الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحيى بن منده الأصبهاني، وفي ذلك نظر فإنه لم يدركه.
نظر؛ لأن هذا الرجل لم أره في نسخ "الكمال" القديم، واللَّه تعالى أعلم.
4521 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَان بن زيد بن زياد المروزي الوراق نزيل بغداد أبو بكر
(1)
قال مسلمة في "الصلة": كان ورَّاقًا لعمرو بن بحر الجاحظ، وكان كثير الحديث، تُوفي سنة سبع وتسعين ومائتين.
4522 - (خ 4) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ خَالِدٍ بن فارس بن ذؤيب الذهلي أبو عبد اللَّه النيسابوري الإمام
(2)
قال محمد بن موسى الباشاني ويعقوب الصيدلاني: مات سنة ثمان وخمسين. كذا ذكره المزي، والذي في "تاريخ الحاكم" النيسابوري عن الباشاني: مات محمد بن يحيى يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين، وقال يعقوب بن محمد الصيدلاني: مات محمد بن يحيى يوم الاثنين لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان. وفي قوله أيضًا: قال الخطيب: وبلغني أن وفاته في أحد الربيعين من السنة وبلغ ستًا وثمانين سنة. تصريح بأن الخطيب والمزي لم يريا "كتاب الحاكم"؛ إذ لو رأياه لما أغفلا ما ذكرناه، وقول أبي عَمرو الْمُسْتملي: تُوفي وهو ابن ست وثمانين سنة.
قال الحاكم: محمد بن يحيى إمام أهل الحديث في عصره بلا مُدافعة، وقد كان سمع من الحفصين وترك الرواية عنهما. قرأت بخط أبي عمرو المستملي في مواضع كثيرة: ثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يحيى الذهلي ختن رزين؛ فسألت أبا أحمد الحافظ عن رزين؛ فقال: رزين بن فلان وكان أثرى أهل نيسابور، وإنما استفاد محمد بن يحيى الأموال من جهته.
وقال أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن يحيى، وقال أبو بكر الجارودي: بلغني أن محمد بن يحيى كان يكتب في مجلس يحيى بن
(1)
انظر: تهذيب الكمال 26/ 612، تهذيب التهذيب 9/ 450.
(2)
انظر: الجرح والتعديل 8/ 125، تاريخ بغداد 3/ 415، 420، طبقات الحنابلة 1/ 327، تهذيب الكمال: 26/ 615، تذهيب التهذيب 4/ 9، تذكرة الحفاظ 2/ 530، 532، العبر 2/ 17، الوافي بالوفيات 5/ 186، تاريخ ابن كثير 11/ 31، تهذيب التهذيب 9/ 451، النجوم الزاهرة 3/ 29، طبقات الحفاظ: 234، خلاصة تذهيب الكمال: 363، شذرات الذهب 2/ 138، المنتظم 5/ 15.
يحيى؛ فنظر علي بن سلمة اللبقي إلى حُسن خطه وتقييده ما يكتبه؛ فقال: يا بني؛ ألا أنصحك؟ ! إن أبا زكريا يحدثك عن ابن عيينة وهو حي بمكة، ويحدثك عن وكيع وهو حي بالكوفة، ويحدثك عن يحيى بن سعيد، وجماعة من شيوخ البصرة وهم أحياء، ويحدثك عن ابن مهدي وهو حي بأصبهان؛ فاخرج في طلب العلم ولا تضيع، فعلم أنه له ناصح فخرج إلى هذه البلاد فبارك اللَّه تعالى في علمه، حَتَّى صار إمام عصره في الحديث.
وعن أبي عَمرو المستملي قال: دفنت من كتب محمد بن يحيى عند وفاته ألفي جزء، قرأت بخط أبي عمرو: سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول: محمد بن يحيى عندنا إمام ثِقة مبرز، وقرأت بخط أبي عمرو: سمعت أحمد بن قطن يقول: أقمت بالمدينة سنة اثنتين وعشرين ومائتين أشهرًا؛ فكنت أشتهي أن يسألوني عن يحيى بن يحيى فلا يسألوني عنه إِنَّما يسألوني عن الزهري؛ يَعْنون محمد بن يحيى وأنا لا أدري عَمَّن يسألوني إلى أن قالوا محمد بن يحيى ألا تعرفه؟ وقال محمد بن سعيد بن منصور: كان أبي يُحدث عن محمد بن يحيى فيقول: حدَّثني محمد بن يحيى المعروف بـ (الزهري)، سمعت أبا علي الحافظ وسأله أبو عمر الأصبهاني، عن محمد بن يحيى وعباس بن عبد العظيم العنبري أيهما أحفظ؟ فقال أبو علي: عباس حافظ إِلا أنَّ محمدًا أجل، حدثوني عن فضلك الرازي أنه قال: حدَّثني مَنْ لَمْ يُخطئ في حديث قَطُّ محمد بن يحيى. وقال علي بن عبد اللَّه المديني: كفانا محمد بن يحيى جمع حديث الزهري.
وعن مكي بن عبدان قال: دخلت مع مسلم بن الحجاج على محمد بن يحيى ومعه شيء ينظر فيه فوضعه وأجلس مسلمًا، فقال مسلم: بلغني أن أبا زكريا اشتكى وأردت عيادته فبدأت بزيارتك، وعن ابن وارة قال: سمعت إبراهيم بن موسى الفراء يقول: مَنْ أراد الزهري لم يستغن عن محمد بن يحيى وعن مكي قال: مات محمد ومسلم غائب؛ فلما قدم استقبله أبو زكريا فعزاه بشيخه؛ فقال أبو زكريا: يا سبحان اللَّه؛ وعن مثل هذا يعزى على ظهر الطريق.
