الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل يشرع الجمع لعذر المطر في الظهر والعصر
مداخلة: مسألة الجمع في الشتاء في المغرب والعشاء، هذه سنة أما الظهر والعصر يجمعوا العصر مع الظهر، هل هذا من السنة؟
الشيخ: من أين أتيت بالسنة الأولى؟
مداخلة: السنة الأولى: كانوا يجمعون بين المغرب والعشاء.
الشيخ: وعندك أنهم ما كانوا يجمعون بين الظهر والعصر؟
مداخلة: لا أعرف.
الشيخ: هذا أولاً، ولماذا كانوا يجمعون في السنة الأولى.
مداخلة: في السنة الأولى.
الشيخ: لماذا يجمعون؟
مداخلة: للمطر .. للسفر .. لليل أيضاً الظلام.
الشيخ: لا، لا تحشر هكذا، للظلام كانوا يجمعون؟ سامحك الله يا دكتور! خليك على الأولى.
مداخلة: نعم، للضرر الذي يحصل لهم.
الشيخ: لا، أيضاً هذه ألحقها بالأولى.
مداخلة: للحرج.
مداخلة: للحرج هو نعم.
الشيخ: ولا للحرج.
مداخلة: يكفي!
الشيخ: ليس يكفي لا.
مداخلة: لا، عفواً أنا معك يعني.
الشيخ: لا أنت ولا أبو إصبع.
مداخلة: للمشقة؟
الشيخ: للرخصة يا أخي! ليس للحرج، الحرج يرفع الواجب.
مداخلة: ما سبب الرخصة؟
الشيخ: قبل ما تسير معي وأسير معك، هل وضح لك قولي: الحرج يرفع الفرض؟
مداخلة: لا.
الشيخ: كيف لا؟ {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]: «صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً» إلى آخره، المهم: العلماء الذين يقولون بالجمع يقولون الجمع رخصة، أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب الرخصة ما معناها؟ مخير أنت بين أن تفعل وبين أن تترك، لكن:«إن الله يحب أن تؤتى رخصه .. » إلى آخر الحديث، حتى ما نبعد كثيراً ونصحح أجوبتنا نقول: السنة الأولى لماذا جمعوا؟ وخذ حذرك في الجواب، جمعوا للمطر.
مداخلة: العلة.
الشيخ: ماذا؟
مداخلة: العلة.
الشيخ: طيب الجمع للمطر أليس هذا كما قال صاحبنا المطر هو العلة، أليس كذلك؟
مداخلة: نعم، نعم.
الشيخ: طيب! إذا وجدت العلة في العصرين بحاجة إلى نص أنهم كانوا يجمعون؟
مداخلة: هو الجواب: لا.
الشيخ: ولكن، ننظر.
مداخلة: ولكن الآن يعني: نحن الآن متبعين، فما ثبت، هل ثبت أنهم جمعوا في العصرين؟ هذا الذي نريده أيضاً.
الشيخ: نحن انتبه، نحن متبعون إذا ثبت لدينا أنهم أُمطروا ظهراً ومع ذلك استمروا على الفصل بين الظهر والعصر ولم يجمعوا بينهما، هل يوجد عندك شيء؟
مداخلة: هذا الذي نريد أن نثبت هذا الشيء أولاً.
الشيخ: لا يا شيخ، الله يهديك انتبه لما أقول.
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا يربطنا في المسألة الأولى تبع اللحية، مشايخنا ماذا يقولون؟ ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ من لحيته، هذا نفي طيب أصعب شيء في العلم: إثبات النفي، وهذه من القواعد التي ينبغي على كل طالب علم أن يكون على انتباه لها، أصعب شيء أن تقول: لم يفعل رسول الله كذا! مع ذلك عندما يتبعوا خلاف القاعدة العلمية التي تقول: عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه، فهم يقولون وأنا معهم: لم نعلم أن الرسول كان يأخذ من لحيته، لكن الفرق هم استلزموا عكس القاعدة: من عدم العلم بأنه كان يأخذ، إذاً: ما كان يأخذ، هذا المنطق غير صحيح، هذا مخالف للقاعدة، وهي: عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه، طيب؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب! نفس القاعدة الآن طبقها: أنا أقول مثلاً جدلاً: لا أعلم الآن على الأقل أنهم جمعوا بين الظهر والعصر للمطر، طيب؟ لا أعلم، هل معنى هذا أنهم ما جمعوا؟ قل: لا.
مداخلة: لا.
الشيخ: طرداً للقاعدة، انتبه، طيب؟
مداخلة: طيب.
