الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالشام وهم من بطون شتّى. وأمّا غسّان فإنّهم أيضا طوائف نزلوا بماء يقال له غسّان فنسبوا اليه أهـ كلام ابن حزم.
الخبر عن بطون كهلان من القحطانية وشعوبهم واتصال بعضها مع بعض وانقضائها
هؤلاء بنو كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان اخوة بني حمير بن سبا، وتداولوا معهم الملك أوّل أمرهم، ثم انفرد بنو حمير به وبقيت بطون بني كهلان تحت ملكتهم باليمن. ثم لما تقلص ملك حمير بقيت الرئاسة على العرب البادية لبني كهلان لما كانوا بادين لم يأخذ ترف الحضارة منهم ولا أدركهم الهرم الّذي أودى بحمير، إنّما كانوا أحياء ناجعة في البادية والرؤساء والأمراء في العرب إنّما كانوا منهم. وكان لكندة من بطونهم ملك باليمن والحجاز، ثم خرجت الأزد من شعوبهم أيضا من اليمن مع مزيقياء وافترقوا بالشام، وكان لهم ملك بالشام في بني جفنة، وملك بيثرب في الأوس والخزرج، وملك بالعراق في بني فهم. ثم خرجت لخم وطئ من شعوبهم أيضا من اليمن، وكان لهم ملك بالحيرة في آل المنذر حسبما نذكر ذلك كله.
وأمّا شعوبهم فهي كلها تسعة من زيد بن كهلان في مالك بن زيد وعريب بن زيد، فمن مالك بطون همدان وديارهم لم تزل باليمن في شرقيه، وهم بنو أوسلة، وهو همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الجبّار بن مالك بن زيد بن نوف بن همدان. ومن شعوب حاشد بنو يام بن أصغى بن مانع بن مالك بن جشم بن حاشد ومنهم طلحة بن مصرف. ولما جاء الله بالإسلام افترق كثير من همدان في ممالكه، وبقي منهم من بقي باليمن، وكانوا شيعة لعليّ كرم الله وجهه ورضي عنه عند ما شجر بين الصحابة وهو المنشد فيهم متمثلا:
فلو كانت بوّابا على باب جنة
…
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
ولم يزل التشيّع دينهم أيام الإسلام كلها، ومنهم كان علي بن محمد الصليحي من بني يام القائم بدعوة العبيديّين باليمن في حصن حرار من بني يام وهو من بطونهم وهو من بني يام من بطون حاشد، فاستولى عليه وورث ملكه لبنيه حسبما نذكره في أخبارهم.
وكانت بعد ذلك وقبله دولة بني الرسي أيام الزيدية بصعدة فكانت على يدهم
وبمظاهرتهم، ولم يزل التشيّع دينهم لهذا العهد.
وقال البيهقي: وتفرّقوا في الإسلام فلم تبق لهم قبيلة وبرية إلا باليمن وهم أعظم قبائله وهم عصبة المعطي من الزيدية القائمين بدعوته باليمن، وملكوا جملة من حصون اليمن باليمن، ولهم بها إقليم بكيل وإقليم حاشد من بطونهم.
قال ابن سعيد: ومن همدان بنو الزريع وهم أصحاب الدعوة والملك في عدن والحيرة وهم زيديّة وإخوة همدان إلهان بن مالك بن زيد بن أوسلة ومن مالك بن زيد أيضا الأزد وهو أزد بن الغوث بن نبت بن مالك وخثعم وبجيلة ابنا أنمار بن أراش أخي الأزد بن الغوث. وقد يقال أنمار هو ابن نزار بن معدّ وليس بصحيح، فأمّا الأزد فبطن عظيم متّسع وشعوب كثيرة، فمنهم بنو دوس من بني نصر بن الأزد وهو دوس بن عدثان بالثاء المثلثة ابن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحرث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بطن كبير، ومنهم كان جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس وديارهم بنواحي عمان، وكان بعد دوس وجذيمة ملك بعمّان في إخوانهم بني نصر بن زهران بن كعب، كان منهم قبيل الإسلام المستكبر بن مسعود بن الجرّار بن عبد الله بن مغولة بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران، والّذي أدرك الإسلام منهم جيفر بن الجلندي بن كركر بن المستكبر وأخوه عبد الله ملك عمان، كتب إليهما النبيّ صلى الله عليه وسلم فأسلموا، واستعمل على نواحيهما عمرو بن العاص.
