الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخبر عن قضاعة وبطونها والإلمام ببعض الملك الّذي كان فيها
قد تقدّم آنفا ذكر الخلاف الّذي في قضاعة هل هم لحمير أو لعدنان ونقلنا الحجاج لكلا المذهبين وأتينا بذكر أنسابهم تالية حمير ترجيحا للقول بأنهم منهم، وعلى هذا فقيل هو قضاعة بن مالك بن حمير. وقال ابن الكلبي: قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرّة بن زيد بن مالك بن حمير. وكان قضاعة فيما قال ابن سعيد ملكا على بلاد الشحر، وصارت بعده لابنه الحاف ثم لابنه مالك. ولم يذكر ابن حزم في ولد الحاف مالكا. قال ابن سعيد وكانت بين قضاعة وبين وائل بن حمير حروب، ثم استقل ببلاد الشحر مهرة بن حيدان بن الحاف بن قضاعة وعرفت به، قال وملك بنو قضاعة أيضا نجران ثم غلبهم عليها بنو الحرث بن كعب بن الأزد وساروا إلى الحجاز فدخلوا في قبائل معدّ، ومن هنا غلط من نسبهم إلى معدّ أهـ.
ولنذكر الآن تشعّب البطون من قضاعة: اتفق النسّابون على أنّ قضاعة لم يكن له من الولد إلّا الحافي ومنه سائر بطونهم، وللحافي ثلاثة من الولد: عمرو وعمران وأسلم بضم اللام قاله ابن حزم.
فمن عمرو بن الحافي حيدان وبلى وبهرا، فمن حيدان مهرة، ومن بلى جماعة من مشاهير الصحابة: منهم كعب بن عجرة وخديج بن سلامة وسهل بن رافع وأبو بردة ابن نيار، ومن بهرا جماعة من الصحابة أيضا منهم: المقداد بن عمرو وينسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب خال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخي أمّه وتبنّاه فنسب إليه. ويقال إنّ خالد بن برمك مولى بني بهرا.
ومن أسلم سعد هذيم وجهينة ونهد بنو زيد بن ليث بن سود بن أسلم، فجهينة ما بين الينبع ويثرب إلى الآن في متّسع من برية الحجاز وفي شماليهم الى عقبة ايلة مواطن بلى وكلاهما على العدوة الشرقية من بحر القلزم وأجاز منهم أمم إلى العدوة الغربية وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكثروا هنالك سائر الأمم وغلبوا على بلاد النوبة وفرّقوا كلمتهم وأزالوا ملكهم وحاربوا الحبشة فأرهقوهم إلى هذا العهد. ومن سعد هذيم بنو عذرة المشهورون بين العرب في المحبة، كان منهم جميل بن عبد الله بن
معمر وصاحبته بثينة بنت حبابا. قال ابن حزم: كان لأبيها صحبة ومنهم عروة بن حزام وصاحبته عفرا. ومن بني عذرة كان رزاح بن ربيعة أخو قصيّ بن كلاب لأمّه وهو الّذي استظهر قصي به وبقومه على بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم فغلبهم على الاجازة بالناس من عرفة، وكانت مفتاح رياسته في قريش.
ومن عمران بن الحافي بنو سليح وهو عمرو بن حلوان بن عمران، ومن بني سليح الضجاعم بنو ضجعم بن سعيد بن سليح كانوا ملوكا بالشام للروم قبل غسّان. ومن بني عمران بن الحافي بنو جرم بن زبّان بن حلوان بن عمران بطن كبير وفيهم كثير من الصحابة ومواطنهم ما بين غزة وجبال الشراة من الشام، وجبال الشراة من جبال الكرك. ومن تغلب بن حلوان بنو أسد وبنو النمر وبنو كلب قبائل ضخمة كلهم بنو وبرة بن تغلب، فمن النمر بن خشين بن النمر ومن بني أسد بن وبرة تنوخ وهم فهم بن تيم اللات بن أسد منهم مالك بن زهير بن عمرو بن عمرو بن فهم وعليه تنخت تنوخ، وعلى عهد أبيه مالك بن فهم كما مرّ وكانوا حلفاء لبني حزم. فتنوخ على ثلاثة أبطن: بطن اسمه فهم وهم هؤلاء، وبطن اسمه نزار وهم ليس نزار لهم بوالد لكنهم من بطون قضاعة كلها ومن بني تيم اللات ومن غيرهم بطون ثلاث يقال لهم الأحلاف من جميع قبائل العرب من كندة ولخم وجذام وعبد القيس أهـ كلام ابن حزم. ومن بني أسد بن وبرة بنو القين واسمه النعمان بن جسر بن شيع اللات بن أسد ومن بني كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بنو كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، قبيلة ضخمة فيها ثلاثة بطون بنو عديّ وبنو زهير وبنو عليهم، وبنو جناب بن هبل ابن عبد الله بن كنانة بطون ضخمة ومنهم عبيدة بن هبيل شاعر قديم ويقول فيه بعض الناس ابن حرام، وهو الّذي عنى امرؤ القيس بقوله نبكي الديار كما بكى ابن حرام وقد قيل إنه من بكر بن وائل، وقال هشام بن السائب الكلبي: إذا سئلوا بم بكى ابن حرام الديار أنشدوا خمسة أبيات من كلمات امرئ القيس المشهورة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ويقولون إن بقيتها لامرئ القيس بن حجر، وهذا امرؤ القيس بن حرام شاعر قديم دثر شعره لأنه لم يكن للعرب كتاب لبدأتها، وإنما بقي من أشعارهم ما ذكره رواة الإسلام وقيدوه من رواية الكتاب من محفوظ الرجال.