وقال محمد بن طاهر الأمير: ورد علي نعي الذهلي في جوف الليل فما نمت تلك الليلة بعد، وقال لأبي زكريا بعد ما صَلَّى عليه: إن كنت أصبت به فما خصصت به دوننا، نحن المخصوصون بوفاته.
ثم أخذ يدعو اللَّه له، وقال أحمد بن سيار -وذكر مشايخ نيسابور فقال-:
ومحمد بن يحيى الذهلي رأيته وهو لا يخضب وكان ثِقة، وقد كتب الكثير وجالس الناس ودوَّن الكتب وجمع حديث الزهري، وقد رأيت ابنه يحيى وهو حسن النحو مُحدث، وقال أبو حامد: ما رأيت في المحدثين مثل الذهلي وعثمان بن سعيد ويعقوب بن سفيان.
روى عن: روح بن عُبادة، وعبد اللَّه بن بكر السهمي، وحَمَّاد بن مسعدة، وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وشَبابة بن سَوَّار، ويحيى بن أبي الحجاج المقرئ، وهارون بن إسماعيل الخزاز، ومحمد بن كناسة، وعبد الملك الأصمعي، ومحمد بن الهثيم بن خالد بن الربيع.
روى عنه: عمر بن خالد الحراني، وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري نيفًا وأربعين حديثًا، ويعقوب الأخزم، وأحمد بن محمد بن الحسن، وعبد اللَّه بن محمد بن الحسن، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو بكر محمد بن يحيى المطرز، ومحمد بن علي بن عمر المذكر، وعلي بن سالم الأصبهاني، ومحمد بن علي بن الحسن، وعلي بن حمدون بن هشام، وأحمد بن محمد بن عمر الجرشي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش الحافظ، وعلي بن الحسين بن سلم، وأبو العباس أحمد بن محمد السجزي، وأبو سعيد يحيى ابن مسعود الهروي، والفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي، وأحمد بن حمدون الأعمشي.
قال الحاكم: وسمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن عيسى، سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمد، سمعت عبد الرحمن بن خراش يقول: وهم محمد بن يحيى في حديثين:
حديث عن حجاج بن منهال، عن حَمَّاد بن سلمة، عن عبد اللَّه بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَّةِ
(1)
"، وإنما هو عن حماد عن عبد اللَّه وسهيل عن أبي صالح.
وحديثه عن يزيد بن أبي حكيم العبدي، عن الثوري، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن
(1)
أخرجه أحمد 2/ 236، رقم 7222، والبخاري 6/ 2672، رقم 6904، ومسلم 2/ 1011، رقم 1391، والترمذي 5/ 719، رقم 3916 وقال: حسن صحيح. وابن حبان 9/ 65، رقم 3750.
عمر، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ النَّذْرَ لا يَرُدُّ مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا
(1)
". وصوابه عن الثوري، عن منصور، عن عبد اللَّه بن خيرة، عن ابن عمر، قال ابن خراش: ثناه أبو الأزهر النيسابوري والرمادي وغيرهما عن يزيد العدني.
قال الحاكم: قد قدمنا القول عن جماعة من أئمة الحديث أن محمد بن يحيى لم يتهم في حديث قَطُّ وابن خراش رحمه اللَّه تعالى في حفظه وتقدمه وكثرة ملازمته لمحمد بن يحيى لم يجد عليه إلا حديثين، وقد ذكر حديث حَمَّاد عن عبد اللَّه، عن سهيل من حديث إبراهيم بن فهد، عن حَجَّاج بن منهال كما ذكره محمد بن يحيى.
وعن عبد الرحمن بن أبي حاتم، سمعت أبي يقول: حدَّثنا محمد بن يحيى بحديث كان أن يهلك روى عن عارم، عن ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "أَنَّهُ أَخَذَ مِنَ الْعَسَلِ الْعُشْرَ
(2)
".
قال أبي: وهذا خطأ فاحش؛ ثناه عارم وموسى بن أيوب قال: ثنا ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:"أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . "، قال أبي: فلعل سقط من كتابه: عمرو بن شعيب وبقي أبوه فظن أنه أسامة بن زيد عن أبيه، وليس هذا أسامة بن زيد بن أسلم إنما هو أسامة بن زيد الليثي.
قال أبي: فذاكرني أبو زرعة بهذا الحديث فأخبرته أني سمعته من عارم هكذا. قال عبد الرحمن: قد سمعت أنا من أبي زرعة يذكر رواية محمد بن يحيى هذا الحديث وينكر هذا الحديث، ويقول نحو ما ذكره أبي رحمهما اللَّه تعالى. وقال مسلمة بن القاسم: محمد بن يحيى نيسابوري ثقة.
وقال مسعود السجزي: وسألته -يعني: أبا عبد اللَّه الحاكم- أتقدم محمد بن يحيى الذهلي على محمد بن إسماعيل البخاري؟ فقال: نعم؛ هو شيخه قد روى عنه نيفًا وأربعين حديثًا في الصحيح. وقال صاحب "الزهرة": كان صَدُوقًا عدلا؛ روى عنه -يعني: البخاري- أربعة وثلاثين حديثًا. وقال أبو علي الجياني: كان أحد الأئمة في الحديث.
(1)
أخرجه مسلم 3/ 1261، رقم 1640، والترمذي 4/ 112، رقم 1538 وقال: حسن صحيح. والنسائي 7/ 16، رقم 3805. وأخرجه أيضًا: أحمد 2/ 412، رقم 9329، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 137، رقم 313، وأبو عوانة 4/ 9، رقم 5841.
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط 4/ 340، رقم 4370.