخلاعة، يعشق المومسات، ويقضي لياليه في بيوت الدعارة، وتصفه المقالات بأنه جاهل مغرور دعي لص. وهكذا قامت مقالات الكتاب على ذم العقاد، والثناء على عبد الرحمن شكري. وفوق ذلك تجعله سارقا من سلامة موسى، وطانيوس عبده، ولطفي جمعة وغيرهم، هذا بالإضافة إلى نقد العقاد نقدا لغويا.

52-

يوميات نائب في الريف:

في الأصل مقالات، نشرها توفيق الحكيم في مجلة "الرسالة" قبل طبعها في كتاب 1937. تناول فيها عمله كوكيل للنيابة، وحياته في أعمال الريف، ونفرته مما درج الموظفون عليه من تضييع الوقت والاستهانة بالعمل، وتخلف القرية اقتصاديا وفكريا وصحيا، وجمود بعض نظم القضاء واهتمامها بالشكليات أكثر من الاهتمام بإقرار الحق، وأبرز فساد

1 راجع المصدر السابق ص55.

ص: 109

بعض رجال الإدارة لاهتمامهم بمصالحهم الشخصية، وحرصهم على إرضاء رؤسائهم الذين يخضعون لرئيس الوزراء الذي يمثل -في الغالب- حزبا من الأحزاب التي تتنافس على السلطة رجاء المصالح الشخصية.

عرض توفيق الحكيم ذلك كله في صور متتابعة، تقوم على الملاحظة الشخصية، وتعتمد على التأمل الذاتي، والتجربة الحقيقية التي من خلال عمله في تلك الظروف. جاءت هذه الأحاديث في شكل يوميات، يبدأ كل حديث بذكر التاريخ، ثم يسرده ويعلق عليه وينقده. واليوميات محدودة تبدأ بالحادي عشر من أغسطس، وتنتهي بالثالث والعشرين منه، لكنها على الرغم من ذلك فإنها حافلة باللوحات الحية، والصور النابضة، والنقد الجريء، والتوجيه الحكيم.

53-

وحي الرسالة:

مقالات في الأدب والنقد والاجتماع والسياسة، كتبها أحمد حسن الزيات، ونشرت على صفحات "الرسالة" ثم جمعت بعد ذلك في عدة أجزاء. تصور المقالات الثورة على الأوضاع الاجتماعية الفاسدة، والذمم الخربة، والضمائر الفاسدة، مثل مقالة المعنون "لا إله اليوم إلا الهوى" عندما ظهر مرض الكوليرا 1947. وعلى الجملة جاءت مقالات الزيات سياطا حينا، ورحمة حينا آخر، وعاطفة طورا، ونسيما طورا آخر.

54-

حصاد الهشيم:

مجموعة من المقالات، كتبها إبراهيم عبد القادر المازني في الصحف التي عاصرها، وخاصة الأخبار لأمين الرافعي. تناول فيها الحديث عن ابن الرومي والمتنبي ورباعيات الخيام، كما أفاض فيها في الحديث عن الفن واللغة مثل: معرض الصور والحقيقة والمجاز. وبعض مقالات الكتاب تصور انطباعات الكاتب الخاصة وخواطره ومشاهده مثل الحديث عن الصحراء.

وله مجموعة أخرى من المقالات جمعها في كتاب يسمى "قبض الريح"

ص: 110

تناول فيها نقد طائفة من الكتاب مثل طه حسين وكتابه حديث الأربعاء، وبعض الشعراء مثل بشار بن برد، وأبي العلاء المعري، وبعض مقالات الكتاب وجهات نظره الخاصة، وانطباعاته وخواطره مثل: نشأة الشعر، والحديث عن المرأة واللغة والمفعول المطلق.

55-

في الميزان الجديد:

مجموعة من المقالات، نشرها الدكتور محمد مندور بعد عودته من فرنسا 1939 في مجلة "الثقافة" عرض فيها طائفة من الشعراء والكتاب، وحلل أعمالهم الأدبية في صدق وأمانة، ورد خلالها على أصحاب المنهج النفسي، ودعا فيها إلى العناية بالأسلوب والصياغة والذوق، وأشاد بشعراء المهجر والشعر المهموس، وحط خلالها من شأن الشعر ذي الأسلوب الخطابي، ونادى بأن تكون القصة أكثر مشاكلة للواقع، وندد بالرمز فيها، ودعا إلى التعمق في معرفتنا بالآداب الإنسانية العالمية.

56-

تربية سلامة موسى:

مجموعة متنوعة من المقالات الاجتماعية والسياسية والأدبية والعلمية، نشرت في مجلة "الكاتب المصري" 1946 للمرحوم سلامة موسى. تناولت الطفولة والصبا، وأحوال القاهرة خلال الفترة من 1903 إلى 1907، ترجم فيها لشخصيات أوربية مثل: كرومر، وجروست، وكنشتر، وفتح الآفاق الأوربية له، وتربيته لنفسه الأدبية والعلمية، وختمها بالحديث عن ذكريات الحرب العالمية الكبرى.

