الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيهم من غير تردد: أبو القاسم البغوي، وابن فتحون، وأبو منصور الباوردي في آخرين، وإذا كان أبوه أسعد على ما ذكره المزي كيف يكون غير صحابي؛ لأن أباه توفي والنبي صلى الله عليه وسلم يبني المسجد أول ما هاجر، على ذلك جماعة المؤرخين، وإن كان على ما ذكره البخاري يحيى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن سعد من من زرارة، قال: وبعضهم يقول: أسعد بن زرارة، وهو وهم. فهو صحابي أيضًا؛ لأن سعد بن زرارة قال فيه أبو عمر ابن عبد البر: أخشى أن لا يكون أدرك الإسلام، فكذلك أيضًا لا يكون صحابيًا على هذا - واللَّه تعالى أعلم، وإن كان ابن الأثير، قال: في كلا الاسمين يكون صحابيًا، وغفل عن كونه حفيدًا لهما.
5263 - (د) يَحْيىَ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، أَبُو زَكَرِيَّا
(1)
ذكر المزي أن أبا داود روى عنه، وزعم أبو علي الجياني الحافظ: أن أبا داود روى عنه مقرونًا بمحمد بن أحمد بن أبي خلف في كتاب "الأدب"، فينظر.
5264 - (تمييز) يحيى بن إسماعيل بن زكريا، أبو زكريا الخواص، ويقال: أبو العباس الكوفي
(2)
قال أبو الحسن الدارقطني في كتاب "الجرح والتعديل": كوفي لا يحتج به.
5265 - (ت) يَحْيَى بْنُ أكْثَم بن مُحَمَّد بن قَطَن بن سمعان بن مُشَنَّج بن عبد عمرو بن عبد العزى بن أكثم، أبو محمد الأسيدي. مروزي، نزل بغداد
(3)
قال صاحب "زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين": قضى عشرين سنة،
(1)
انظر: تهذيب الكمال 31/ 203، تهذيب التهذيب 11/ 158.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 31/ 205، تهذيب التهذيب 11/ 158.
(3)
انظر التاريخ الكبير 8/ 263، أخبار القضاة لوكيع 2/ 161، الجرح والتعديل 9/ 129، مروج الذهب للمسعودي 4/ 21 وما بعدها، الأغاني 20/ 255، تاريخ بغداد 14/ 191، 204، طبقات الحنابلة 1/ 410، 413، الكامل لابن الأثير: أخباره مثناثرة في الجزء السابع منه، وفيات الأعيان 6/ 147، 165، تهذيب الكمال: 31/ 209، تذهيب التهذيب 4/ 147/ 2، 1/ 149، ميزان الاعتدال 4/ 361، 362، العبر 1/ 439، البداية والنهاية 10/ 319، تهذيب التهذيب 11/ 158، النجوم الزاهرة 2/ 316، 317، حياة الحيوان للدميري 2/ 2، 3، طبقات المفسرين 2/ 362، خلاصة تذهيب الكمال: 421، مرآة الجنان 2/ 135، شذراث الذهب 2/ 91 و 101، 102، الجواهر المضية 2/ 210.
ووزر مرتين، ومات سنة اثنتين -ويقال: سنة إحدى- وأربعين ومائتين.
وفي "تاريخ المنتجالي": لما عزل من القضاء كتب إليه المتولي بعده في شيء، فكتب إليه يحيى:{وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} [هود: 91].
وقال أحمد بن صالح -وسئل عن سليمان الشاذكوني- فقال: لم أرو عنه إلا حرفًا واحدًا، وكان عالمًا بالحديث؛ إلا أنه كان ماجنًا، وكذلك كان يحيى بن أكثم القاضي، وقال مضر أبو محمد: سأل أبو سيار، يحيى بن معين عن: يحيى بن أكثم، فقال: عافاه اللَّه، خير كريم، فقال: يا أبا زكريا، إنما أسألك عنه في الحديث، فقال: يا أحمق؛ يبعث إلينا الدنس بالحراد، والتمر بالقواصر، وقال الخطيب: كان عالمًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، سليمًا من البدعة، ينتحل مذهب أهل السنة.
وفي كتاب "الترغيب والترهيب" لأبي موسى المديني: قال المأمون لبشر بن الوليد القاضي: ما لك لا تنفذ أحكام يحيى بن أكثم؟
فقال: يا أمير المؤمنين؛ سألت عنه بخراسان، فلم يحمد في بلده، ولا في جواره.
وذكره أبو محمد ابن الجارود، وأبو حفص ابن شاهين في: جملة الضعفاء، وفي "تاريخ مرو" لأبي رجاء محمد بن حمدويه بن أحمد بن موسى السبخي: كان يحيى صاحب علم وفقه، وأبوه سمع من موسى بن عبيدة، ومحمد بن كعب، ويكنى: أبا يحيى.
وفي "تاريخ الخطيب": قال رجل ليحيى بن أكثم: يا أبا زكريا؛ فقال له يحيى: قست فأخطأت.
