الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن حبان: قُتِلَ يوم الجمل سنة ست وثلاثين، كذا ذكره المزي، وفيه نظر، فقوله: له صحبة، وذكر وفاته من "كتاب ثقات التابعين" لابن حبان، ولو ذكرها من كتاب ابن أبي حاتم لكان أَوْلَى، أو من "تاريخ البخاري".
وقال ابن بنت منيع: ثنا صالح بن حاتم، ثنا بشر بن المفضل، ثنا يونس بن عبيد، عن الحسن قال: أول من قبر هاهنا الأسود بن سريع، يعني: المتوفى بعد الأربعين، وقيل: مات بعد يوم الجمل، قال: فارتفعت أصواتهم، فجاء مجالد بن مسعود السلمي فقال: أوسعوا لأبي عبد اللَّه. . . الحديث.
وقال أبو عمر: أما مجاشع أخوه فقتل يوم الجمل بلا شك، وأما مجالد فلا أعلم له رواية، وكان إسلامه بعد إسلام أخيه بعد الفتح.
وفي كتاب أبي نعيم: قبره بالبصرة.
وقال عمرو بن علي: لا أعلم له رواية، يعني: لم يتفرد برواية حديث، إنما صدق أخاه مجاشعًا في روايته، وذكر أبو عثمان أنه كان أكبر من مجاشع.
4596 - (ع) مجاهد بن جبر، ويقال: جبير، والأول أصح، أبو الحجاج المكي المخزومي مولاهم
(1)
ذكر المزي روايته المتصلة عنده من غير تردد عن أبي عياش الزرقي، وأبي هريرة، وعبد اللَّه بن عمرو، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد اللَّه، ورافع بن خديج، وأم هانئ، وأيمن ابن أم أيمن، وسراقة، وقد قال البرديجي في كتابه "المتصل والمرسل": روى مجاهد عن أبي هريرة، وفيه اختلاف، فقال بعضهم: قد سمع منه، وقال بعضهم: لم يسمع منه، يدخل بينه وبين أبي هريرة عبد الرحمن بن أبي ذباب.
وفي "صحيح البخاري": ويذكر عن أبي هريرة مرسلا أنه يطعم في قضاء رمضان، انتهى، أراد أن مجاهذا لم يسمع منه؛ لأن الحديث يدور على مرفوعه
= 77، الجرح والتعديل 8/ 360، الثقات 3/ 405، أسد الغابة 5/ 63، الإصابة 5/ 770، الاستيعاب 4/ 1459، تجريد أسماء الصحابة 512، سير الأعلام 2/ 37.
(1)
انظر: تهذيب الكمال 3/ 1305، تهذيب التهذيب 10/ 42، 68، تقريب التهذيب 2/ 229، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 10، الكاشف 3/ 120، تاريخ البخاري الكبير 7/ 411، الجرح والتعديل 8/ 1469، ميزان الاعتدال 3/ 9439، لسان الميزان 7/ 349، البداية والنهاية 9/ 224، تاريخ الثقات 420، الحلية 3/ 279، مجمع 1/ 191، تراجم الأحبار 3/ 336، نسيم الرياض 1/ 142.
وموقوفه، قال: ومجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو سمع منه فيما قالوا، وقيل: لم يسمع منه؛ لأنه أدخل بينهما جنادة بن أبي أمية، ومجاهد يروي عن أبي سعيد وليس بصحيح، ويروي عن جابر بن عبد اللَّه وليست لأحاديثهما ضوء، إنما هي من أحاديث محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح، عن مجاهد. قال: ولم يسمع من رافع بن خديج، وحديثه عن أبي رافع فيه اضطراب.
وفي "العلل" لعبد اللَّه بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال: وقد روى شريك، عن مجاهد، عن أيمن بن أم أيمن أخي أسامة لأمه. قلنا: لا علم لك بأصحابنا، أيمن أخو أسامة قتل مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين قبل أن يولد مجاهد، ولم يبق بعد النبي صلى الله عليه وسلم فيحدث عنه.
وفي "الطبقات": كانوا يرون أن مجاهدًا يحدث عن صحيفة جابر بن عبد اللَّه.
وفي "السنن للبيهقي": بعض أهل العلم يشك في سماع مجاهد من أبي عياش، وإن كان قد وقع لنا في سند جيد تصريحه بسماعه منه.
وفي "تاريخ أبي حاتم الرازي" رواية الكناني: قلت: مجاهد سمع من أبي هريرة؟
فقال: يروي عن أبي هريرة، وربما أدخل بينه وبين أبي هريرة رجل.
وقال الترمذي في "العلل": قلت لمحمد: مجاهد سمع من أم هانئ؟
فقال: روى عن أم هاني، ولا أعرف له سماعًا منها.
وفي قول المزي: قال أبو حاتم، وابن معين: لم يسمع من عائشة، مقتصرًا على ذلك، قصور كثير، وذلك أن هذا قد قاله جماعة، البرديجي، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل في آخرين، وأبى ذلك آخرون، منهم: محمد بن إسماعيل البخاري، فإنه ذكر عنه حديثي عائشة فذكر حديثًا، وفي موضع آخر: سمعنا استنان عائشة رضي الله عنها، فذكر لها قول ابن عمر في العمرة.
وقال الكلاباذي: سمع عائشة.
وقال علي بن المديني في "العلل الكبير": لا أنكر أن يكون مجاهد لَقِيَ جماعة من الصحابة، وروى عن طائفة منهم، وقد سمع من عائشة.