ومن الأزد ثم من بني مازن بن الأزد بنو عمرو مزيقياء بن عامر ويلقب ماء السماء ابن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس البهلول ابن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وعمرو هذا وآباؤه كانوا ملوكا على بادية كهلان باليمن مع حمير واستفحل لهم الملك من بعدهم.
وكانت أرض سبإ باليمن لذلك العهد من أرفه البلاد وأخصبها وكانت مدافع للسيول المنحدرة بين جبلين هنالك فضرب بينهما سدّ بالصخر والقار يحبس سيول العيون والأمطار حتى يصرفوه من خروق في ذلك السدّ على مقدار ما يحتاجون إليه في سقيهم، ومكث كذلك ما شاء الله أيام حمير، فلما تقلّص ملكهم وانحلّ نظام دولتهم وتغلّب بادية كهلان على أرض سبإ وانطلقت عليها الأيدي بالعبث والفساد وذهب الحفظة القائمون بأمر السدّ نذروا بخرابه، وكان الّذي ندر به عمرو مزيقياء ملكهم لمّا رأى من اختلال أحواله. ويقال: إنّ أخاه عمران الكاهن أخبره، ويقال طريفة
الكاهنة. وقال السهيليّ: طريفة الكاهنة امرأة عمرو بن عامر وهي طريفة بنت الخير الحميريّة لعهده.
وقال ابن هشام: عن أبي زيد الأنصاري أنه رأى جرذا تحفر السدّ فعلم أنه لا بقاء للسدّ مع ذلك فأجمع النقلة من اليمن وكاد قومه بأن أمر أصغر بنيه أن يلطمه إذا أغلظ له ففعل فقال لا أقيم في بلد يلطمني فيها أصغر ولدي وعرض أمواله فقال أشراف اليمن اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا أمواله وانتقل في ولده وولد ولده فقال الأزد لا نتخلف عن عمرو فتجشموا للرحلة وباعوا أموالهم وخرجوا معه وكان رؤساءهم في رحلتهم بنو عمرو مزيقياء ومن إليهم من بني مازن ففصل الأزد من بلادهم باليمن إلى الحجاز.
قال السهيليّ: كان فصولهم على عهد حسّان بن تبان أسعد من ملوك التبابعة ولعهده كان خراب السدّ. ولما فصل الأزد من اليمن كان أوّل نزولهم ببلاد عكّ ما بين زبيد وزمع، وقتلوا ملك عكّ من الأزد ثم افترقوا إلى البلاد، ونزل بنو نصر بن الأزد بالشراة وعمان، ونزل بنو ثعلبة بن عمرو مزيقياء بيثرب، وأقام بنو حارثة بن عمرو بمرّ الظهران بمكة وهم فيما يقال خزاعة، ومرّوا على ماء يقال له غسّان بين زبيد وزمع فكل من شبه منه من بني مزيقياء سمّي به، والذين شربوا منه بنو مالك وبنو الحرث وبنو جفنة وبنو كعب فكلهم يسمون غسّان، وبنو ثعلبة العتقاء لم يشربوا منه فلم يسمّوا به، فمن ولد جفنة ملوك الشام الذين يأتي ذكرهم ودولتهم بالشام. ومن ولد ثعلبة العتقاء الأوس والخزرج ملوك يثرب في الجاهلية وسنذكرهم، ومن بطن عمرو مزيقياء بنو أفصى بن حارثة بن عمرو ويقال إنه أفصى بن عامر بن قمعة بلا شك ابن إلياس بن مضر. قال ابن حزم: فإن كان أسلم بن أفصى منهم فمن بني أسلم بلا شك وبنو أبان وهو سعد بن عديّ بن حارثة بن عمرو، وبنو العتيك من الأزد عمران بن عمرو.
وأمّا بجيلة فبلادهم في سروات البحرين والحجاز إلى تبالة وقد افترقوا على الآفاق أيام الفتح فلم يبق منهم بمواطنهم إلا القليل، ويقدم الحاج منهم على مكّة في كل عام عليهم أثر الشظف ويعرفون من أهل الموسم بالسرو [1] ، وأمّا حالهم لأوّل الفتح الإسلامي فمعروف ورجالاتهم مذكورة، فمن بطون بجيلة قسر وهو مالك بن عبقر بن
[1] السرو من: سرا يسرو وسروا، كان سريّا أي صاحب مروءة وسخاء (القاموس) .
