المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشروط المعتبرة في صلاة الجمعة - جامع تراث العلامة الألباني في الفقه - جـ ٦

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الجمعة

- ‌حكم صلاة الجمعة

- ‌حكم صلاة الجمعة

- ‌معنى حديث: «الجمعة على من آواه الليل إلى أهله»

- ‌غسل الجمعة

- ‌‌‌غسل الجمعة واجبوتساهل الناس فيه

- ‌غسل الجمعة واجب

- ‌حكم غسل الجمعة

- ‌بعد أن يغتسل الإنسان للجمعة هل يجب عليه الوضوء قبل الصلاة

- ‌حكم غُسل الجمعة

- ‌سنة الجمعة

- ‌جواز الصلاة قبل الزوال يوم الجمعة

- ‌ضعف التفصيل القائل بأن سنة الجمعة في المسجد أربعًا وفي البيت اثنتين

- ‌السنة القبلية للجمعة والأذان الأول

- ‌هل للجمعة سنة قبلية؟ والكلام على سنة الجمعة البعدية، وعلى غسل الجمعة

- ‌حكم سنة الجمعة القبلية

- ‌حكم سنة الجمعة القبلية

- ‌السنة القَبلِيّة للجمعة

- ‌سنة الجمعة المزعومة

- ‌سنة الجمعة القبلية المزعومة

- ‌لا سنة قبلية للجمعة

- ‌السنة البعدية يوم الجمعة كم ركعة وأين تكون

- ‌السنة بعد صلاة الجمعة

- ‌وقت الجمعة

- ‌صلاة الجمعة تارة قبل الزوال وتارة بعده

- ‌أذان الجمعة والأذان العثماني

- ‌هل يقتدى بأذان عثمان رضي الله عنه مطلقاً

- ‌تحقيق موضع الأذان النبوي والعثماني، وفيه الكلام على هل كانت المنارة في زمنه صلى الله عليه وسلم

- ‌وقت أذان الجمعة وهل للجمعة سنة قبلية

- ‌تلخيص لبعض أحكام أذان الجمعة

- ‌أذان الجمعة الذي يحرم العمل

- ‌لماذا لم يختر عثمان رضي الله عنه صيغة أخرى غير الأذان الأول لتنبيه الناس في يوم الجمعة

- ‌شروط إقامة الجمعة

- ‌تنعقد صلاة الجمعة بما تنعقد به سائر الجماعات

- ‌العدد الذي تنعقد به الجمعة

- ‌العدد في الجمعة

- ‌هل يشترط الإمام الأعظم للجمعة

- ‌حكم إقامة صلاة الجمعة في الخلاء، لمجموعة من الرجال عددهم خمسة أو عشرة أو أكثر

- ‌هل في عدد إقامة الجمعة حديث يثبت

- ‌إقامة الجمعة في القرى

- ‌الشروط المطلوبة لإقامة خطبة وصلاة الجمعة ومن يلزمه شهود الجمعة

- ‌الشروط المعتبرة في صلاة الجمعة

- ‌إذا كانوا جمعًا في الحضر بعيدين عن المسجد هل إقامة الجمعة عليهم على الوجوب

- ‌قول الشافعية أن من صلى الجمعة فالأحوط عليه أن يصلي الظهر هل عليه دليل

- ‌هل تصح إقامة الجمعة في عقار مستأجَر، وكلمة حول شروط الجمعة

- ‌صلاة الجمعة خارج المسجد

- ‌من يرخص له في ترك الجمعة

- ‌هل يُرخَّص لمن خرج نزهة يوم الجمعة في ترك صلاة الجمعة

- ‌هل يجب على المرأة صلاة الجمعة في المسجد

- ‌حكم صلاة الجمعة للمرأة

- ‌إذا لم توجد جماعة يوم الجمعة ولم يوجد من يخطب هل يصلون ظهرًا

- ‌تخلف المرء عن الجمعة والجماعة بحجة كونه ذو عيال أو يخاف الطرد من الجامعة

- ‌إذا كانت الجمعة رخصة للمسافر فما حكم من صلاها في السفر، هل يقال أن هذا بدعة

- ‌اجتماع العيد والجمعة

- ‌صلاة الجمعة لمن خرجوا رحلة إلى البادية مثلاً

- ‌حكم السفر أو الخروج في رحلة قبل أذان الجمعة، وحكم الاغتسال في هذه الحال

- ‌أحكام الخطبة

- ‌حكم خطبة الجمعة

- ‌صفة الخطبة

- ‌قصر الخطبة وإطالة الصلاة

- ‌أحكام متفرقة للخطبة

- ‌نص خطبة الحاجة

- ‌تخريج خطبة الحاجة

- ‌هذه الخطبة تفتح بها جميع الخطب وليست خاصة بالنكاح

- ‌أهمية نشر خطبة الحاجة وبيان سنية البدء بها في الخطب

- ‌إنما يقول الشيخ بمشروعية خطبة الحاجة لا وجوبها والرد على من أنكر مشروعيتها مطلقا في جميع الخطب

