الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لعلكم تعلمون أن السنة في صلاة العيد الخطبة بعد الصلاة خلافاً للجمعة، صلاة العيد تصلى ثم بعدها الخطبة، فأحد خلفاء بني أمية وهو مروان بن الحكم عَكَس، خطب قبل الصلاة.
فقام إليه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال له: «خالفت السنة يا مروان» قال له: قد ذهب ما هناك لايهتم، يعني راحت بوفاة الرسول، شو حجته هذا المسكين، قال: لأنه الناس إذا هو مِشِي على السنة صلى الصلاة - صلاة العيد - ثم خطب ما أحد بيقعد يسمع له، ليش؟ لأنه ما كان يخطب خطبة يستفيد منها الحاضرون، وهكذا يفعل الأمراء الذين يحكمون أهواءهم وهكذا يفعل الخطباء والمدرسون الذين يُحَكِّمون أهواءهم.
فأنت أيها المدرس إذا كنت حقيقةً تريد أن تنفع الناس فأنت لا تُكْرِه الناس على أن يسمعوا منك، إنما خيِّرهم، ربنا قال بالنسبة لما هو أعظم من ذلك بالنسبة للإيمان {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99] لا.
فإذاً: هذا الخطيب المدرس إذا كان يريد الفائدة فعلاً للناس في آخر الخطبة بيقول: يا أيها الناس عندي موعظة، عندي كلمة، عندي درس، سألقيه عليكم بعد سُنَّة الجمعة البعدية فمن شاء جلس يصغي ومن شاء فلينصرف، هكذا ينبغي أن يكون الأمر.
(الهدى والنور / 130/ 23: 47: 00)
إقامة حلقة فتاوى وأسئلة بعد الجمعة
مداخلة: هل جائز أن يكون هناك بعد خطبة الجمعة حلقة أسئلة وفتاوى للمسلمين
…
؟
الشيخ: بعد صلاة الجمعة؟
مداخلة: نعم يداوم عليها.
الشيخ: الدوام عليها، المسألة تختلف باختلاف البلد أو الجماعات التي تلقى فيها مثل هذه الدروس بعد صلاة الجمعة.
الأصل نحن لا نرى مانعاً من تحديد وقت لموعظة أو لدرس.
ليس في هذا التحديد مخالفة للشريعة أو لنص، بشرط أن يكون مستقراً في أذهان المُحَاضَرين أو المُلْقَى عليهم الموعظة والدرس أنه هذا الاجتماع في هذا الوقت ليس هو لخصوص هذا الوقت، وإنما لمناسبة الوقت، فالحاضرين من المُدَرِّس والمُدَرَّس عليهم، إذا كان هذا المعنى قائماً في أذهان هؤلاء فلا مانع من ذلك أبداً، ولا يجوز تسميته بدعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول عبد الله بن مسعود:«كان يتخول أصحابه بالموعظة» وكان ابن مسعود في ذلك يُحَدِّد لهم يوماً يلقاهم فيه، أظن المذكور في الآثار عن ابن مسعود بأنه يوم الخميس.
فإذاً: الجواب يجوز، إلا إذا كان يُخْشَى أن يُفْهَم أن هذا التوقيت تعبدي، هذا بظني أبعد ما يكون، وبخاصة حينما المُدَرِّس يلفت نظر الحاضرين مرة ومرتين حتى يستقر في أذهانهم إنه هذا اللقاء في هذا اليوم كاللقاء في أي يوم آخر، إذا ما تيسر ذلك وناسب الوقت لجميع الحاضرين.
مداخلة: بعض المشايخ يستدل بالآية: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10]. يقول يعني: الله عز وجل قال في هذا الوقت: {فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10].
الشيخ: بعض المشائخ إذا كانوا يقولون هكذا، هم يخالفون السنة، ألا يُجيز هؤلاء الذي تشير إليهم أن يصلي المسلم أربع ركعات بعد فرض الجمعة، ما أظن أن أحداً ينكر شرعية ذلك.
فإذاً: كيف يُوَفَّق والحالة هذه بين استدلاله وبين اعترافه بجواز صلاة هذه السنة وفي المسجد، هل طُرِقَ هذا البحث فيما سبق؟ أريد أن أسمع.
مداخلة: والله ما أدري يعني: هو يستدل أن ما ثبت عن الرسول كان بعد صلاة الجمعة؟
الشيخ: يا أخي هذا كلام يقال حينما يريد الإنسان أن يتعبد بهذا التوقيت، هذا الكلام يقال لواحد يقول: هذا الوقت أفضل شرعاً من غيره، وهذا بلا شك ابتداع في دين الله.
لكن إذا قلنا: إن هذا الوقت هو الأنسب بالنسبة للناس واجتماعهم، بل نحن هذا الوقت ننصح به؛ لأن هذه البلاد هنا عندهم بدعة فعلاً، وهي: أنهم يفرضون على الجماهير الذي جاؤوا لصلاة الجمعة شخصهم ودرسهم وصوتهم قبل صلاة الجمعة قبل خطبة الخطيب، وهذا منهي عنه بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التَحَلُّق يوم الجمعة» .
وفي هذا النهي حكمة بالغة، وهو يتجاوب تماماً مع النصوص الأخرى التي منها الحض على التبكير إلى المسجد، والتهجير إليه، والحض على أن يصلي ما كتب الله له حتى يخرج الإمام.
ومنها: أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة، ومنها قوله عليه السلام:«أكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة» . فهذا وقت عبادة محضة، ليس وقت علمٍ وتذكير، فيأتي هؤلاء المدرسين، هؤلاء المدرسون الموظفون الرسميون، فيلقون كلمة قبل الخطبة قبل الصلاة، فَيُشَوِّشون على المصلي، ويشوشون على القارئين، ولا يستطيع الإنسان أن يعرف كيف يصلي وصوته يلعلع في المسجد، وبخاصة في زمن وجود مكبر الصوت.
فنحن نقول: هذا نهى عنه الرسول عليه السلام، فهذا التقرب هو البدعة؛ لأنه شر التقرب التقرب الذي نهى الله عنه، كما يفعل الذين يصلون في المساجد المبنية على القبور، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يتخذون مساجد على القبور والأولياء والصالحين.
فنقول: بدل هذا الدرس يكون بعد الصلاة، فإذاً: ليس التدريس بعد الجمعة له