أنمار وبنو أحمس بن الغوث بن أنمار.
وأمّا بنو عريب بن زيد بن كهلان فمنهم طيِّئ والأشعريون ومذحج وبنو مرّة وأربعتهم بنو أدد بن زيد بن يشجب بن عريب، فأمّا الأشعريون فهم بنو أشعر وهو نبت بن أدد وبلادهم في ناحية الشمال من زبيد وكان لهم ظهور أوّل الإسلام ثم افترقوا في الفتوحات وكان لمن بقي منهم باليمن حروب مع ابن زياد لأول إمارته عليها أيام المأمون ثم ضعفوا عن ذلك وصاروا في عدد الرعايا.
وأمّا بنو طيِّئ بن أدد فكانوا باليمن وخرجوا منه على أثر الأزد إلى الحجاز ونزلوا سميرا وفيد في جوار بني أسد، ثم غلبوهم على أجا وسلمى [1] وهما جبلان من بلادهم فاستقرّوا بهما وافترقوا لأوّل الإسلام في الفتوحات. قال ابن سعيد: ومنهم في بلادهم الآن أمم كثيرة ملئوا السهل والجبل حجازا وشاما وعراقا يعني قبائل طيِّئ هؤلاء وهم أصحاب الدولة في العرب لهذا العهد في العراق والشام وبمصر منهم سنبس والثعالب بطنان مشهوران، فسنبس بن معاوية بن شبل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ ومعهم بحتر بن ثعل، قال ابن سعيد ومنهم زبيد بن معن بن عمرو بن عسّ بن سلامان بن ثعل وهم في برّيّة سنجار، والثعالب بنو ثعلبة بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة بن طيِّئ، وثعلبة بن جدعا بن ذهل بن رومان. قال ابن سعيد: ومنهم بنو لام بن ثعلبة منازلهم من المدينة الى الجبلين وينزلون في أكثر أوقاتهم مدينة يثرب، والثعالب الذين بصعيد مصر من ثعلب بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ. قال ابن حزم: لام بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعا ومن الثعالب بنو ثعلبة بن ذهل بن رومان، وبجهة بنيامين والشام بنو صخر ومن بطونهم غزيّة المرهوب صولتهم بالشام والعراق. وهم بنو غزية بن أفلت بن معبد بن عمرو بن عسّ بن سلامان بن ثعل وبنو غزية كثيرون وهم في طريق الحاج بين العراق ونجد، وكانت الرئاسة على طيِّئ في الجاهلية لبني هني بن عمرو بن الغوث بن طيّ وهم رمليّون وإخوتهم جبليّون، ومن ولده إياس بن قبيصة الّذي أدال به كسرى أبرويز النعمان المنذر حين قتله وأنزل طيّا بالحيرة مكان لخم قوم النعمان وولّي على العرب من إياسا هذا، وهو إياس بن قبيصة بن أبي يعفر بن النعمان بن خبيب بن الحرث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سعد بن هني، فكانت
[1](في فجر الإسلام ص 8) أجا وسلمى وهما المعروفان الآن بجبل شمّر، وقد سكنتها طيِّئ قبل الإسلام.
لهم الرئاسة إلى حين انقراض ملك الفرس. ومن عقب إياس هذا بنو ربيعة بن عليّ بن مفرح بن بدر بن سالم بن قصّة بن بدر بن سميع، ومن ربيعة شعب آل مراد وشعب آل فضل، وآل فضل شعبان آل عليّ وآل مهنا فعلي ومهنّا ابنا فضل، وفضل ومراد ابنا ربيعة وسميع الذين ينسبون إليه من عقب قبيصة بن أبي يعفر، ويزعم كثير من جهلة البادية إنه الّذي جاءت به العبّاسة أخت الرشيد من جعفر بن يحيى زعما كاذبا لا أصل له. وكانت الرئاسة على طيِّئ أيام العبيديّين لبني المفرّح، ثم صارت لبني مراد بن ربيعة وكلهم ورثوا أرض غسّان بالشام وملكهم على العرب، ثم صارت الرئاسة لبني عليّ وبني مهنّا ابني فضل بن ربيعة اقتسموها مدّة، ثم انفرد بها لهذا العهد بنو مهنّا الملوك على العرب إلى هذا العهد بمشارف الشام والعراق وبريّة نجد، وكان ظهورهم لأمر الدولة الأيوبية ومن بعدهم من ملوك الترك بمصر والشام ويأتي ذكرهم، والله وارث الأرض ومن عليها.