- ‌خطبة الحاجة

- ‌كلمة حول خطبة الحاجة

- ‌إذا اشترك في الندوة أكثر من متحدث هل يبدؤون جميعا بخطبة الحاجة

- ‌زيادة (ونستهديه) في خطبة الحاجة لا أصل لها

- ‌وجوب الخطبة يوم الجمعة

- ‌الخطبة الجذماء

- ‌حكم جعل الخطبة الثانية في الجمعة للدعاء

- ‌الدعاء على المنبر يوم الجمعة

- ‌حكم الدعاء في خطبة الجمعة والكلام على بدعية الدعاء للملوك على المنابر

- ‌بماذا تُخْتم الخطبة الأولى يوم الجمعة

- ‌حكم التزام الدعاء في خطبة الجمعة وحكم رفع اليدين في الدعاء يوم الجمعة مع التأمين

- ‌حكم الدعاء يوم الجمعة من الخطيب في نهاية الخطبة وبدعية الدعاء للملوك في آخر الخطبة

- ‌هل يشرع الدعاء في خطبة الجمعة الثانية

- ‌ما رأيكم فيما انتشر بين الخطباء في آخر الخطبة من قولهم: إن الله يأمر بالعدل والإحسان

- ‌أصل قول الخطباء: وأستغفر الله لي ولكم

- ‌الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر خطبة الجمعة

- ‌قراءة سورة (ق) في خطبة الجمعة

- ‌من أحكام خطيب الجمعة

- ‌حكم كون خطيب الجمعة من مدينة الأخرى

- ‌الخطيب إذا دخل المسجد هل يصلي تحية المسجد

- ‌إذا غاب الخطيب في مسجد، فهل يصلي المسلمون دون خطبة، أم يَصْعَد من لا يستطيع ذلك وربما وقع في الحرج الشديد

- ‌دور خطيب الجمعة الاجتماعي والسياسي

- ‌تسليم الخطيب على الحضور يكون من على المنبر

- ‌حكم تقديم الخطيب لغيره ليؤم الناس في صلاة الجمعة

- ‌حكم ما يفعله بعض خطباء الجمعة من إمامة الناس بسورة أو آيات تتحدث عن موضوع الخطبة

- ‌من أحكام من حضر الجمعة (المستمعين)

- ‌النهي عن الكلام أثناء الخطبة هل هو خاص بمن في المسجد أم عام

- ‌وجوب الاستماع والإنصات للخطبة وعدم الانشغال عنها

- ‌سنة الجمعة القبلية ليس لها أصل

- ‌استقبال الناس للخطيب بوجوههم حال الخطبة من السنن المتروكة

- ‌من السنن المتروكة: استقبال المصلين للخطيب في الجمعة بوجوههم

- ‌كلام الإمام هو الذي يقطع الكلام يوم الجمعة لا مجرد صعوده على المنبر وخروج الإمام عليه لا يمنع تحية المسجد

- ‌المقصود بـ (من لغا فلا جمعة له)

- ‌حكم تشميت العاطس ورد السلام حال الخطبة

- ‌تحريم تشميت العاطس ورد السلام في صلاة الجمعة

- ‌حكم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ذكره الخطيب

- ‌حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر الخطيب له صلى الله عليه وسلم

- ‌تحية المسجد أثناء الخطبة

- ‌من دخل وقت أذان الجمعة هل ينتظر انتهاء الأذان ثم يصلي تحية المسجد حتى لا يشوش عليه الأذان

- ‌المرور وتَخَطِّي الرقاب يوم الجمعة

- ‌المقصود بالساعة في حديث: «من جاء الجمعة في الساعة الأولى

- ‌حكم تأمين الناس على دعاء الخطيب يوم الجمعة مع رفع أيدي الإمام والمأمومين

- ‌أدرك التشهد في صلاة الجمعة، فهل يقضي أربعا أم اثنتين

- ‌متى تكون الساعة الأولى بالنسبة لدخول المسجد يوم الجمعة

- ‌الاستدلال على عدم وجوب تحية المسجد بعدم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لها قبل خطبة الجمعة

