الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا غاب الخطيب في مسجد، فهل يصلي المسلمون دون خطبة، أم يَصْعَد من لا يستطيع ذلك وربما وقع في الحرج الشديد
السؤال: يقول السائل: إذا غاب الخطيب في مسجد فهل يصلي المسلمون دون خطبة، أم يصعد من لا يستطيع ذلك وربما وقع في الحرج الشديد؟
الجواب: أظن أن السؤال قائم على فهم خطأ، وهو: أن الخطبة لها شروط، وأن الخطبة لا يستطيعها إلا رجل عالم مثقف.
الخطبة عبارة عن موعظة وتذكير كما قال رب العالمين: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ
…
} [الجمعة: 9] إلى آخر الآية.
المقصود بالخطبة هو: تذكير الحاضرين بشيء، فإذا افترضنا أن الخطيب خطيب مسجدٍ ما لم يحضر لسبب ما، وافترضنا أنه لا يوجد في هؤلاء الحاضرين وهذه مصيبة كبرى: من يصعد على المنبر ويُذَكِّرهم بآية من آيات الله في القرآن الكريم أو بحديث من أحاديث الرسول عليه السلام، أو يُنَبّهون على خطأ من الأخطاء التي يقع فيها الناس؟
إذا لم يوجد فيهم واحد يقوم بهذا الواجب فقد سقط الواجب عن هؤلاء ألا وهو: الخطبة، لكن الصلاة ما سقطت عنهم، فهم يصلون جمعة ركعتين.
لكني أنا أتصور أن مشكلتنا هو ما أشرت إليه آنفاً: البعد عن الهدي النبوي، واتباعنا للتقاليد والمراسيم التي أصبحت جزءًا من الدين، وهي ليست من الدين في شيء.
فالخطبة هي موعظة، وليس من الضروري أن الإنسان يحفظ عشرات الآيات وعشرات الأحاديث، وليس من الضروري أن تكون الخطبة أطول من الصلاة،
الصلاة خمس دقائق والخطبة ربع ساعة وثلث ساعة وربع وربما أكثر من ذلك، لا إذا خطب دقيقتين وثلاثة وصلى الصلاة خمس دقائق جزاه الله خيراً وهو فقيه، فهل
لا يوجد في هذا المجتمع الذي جاء السؤال عليه، لا يوجد إنسان يعظ الناس بموعظة في دقيقة أو دقيقتين ثم ينزل ويصلي بالناس؟
إن لم يوجد ذلك فهذه - مع الأسف- يعني: بشرى سوء، ولكن الصلاة صلاة الجمعة لا تسقط عنهم، فعليهم أن يصلوها وراء هذا الإمام، وهذا الإمام يا تُرَى يحسن أن يصلي إماماً بالناس أم لا؟
أفترض أنه لابد أن يوجد، هذا الإمام هو يخطب الخطبة يجيب له آية أو آيتين من سورة من سورتين، وكفى الله المؤمنين القتال.
فالأمر سهل ولا حرج ولا صعوبة فيه، نعم.
مداخلة: بالنسبة لهذه الصورة حصلت في مسجدنا هنا في مخيم الزرقاء؟
الشيخ: جميل كيف؟
مداخلة: أنا جئت متأخراً.
الشيخ: نعم.
مداخلة: فالإمام يُحسن القراءة وهو يعني: يحفظ شيئاً كثيراً من القرآن، ولكنه لا يعرف أن يعظ الناس أو أن يشرح حديثاً أو أن يفسر آية؟
الشيخ: طيب.
مداخلة: والذي يعرف صعد المنبر، ولكنه وقع في حرج شديد حتى أنني يعني انزعجت من أجله من شدة حرجه؟
الشيخ: يعني: أشفقت عليه؟
مداخلة: أي نعم، أشفقت عليه.
فالسؤال: أنه في مثل هذه الحالة وهو يعني: ربما يستطيع ولكنه يوقع نفسه في حرج شديد جداً، في هذه الحالة هل يصعد المنبر، ويتوكل على الله، ويطلب من الله العون، أو لا يصعد ويصلي بهم الجمعة؟