الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن مكان معرَّسهم قليلًا لكونه مكانًا فيه شيطان فارتحل منه إلى مكان خير منه، وذلك لا يفوِّت المبادرة إلى القضاء، فإنهم في شغل الصلاة وشأنها.
وفيها: تنبيه على اجتناب الصلاة في أمكنة الشيطان، كالحمَّام والحُشِّ بطريق الأولى، فإن هذه منازله التي يأوي إليها ويسكنها، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ترك المبادرة إلى الصلاة في ذلك الوادي وقال:«إن به شيطانًا» فما الظن بمأوى الشيطان وبيته.
فصل
ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ردَّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم إياها من النخيل حين صار لهم بخيبرَ مالٌ ونخيل، وكانت أم سُلَيم ــ وهي أم أنس بن مالك ــ أعطت رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقًا، فأعطاهن أمَّ أيمنَ مولاتَه ــ وهي أم أسامة بن زيد ــ، فردَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أم سُلَيم عِذاقها وأعطى أمَّ أيمن مكانهن من حائطه مكانَ كلِّ عذقٍ عشرةً
(1)
.
فصل
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد مقدمه من خيبر إلى شوال، ويبعث في خلال ذلك السرايا.
فمنها:
سرية أبي بكر الصديق إلى نجد قِبَلَ بني فزارة
، ومعه سلمة بن الأكوع فوقع في سهمه جارية حسناء، فاستوهبها منه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفادى بها
(1)
أخرجه البخاري (2630، 4120) ومسلم (1771) من حديث أنس رضي الله عنه.
أسرى من المسلمين كانوا بمكة
(1)
.
ومنها: سرية عمر بن الخطاب في ثلاثين راكبًا نحو هوازن، فجاءهم الخبر فهربوا، وجاء محالَّهم فلم يلقَ منهم أحدًا، فانصرف راجعًا إلى المدينة فقال له الدليل: هل لك في جمع من خثعم جاؤوا سائرين قد أَجْدَبت بلادُهم؟ فقال عمر: «ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم» ، ولم يعرض لهم
(2)
.
ومنها: سرية عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكبًا ــ فيهم عبد الله بن أُنَيس ــ إلى اليُسَير
(3)
بن رِزام اليهودي، فإنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجمع غطفان ليغزوه بهم، فأتوه بخيبر فقالوا: أرسلَنا إليك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليستعملك على خيبر، فلم يزالوا به حتى تبعهم في ثلاثين رجلًا، مع كل رجلٍ منهم رديفٌ من المسلمين، فلما بلغوا قرقرة ثِبار
(4)
ــ وهي من خيبر على ستة أميال ــ ندم اليُسَير فأهوى بيده إلى سيف عبد الله بن أنيس، ففطن له
(1)
خبر السريّة أخرجه أحمد (16502) ومسلم (1755) من حديث سلمة بن الأكوع مطوّلًا، ولكن ليس فيه ذكر توقيتها. وذكر الواقدي (2/ 722) أنها كانت في شعبان سنة سبعٍ.
(2)
أخرجه الواقدي (2/ 722) عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب معضلًا، ومن طريق الواقدي أخرجه البيهقي في «الدلائل» (4/ 292).
(3)
نقطه في عامّة الأصول: «البُشَير» ، والتصحيح من كتب المغازي، ويُضبط:«أُسَير» أيضًا كما عند الواقدي وابن سعد.
(4)
في عامّة الأصول والمطبوع: «نيار» والتصحيح من كتب المغازي و «معجم البلدان» (2/ 72). والقرقرة: أرض مطمئنة وسط القاع، و «ثبار» اسم موضع.