وأمّا مذحج واسمه مالك بن زيد بن أدد بن زيد بن كهلان، ومنهم مراد واسمه يخابر بن مذحج، ومنهم سعد العشيرة بن مذحج بطن عظيم لهم شعوب كثيرة، منهم جعفر بن سعد العشيرة وزبيد بن صعب بن سعيد العشيرة. ومن بطون مذحج النخع ورها ومسيلة وبنو الحرث بن كعب، فأمّا النخع فهو جسر بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج ومسيلة ابن عامر بن عمرو بن علة، وأمّارها فهو ابن منبّه بن حرب بن علة. وبقي من مذحج وبرية ينجعون مع أحياء طيِّئ في جملة أيام بني مهنّا مع العرب بالشام زمن أحلافهم وأكثرهم من زبيد. وأما بنو الحرث فالحرث أبوهم ابن كعب بن علة وديارهم بنواحي نجران يجاورون بها بني ذهل بن مزيقياء من الأزد وبني حارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد وكان نجران قبلهم لجرهم، ومنهم كان ملكها الأفعى الكاهن الّذي حكم بين ولد نزار بن معدّ لما تنافروا إليه بعد موت نزار واسمه الغلس بن غمر ماء بن همدان بن مالك بن منتاب بن زيد بن واثل بن حمير وكان داعية لسليمان عليه السلام بعد أن كان واليا لبلقيس على نجران، وبعثته إلى سليمان فصدّق وآمن وأقام على دينه بعد موته. ثم نزل نجران بنو الحرث بن كعب بن علة بن جلد بن مذحج فغلبوا عليها بني الأفعى. ثم خرجت الأزد من اليمن فمروا بهم وكانت بينهم حروب، وأقام من أقام في جوارهم من بني نصر بن الأزد وبني ذهل بن مزيقياء واقتسموا الرئاسة فنجران معهم. وكان من بني الحرث
كعب هؤلاء المذحجيين بنو الزياد واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحرث بن مالك بن كعب بن الحرث وهم بيت مذحج وملوك نجران وكانت رياستهم في عبد المدان بن الديّان، وانتهت قبيل البعثة إلى يزيد بن عبد المدان، ووفد أخوه عبد الحجر بن عبد المدان على النبي صلى الله عليه وسلم على يد خالد بن الوليد وكان ابن أخيهم زياد بن عبد الله بن عبد المدان خال السفّاح، وولّاه نجران واليمامة.
وقال ابن سعيد: ولم يزل الملك بنجران في بني عبد المدان، ثم في بني أبي الجواد منهم، وكان منهم في المائة السادسة عبد القيس بن أبي الجواد، ثم صار الأمر لهذا العهد إلى الأعاجم شأن النواحي كلها بالمشرق، ثم من بطون الحرث بن كعب بنو معقل وهو ربيعة بن الحرث بن كعب، وقد يقال إنّ المعقل الذين هم بالمغرب الأقصى لهذا العهد إنما هم من هذا البطن وليسوا من معقل بن كعب القضّاعيين ويؤيد هذا أنّ هؤلاء المعقل جميعا ينتسبون إلى ربيعة، وربيعة اسم معقل هذا كما رأيت والله تعالى أعلم.