- ‌حكم رفع الأيدي في الخطبة للدعاء

- ‌متفرقات في الجمعة وأحكامها

- ‌أول من جمَّع بالمدينة

- ‌لم يجمع النبي صلى الله عليه وأصحابه إلا جمعة واحدة

- ‌فضل صلاة الصبح جماعة يوم الجمعة

- ‌تعدد الجمعة في البلد الواحد

- ‌من فاتته الجمعة ماذا يصلي

- ‌بماذا تدرك الجمعة

- ‌حكم الجمعة في يوم العيد

- ‌خطأ القول بأن من أتى الجمعة والإمام يخطب فإنما تحسب له ظهرًا

- ‌هل يسن قص الأظفار يوم الجمعة

- ‌أكثر الأحاديث في ساعة الإجابة يوم الجمعة أنها في آخر ساعة بعد صلاة العصر

- ‌الراجع في ساعة استجابة الدعوة يوم الجمعة

- ‌معنى اللغو في صلاة الجمعة

- ‌ليس في السنة ما يمنع من السفر يوم الجمعة

- ‌هل تحبس الجمعة عن السفر

- ‌حكم إقامة الدرس قبل صعود الخطيب المنبر

- ‌حكم إلقاء درس أو موعظة قبل خطبة الجمعة

- ‌إقامة حلقة فتاوى وأسئلة بعد الجمعة

- ‌الموعظة قبل الجمعة

- ‌باب منه

- ‌حكم التحلُّق يوم الجمعة

- ‌تقسيم سورة السجدة يوم الجمعة على ركعتي الفجر خلاف السنة

- ‌قراءة سورة السجدة في ركعتين في فجر الجمعة

- ‌الموت يوم الجمعة هل له فضل خاص

- ‌تخصيص النساء بالموعظة

- ‌لا ينبغي أن يكون يوم الجمعة هو يوم العطلة في الدولة المسلمة

- ‌حكم تخصيص ليلة الجمعة بالقيام أو مع غيرها من ليالي الأسبوع

- ‌انقلاب الجمعة ظهرا لمن لغا فيها

- ‌بدع الجمعة

- ‌بدع الجمعة

- ‌كتاب صلاة العيدين

- ‌مصلى العيد

- ‌مواظبته صلى الله عليه وسلم على صلاة العيد في المصلى والأحاديث في ذلك

- ‌دلالة الأحاديث على أن السنة الصلاة في المصلى

- ‌رد تعليل الصلاة في المصلى بعلة ضيق المسجد

- ‌حكمة الصلاة في المصلى

- ‌شبهة وجوابها

- ‌شروط مصلى العيد

- ‌السنة في صلاة العيد أن تكون في المصلى

- ‌وجوب خروج النساء إلى مصلى العيد

- ‌هل يصلى تحية لمصلى العيد

- ‌لا صلاة قبل صلاة العيد ولا بعدها في المصلى

- ‌صلاة العيد

- ‌وجوب صلاة العيد على الرجال والنساء

- ‌ وجوب صلاة العيدين

- ‌لا يُسن رفع اليدين في تكبيرات العيد

- ‌حكم صلاة العيدين

- ‌الجهر بالقراءة في صلاة العيد

- ‌التكبير أربعًا في العيدين

- ‌الذكر بين التكبيرات

- ‌حكم رفع الأيدي مع تكبيرات العيد

- ‌من فاتته صلاة العيد هل يقضي ركعتين أم أربعًا

- ‌وجوب الأضحية بعد الصلاة وعدم الإجزاء قبلها وبيان أن الجذع من المعز لا يجوز في الأضحية

- ‌خطبة العيد

- ‌الرد على من جوز القعود في الخطبة

- ‌خطبة العيد لا تكون على منبر وبيان ضعف الأحاديث التي تخالف ذلك

- ‌خطبة العيد لا تكون على منبر وبيان ضعف الأحاديث التي تخالف ذلك

- ‌هل يُسن التكبير في افتتاح خطبة العيد

- ‌خطبة العيد هل هي خطبة أم خطبتان

- ‌التكبير في العيد

- ‌مشروعية الجهر بالتكبير في الطريق حتى يأتي المصلى في العيد

- ‌الجهر بالتكبير في العيد لا يشرع فيه الاجتماع عليه بالصوت

- ‌السنة في التكبير في العيد

- ‌حكم التزام التكبير في عيد الأضحى بعد الصلوات فقط

- ‌حكم التكبير المُقَيَّد بعد الصلوات، وهل يُقَدمه الإنسان على الأذكار المشروعة أم يبدأ بالأذكار أولاً

