الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجمع لصاحب الحاجة
مداخلة: سؤال: هل يجوز الجمع لصاحب الحاجة؟
الشيخ: يجوز، إذا لم يتخذ ذلك عادةً.
(الهدى والنور / 689/ 47: 21: 00)
الجمع بين الصلاتين بعذر منع التجول
السائل: السؤال لإخواننا في خان يونس، يسألون سؤالين: السؤال الأول: هل يجوز لهم أن يجمعوا المغرب أو العشاء مع المغرب؟ العشاء مع المغرب، في حالة منع التجول، يعني يبدأ منع التجول الساعة التاسعة، ممنوع حد يخرج، والساعة تسعة وعشرة أعتقد ..
مداخلة: تسعة وخمسة وعشرين، نفس الوقت.
الملقي: تسعة، قل: وربع
مداخلة: تسعة وخمسة وعشرين.
الملقي: يؤذن للعشاء.
مداخلة: أي نعم.
الملقي: أي نعم، أخونا سمير قال بجواز الجمع لوجود الخوف، لكن إخواننا قالوا: نتوقف إلى أن يأتينا من عالم، فقال: نرجو إذا رأيت الشيخ أن تسأله هذا السؤال، وهناك سؤال آخر.
مداخلة: جزاك الله خيرًا.
الملقي: أبقيه؟
مداخلة: على الرغم من أن الجامعة في غزة ما يسموا بالإسلاميين، يقولوا: لا يجوز الجمع، يقول: لا يجوز الجمع، فما قولك يا شيخ؟
الشيخ: أنا أقول بجواز هذا الجمع، لكن ليس بعلة الخوف؛ لأن الخوف المذكور في الآية:{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239]، ليس المقصود مطلق الخوف، وإنما المقصود الخوف في الحرب؛ لأنه يغنينا عن هذا التعليل الذي لا نجد له دليلاً، يغنينا عنه حديث ابن عباس في «صحيح مسلم» الذي نَصّه: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، بدون سفر ولا مطر، قالوا: ماذا أراد بذلك يا أبا العباس؟ -كنية عبد الله بن العباس أبو العباس- قالوا: ماذا أراد بذلك يا أبا العباس؟ قال: «أراد أن لا يحرج أمته» .
فإذاً: حيث كان الحرج كان الجمع، وحيث لا حرج وجب الفصل بين الوقتين، وأداء كل صلاة في وقتها، ومع الجماعة.
فهنا قضية أخرى وهي: أنه يدور الأمر بين أن يصلوا المسلمون صلاة العشاء الآخرة كل في بيته فتفوتهم صلاة الجماعة، وبين أن يصلوها جمعاً جمع تقديم مع صلاة المغرب، وبذلك يُحَصِّلون الجماعة.
فمعلوم من أحاديث كثيرة وصحيحة والحمد لله أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سَنَّ لأمته أنه إذا نزلت الأمطار فالصلاة في الرحال، كما هو معلوم أنه أمر المؤذن في ليلة مطيرة أن يقول: هنا روايتان: رواية تقول: أن يقول بعد حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على الفلاح:«الصلاة في الرحال، الصلاة في الرحال» ، ورواية تقول: أنه أحل محل حَيَّ على الصلاة حَيَّ الفلاح: «الصلاة في الرحال، الصلاة في الرحال» ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأذن للمؤمنين في بيوتهم، أنه إذا كانت الأمطار فالصلاة في الرحال، ويأذن لهم أن يجمعوا بين الصلاتين جمع تقديم، إذا كانت هناك الأمطار؛ لأنهم قد لا يستطيعون أن يخرجوا في وقت الصلاة الأخرى مثلاً، فمن باب الحرص على أداء الصلاة مع الجماعة أذن لهم عليه الصلاة والسلام أن يجمعوا بين الصلاتين لعذر المطر.
فالعذر الذي حكيته آنفاً -بلا شك- هو أقوى من هذه الأعذار التي جاء النص فيها صراحة في الأحاديث الصحيحة، يضاف إلى ذلك تعليل ابن عباس رضي الله تعالى عنه، «جمع الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة» بدون أي عذر من الأعذار المعروفة: السفر عذر للجمع، المطر عذر للجمع، مع ذلك هو يقول: جمع الرسول عليه السلام بدون عذر المطر ولا السفر، ماذا أراد بذلك؟ قال:«أراد أن لا يحرج أمته» .
إذاً: لهم أن يجمعوا صلاة العشاء جمع تقديم مع صلاة المغرب، هذا هو الجواب عن السؤال الأول. نعم.
الملقي: تَكْمِلَة الموضوع، منهم من يقول: يجوز الجمع، بشرط أن لا يُتَّخذ عادةً، فما ردك على ذلك، إذا استمر منع التجول أكثر من شهرين، يعني إذا استمر وقت العشاء داخل في منع التجول أكثر من ثلاث أو أربعة أشهر؟ ويقولون يجوز الجمع بشرط أن لا يَتَّخذها عادةً؛ فما جوابك على ذلك جزاك الله خيراً؟
الشيخ: الجواب واضح بارك الله فيك؛ لأن المقصود من قول من يقول: أن لا يُتَّخذ ذلك عادةً، أي في الظروف العادية الطبيعية
الملقي: جزاك الله خيرًا.
الشيخ: واضح؟
الملقي: واضح.
الشيخ: فما دام العذر أو العلة قائمةً، فالجمع قائم، وليس يعني هذا بأنه اتخذ الجمع عادة؛ لأن المقصود العادة في الظروف العادية، أي نعم.
الملقي: إخواننا
مداخلة: في نقاط ....
الملقي: نفس الموضوع؟
مداخلة: نعم، ويحتجون بالجمع الصوري، يقولون،
الشيخ: الجمع الصوري لا أصل له
الملقي: لا أصل له، جزاك الله خيرًا.
يقولون بالجمع الصُوري: أنه يؤخرون، يؤخر الظهر لآخر وقتها ويصلي، فإذا سلم يدخل في وقت ..
الشيخ: الجمع الصوري يُدْفع ويُعَطَّل ويُنكر بثلاثة أمور:
أمران منهما منصوصان في الشرع، والأمر الثالث: اقتباس واستنباط، الأمر الأول المنصوص عليه: أنه ثبت في السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر صلاة الظهر إلى أول وقت صلاة العصر، هذا الجمع صوري؟
مداخلة: لا والله.
الشيخ: هذا جمع حقيقي، الأمر الثاني: وهو أقوى في الدلالة على إبطال الجمع الصوري، أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع جمع تقديم، قَدَّم الظهر إلى العصر، وقدم العشاء إلى المغرب، وين الجمع الصوري؟
مداخلة: سبحان الله!
الشيخ: هادول نصان، أما الاستنباط، فقد عرفتم آنفاً من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جمع وبدون سفر ولا مطر، إنما قال ابن عباس: إنما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي لا يُحْرِج أمته.
مداخلة: نعم
الشيخ: الآن في الجمع الصوري هو الحرج!
مداخلة: صحيح، نعم.
الشيخ: الجمع الصوري هو الحرج؛ لأنه يأمر من يريد أن يصلي الظهر، أن يتأخر به إلى قُبَيل صلاة العصر.