ودخل عليه رجل، فقال: أتأذن؟
فقال: نعم، فأنشد:
ماذا تقول كلاك اللَّه في رجل
…
يهوى عجوزا أراها بنت تسعين
فرفع رأسه إليه وقال: [البسيط]
يبكى عليه وقد حق البكاء له
…
إن العجوز لها حين من الحين
وكان على صدقات الأضراء، فطالبوه فلم يعطهم شيئًا، فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد، فحبسهم، فبلغ المأمون خبرهم، فقال: حبستهم على أن كنوك؟
قال: إنما حبستهم على التعريض، قالوا لي: يا أبا سعيد؛ يعرضون بشيخ لائط في الخريبة.
ودخل عليه يومًا ابنا مسعدة، وكانا على نهاية الجمال، فلما رآهما يمشيان في
الصحن أنشأ يقول: [مخلع البسيط]
يا زائِرَينا مِنَ الخيامِ
…
حَيّاكُما اللَّهُ بالسلامِ
يحزنني إذ وقفتما بي
…
وليس عندي سوى كلام
لم تأتياني وبي نهوض
…
إلى حلال ولا حرام
قال أبو بكر: وبلغني أن يحيى عزل عن الحكم بسبب هذه الأبيات. انتهى.
هذه الأبيات أنشدها غير واحد لمنصور النمري في هارون الرشيد، وهي:[مخلع البسيط]
يا زائِرَينا مِنَ الخيامِ
…
حَيّاكُما اللَّهُ بالسلامِ
يُحْزُنِنِي أَنْ أَطَعْتِمَانِيَ
…
وَلَم تَنَالا سِوَى الْكَلامِ
بُورِكَ هارونُ مِن إِمامِ
…
بِطاعَةِ اللَّهِ ذي اعتِصامِ
لَهُ إِلى ذي الجَلالِ قُرَبى
…
لَيسَت لِعَدلٍ وَلا إِمامِ
رجع إلى التاريخ، وقال أبو صخرة في يحيى من أبيات:
لا أفلحت أمة وحق لها
…
بطول نكس وطول إنعاس
ترضى بيحيى يكون سائسها
…
وليس يحيى لها بسواس
قاض يرى الحد في الزنا ولا
…
يرى على من يلوط من بأس
يحكم للأمرد الغرير على
…
مثل جرير ومثل عباس
فالحمد للَّه كيف قد ذهب الـ
…
ـعدل وقل هذا الوفاء في الناس
أميرنا يرتشي وحاكمنا
…
يلوط والرأس شر ما راس
لو صلح الدين واستقام لقد .... قام على الناس كل مقياس
لا أحسب الجور ينقضي
…
وعلى الأمة وال من آل عباس
قال الخطيب: ليست هذه الأبيات لأبي صخر الرياشي؛ إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.
وقال يومًا المأمون: يا يحيى، من الذي يقول - وهو يعرض به:
قاض يرى الحد في الزنا ولا
…
يرى على من يلوط من بأس
قال: وما يعرفه أمير المؤمنين؟
قال: لا.
قال: يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم وبعده: [المنسرح]
لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأ
…
مة وال من آل عباس
فخجل المأمون، وقال: ينبغي أن ينفى أحمد بن أبي نعيم إلى السند.
ولما ولي المتوكل صير يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد، وخلع عليه خمس خلع، وولاه، ولما عزل وجعل في مرتبته جعفر بن عبد الواحد الهاشمي جاء كاتبه، فقال: سلَّم الديوان، فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين: أنه أمرني بذلك، فأخذ منه الديوان قهرًا، وغضب عليه المتوكل فامر بقبض أملاكه، ثم أدخل مدينة السلام، وألزم بيته.
وفي "كتاب أبي إسحاق الصريفيني": رواه عنه الترمذي في أول أبواب الزكاة وفي أبواب البر والصلة، قرن معه في الموضعين: عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمِ، والْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ، وأبا كريب، وخرج عنه في أبواب الحدود عن عبد اللَّه بن إدريس، قرن معه أبا كريب، وفي أبواب السير، في باب:(أمان المرأة والعبد)، عن عبد العزيز بن أبي حازم منفردًا.
وفي "كتاب المرزباني": وفيه يقول يحيى بن أبي نعيم الثقفي من أرجوزة: [الرجز]
أصبح هذا الدين رثًا رممه
…
أوطنه الجور ويحيى معلمه
مذ ولي الحكم أبيح حرمه
…
واضطربت أركانه ودعمه
يا ليت يحيى لم يلده أكثمه
…
ولم تطأ أرض العراق قدمه
ملعونة أخلاقه وشيمه
…
لا خلفه عفا ولا مقدمه
أي دواة لم يلقها قلمه
…
وأي خشف لم يبت يستطعمه
وقال الحاكم النيسابوري: دخل يحيى نيسابور وهو قاضي القضاة -على كبر السن- مع عبد اللَّه بن طاهر سنة خمس عشرة ومائتين.
ولما قال لسفيان بن عيينة ما قال، قال له سفيان: أراك تولي شيئًا من أمور المسلمين، فإذا وليت فاعدل، ولما وصف المأمون عماله لبشر بن الوليد، قال: وأما يحيى بن أكثم فأعف خلق اللَّه تعالى عن الصفراء والبيضاء، إنه -ما علمت- حملت إليه من أموال الحشرية أربع مائة ألف دينار فما قبلها، وأي نفس تسمو لهذا.
وفي "تاريخ ابن قانع": مات سنة ثمان وأربعين، أخبرني به ابن ابنه.