- ‌هل يقيد التكبير بأيام التشريق بما بعد الصلوات

- ‌متفرقات من أحكام العيد

- ‌زيارة القبور يوم العيد

- ‌الاحتفال بالعيد

- ‌حول ما ورد في الآثار من قولهم: تقبل الله منا ومنك في العيد

- ‌حكم التهنئة بالعيد بقولهم: كل عام وأنتم بخير

- ‌كتاب الجمع بين الصلاتين

- ‌الجمع بين الصلاتين حقيقي لا صوري

- ‌أدلة الجمع الحقيقي بين الصلاتين

- ‌الرد على من يقول بالجمع الصوري دون الحقيقي

- ‌جواز الجمع الحقيقي بين الصلاتين لرفع الحرج

- ‌هل يشرع الجمع في الحضر بدون عذر

- ‌الاستدلال على جواز جمع الصلوات بدون عذر بأن أوقات الصلاة في الأصل ثلاثة

- ‌حكم الجمع في الحضر دون عذر

- ‌الأعذار المبيحة للجمع في الحضر

- ‌ما هو الحرج الذي يبيح الجمع بين الصلوات

- ‌الجمع حال الإقامة، وضابط الحرج الذي يبيح الجمع

- ‌مشروعية جمع المقيم بين الصلاتين للحاجة

- ‌الجمع في الإقامة إنما يكون للحرج

- ‌مشروعية الجمع حال الإقامة للحاجة

- ‌حكم الجمع بعذر البرد

- ‌الجمع بعذر البرد وضابطه

- ‌لا تشترط شدة المطر لرخصة الجمع

- ‌هل يجوز جمع صلاتي الظهر والعصر في يوم المطر

- ‌ما هو حد المطر الذي يجوِّز الجمع

- ‌الدليل على جواز الجمع في المطر

- ‌هل يجوز الجمع بين الصلاتين للمنفرد لعذر خاص

- ‌الجمع بين الصلوات للحامل

- ‌من يجمع بين الصلوات بحجة العمل

- ‌الجمع لصاحب الحاجة

- ‌الجمع بين الصلاتين بعذر منع التجول

- ‌هل هذه الصورة تبيح الجمع بين الصلاتين

- ‌الجمع في السفر

- ‌الجمع بين الصلاتين للمسافر أثناء نزوله بموضع

- ‌ما الدليل على جواز الجمع في السفر والمسافر نازلاً لا سائرًا

- ‌صلاة الوتر والنوافل والدعاء بعد الإقامة في حالة الجمع

- ‌إذا صلى المسافر المغرب والعشاء جمع تقديم في وقت المغرب فمتى يكون الوتر

- ‌حكم النوافل بين الصلاتين المجموعتين، وإذا تم الجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم فهل تصح صلاة الوتر بعد الجمع مباشرة أم ينتظر دخول وقت العشاء

- ‌صلاة المسافر ومسائل القصر والجمع

- ‌الدعاء بعد الإقامة الثانية للصلاتين المجموعتين والأمر بتسوية الصفوف

- ‌هل الجمع في الحضر كالجمع في السفر من حيث أنه لا يفصل بين الفريضتين بذكر ولا سنة

- ‌المواضع التي يباح فيها الجمع

- ‌حكم الجمع بين الصلاتين في مصلى أو مسجد لا تقام فيهما الصلوات كلها

- ‌حكم الجمع في المصليات الموجودة في المدارس والجامعات والمؤسسات

- ‌اختلاف الإمام مع أهل المسجد في الجمع من عدمه

- ‌إذا رأى الإمام الجمع ورأى بعض المصلين عدم الجمع

- ‌الدليل على مشروعية جمع التقديم

- ‌إذا اختلف أهل المسجد في جمع الصلاة من عدمه

- ‌صور متفرقة في مسألة الجمع بين الصلاتين

- ‌رجل تأخر عن صلاة الجمع بين المغرب والعشاء حال الإقامة فلم يدرك إلا ركعتين من صلاة العشاء فهل يتم المغرب ثم يصلي العشاء منفردًا؟ والتنبيه على أنه ولو صلى الناس جمع تقديم إلا أنه يجب أن تقام الجماعة في وقت الصلاة الثانية لمن لم يدرك الجمع

- ‌من جمع بين المغرب والعشاء ثم حضر صلاة العشاء في وقتها هل تحسب له قيام ليل

- ‌الجمع بين العشاءين في البيت بحجة البرد

- ‌رجل تأخر عن صلاة الجمع بين المغرب والعشاء فلم يُدرك إلا ثلاث ركعات من العشاء صلاها بنية المغرب، فهل له أن يجمع إليها العشاء منفرداً

- ‌كيفية الجمع في هذه الصورة

- ‌ضابط السفر المبيح للرخص

- ‌السفر ليس له حد في اللغة والشرع فالمرجع فيه إلى العرف

- ‌حد السفر المبيح للقصر

- ‌معنى السفر

- ‌تحديد مدة القصر في السفر بأربعة أيام ليس عليه دليل وبيان أن ضابط القصر في السفر هو ألا يُجمع المسافر على الإقامة فإن أجمع على الإقامة أتم، وبيان أن المسافر إذا أجمع الإقامة في بلد ولكنه يشعر بحرج من الصلاة في الوقت فإن له الترخص بالجمع دون القصر

- ‌السفر المبيح للرخصة

- ‌إذا صلى المسافر خلف إمام يظن أنه مقيم فعقد نية الإتمام ثم تبين له أن الإمام مسافر فهل يتم أو يقصر في هذه الصورة

- ‌مدة القصر للمسافر

- ‌معنى إجماع الإقامة الذي يبيح القصر في السفر

- ‌ما هي المدة التي يبقى المسافر يقصر فيها

- ‌الحد المبيح للقصر في السفر

- ‌الحد المبيح للجمع والقصر في السفر

- ‌المسافة التي يترخص فيها المسافر

- ‌الرد على القول بأن الجمع المرخَّص به في السنة إنما هو جمع صوري لا حقيقي

- ‌مدة الجمع والقصر بالنسبة للمسافر

- ‌لم يحدد الشارع المسافة التي تتيح الترخص برخص السفر

- ‌هل أقل مدة القصر أربعة أيام

- ‌هل أقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة 19 يوما يقصر أم 17 يوماً