والمقالات -كما ترى- لم تجمعها وَحْدَة أو يضمها ترابط، وإن توفر ذلك داخل المقال نفسه. وطبعت في كتاب 1947.

57-

بين الفلسفة والأدب:

مجموعة من المقالات الأدبية الفلسفية، كتبها المرحوم على أدهم في فترات مختلفة، زاوج فيها بين التفكير الفلسفي والأدبي. وتناول فيها أشياء قيمة عن الحياة والدنيا مثل مقارنته بين أبي العلاء المعري وشوبنهار،

ص: 111

وفلسفة التاريخ عند الروائي الروسي ليون تولستون، وعلاقة السياسة بالأخلاق، وفلسفة الجمال عند الفيلسوف البريطاني المعاصر صمويل الكسندر برويائيف، ووازن بين الجمال وعنصري المثل العليا: الخير والجمال.

كما تناولت مقالات الكتاب الفلسفة وارتباطها بالكون والحياة البشرية، والتمرد على العقل، واللاعقلية وعبادة الغريزة والقوة، واللاعقلية في العلوم والحضارة، ودور الفرد في خلق المجتمع من خلال فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع. كما تناولت تبعات الفلسفة في العهد الذري، ومواطن الجمال في الطبيعة، وعرض الكاتب آراء واتجاهات المفكر الروسي برديايف، وعلل أسباب التقصير في البحث عن الحقائق.

ومن ثم اتسمت مقالات الكتاب بمسحة من الفلسفة، ونفحة من الأدب، فأسهمت في تزويد الثقافة بطائفة من الأفكار والآراء والنظريات التي تمهد للخلق الأدبي والابتكار الفني.

58-

لا هوادة:

كتاب يضم مقالات عمر فاخوري السياسية، تناول فيها القضايا التي شغلت العالم في ذلك الحين، ودارت حول مستقبل وطنه لبنان، وسيادة جماهير الشعب اللبناني على السواء. "لا علة أو نحلة أو مذهب دون مذهب"1. تكشف مقالات الكتاب ما وراء السياسة التقليدية من أمور تخدع الناس، وتجعلهم مطايا للمتزعمين والحاكمين، وتجسم كوارث الحرب العالمية الثانية، وجرائم طواغيت النازية على الإنسانية، مما حمل الناس على الإيمان بالدول الديمقراطية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي.

ومقالات الكتاب تيسر للقارئ الاطلاع على مختلف الفئات المتفاوتة فهما وعلما، ولذا جاءت صادقة في التعبير والتصوير: وأهم ما يميزها أنها

1 راجع: عمر فاخوري ص59 العدد 89 من سلسلة أعلام العرب فبراير 1970.

ص: 112

لم تخرج عن سجية عمر فاخوري المعهودة، وأسلوبه المعروف بالإيجاز الذي لا يعرف الحشو أو اللغو أو التكرار.

59-

الحقيقة اللبنانية:

مقالات هذا الكتاب خواطر وأحاديث، تغنى عمر فاخوري فيها برسالة لبنان التي تقوم على الأخذ والإعطاء، وتعبر عن وطنيته وارتباط بلاده بقضايا العرب، وتصور اعتزاز الجماهير باستقلال لبنان وطنا دينيا أو مذهبا، لا يصح أن يكون إلا وطنا لجميع أهله على السواء. ولذا قال:"لبنان منذ كان لا يقف على ساحل هذا الأبيض المتوسط إزاء مدنياته القديمة والحديثة، كما يقف الصياد الذي دهمته العتمة، ولم يعطه البحر سمكة واحدة". ويقول: "ما كان صفر رفعته لينقصه أو يكفه عن أن يعطي العالم أداة التخاطب المثلى، وأساليب العبادة الفضلى، وطرائق التفكير والعمل قوية".

60-

غرام الأدباء:

مقالات كتبها عباس خضر، ونشرتها مجلة "الرسالة الجديدة" التي كانت تصدر عن دار الجمهورية، تحت هذا العنوان، وصدرت في سلسلة اقرأ عن دار المعارف المصرية 1956.

تدور حول عواطف بعض الأدباء في صباهم، وانعكاسها فيما صدر عنهم من نتاج رائع، ومدى صدقها في التصوير والتعبير لما وقع لهم في عهد الشباب. وتناولت من الأدباء: طه حسين، وتوفيق الحكيم، وعباس العقاد، ومحمود تيمور، وأحمد حسن الزيات، ومحمد فريد أبو حديدة، ومحمد سعيد العريان، وكامل الشناوي.

ومقالات الكتاب تكشف عن خفايا قلوب الأدباء، والغرام الذي دفعهم أو أعانهم أو ألهمهم روائعهم، وتبين أطوار حياة هؤلاء الأدباء، وما خفقت قلوبهم به من حب، وما أضرم فيها من غرام.