وفي "التمييز للنسائي" بسند صحيح: ثنا محمد بن عبيد، ثنا يحيى بن زكريا، عن موسى بن عبد اللَّه الجهني، قال: أُتِيَ مُجَاهِدٌ بِقَدَحٍ حَزَرْتُهُ ثَمَانِيَةَ أَرْطَالٍ، فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: أن النبي صلى الله عليه وسلم "كَانَ يَغْتَسِلُ من مِثْلِ هَذَا".
وقال ابن حبان: ماتت عائشة سنة سبع وخمسين، وولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، فيدلك هذا على أن من زعم أن مجاهدًا لم يسمع من عائشة كان واهمًا في ذلك.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكره في الطبقة الثانية من أهل مكة، فكان ماذا؟ لم يذكر من عنده لفظه تصريحًا، قال ابن سعد: أنبا الفضل بن دكين، ثنا فطر قال: رأيت مجاهدا أبيض الرأس واللحية.
وعن الأعمش قال: كنت إذا رأيت مجاهدًا ظننت أنه خربندج أضل حماره فهو مهتم، أنبا أبو بكر بن عياش، قلت للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟
قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب، ثنا الفضل بن دكين قال: تُوفِّيَ مجاهد سنة ثلاث ومائة وهو ساجد.
وقال يحيى بن سعيد: مات سنة أربع ومائة، وكان ثقة، فقيهًا عالمًا، كثير الحديث.
وفي سنة ثلاث ذكر وفاته أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد اللَّه التميمي، والفلاس، والترمذي، وخليفة بن خياط، وقال: ويقال: سنة أربع، والقراب في آخرين.
وفي "طبقات الهيثم بن عدي": مجاهد بن جبر بن نوف، وقال في "التاريخ الكبير" الذي على السنين: تُوفِّيَ سنة اثنتين ومائة، وهو غير ما نقله المزي عنه سنة مائة، وليس لقائل أن يقول: لعله سقط من الناسخ الذي كتبه عن المزي؛ لأنه لو نقل من أصل لما أغفل نوفا جده الذي ليس هو فى كتابه جملة عنه ولا عن غيره.
وعن أبي نعيم: سنة ثنتين ومائة أيضًا.
وذكر المزي عن يحيى بن بكير: مات سنة إحدى ومائة، وأغفل من التاريخ المذكور إن كان رآه، ويقال: سنة ثلاث ومائة.
وقال ابن حبان الذي زعم المزي أنه نقل كلامه، وأغفل منه شيئًا لم يكن في كتاب المزي جملة وهو، وقيل: يكنى أيضًا أبا محمد، وكان فقيهًا عابدًا ورعًا متقنًا، إذا رُئِيَ كأنه خربندج أضل حماره لما فيه من الوله للعبادة.
وفي "تاريخ المنتجيلي": مات سنة ست ومائة.
وفي "تاريخ أبي بشر هارون بن حاتم التميمي": ثنا محمد بن كثير، عن ليث بن أبي سليم قال: مات مجاهد سنة سبع ومائة، وفي سنة ثنتين ومائة ذكر وفاته أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عاصم في "تاريخيهما".
وذكره ابن حزم في الطبقة الأولى من القراء المكيين، وقال: قرأ على ابن عباس
نحو تسع وعشرين ختمة.
وفي "الطبقات لمحمد بن جرير الطبري": كان قارئًا عالمًا، وعنه أخذ أهل مكة شرفها اللَّه تعالى قراءتهم.
وقال العجلي: مكي ثقة، سكن الكوفة بأخرة.
وفي "المراسيل لابن أبي حاتم" عن علي بن المديني قال: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب، قال علي: وسمعت يحيى يقول: مرسلات سعيد بن جبير أحب إئي من مرسلات عطاء، قلت: مرسلات مجاهد أحب إليك أو مرسلات طاوس؟
قال: ما أقربهما؟ قرئ علي العباس بن محمد، قيل ليحيى بن معين: يروي عن مجاهد أنه قال: خرج علينا علي رضي الله عنه، قال: ليس هذا بشيء.
وقال أبو زرعة: مجاهد عن علي مرسل، قال أبي: ومجاهد أدرك عليًا، ولا يذكر رؤية ولا سماعًا.
وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: لم يسمع مجاهد من علي.
وقال الضياء بن عبد الواحد: مجاهد قد أدرك عليًا، وقد اتفقت رواية أيوب ووهيب عنه: خرج علينا علي، والمثبت أولى من النافي؛ وذلك أن البخاري ومسلما لما ثبتت رواية مجاهد عن عائشة لم يلتفتا إلى قول من نفى سماعه منها.
وقال البزار: ولا يعلم مجاهد سمع من أبي ذر.
وقال عبد الرحمن: ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عمرو بن علي، سمعت أبا داود يقول: كنا عند شعبة، فجاء الحسن بن دينار، فقال شعبة: يا أبا سعيد، هاهنا، فجلس، فقال: ثنا حميد بن هلال، عن مجاهد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول، فجعل شعبة يقول: مجاهد سمع عمر، فقام الحسن فذهب، سمعت أبا زرعة يقول: مجاهد عن ابن مسعود مرسل، سمعت أبي يقول: مجاهد لم يدرك سعدًا، إنما يروي عن مصعب بن سعد عن سعد.
سمعت أبي يقول: مجاهد عن أبي ذر مرسل، وعن معاوية مرسل، بينه وبين معاوية رجل، ليس بمتصل، قال أبي: ومجاهد لم يدرك كعب بن عجرة.
وقال ابن عبد البر: مجاهد لم يسمع من ابن مسعود.
وفي "تاريخ البخاري": قال عبد الرزاق عن معمر: سمعت أيوب يقول لليث بن أبي سليم: انظر ما سمعت من هذين الرجلين فاشدد بهما يدك، يعني: طاوس،