الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4850 - (م د ت ق) معمر بن عبد اللَّه بن نافع بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، وهو معمر بن أبي معمر العدوي، وقيل غير ذلك في نسبه
(1)
قال ابن حبان: هو معمر بن أبي معمر المازني.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في السفينتين، وذكر بعضهم أن هذا هو الذي حلق رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وروى عنه عمرو بن يحيى.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الصحابة ممن لم يشهد بدرًا ولهم إسلام قديم، وشهد أحدًا وما بعدها، وقال: أمه أشعرية، وهاجر إلى الحبشة، في روايتهم جميعًا، ثم قدم مكة فأقام بها، وتأخرت هجرته إلى المدينة، ثم هاجر بعد ذلك، ويقولون أنه لَحِقَ النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية، يختلفون فيه وفي خراش الكعبي، وهو الذي كان يرجل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
أنبا محمد بن عمر، أنبا عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن يحيى بن حبان: أن الذي حلق رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية معمر العدوي.
وفي كتاب الزبير: أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم داره التي بالسوق، وهي التي يجلس إليها عامل السوق.
4851 - (د) معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمي، مولاهم، البصري النحوي
(2)
ذكره ابن حبان في "كتاب الثقات"، وقال: كان الغالب عليه معرفة الأدب والشعر، ومات سنة عشر ومائتين، وقد قارب المائة.
وفي كتاب الخطيب: تُوفِّيَ سنة ثلاث عشر ومائتين بالبصرة، وله ثمان وتسعون سنة.
(1)
انظر: تهذيب الكمال 3/ 1356، تهذيب التهذيب 10/ 246، 9441، تقريب التهذيب 2/ 266، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 47، الكاشف 3/ 165، تاريخ البخاري الكبير 7/ 377، تاريخ البخاري الصغير 1/ 423، الجرح والتعديل 8/ 254، الثقات 3/ 388، أسد الغابة 5/ 236، تجريد أسماء الصحابة 2/ 89، تراجم الأحبار 3/ 443.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 28/ 316، تهذيب التهذيب 10/ 221.
وفي "مراتب النحويين للبغوي": وكان في هذا العصر ثلاثة هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب، لم يُرَ مثلهم قبلهم ولا بعدهم، عنهم أُخِذ جُلُّ ما في أيدي الناس من هذا العلم عنهم، بل كله، وهم: أبو زيد، وأبو عبيدة، والأصمعي، وكلهم أخذوا عن أبي عمرو اللغة والنحو والشعر، وكلهم أخذوا بعده عن يحيى بن يحيى وأبي الخطاب، ويونس بن حبيب، وعن جماعة من ثقات الأعراب وعلمائهم، مثل أبي مهدية، وأبي طعيدة، وأبي خيرة، وعمرو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم، وكان أعلم الثلاثة بكلام العرب وأجمعهم لعلومهم وأجل القوم، ومع ذلك كان لا يقيم البيت إذا أنشده، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا.
وقال يزيد بن مرة: ما كان يسأل عن علم إلا كان من سأله عنه يظن أنه لا يحسن غيره.
وقال: وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا وكان يميل إلى مذهب الإباضية.
وقال أبو حاتم: كان يكرمني، وكان يظنني من خوارج سجستان، وكان كان يميل إلى الملاح، وتُوفِّيَ سنة إحدى عشرة.
وقال أبو عُبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: أبو عبيدة معمر بن المثنى بهت الناس.
وفي كتاب أبي سعيد السيرافي: وممن اختص بالأخذ عنه حتى نُسِبَ إليه التوّزي وزياد أبو غسان.
وفي "كتاب أدب الخواص للوزير أبي القاسم"، وزعم أنه رآه بخط يعقوب السكيني: سُبَّخت لقب أبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة تسع ومائتين.
وفي كتاب أبي الفرج الأموي: لقب بذلك أبو عبيدة تعريضًا بأن جده كان يهوديًا، وسُبّخت اسم من أسماء اليهود.
قال محمد بن معاذ في هجائه محمد بن عبد الوهاب الثقفي أخي عبد المجيد من أبيات يعرض فيها:
ألم يبلغنك لذي العلامة المرتب
وما ينبغي لكم يا قوم من المنكر يجيء
فقال الشيخ: ما. . . فخذ من ورق الدقل، وخذ من ورق القتب، وخذ من طين العير، وخذ من عصب. . . وخذ من سلح كيسان، ومن أظفار سبخت. . . وأسقط بذا في دابة أفنى.