ومن بني عديّ بنو حصين بن ضمضم بن عديّ، كانت منهم نائلة بنت الفرافصة بن
الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحرث بن حصن امرأة عثمان بن عفّان، ومنهم أبو الخطّار الحسام بن ضرار بن سلامان بن جشم بن ربيعة بن حصن أمير الأندلس، ومنسبة بن شحيم بن منجاش بن مزغور بن منجاش بن هزيم بن عديّ بن زهير، وابن ابنه حسّان بن مالك بن بحدل الّذي قام بمروان يوم مرج راهط وكانت رياسة الإسلام في كلب لبني بحدل هؤلاء ومن عقبهم بنو منقذ ملوك شيزر.
ومن بني زهير بن جناب حنظلة بن صفوان بن توبل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن هرير بن أبي جابر بن زهير ولي إفريقية لهشام. ومن عليم بن جناب بنو معقل وربما يقال إنّ عرب المعقل الذين بالمغرب الأقصى لهذا العهد وفي زمانه ينتسبون فيهم.
ومن بطون كلب بن عوف بن بكر بن عوف بن كعب بن عوف بن عامر بن عوف دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج بن عامر بن بكر بن عامر بن عوف صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الّذي أتاه جبريل عليه السلام في صورته. ومنصور بن جهور بن حفر بن عمرو بن خالد بن حارثة بن العبيد بن عامر بن عوف القائم مع يزيد بن الوليد وولاه الكوفة، وحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف سبي أبوه زيد في الجاهلية وصار إلى خديجة فوهبته إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، وجاءه أبوه وخيّره النبيّ صلى الله عليه وسلم فاختاره على أبيه وأهله وأقام في كفالة النبيّ صلى الله عليه وسلم ثم أعتقه، وربي ابنه أسامة في بيته ومع مواليه وأخباره مشهورة.
ومن بني كلب ثم من بني كنانة بن بكر بن عوف النسّابة ابن الكلبي وهو أبو المنذر هشام بن محمّد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحرث بن عبد العزّى بن امرئ القيس. قال ابن حزم: هكذا ذكره ابن الكلبيّ في نسبه وأرى امرأ القيس هذا هو عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف بن كنانة بن عذرة وقد مرّ بقية نسبه، وكان لقضاعة هؤلاء ملك ما بين الشام والحجاز إلى العراق في أيلة وجبال الكرك إلى مشارف الشام واستعملهم الروم على بادية العرب هنالك، وكان أوّل الملك فيهم في تنوخ وتتابعت فيهم فيما ذكر المسعودي ثلاثة ملوك: النعمان بن عمر، وثم ابنه عمرو بن النعمان، ثم ابنه الحواري بن عمرو، ثم غلبهم على أمرهم سليح من بطون قضاعة
وكانت رياستهم في ضجعم بن معدّ منهم. وقارن ذلك استيلاء طيطش من القياصرة على الشام فولاهم ملوكا على العرب من قبله يجبون له من ساحتهم إلى أن ولي منهم زيادة بن هبولة بن عمرو بن عوف ضجعم. وخرجت غسان من اليمن فغلبوهم على أمرهم وصار ملك العرب بالشام لبني جفنه وانقرض ملك الضجاعم حسبما نذكر.
وقال ابن سعيد: سار زيادة بن هبولة بمن أبقى السيف منهم بعد غسّان إلى الحجاز فقتله حجر آكل المرار الكنديّ، كان على الحجاز من قبل التبابعة، وأفنى بقيتهم فلم ينج منهم إلّا القليل، قال: ومن الناس من يطلق تنوخ على الضجاعمة ودوس الذين تنخوا بالبحرين أي أقاموا، قال وكان لبني العبيد بن الأبرص بن عمر بن أشجع بن سليح ملك يتوارثونه بالحضر آثاره باقية في برية سنجار وكان آخرهم الضيزن بن معاوية بن العبيد المعروف عند الجرامقة بالساطرون وقصته مع سابور ذي الجنود من الأكاسرة معروفة، قال وكان لقضاعة ملك آخر في كلب بن وبرة يتداولونه مع السكون من كندة، فكانت لكلب دومة الجندل وتبوك ودخلوا في دين النصرانية وجاء الإسلام الدولة في دومة الجندل لأكيدر بن عبد الملك بن السكون، ويقال إنه كندي من ذرية الملوك الذين ولّاهم التبابعة على كلب، فأسره خالد بن الوليد وجاء به الى النبيّ صلى الله عليه وسلم فصالح على دومة، وكان في أوّل من ملكها دجانة بن قنافة بن عديّ بن زهير بن جناب، قال: وبقيت بنو كلب الآن في خلق عظيم على خليج القسطنطينية منهم مسلمون ومنهم متنصّرون. أهـ الكلام في أنساب قضاعة.
قال ابن حزم: وجميع قبائل العرب فهي راجعة إلى أب واحد حاش ثلاث قبائل:
وهي تنوخ والعتقيّ وغسّان، فأما تنوخ فقد ذكرناهم، وأمّا العتقيّ فهم من حجر حمير ومن حجر من ذي رعين ومن سعد العشيرة ومن كنانة بن خزيمة ومنهم زبيد بن الحرث العتقيّ من حجر حمير وهو مولى عبد الرحمن بن القاسم وخالد بن جنادة المصريّ صاحب مالك بن أنس، وهو مولى زبيد المذكور من أسفل، وأما غسّان فإنّهم من بني أب لا يدخل بعضهم في هذا النسب ويدخل فيهم من غيرهم. وسموا العتقاء لأنهم اجتمعوا ليفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فظفر بهم فأعتقهم، وكانوا جماعة من بطون شتّى. وسموا تنوخ لأنّ التنوخ الإقامة فتحالفوا على الإقامة بموضعهم