- ‌هل للقصر في السفر مدة محددة وما هي ضوابط الإقامة

- ‌المُدَّة التي تسمح للمسافر بالقصر والجمع

- ‌هل يبدأ المسافر بالترخُّص برخص السفر من المطار

- ‌متى يرخص في قصر وجمع الصلاة؟ وحكم صلاة السنن في السفر

- ‌تحديد مسافة القصر في السفر

- ‌ هل القصر في السفر عزيمة أم رخصة

- ‌ما هو ضابط السفر المبيح للرخص

- ‌ضابط المقيم الذي يقصر وعكسه

- ‌هل تنطبق أحكام الشرب على الأكل من ناحية القيام وغيره

- ‌هل يباح الترخص برخص السفر في هذه الصور

- ‌البدو الرحل الذين اعتادوا التنقل من مكان لآخر مع كامل أسرتهم وأموالهم هل لهم أن يقصرو الصلاة

- ‌رجل يسافر من مدينة إلى مدينة أخرى بشكل دائم للعمل فهل يترخص برخص السفر في المدينة الأخرى

- ‌هل للسائق المعتاد على السفر الدائم أن يأخذ برخص السفر

- ‌من سافر إلى بيته الآخر لقضاء فترة فيه هل يقصر الصلاة

- ‌المسافر وصلاة السنن الراتبة

- ‌من سافر للدراسة هل يقصر الصلاة حال بقائه هناك

- ‌صلاة من لم يصل المغرب وراء من يصلي العشاء

- ‌حكم أخذ البوصلة في الرحلة لتحديد القبلة

- ‌هل للطلاب الذين يقيمون بعيدًا عن بلادهم لمدة طويلة بغرض الدراسة أن يقصروا الصلاة

- ‌من يتردد على مدينة أخرى بشكل منتظم للدراسة هل يترخص برخص السفر

- ‌متفرقات في أحكام صلاة المسافر

- ‌بعض أحكام المسافرين

- ‌صلاة السفر أصل في نفسها

- ‌المعروف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قصر الصلاة في كل أسفاره

- ‌ضعف القول بأن رخصة الجمع والقصر للمسافر إنما تكون للسائر دون النازل

- ‌هل يشرع صلاة ركعتين عند السفر، وقراءة (لإيلاف قريش)

- ‌هل يكره اقتداء المسافر بالمقيم

- ‌صلاة ركعتين في المسجد لمن قدم من سفر

- ‌المسافر إذا اقتدى بالمقيم انقلبت صلاته إلى صلاة مقيم

- ‌صلاة مسافر لم يصل المغرب مع إمام يصلي العشاء

- ‌ماذا يفعل من لم يصل المغرب إذا اقتدى بمن يصلي العشاء

- ‌صلاة المسافر المسبوق خلف الإمام المقيم

- ‌حكم الترخص برخص السفر في سفر المعصية

- ‌الصلاة في الطائرة

- ‌هل مقولة: الإتمام في السفر كالقصر في الحضر صحيحة

- ‌صلى إمام مقيم الرباعية وصلى خلفه مسافر ركعتين بنية الظهر ثم سلم ثم صلى ركعتين بنية العصر

- ‌إذا صلى المسافر بالمقيمين إماماً هل له أن يتم منعًا لمفسدة الإنكار عليه

- ‌صلاة القيام للمسافر

- ‌إذا ائتم المقيم بالمسافر ونسي وسلم معه

- ‌صلاة المقيم خلف المسافر

- ‌صلاة الجماعة مع سماع النداء للمسافر

- ‌من أحكام السفر

- ‌النهي عن سفر المسلم وحده

- ‌النهي عن الوحدة في السفر

- ‌وجوب التأمير في السفر

- ‌حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيت الرجل وحده ويسافر وحده، إذا كان مجموع طلبة في سكن جامعي كل شخص في غرفة يدخل ضمن النهي أم لا يدخل

- ‌الإمارة في السفر

- ‌هل يشرع الجمع لعذر المطر في الظهر والعصر

- ‌حكم صلاة السنن بين الفريضتين في حالة الجمع

- ‌هل يجوز السفر بالمصحف إلى بلاد الكفر

الفصل: ‌الشروط المعتبرة في صلاة الجمعة

‌الشروط المعتبرة في صلاة الجمعة

مداخلة: نقرأ في كتب الفقه عن شروط للصلوات: صلاة الجمعة أو غيرها، فما هي الشروط المعتبرة في صلاة الجمعة؟

الشيخ: الحقيقة أنه قد وُضِعَ - باجتهاد طبعاً - من الأئمة السابقين على ما بينهم من اختلاف في تلك الشروط التي وضعوها، وُضِعَت لصلاة الجمعة شروط كثيرة، ولكن لا يَسْلَمُ منها - أكثرُها - لا يَسْلَمُ من النقد أو على الأقل من تَعَرِّيها عن الدليل المُلْزِم بشرطيتها.