ص: 113

61-

الذين أحبوا "مي":

كتاب صغير يضم المقالات التي كتبها كامل الشناوي في أخبار اليوم 1955 أعداد إبريل، ونشرتها دار المعارف في كتيب 1972. تناولت الذين أحبوا "مي زيادة" ورواد صالونها، ورأيها في الديمقراطية، ومحاولة خطف الأمير المغربي محمد الجزائري لها، والنشرات المنظومة بينها وبين ولي الدين عدلي يكن، وكيف أصيبت "مي" بالجنون، ووصف أسلوبها للدكتور طه حسين. ومقالات الكتاب -في جملتها- تكشف عن مكانة "مي" الأدبية في المجتمع المصري، وبين أدباء وقادة الفكر ومحبي الثقافة.

62-

خطوات نحو القدس:

مجموعة من المقالات، كتبها الدكتور عبد العزيز كامل، ونشرتها صحف: القاهرة والأهرام والأخبار والجمهورية والمساء خلال الفترة من نوفمبر 1966 حتى ديسمبر 1974، وجمعت هذه المقالات وطبعت في سلسلة اقرأ عن دار المعارف المصرية 1975.

تناولت مقالات الكتاب موضوعات مختلفة مثل: جوانب من الحرب النفسية، والمولد النبوي، والبناء والتحرير، وحوار بين رمضانيين، والمعركة والبناء في التطور التاريخي، وأخلاقيات المعركة، وبطاقات عيد من القرآن الكريم، والقرآن والنظرة المتوازية إلى الأحداث، وأربع آيات قرآنية في الحرب والسلم، ورسالة من شهيد في يوم عيد، وشمس العيد على سيناء، وأنهى الكاتب الحديث بمقال عن صلاة الجمعة في مسجد قرطبة.

وعلى الرغم من اختلاف موضوع المقالات -كما هو واضح- لكن ينظمها خط فكري واحد، وهو ارتباطها بالقدس الشريف، وفلسطين العربية، وأرضنا السلبية، ارتباطا يراها في منظورها التاريخي، وعطائها الحضاري، وكفاحها في معركة رمضان المجيدة، والإعداد الذي سبقها، وما وراءها من تبعات التحرير والتعمير.

ص: 114

63-

لكل مقال أزمة:

مجموعة من المقالات، تصور الظلم والطغيان، وتوضح الانحراف والمنحرفين، وتكشف أسرار الحكم في مصر خلال نصف قرن مضى من الزمان، كتبها مصطفى أمين في صحف: الجهاد والأخبار وأخبار اليوم، منذ بداية حياته الصحفية في مختلف العهود والظروف والملابسات. واجه بها المسلطين والمسيطرين، فأثارت مقالاته الأزمات من حوله، وحركت الحاقدين ضده.

ومقالات الكتاب تبرز مواقف تاريخية، وتوضح الفروق بين الرجال وأشباه الرجال، والخصومات التي وقعت بينهم، وتزيح النقاب عن التيار الخفي الذي حرك حياتنا السياسية والوطنية والاجتماعية على امتداد نصف قرن من الزمان.

وهكذا كان المقال على امتداد قرن ونصف المعرض الحافل بالآراء المبتكرة، والأفكار النيرة، والنظريات الفذة، في الفن والأدب والمسرح والسياسة والفلسفة والاجتماع ووجوه الإصلاح والمساجلات الطريفة بين طوائف الكتاب. كما كان المجال الرحب لألوان الفكر التي تعالج عيوب المجتمع، وتحدد مواطن النقص فيه، وتشير إلى العلل التي تعصف به.

واحتوى المقال -كما ترى- الأدب على اختلاف فنونه، وتباين صوره، فقد ضم ترجمة قصة حبنا، وبسط رواية أخرى، وسجل خاطرة حينا ثالثا، ناهيك بما تناول من تراجم وسير ونقد وتاريخ واجتماع وعلوم واقتصاد وطبائع، وغير ذلك من الألوان والأفكار التي أوجدتها الأحداث وفرضتها الظروف. كما كان للمقال دوره البارز في نشر المعارف، وتوثيق الروابط، واستنهاض الأمة، وتنبيه أفرادها إذا طرأ تخلف عليها، أو انحدر بعض أفرادها في التفكير، أو تقليد في الرأي، أو انحراف عن الطريق الجاد.

ومن ثم حفل المقال باللوحات الحية، والصور النابضة، والنقد

ص: 115

الجريء، والتوجيه الحكيم على بعضها مسحة من الفلسفة ونفحة من الأدب، جاء ذلك كله في بحوث مركزة، ودراسات جادة، متعددة الفنون، متباينة الفروع، متغايرة التقاسيم، تكشف عن اطلاع واسع، وتحصيل وفير لمواهب فذة تتميز بالتفكير السليم والتصوير الصحيح، وغيرة جامحة على الإسلام والمسلمين، والعروبة وبلادها، والوطن وحماه. فأسهم المقال والمقاليون بتزويد الثقافة والفكر بروافد ثرة، وينابيع فياضة، وطائفة من الآراء المبدعة، والتجارب الفريدة والحقائق المثمرة التي تمهد الطريق للخلق الأدبي والابتكار الفني.

ص: 116