الشيخ: على اطمئنان؟
مداخلة: لا.
الشيخ: إذاً: نأخذ خط رجعة، لماذا؟
مداخلة: معنى ذلك هل ضاع شيء من السنة؟ هل ضاع شيء من .. هذا الذي.
الشيخ: لا ما تقف في نصف طريق، نحن يجب أن نمشي في العلم خطوة خطوة، ليس قفز .. قفز لا يعطيك نتيجة صحيحة أبداً، لماذا أنت من قبل حينما قلنا بالنسبة للحية أن مشايخنا الله يجزيهم الخير يستلزموا من عدم علمهم بأن الرسول أخذ أنه لم يأخذ، قلنا: هذا خلاف القاعدة العلمية وهي: عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه، وأنت؟
مداخلة: أنا معك، لكن.
الشيخ: انتظر، أليس هذه القاعدة أولاً أنت فاهم لها؟
مداخلة: فاهم لها.
الشيخ: وثانياً: هاضمها؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب! لماذا الآن القاعدة هذه انحرفت عنها؟
مداخلة: اسمح لي.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: لأن هناك نحن أخذنا بأدلة أخرى في اللحية.
الشيخ: ليس هذا الموضوع.
مداخلة: يعني لو بقيت على هذه.
الشيخ: لا لا، لا تحيد عن الموضوع، ليس الموضوع الآن في خصوص اللحية بعامة، إنما الموضوع أن المشايخ يقولوا: ما كان رسول الله يأخذ من لحيته.
مداخلة: لم يثبت عنه، نعم.
الشيخ: لا تقل: لم يثبت، لا تقل: لم يثبت؛ لأن قولك لم يثبت يعني: أنه روي ولم يثبت .. ولم يرو، بل روي أنه أخذ ولم يثبت.
مداخلة: لم يثبت هذا هو.
الشيخ: ليس هذا هو الله يهديك! أنت بالعكس.
مداخلة: .. عفواً أنا أقصد هذا عفواً، تفضل، أقصد أنه روي ولم يثبت.
الشيخ: الله يهديك موضوعنا أنهم يقولون: لم يرو، فأنت قلت معهم: نعم، القاعدة هذه تريح الباحث عن الوقوع كما يقال اليوم في مطبات علمية: عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه، عدم علمنا بأن الرسول ما أخذ من لحيته لا يعطينا علماً أنه لم يأخذ، هذا الجانب جوابه: الله أعلم، نريد أن نمضي ونبني، فالآن عندنا مسألة أخرى غير قضية أخذ من لحيته أو لا، ليس عندنا رواية مطلقاً أنه لم يأخذ.
مداخلة: نعم.
الشيخ: فما نقول يعني: روي؛ لأن روي تعني: أن هناك رواية لكن غير صحيحة، لكن العكس وهذا من صالحنا، لكن نحن لا نحتج بالضعيف، روي أنه كان يأخذ من عرضها وطولها لكنه غير صحيح، فالآن نرجع إلى موضوعنا، هل جمعوا بين الظهر والعصر من أجل المطر؟ لا أدري، أقول: الآن لا أدري، لكن سوف أقدم لك ما أدري، فهل معنى ذلك أنه ثبت أنهم ما جمعوا؟
مداخلة: لا.
الشيخ: طيب! نرجع للعلة، لماذا جمعوا بين المغرب والعشاء؟
مداخلة: للمطر.
الشيخ: للمطر، طيب العلة وجدت هنا كما وجدت هناك، لماذا لا يكون مشروعاً، أين وصلنا؟ العلة.
مداخلة: العلة المطر.
الشيخ: هنا يقول الفقهاء: بجمع الاشتراك في العلة يحمل غير المنصوص على المنصوص، وهذا أظن لا يخفاك إن شاء الله؟ وسأضرب لك مثلاً: في خمور الآن ما كان يعرفها العرب في الجاهلية وبأسماء شتى مختلفة، ماذا نقول فيها حرام أو حلال؟
مداخلة: حرام.
الشيخ: «ما أسكر كثيرة فقليله حرام» ، إذاً: العلة هو الإسكار، فأي شراب أسكر فهو حرام لوجود العلة، تعرف حديث ابن عباس:«جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بغير سفر ولا مطر، قالوا ماذا أراد بذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته» الآن: بغير سفر ولا مطر! ألا تفهم من هذا الحديث الصحيح أن السفر علة للجمع؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: وأن المطر علة للجمع؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: ألا يكفيك هذا؟
مداخلة: يكفي، يكفي.
الشيخ: أظن انتهينا من المسألة.
مداخلة: نعم، نعم جزآك الله خير.