خذوا مثلاً على ذلك قريباً وهو: معروف عند متأخري الشافعية أنه يُشْتَرط عدم تَعَدُّد الجماعة - صلاة الجمعة - في مساجد كثيرة، أي: الشرط أن تُصَلَّى الجمعة في مسجد واحد، فإذا تعددت الجُمُعة في مساجد كثيرة، تكون صلاة الجماعات كلها باطلة إلا الجماعة الأولى التي دخل إمامها في الصلاة قبل غيرها.

وهم يعلمون - وبخاصة في ذاك الزمان بل وحتى في هذا الزمان - هم يعلمون أنه ليس من الممكن أن يتمكن الإمام بل والجماعة ولو بعد السلام، أن يعرفوا من السابق حتى يُحْكَم بأن صلاة هؤلاء هي الصحيحة والمسبوقين صلاتهم باطلة فعليهم الإعادة.

لما كان هذا غير ممكن حتى في زماننا هذا التي وُجِدَت فيه الوسائل الكثيرة التي تُقَرِّب البعيد وتُظْهِر المجهول ونحو ذلك، فلا يمكن أن يعرف الجماعة من هي الجماعة الأولى.

ويترتب من وراء ذلك عندهم حكم خطير جداً ألا وهو إعادة صلاة الجُمُعة ظهراً، فكل الذين صَلّوا في مساجد متعددة صلاة الجُمُعة عليهم أن يعيدوها ظهراً، لماذا؟ لأنهم لم يعرفوا من هو السابق منهم.

فهذا الشرط - أي شرط وحدة الجماعة في صلاة الجمعة - قد قال به الإمام

ص: 82

الشافعي رحمه الله، وإن كان هناك رأي آخر أنه إذا اتسعت البلدة وَوُجِدَ فيها مسجدان كبيران، فيجوز التَّعَدُّد فيهما.

وهذا القول لا بد منه لسببين اثنين:

السبب الأول: أنه لا يوجد في السُّنَّة فضلاً عن الكتاب بيان مثل هذا الشرط وهو عدم تَعَدُّد الجمعة.

الشيء الثاني هو: قوله تعالى كقاعدة عامة كما هو معلوم عند كل طلاب العلم هي قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

فلا يمكن بَدَاهةً أن يجتمع الناس كل الناس في البلدة الواحدة في المسجد الواحد حينما يكون البلد واسعاً، فيه الألوف المُؤَلَّفة فضلاً أن يكون فيها الملايين المملينة.

فإذا كان لا يوجد دليل في الكتاب والسنة على مثل هذا الشرط وكان التَقَيُّد بمثل هذا الشرط يُوْقِع الناس في الحَرَج وكما يقال: في حَيْص بَيْص، في حيرة: يا تُرى صَحَّت صلاتُنا أو ما صَحَّت صلاتنا؟

مثل هذا لا يُعْرَف في الشريعة التي من أصولها قول رَبِّنا تبارك وتعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].

لذلك: فاشتراط وحدة الجماعة في الجمعة لا دليل عليه في الكتاب والسنة، بل هو ضد الكتاب والسنة؛ لما فيه من إيقاع الناس في الحَرَج.

ولكن ما هو مستند الإمام الشافعي رحمه الله حينما ذهب إلى شرطية ذلك الشرط المرجوح فيما شرحت آنفاً؟

إن له مُلْحَظاً له وجاهة، ولكن لا يتضمن تلك الشرطية، ملحظه في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن الجمعة تَتَعَدَّد في زمانه، وقد كانت صلاة الجمعة وحيدة في مسجده عليه السلام وقد كان أصحاب القرى أهل القرى، أهل العوالي الذين كانوا خارج المدينة وحول المدينة كانوا ينزلون يوم الجمعة إلى المسجد النبوي صلى الله

ص: 83

على مُؤَسِّسه وسَلَّم عليه. نعم.

فالشاهد: فلاحظ الشافعي رحمه الله أن صلاة الجماعة في صلاة الجمعة ما كانت تتعدد فاتخذ ذلك شرطاً.

لكن هذا يُمكن إذا أردنا أن نُعَبِّر عنه بأنه شرط، وأن نساري -نجاري- الإمام الشافعي في قوله بشرطية هذه الوحدة أن نقول: هي شرط كمال وليس شرط صحة.

وعلى هذا نقول: لا يَحْسُن تعداد الجماعات في كل مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، فيجب التفريق بين المساجد وبين الجوامع، فالمسجد الجامع هو الذي ينبغي أن يُقْصَد في صلاة الجمعة، أما المساجد الصغيرة التي مُهَيّأة للناس في الحارات وفي المحلات لصلاة الجماعة، فهذه تُتْرك لصلاة الجماعة، ولا يجوز - أقول - تفريق الجماعات التي تتجمع وتتكتل في المساجد الجوامع، لا يجوز تفريقها بإقامة صلاة الجمعة في هذه المساجد الصغيرة؛ لأن المساجد الصغيرة كانت في عهد الرسول عليه السلام، فأنتم تعلمون أن معاذاً رضي الله عنه كان يصلي صلاة العشاء وراء النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي قومه فيؤُمُّهم، يُصَلِّي بهم صلاة العشاء، هي له نافلة وهي لهم جماعة.

