الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال مسلمة في كتاب الصلة: روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في كتاب الجمعة من "صحيحه" عن محمد بن الوليد البُسري عنه.
وزعم أبو الفرج البغدادي أن مُسلمًا خرج عنه في الصحيح، وقد بينا في "الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء" أن هذا الكلام غير جيد، وتبعه على ذلك أبو عمرو ابن الصلاح، وقال: أبو زكير رجل صالح، غير أنه لم يبلغ مبلغ من يحتمل تفرده.
وقال الساجي: صدوق يهم، وفي حديثه لين.
ولما ذكر له العقيلي حديثه: "كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ" قال: لا يعرف إلا به.
وقال الدارقطني: تفرد به أبو زكير.
وقال ابن حبان لا أصل له.
وقال ابن الجوزي في "الموضوعات": لعله يكون الزلل فيه من الراوي عنه، فإنه ضعيف.
5365 - يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد اللَّه بن خالد بن فارس الذهلي، أبو زكريا النيسابوري، ولقبه: حيكان
(1)
قال أبو عبد اللَّه الحاكم في "تاريخ نيسابور": إمام أهل نيسابور في الفتوى والرئاسة، وابن إمامها، وأمير المطوعة بخراسان بلا مدافعة. سمع بنيسابور: يحيى بن يحيى، وأحمد بن عمرو الجرشي. وبالري: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن عبد اللَّه بن أبي جعفر الرازي. وببغداد: علي بن الجعد الجوهري، والحكم بن موسى القنطري، وإبراهيم بن زياد سَبْلان، والقواريري. وبالبصرة: الربيع بن يحيى، ومحمد بن كثير العبدي رحمه اللَّه تعالى، وعبيد اللَّه بن معاذ.
وبالكوفة: أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، وأحمد بن يحيى بن المنذر، وسعيد بن عمرو الأشعثي، وعبد اللَّه بن الحكم، وسعيد بن منصور، وإبراهيم بن محمد الشافعي، ومحرز بن سلمة، وعلي بن المديني، وأبا الربيع الزهراني، ووالده محمد بن يحيى
(1)
انظر: الجرح والتعديل 9/ 186، تاريخ بغداد 14/ 217، 219، تهذيب الكمال: 31/ 528، 1517، تذهيب التهذيب 4/ 165، تذكرة الحفاظ 2/ 616، 618، ميزان الاعتدال 4/ 407، العبر 2/ 36، تاريخ ابن كثير 11/ 42، تهذيب التهذيب 11/ 242، النجوم الزاهرة 3/ 43، خلاصة تذهيب الكمال: 428، شذرات الذهب 2/ 152، المنتظم 5/ 62.
الذهلي، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وأحمد بن عمر بن واصل (. . .) الليثي، وعيسى بن إبراهيم التركي.
روى عنه: الحسين بن محمد القباني، ومحمد بن يعقوب، ومحمد بن صالح بن هانئ، وإبراهيم بن إسماعيل القارئ، وأحمد بن محمد بن شعيب الفقيه، وأبو علي محمد بن أحمد بن زيد العدل، وزياد أبو محمد، وأبو زرعة الرازي، وأبو يحيى سليمان بن محمد بن سليمان، وخالد العبدي، وأحمد بن علي بن الحسين المقرئ، وأحمد بن محمد بن الحسن.
ولما جيء به إلى الخُجُسْتاني وقد لبس لبس الحمالين، وكان قد عرفه بعض أصحاب جعفر بن موسى، فقبض عليه، وجاء به إلى أحمد، فحبسه أيامًا يسيرة، ثم غيب شخصه، فمن قائل يقول: إنه أقيم في وسط جدار، وغيب فيه باللبن، وقائل يقول: إنه قتل ودفن من حيث لم يعلم به أحد، وقائل يقول: إنه حمل إلى رمال الشامات على البغال فغيب فيها - واللَّه أعلم.
وكان أحمد بن عبد اللَّه لما ورد نيسابور صادف يحيى بن محمد رئيسا بها ومفتيا، والغزاة يصدرون عن رأيه، وكانت الظاهرية قد رفعت من شأنه وصرَّته مطاعًا في طبقات الناس قديمًا وحديثًا، فلم يجسر أحمد بن عبد اللَّه معه، وجهد كل الجهد أن يتمكن من إمارة نيسابور أو يستبد بشيء من الأشياء دون علم أبي زكريا فلم يقدر عليه. وأعداء أبي زكريا يصورون لأحمد أنه ما دام رئيس البلد لا يتمكن من هذا العمل.