قال أبو الفرج: وكان أبو عبيدة وسخًا، طويل الأظفار والشعر أيضًا، وكان يغضب من هذا اللقب، ولما كتب على السارية التي يجلس إليها أبو عبيدة:[البسيط]
صَلَّى الإله على لوط وشيعته
…
أبا عبيدة، قل باللَّه: آمينا
فقال لأبي حاتم السجستاني: اصعد على كتفي فامحه.
قال: فمحوته إلا الطاء.
فقال له أبو عبيدة: لا تتركها؛ فهي شر حروفها.
قال أبو حاتم: وكان يميل إليَّ لكوني من خوارج سجستان.
وفي "تاريخ المنتجالي": كان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا، وكان يرى رأي الخوارج، وتُوفِّيَ سنة عشر أو إحدى عشرة ومائتين وقد قارب المائة.
زاد المنتجالي، قال: رفعت إلى جعفر بن يحيى أمثالا في رقاع، قيل له: كم كانت؟
قال: أربعة عشر ألف مثل من أمثال العرب، وكان يُرْمَى بالقدر.
وحكى أبو حاتم: أنه خرج إلى بغداد، فدخل على جعفر بن يحيى، فقال له: مثلك لا يدخل على الخلفاء.
فقال: لم؟
قال: لأن فيك توضيعًا واضحًا، فلا تدخل على أمير المؤمنين.
قال: فأرجع خائبا؟
قال: لا؛ أنا أعطيك.
وخرج أبو عبيدة إلى إسحاق بن عبد الرحمن الهلالي بفارس، فقال لغلمانه: احذروه؛ فإن كلامه كالدنق؛ فدخل عليه يوما فأتى بعض الغلمان بالطعام، ولا يعرفه، فأكبَّ منه على طرف ثوبه، فقال له الهلالي: يا أبا عبيدة؛ قد أصاب ثوبك المرق وسوف أكسوك عشرة أثواب بدله، فقال: لا أبالي؛ لأنظر مرقتكم ليس لها ردك، قال: فهم مسبون به إلى اليوم.
وقال أبو عمر في "الاستغناء": سُئِلَ عنه يحيى بن معين، فقال: ليس به بأس.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: كان شعوبيًا، يبغض العرب، يذهب مذهب الخوارج فيما قيل.
وفي "الكنى للحاكم": روى عن رؤية بن الحجاج، والأصمعي، والأمغر بن
لبطة بن الفرزدق، وغيلان بن محمد اليافعي.
وفي "كتاب التعريف بصحيح التاريخ": وفيها؛ يعني: سنة عشر مات أبو عبيدة، وكان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان يبغض العرب، وألف في مَثالِبهَا كتابًا، وكان يرى رأي الخوارج، ومات وهو ابن مائة سنة.
وذكر الصُّولي أن إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فقدم في سنة ثمان وثمانين ومائة، فقال أبو عبيدة: أرسل إليَّ الفضل بن الربيع في الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن خبره، فدخلت عليه وهو في مجلس طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، فسلمت، فضحك إليَّ، واشتد يأتي، حتى جلست معه، فدخل رجل له هيئة فأجلسه إلى جانبي، ثم قال: أتعرف هذا؟
قال: لا.
قال: هذا أبو عبيدة، علامة أهل البصرة، استقدمناه لنستفيد منه.
وفي "تاريخ بغداد" عن سلمة قال: سمعت الفراء يقول لرجل: لو حُمِلَ إليَّ أبو عبيدة لضربته عشرين سوطًا لتصنيفه "كتاب المجاز".
وعن التنوري قال: بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يُعب عليه تأليفه "كتاب المجاز"، وأنه يفسر القرآن الغريب، فدخل عليه، فقال: يا أبا سعيد؛ ما تقول في الخبز؛ أيش هو؟
قال: هو الذي نأكله ونخبزه.
فقال: يا أبا سعيد؛ قد فسرت القرآن برأيك، فإن اللَّه تعالى قال:{أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا} [يوسف: 36].
فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته، ولم أفسره برأي.
فقال أبو عبيدة: وكذا شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا، ثم قام وانصرف.
وقال إسحاق الموصلي للفضل بن الربيع يهجو الأصمعي: [الوافر]
عليك أبا عبيدة فاصطنعه
…
فإن العلم عند أبي عُبيده
فقدمه وآثره عليه
…
ودع عنك القُريد بن القُريده
وعن أبي عثمان المازني قال: سمعت أبا عبيدة يقول: أُدخلتُ على الرشيد، فقال لي: يا معمر؛ بلغني أن عندك كتابًا حسنا في صفة الخيل وأحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما نصنع بالكتب؟ نحضر فرسًا ونضع أيدينا على عضو عضو، ونسميه ونذكر ما فيه؛ فلما جيء بالفرس قام الأصمعي فوضع يده على أعضائه، ويقول: هذا