فتعدد المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة كانت معروفة في عهد الرسول عليه السلام، وفي ذلك بلا شك توسعة على المسلمين.

أما تَعَدُّد الجوامع لم تكن موجودة في عهد الرسول عليه السلام.

فهذا الواقع هو الذي لاحظه الإمام الشافعي، فقال بأن الصلاة تَبْطُل إذا تَعدّد ولو في مساجد كبيرة. هذا في قول له.

في القول الآخر: لما وُجِدَت بغداد القديمة وبغداد الجديدة، وفَرَّق بينهما نهر دجلة قال: يجوز إقامة جمعتين في كل من القسمين. هذا خلاصة ما يمكن أن يقال بالنسبة لهذا الشرط.

وهناك شروط أخرى، لكن البحث فيها يطول ونخرج عمَّا أشرنا إليه في مطلع

ص: 84

كلمتنا هذه.

ولكننا نذكر كلمةً جامعةً، وهي: أنه لا يوجد في الشرع ما يُوجِب على المسلمين أن يلتزموه في صحة صلاة الجمعة إلا الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9].

{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: 9] أي: في أيِّ مكان سمعتم هذا الأذان يوم الجمعة فعليكم الإجابة. {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9].

إذاً: على من سمع النداء فليُجِب كما جاء في بعض الأحاديث الأخرى.

الشرط الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الجمعة لا تجب على المرأة وعلى المسافر وعلى العبد» ويمكن في شيء رابع ما أذكره الآن. المهم في جماعة. نعم.

مداخلة: أهل البادية.

الشيخ: نعم.

مداخلة: أهل البادية.

الشيخ: لا. المهم في جماعة، صلاة الجمعة واجبة في جماعة إلا الذي أذكر الآن: المرأة والعبد.

مداخلة: والمسافر.

الشيخ: ماذا؟ والمسافر.

مداخلة: والمريض يا شيخ.

الشيخ: نعم. الآن جبتها، والمريض.

فإذاً: صلاة الجمعة تجب في جماعة إلا على هؤلاء الثلاثة، فلا يوجد أيُّ شيء يُشْتَرط في صحة صلاة الجمعة إلا أن تكون في مكان ينادى إليه ويكون في جماعة، والجماعة اثنان فصاعداً، فإذا كان الإمام واحداً واثنان خلفه فالصلاة صحيحة.

ص: 85

وبالنسبة للبادية - كما ذكر آنفاً - فكثير من العلماء يقولون بأن أهل البوادي لا تجب عليهم صلاة الجمعة، وإنما عليهم أن يُصَلُّوها ظهراً.

هذا يقال فيه ما قيل آنفاً في شرط عدم التَعَدُّد، أي: لا دليل في الكتاب ولا في السنة على أن أهل البوادي لا جمعة عليهم، أهل البوادي لهم حالة من حالتين كأهل المدن والقرى: إما أن يكونوا مسافرين أو أن يكونوا ظاعنين مقيمين.

فإن كانوا مسافرين فلا فرق بينهم كالبادية وبين المسافرين كأهل المدن، فالمسافر مطلقاً - كما سمعتم في الحديث السابق - ليس ماذا؟ عليه جمعة.

أما إذا كانوا مقيمين فعليهم إقامة الجمعة؛ لأن هذا فرض كما يقول بعض الفقهاء: بديل عن صلاة الظهر، لأنها تتميز بخطبة الجمعة، يعظ ويُذَكِّر ونحو ذلك من العلم.

فالقول بأن أهل البوادي لا يصلون الجمعة، هذا وإن كان منقولاً عن بعضهم ولكن لا دليل عليه أولاً.

ثم قد جاءت بعض الآثار السلفية الصحيحة تؤكد هذا الذي نقوله، ألا وهو ما رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ولعله أيضاً عن عمر بن الخطاب: أنه كتب إلى أهل البوادي أن يقيموا الصلاة حيث هم مقيمون.

فإذاً: على المسلمين جميعاً أن يصلوا صلاة الجمعة حيثما كانوا، وكل شرط سوى ما ذكرته آنفاً فهو كما قال عليه السلام:«كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، ولو كان مائة شرط» .

وفَهْمُ هذه القضية على هذه التوسعة الشرعية مُهِمَّة جداً جداً وبخاصة في عصرنا الحاضر، فإن هناك من الشروط ما يُبْطِل صلاة كثير من الألوف من المسلمين الذين سافروا ولا أقول: هاجروا، لأنهم ما هاجروا، لأن الهجرة إنما تكون من دار الكفر إلى دار الإسلام، والذين أشير إليهم إنما سافروا من بلاد الإسلام إلى

ص: 86

دار الكفر، ومع ذلك فهم يسمون أنفسهم بأنهم مهاجرون. هذا قلب للحقيقة الشرعية.