وأمّا بنو مرّة بن أدد إخوة طيِّئ ومذحج والأشعريّين فهم أبطن كثيرة وتنتهي كلها إلى الحرث بن مرّة، مثل خولان ومعافر ولخم وجذام وعاملة وكندة. فأمّا معافر فهم بنو يعفر بن مالك بن الحرث بن مرّة وافترقوا في الفتوحات وكان منهم المنصور بن أبي عامر صاحب هشام بالأندلس. وأمّا خولان واسمه أفكل بن عمرو بن مالك وعمرو أخو يعفر وبلادهم في جبال اليمن من شرقيّه، وافترقوا في الفتوحات وليس منهم اليوم وبريّة إلّا باليمن وهم لهذا العهد، وهمدان أعظم قبائل العرب باليمن ولهم الغلب على أهله والكثير من حصونه. وأمّا لخم واسمه مالك بن عديّ بن الحرث بن مرّة فبطن كبير متّسع ذو شعوب وقبائل منهم الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم، ومن أكبرهم بنو نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحرث بن مسعود بن مالك بن عمم بن أنمارة بن لخم، ويقال نمارة وهم رهط آل المنذر وحافده عمرو بن عدي بن نصر هو ابن أخت جذيمة الوضّاح الّذي أخذ بثأره من الزبا قاتلته، وولي الملك على العرب للأكاسرة بعد خاله جذيمة وأنزلوه بالحيرة حسبما يأتي الخبر عن ملكه وملك بنيه ومن شعوب بني لخم هؤلاء كان بنو عبّاد ملوك إشبيليّة ويأتي ذكرهم. وأمّا جذام واسمه عمرو بن عديّ أخو لخم بن عدي فبطن متّسع له شعوب كثيرة مثل غطفان وأمصى وبنو حرام بن جذام وبنو ضبيب وبنو مخرمة وبنو بعجة بنو نفاثة وديارهم حوالي أيلة
من أوّل أعمال الحجاز إلى الينبع بن أطراف يثرب، وكانت لهم رياسة في معان وما حولها من أرض الشام لبني النافرة من نفاثة ثم لفروة بن عمرو بن النافرة منهم، وكان عاملا للرّوم على قومه وعلى من كان حوالي معان من العرب، وهو الّذي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء. وسمع بذلك قيصر فأغرى به الحارث بن أبي شمر الغسّاني ملك غسّان فأخذه وصلبه بفلسطين، وبقيتهم اليوم في مواطنهم الأولى في شعبين من شعوبهم يعرف أحدهما بنو عائد وهم ما بين بلبيس من أعمال مصر إلى عقبة أيلة إلى الكرك من ناحية فلسطين، وتعرف الثانية بنو عقبة وهم من الكرك إلى الأزلم من برية الحجاز. وضمان السابلة ما بين مصر والمدينة النبويّة إلى حدود غزّة من الشام عليهم، وغزّه من مواطن جرم إحدى بطون قضاعة كما مرّ، وبإفريقية لهذا العهد منهم وبريّة كبيرة ينتجعون مع ذياب بن سليم بنواحي طرابلس.
وأمّا عاملة واسمه الحرث بن عدي وهم إخوة لخم وجذام وإنّما سمّي الحرث عاملة بأمّه القضاعية وهم بطن متّسع ومواطنهم ببرية الشام. وأمّا كندة واسمه ثور بن عفير بن عديّ وعفير أخو لخم وجذام، وتعرف كندة الملوك لأنّ الملك كان لهم على بادية الحجاز من بني عدنان كما نذكر، وبلادهم بجبال اليمن مما يلي حضرموت ومنها دمّون التي ذكرها امرؤ القيس في شعره، وبطونهم العظيمة ثلاثة: معاوية بن كندة ومنه الملوك بنو الحرث بن معاوية الأصغر ابن ثور بن مرتع بن معاوية والسكون وسكسك وابنهما أشرش بن كندة، ومن السكون بطن تجيب وهم بنو عدي وبنو سعد بن أشرش بن شبيب بن السكون وتجيب اسم أمّهما. وكان للسكون ملك بدومة الجندل وكان عليها عبد المغيث بن أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحق بن أعمى بن معاوية ابن حلاوة بن أمامة بن شكامة بن شبيب بن السكون بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك خالد بن الوليد فجاء به أسيرا، وحقن صلى الله عليه وسلم دمه وصالحه على الجزية وردّه إلى موضعه. ومن معاوية بن كندة بنو حجر ابن الحرث الأصغر ابن معاوية بن كندة منهم حجر آكل المرار ابن عمرو بن معاوية وهو حجر أبو الملوك ابن كندة الذين يأتي ذكرهم، والحرث الولادة أخو حجر وكان من عقبه الخارجين باليمن المسلمين طالب الحق وكان أباضيّا وسيأتي ذكره، ومنهم الأشعث بن قيس بن معديكرب بن معاوية وجبلّة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية