الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجل تأخر عن صلاة الجمع بين المغرب والعشاء حال الإقامة فلم يدرك إلا ركعتين من صلاة العشاء فهل يتم المغرب ثم يصلي العشاء منفردًا؟ والتنبيه على أنه ولو صلى الناس جمع تقديم إلا أنه يجب أن تقام الجماعة في وقت الصلاة الثانية لمن لم يدرك الجمع
مداخلة: مسألة الجمع بين الصلاتين، إنسان جاء متأخراً فأراد .. جاء مع صلاة العشاء مثلاً في جمع التقديم بين المغرب والعشاء، هو طبعاً ما صلى المغرب، جاء في الركعة الثانية، فانتهى الإمام من الصلاتين هو لِسَّه بَدّه يصلي ركعة التي تتمة المغرب
…
الشيخ: يعني: هو اقتدى بالعشاء.
مداخلة: هو اقتدى بالعشاء فيصلي طبعاً ينوي المغرب، الآن لما ينتهي هل يجوز له أن يجمع العشاء مفرداً؟
الشيخ: لا.
مداخلة: ما يجوز.
الشيخ: لأن الغاية من ترخيص الجمع بين صلاتين، وفي المساجد هو الحصول على الجماعة، فهذا لم تَحْصُل له الجماعة، ولذلك عليه أن يحضر المسجد في وقت صلاة العشاء.
مداخلة: طيب أستاذ من قال بالنسبة لهذه القضية بأن الجماعة في الجمع ليست شرطاً، ولكنها واجبة يعني، فمن صلى منفرداً بالجمع أثم، لكن صلاته صحيحة؟
الشيخ: فيه مغالطة في الموضوع، الوقت معلوم عند الجميع أنه شرط من
شروط الصحة، هذا الشرط ينبغي أن يظل في أذهاننا وأنه لا يزول هذا الشرط إلا بدليل شرعي، جاء الدليل الشرعي في إلغاء هذا الشرط في بعض الصور منها: الجمع في حالة الإقامة، إما جمع تقديم أو جمع تأخير، هل هذا الجمع الصورة التي مثلتها آنفاً يجوز للمنفرد الذي يصلي في بيته؟
مداخلة: هذا لازم قول الذي يقول بهذه الصورة التي مثَّلتها، يعني: يُجِيزُها.
الشيخ: طيب كيف يجيزها ما دام أن الجمع لا يجوز له، كما لو صلى في أي وقت من الأوقات جمع بين الصلاتين، ليس هناك حاجة، وليس هناك سبب شرعي موجب للجمع كالمطر مثلاً والخوف والسفر و .. و .. إلى آخره.
لا شك أنه هناك اتفاق بين العلماء أن إخراج الصلاة عن وقتها بدون عذر شرعي، وهذا الجمع هو من الأعذار الشرعية، فإذا كان هو لا حرج عليه من أداء كل صلاة في وقتها.
مداخلة: .. كان في البيت جنب
…
مثلاً أو كذا.
الشيخ: إلى آخره من الأمثال، ثم هو جمع كيف يقال: أن هذا ليست شرطاً بالنسبة إليه؟ لا، هذا إلغاء، إلا إذا كان في عنده شيء من التَّشَيُّع يرى أن التقرب إلى الله بالجمع بين الصلاتين في أيام السنة كلها نكالاً بأهل السنة.
مداخلة: بس يا شيخنا نفس الصورة اللي بيقول الأخ علي لمن يضيقها ويحصرها في من جاء متأخراً.
الشيخ: ما هو جابها في المتأخر.
مداخلة: يعني: إلى
…
سأرجع.
الشيخ: ارجع.
مداخلة: هذا الذي جاء متأخراً، وهو فرح ومسرور جداً أن الإمام هذا سيجمع، وسيأخذ بالرخص، يعني: يريد أن يأخذ بالرخصة، فهو تأخر قليلاً ففاته الصلاة الأولى، فبهذا التأخير يُحْرَم من هذه الرخصة؟
الشيخ: الرخصة، لماذا هي شرعت؟
مداخلة: لوقت الحرج.
الشيخ: لا.
مداخلة: «أراد أن لا يحرج أمته» .
الشيخ: الله يسامحك، الحديث هذا الذي أنت تستدل به الآن ليس هذا محله، نحن قلنا آنفاً: لو أراد رجل أن يجمع في بيته يجوز له؟
مداخلة: قلنا لا يجوز.
الشيخ: قلتَ والَّا قلتُ.
مداخلة: قلنا
…
الشيخ:
…
فأنت بتقول معى هيك، إذا قلت معى هيك سقط كلامك كله.
مداخلة: لا، أنا أقول يعني فيمن جاء متأخراً ما أتى الوقت القريب ....
الشيخ: ما تعيد عليَّ كلامك؟
مداخلة: يعني: يكون منفرداً؟
الشيخ: إذا صلى في بيته، هل له أن يجمع؟
مداخلة: لا يجمع.
الشيخ: لماذا؟
مداخلة: لأنه لا حرج لديه .... ممتلئ والغطاء موجود إلى آخره
…
الشيخ: هذه الجملة اللي بتقولها أنت علة للحكم
…
مداخلة: أي جملة؟
الشيخ: «لا حرج» علة تامة أم ناقصة؟
مداخلة: ربما فهمت أنا هذا، ما فهمت أقول: ناقصة، علة ناقصة على ما فهمت.
الشيخ: على الصح، فالعلة الناقصة تستقل بالحكم الشرعي؟
مداخلة: لا تستقل.
الشيخ: فإذاً.
مداخلة: لكنني أريد أن أقول أنا: هذا الذي فهمت يعني: كما تريد مني أن أفهم، لكن الآن أريد أن أفهم كما أريد أنا أفهم.
الشيخ: وأنا أريدك أن تفهم كما تريد أن تفهم.
مداخلة: لماذا لا نقول أنها يعني علة كاملة؟
الشيخ: تفترض أنها علة كاملة.
مداخلة: لماذا لا نفترض ما هو المانع؟
الشيخ: ما بإمكانك بدليل أنك تفرق بين رجل يصلي في بيته لوحده أو في حانوته، وبين رجل يصلي في المسجد، فتقول: الذي يصلي في المسجد يجوز له الجمع، والذي في البيت لا يجوز له الجمع، فإذاً.
مداخلة: وهذا باعتبار أنها علة تامة، فهو في البيت لم يتحصل على العلة وهي الحرج، والذي في المسجد مشى هذه المسافة فَوَقع في الحرج فيجمع بين الصلاتين.
الشيخ: لا، بس الذكر في المسجد المقصود فيه الجماعة، في البيت قد يكون في انفراد وقد يكون في جماعة.
مداخلة: نعم، ولكنها ليست كجماعة المسجد.
الشيخ: هذا مستقر في أذهان الجميع، فليس فيه قلت وقلنا، هذا أمر مُجْمَع عليه، فهذا الذي جاء المسجد وسعى، وكما قال القائل آنفاً: تأخَّر قليلاً وهو في الواقع تأخر كثيراً، وإلا بيصلوا السنة القبلية وبيؤذن وما أدري أيش إلى آخره تأخُّر
كثيراً، المهم قليلاً أم كثيراً ....
مداخلة: ....
الشيخ: ما موضوع النقاش على كل حال، فما أدرك من صلاة العشاء جماعةً بحيث يصح أن يقال إنه أدرك الجماعة.
فإذاً: هنا صارت العلة ناقصة؛ لأنه شرعت الجمع بين الصلاتين للجمع بين الفضيلتين فضيلة الجماعة الأولى، وفضيلة الجماعة الأخرى، فهذا الذي لم يدرك إلا الجماعة الأولى لم يدرك الفضيلتين فلم يكن يعني إدراكة كاملة، شأن من يجمع -الآن نقول- في البيت بين الصلاتين ولو جماعة، هذا ما يصح له أن يجمع، كذلك وإن كان هذا خير من ذلك، لكن هذا خير من ذاك بنصف القيمة الثوابية يعني، لأنه أدرك الجماعة في الصلاة الأولى، وما أدرك الجماعة في الصلاة الثانية.
حصيلة هذا الفرق أن هذا الإنسان يستطيع أن يتدارك ما فاته من صلاة الجماعة في الفريضة الثانية في أن يحضر المسجد في وقت هذه الصلاة، هذا بالإمكان.
مداخلة: يستطيع ذلك.
الشيخ: أنا بجيب لك صورة: إن هذا الرجل إذا صلى في المسجد وحده كما لو صلى في البيت وحده صح أم لا .. قائماً وهو في داره، فيجوز له أن يصلي في داره.
مداخلة: ويكون قد جاء بالسُّنة.
الشيخ: جاء بالسُّنة، الصلاة في الرحال، وإن كان زال ذاك السبب، فيظل الأمر «حَيَّ على الصلاة» متوجهاً بالنسبة له؛ لأنه هو ما أدرك الصلاة الثانية مع الجماعة المسلمين حينما جمعوا بين الفريضتين.
مداخلة:
…
ما حكم صلاة من يَجْمعون يا شيخنا؟
الشيخ: من يجمعون بهذه الصورة؟
مداخلة: بهذه الصورة.
الشيخ: طبعاً هذا خطأ، لازم ما يجمعوا.
مداخلة: طيب، إذا سُئِلنا على مثل هذه الصورة.
الشيخ: يكونوا صلوا الصلاة قبل وقتها.
مداخلة: فيعَوِّدونها في وقتها.
الشيخ: نعم، لازم ينزلوا المسجد ويصلوا مع الإمام، حتى هذا البحث وفي أخينا علي الشيشاني لما ذكرت له أن هذا لازم يرجع للمسجد ويصلي مع الجماعة في وقت صلاة العشاء، قال لي: ما فيه إمام. قلت له: لا، الإمام لما بيجمع بين الصلاتين لازم يحضر في الوقت، حتى إذا كان ناس ما صلوا جمعاً، يجب يصلوا في الوقت المشروع، قال لي: والله هذه أول مرة سمعت هذا الكلام، وهو إمام تعرف أنت، قلت له: هذا مثل ما فعل الرسول عليه السلام لما اجتمع صلاة الجمعة وصلاة العيد في عيد فطر أو أضحى، وقال:«إنه اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أن يحضر فليحضر وإنا مُجَمِّعون ومن شاء فلا يحضر» فهو بيقول لك: نحن بِدنا نجمع الناس في وقت صلاة الجمعة [ما] الحكمة وراء ذلك؟ لأنه ربما ناس ما أدركوا هذه الصلاة صلاة العيد مع الرسول عليه السلام، فلا صلاة عيد ولا صلاة جمعة ما بيصير، فلازم الرسول عليه السلام يبين للناس لأنه الإمام لازم في الوقت الِّلي بيجمع بين صلاتين كمان أيش؟ بِدّه يحضر في صلاة الجمعة في وقتها المحدد من شأن يتدارك الرجل اللي فاته مثل هذا الجمع.
مداخلة: ويصلي بهم أيضاً.
الشيخ: ويصلي بهم تكون نافلة.
مداخلة: نعم، فإذا كان الإمام قد صلى هذا الجمع وانتهى يعني: إنما ليؤمر بالإعادة.
الشيخ: نعم -وعليك السلام- يؤمر بالإعادة من باب أيش؟ جمع المسلمين في أوقات الصلوات المعهودة؛ لأنه كل واحد يقطع بأنه ليس كل إنسان حضر الجمع