فالمهاجرون الأولون - كما تعلمون - هاجروا من مكة التي هي خير بلاد الله وأحب بلاد الله إلى الله ثم إلى نبيه عليه السلام حيث لما هاجر منها التفت إليها وقال لها: «ولولا أن قومكِ أخرجوني منكِ ما خرجت» .

هؤلاء الذين تركوا بلادهم هذه المفضلة، هاجروا من مكة إلى المدينة، هؤلاء هم المهاجرون حقاً، لماذا؟ لأنهم هربوا بدينهم ونجوا بعقيدتهم عن عقيدة أهل الشرك والضلال إلى دار الهجرة وهي المدينة المنورة.

أما هؤلاء المسلمون فهم قلبوا الحقيقة حينما هاجروا من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر فهذه ليست هجرة.

صحيح الهجرة مشتقة من الهَجْر وهو الترك، لكن صارت الهجرة في لغة الشرع خاصة بالسفر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، فتلك هي الهجرة.

والشاهد من هذا الكلام: أن كثيراً من المسلمين الذين ابْتُلوا اليوم بالسفر من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر، لا تصح صلاتهم في تلك البلاد صلاة الجمعة، لا تصح صلاتهم لماذا؟

لأن هناك شرطاً في المذهب الحنفي أن يكون صلاة الجمعة حينما تقام بإذن الحاكم المسلم، وأين الحكام المسلمون اليوم؟ حتى في عقر دار الإسلام بالكاد أن تجد حاكماً يحكم بما أنزل الله، فكيف ببلاد يحكمها الكافر الصليبي أو اليهودي؟ .

الآن فلسطين -مثلاً- لا نذهب بكم بعيداً، فلسطين في هذا الرأي لا تصح فيها صلاة الجمعة، لماذا؟ لأنهم يُقِيْمونها وليس هناك حاكم مسلم قد أذن له في الإقامة.

ولقد سُرِرت بقدر ما حَزِنت حينما قُدِّر لي أن أسافر إلى بريطانيا والتقيت هناك مع كثير ممن قلنا آنفاً إنهم يُسَمّون بالمهاجرين، ففيهم العربي وفيهم الباكستاني وفيهم التركي وو إلى آخره، كلهم مقيمون في بلاد بريطانيا، بعضهم في لندن،

ص: 87

بعضهم في بلاد ما أدري، أسماؤها غريبة جداً.

فأنا يُسِّر لي أن أطوف في بعضها، واتصلت مع الجاليات الإسلامية هناك فوجدت فيهم حركة يعني تُفْرِح القلب، لكن من ناحية أخرى تُحْزِن الفؤاد، من جهة كيف يستمر المسلمون يعتقدون بعض الآراء الفقهية والواقع يضطرهم إلى أن يخالفوها؟

أنا أعلم بتجربتي الخاصة: أن أشد الناس تعصباً للمذهب الحنفي خاصة هم الأعاجم من أمثالنا نحن الألبان والأتراك وو، إلى آخره. طبعاً هناك شواذ ونحن من أولئك بلا شك.

فهؤلاء الأعاجم أشد المسلمين تَعَصُّباً للمذهب الحنفي، وهؤلاء الأعاجم هم الكثرة الكاثرة الغالبة المقيمين في تلك البلاد الكافرة التي أنا أتحدث عنها الآن.

فالشيء الذي سَرَّني جداً أنني رأيت هؤلاء المسلمين إما أن يشتروا دوراً جاهزة أو على الأقل يستأجروها من سكانها الإنجليز البريطانيين ويتخذونها مُصَلَّيات حتى لصلاة الجمعة، فقلنا: أين شرط الإذن من المسلم وهم يعيشون تحت حكم الكافر؟ أين الشرط أن الصلاة لا تصح إلا في مسجد، حتى إن بعضهم يشترط في هذا المسجد أن يكون مسقوفاً، فإذا كان هكذا .... لا سقف له ولو أن له جدران أربعة، فهذا ليس مسجداً ولا تصح صلاة الجمعة فيه.

مثل هذه الشروط الواقع اضطر هؤلاء المسلمين أن ينبذوها نبذَ النواة، وأن يعملوا بمطلق قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9].

هذا من فائدة الفقه الذي نُسَمِّيه نحن اليوم بالفقه السلفي القائم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، ويُسَمِّيه بعضهم على يعني تساهل في التعبير بالفقه المقارن، لا يسمونه بالفقه السلفي لأن فيه تمذهباً بمذهب قد لا يرضاه بعضهم، ولكنهم يسمونه بغير اسمه، فالفقه المقارن لا في سلفي ولا في خلفي، وخير الكلام ما أرضى الناس جميعاً.

ص: 88