الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثنا أحمد بن حنبل، قال: يقال: إن وهيبًا مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
وقال ابن منجويه: كان متقنًا.
5252 - (م د ت س) وهيب بن الورد بن أبي الورد، القرشي، المخزومي، مولاهم أبو عثمان، ويقال: أبو أمية المكي، أخو عبد الجبار، واسمه عبد الوهاب، ووهيب: لقب غلب عليه، وقيل: وهيب، وعبد الوهاب أخوان، والأول أشهر
(1)
قال ابن حبان: ليس له كثير حديث يرجع إليه، وقال أحمد بن صالح العجلي: مكي ثقة عابد، كان سفيان بن سعيد يقول: اذهبوا بنا إلى هذا الرجل الصالح نسلم عليه.
وفي "كتاب المنتجالي": قال زهير: كان الفضيل، وابن المبارك، ووهيب، الورع جلوسًا بمكة، فذكروا الرطب، فقال وهيب: أوجاء الرطب؟
فقال ابن المبارك: يرحمك اللَّه، هذا آخره ولم تأكله؟
قال: لا.
قال: ولم؟
قال: بلغني أن عامة أجنة مكة -شرفها اللَّه تعالى- من الصوافي والقطائع، فكرهتها.
فقال ابن المبارك: يرحمك اللَّه تعالى، أوليس قد أرخص في الشراء من السوق إذا لم تعرف الصوافي والقطائع منه، وإلا ضاق على الناس خبزهم؟ أوليس عامة ما يأتي من قمح مصر إلى مكة إنما هو من الصوافي والقطائع؟ ولا أحسبك تستغني عن القمح، فسهل على نفسك، قال: فصعق وهيب لغفلته عما فظنَّه به، فقال فضيل: ما صنعت بالرجل؟ فقال عبد اللَّه: ما علمت أن كل هذا الحزن قد أعطيه، فلما أفاق قال: يا ابن المبارك؛ دعني من ترخيصكم، لا جرم لا أكلت من القمح بمكة -شرفها اللَّه تعالى- إلا كما يأكل المضطر من الميتة، فيقال: إنه فعل، فنحل جسمه حتى مات هزلا، رحمه اللَّه تعالى.
وقال ابن معين: كان رجلا متخليًا، وعن سفيان بن عيينة قال: قلت لوهيب: ما
(1)
انظر: تهذيب الكمال 31/ 169، تهذيب التهذيب 11/ 150.
الذي بلغ بك هذا الأمر؟
قال: إني كنت امرءًا تاجرًا أبيع في السوق وأشتري، فبينما أنا ذات يوم قائم في السوق؛ إذ أتاني آتٍ من خلفي، فوضع يده على منكبي، وقال: يا هذا؛ استح من اللَّه تعالى في قربه منك، وخف اللَّه تعالى في قدرته عليك، فالتفت فلم أر شيئًا.
وقال ابن وضاح عن بعضهم: كان وهيب حيثما رأيته فإنما يداه ورجلاه تعملان، يسبح، ويعتد بيديه، ويميط الأذى برجليه، كان هذا دأبه.
وكان الثوري إذا اغتنم يجيء حتى يرمي بنفسه إلى وهيب يستريح إليه، وكان يقول: كان وهيب لا يأكل شيئًا من الثمار، ولا النخيل، ولا البقل؛ إلا من أرض قد علم صحتها.
وفي "كتاب ابن الأثير": مات سنة أربع وخمسين ومائة.
وذكره ابن شاهين في كتاب "الثقات".
وقال يعقوب بن سفيان: مكي ثقة، ويقول أهل مكة: كان وهيب من الأبدال، ثقة، متثبتًا، متفقدًا لمطعمه، يجتنب أكل طعام صوافي مكة وثمارها -شرفها اللَّه تعالى- قال: وسمعت ابن نمير يقول: بلغني أن عباد بن كثير قال لوهيب: عندي أحاديث في الرغائب؛ ليس يكتب عني أصحاب الحديث، ولا يسمعون مني، فخذها أنت وحدثهم؛ ليعملوا بها وتؤجر.
قال له: قد فعلت بنفسك ما فعلت وتريد أن تفضحني.