سمعنا الإمام أبا بكر بن إسحاق: سمعت نوح بن أحمد يقول: سمعت أحمد بن عبد اللَّه يقول: دخلت على حيكان في محبسه الذي كنت حبسته فيه على أن أضربه وأخلي سبيله، وما كنت عازمًا على قتله، فلما قربت منه مددت يدي إلى لحيته فقبضت عليها فقبض على خصيتي حتى لم أشك أنه قاتلي، فذكرت سكينًا في خفي فشققت بها بطنه.
وقال محمد بن عبد الوهاب: جزى اللَّه حيكان عنا خيرا كما بذل نفسه، لا نستطيع أن نشكره ونحن ولا أعقابنا بما فعل، إن رجلا نحره جُنة لنا، ونحن قادرون مطمئنون نعبد ربنا، وهو غرض لأعداء اللَّه جلَّ وعزَّ، وأعداء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، فجزاه اللَّه خير الجزاء.
سمعت أبا حامد الفقيه، قال: مقتل حيكان عندنا شبيهًا بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما؛ فإني خرجت يومًا في الصيف إلى وادي حُلاباد، فرأيت كلبًا يلهث
على شاطئ النهر، وعلى رأسه رجل يمنعه عن الماء كلما ذهب ليشرب، فقلت للرجل: ما لك ولهذا الكلب؟
فقال: هذا أحمد بن عبد اللَّه الخجستاني قاتل حيكان، وكلني اللَّه تعالى به؛ لأمنعنه من الماء.
قال: وسمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: لما قتل حيكان ترك أبو عمرو المستملي لباس القطن، فكان يلبس في الشتاء فروًا بلا قميص، وفي الصيف مسحًا، فبينا هو في المسجد إذ سمع الناس يقولون: أقبل الخجستاني، فخرج المستملي، فلما رآه تقدم إليه وعليه ذلك الفرو، فأخذ عنانه، وقال: يا ظالم؛ قتلت الإمام ابن الإمام، العالم ابن العالم؟ ! فارتعد أحمد بن عبد اللَّه، ونفرت دابته، فتقدم الرجالة لضربه، فصاح أحمد: دعوه دعوه، فرجع المستملي ودخل المسجد.
قال أبو جعفر: فبلغني عن أبي حاتم نوح أنه قال: قال لي أحمد بن عبد اللَّه: واللَّه ما فزعت قط من أحد فزعي من صاحب الفرو، ولقد ندمت لما نظرت إليه من إقدامي على قتل حيكان.
سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن يعقوب الحافظ يقول: ذهب نور الحديث وبهاء العلم وأهله بعد يحيى بن محمد بنيسابور.
قرأت في "كتاب أبي علي صالح بن محمد بن حبيب الحافظ" إلى أبي حاتم محمد بن إدريس الحافظ: كتبت -أسعدك اللَّه تعالى- تسألني عن أحوال أهل العلم ونقلة الأخبار بنيسابور، وما بقي لهم من الإسناد، ومن يعرف هذا الشأن ويعتني به ويتميزه ويحفظه.
فاعلم -أبقاك اللَّه تعالى- أن أخبار الدين، وعلم الحديث، دون سائر العلوم اليوم مجفو مطروح وحملته وأهل العناية به في شغل بالفتن التي دهمتهم وتواترت عليهم عند مقتل أبي زكريا يحيى بن محمد بن يحيى، ولم يخلفه أحدٌ على مثل منهاجه.
وعن أبي جعفر محمد بن صالح، قال: لما قتل يحيى فضت مجالس الحديث، وجفت المحابر حتى لم يقدر أحد في البلد أن يمشي ومعه محبرة، ولا في كمه كراريس الحديث إلى سنة سبعين ومائتين.
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد يقول: سمعت أحمد بن محمد بن الحسن يقول: سمعت محمد بن يحيى يذكر ابنه حيكان، فقال: أبو زكريا والد.
وفي رواية أبي أحمد الحافظ: قال محمد بن يحيى لداود بن علي على روى الملأ: