الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثًا: محمد حسين هيكل 1888-1956
كاتب وأديب، وباحث ومؤرخ، ترك مجموعة من الكتب الأدبية والدراسات الإسلامية، استهلها بقصته المشهورة "زينب". كتب أول ما كتب بصحيفة "الجريدة" التي أنشأها أحمد لطفي السيد 1907، ثم تضاعف نشاطه الكتابي بعد ثورة 1919، ولاسيما بعد أن اختير لرياسة تحرير جريدة "السياسة" واشترط عدلي يكن أن تكون المقالات هادئة، ولكن هيكل لم يقابل الأحداث بأسلوب هادئ فغضب عدلي منه فاستقال. وعلق قائلًا: فلنسر في طريقنا ندافع عن الحرية، والعدل والقانون ولهذا قام الحزب، ولهذا يجب أن يبقى
…
دون نظر إلى الأشخاص الذين ينضمون إليه أو الذين يتركونه".
أسلوب هيكل:
من خلال مقالاته العديدة تبدو ملامح أسلوبه السياسي العنيف في الدفاع من الحرية والعدل والقانون، وهو أسلوب مرتب ترتيبًا دقيقًا، نظرًا لدراسته وثقافته القانونية، وأهم ما يميزه السمات التالية:
1-
كثرة المقدمات بشكل يلفت النظر في المقال الأدبي والسياسي على حد سواء نتيجة لدراسة القانون، وممارسة البحث العلمي.
2-
صب الأفكار في قالب موضوعي، يعتمد على تحليل الجزئيات، حتى ينتهي لنتيجة حتمية دون إحساس بفتور أو ملل.
3-
يخضع للتقسيم والتحليل والتعليل، وتقديم المقدمات، واستخلاص النتائج.
4-
يجمع بين موضوعية العلم وذاتية الفن، ولذا يحس القارئ بلذة العقل والذوق معًا.
5-
الجنوح إلى التنظيم والتنسيق الفكري، ما يكشف عن شخصيته.
6-
شيوع الاستطراد في معظم كتاباته، واتخاذه وسيلة لتوضيح الأفكار والتدليل على صحتها، ما يعرب عن اتساع ثقافته.
وهذا جزء من مقال له بعنوان "بعد قرار العلماء" يخاطب فيه الشيخ علي عبد الرازق، ويسخر من الحملات ضد كتابه "الإسلام وأصول الحكم" يقول:
"تعال نضحك
…
فقد كان كتابك مصدرًا لتنفير الأرثوذكسية في الإسلام1، ولست أنت الذي غيرها أيها الصديق المسكين، وإنما غيرها الذين طردوك وأخرجوك من الأزهر نعم. كان أهل السنة وما زالوا يرون أن الخلافة ليست ركنًا من أركان الدين، وأن الشيعة فسقوا حين عدوها كذلك، فلما قلت للناس في كتابك ما أجمع عليه أهل السنة غضب عليك أهل الأزهر، ورموك بالابتداع والإلحاد. وأخذوا يقولون: إن الخلافة أصل من أصول الدين. وقد كنا نعلم أن القاهرة مركز أهل السنة وموطن الأشاعرة، ويستقر الأرثوذكسية الإسلام، فسبحان من يغير ولا يتغير! ".
أصبحت "القاهرة""كطهران" مركز الشيعة، وأنها بناء صلاح الدين! ولم لا؟! الشيعة هم الذين بنوا الأزهر وشيدوه، أليس الفاطميون هم الذين بنوا المدينة ومسجدها الجامع؟! فأي عجب أن تعود مدينة القاهرة شيعية كما كانت يوم أسسها الفاطميون؟! وأي عجب في أن يعود الأزهر شيعيا كما كان يوم بناه الفاطميون؟! 2.
وبهذا المقال وغيره من المقالات أخذ هيكل يدافع عن حرية الرأي، ويبلور مفهوم حرية الفكر بأسلوب موضوعي، يتسم بجمال التنظيم وروعة التنسيق، ويتخذ من الوسائل ما يكفي لتوضيح أفكاره.
1 يعني "المذهب السني" المحافظ.
2 راجع: السياسة الصادرة في 14 أغسطس 1925.
في الأخبار وأخبار اليوم
…
صادق خلال تلك المرحلة التي أحاطت بها ظروف بالغة الدقة والأهمية. إنها في الواقع مرحلة تاريخية سواء على مستوى العمل الداخلي أو العمل الخارجي، ولقد كان العمل الشريف والنظيف هو عنوان المهمة التي اضطلع بها الدكتور مصطفى خليل والزملاء الذين اختارهم للعمل معه في الوزارة، إننا نبدأ المرحلة الجديدة ونحن على اطمئنان كامل، فقد حققنا الأهداف التي حددناها لأنفسنا في كل مرحلة، وكانت خطواتنا على الطريق من نجاح إلى نجاح، واليوم نواجه مرحلة جديدة تعتبر مرحلة جني الثمار لكل ما غرسنا من قبل، وهي على أية حال مرحلة ليست المسئولية فيها مسئولية الحكومة وحدها، أو مسئولية المؤسسات الدستورية والأجهزة التي تعمل في نطاق الحكم، ولكنها مسئولية الشعب كله، وهذا هو ما قصد إليه الرئيس أنور السادات حين ربط التعاون في العمل بين أجهزة الحكم وأجهزة الشعب في نطاق الحزب حتى يكون مسيرة واحدة في العمل الوطني على طريق الرخاء في المرحلة الجديدة زيادة في المسئوليات تقابلها زيادة في الحقوق، إننا تجاه مرحلة جادة لا مكان فيها للتخاذل ولا الكسب غير المشروع"1.
ب- ما قل ودل:
يحرره أحمد الصاوي محمد ردا على رسالة أو تعليقًا على موقف أو اتجاه، أو إحياء لذكرى، فقد كتب عن ذكرى الإمام عبد الحليم محمود فقال:
"في ذكرى الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر -طيب الله ثراه- يقول الأخ المهندس أحمد زين العابدين السماك رئيس جمعية مسجد سيدي علي السماك: تحية طيبة من عند الله، وبعد: تمر الأعوام بعد رحيل العالم الهمام الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، ولا تزال مؤلفاته في التراث الديني تقوم بدورها في تربية النفوس، ورعاية القلوب، ولم تطمس الأيام ثمار جهود الإمام والآثار الروحية التي تمت في
1 راجع: الأخبار الصادرة في 13/ 5/ 1980.