الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يضربون في كل وجه ويدعون إلى الإسلام ويقولون: أيها الناس أسلِموا تَسْلَموا، فأسلم الناس ودخلوا فيما دُعُوا إليه، فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُقبِل ويُقبِل معه وفدُهم، فأقبل وأقبل معه وفدهم، منهم: قيس بن الحُصَين ذي الغُصَّة، ويزيد بن عبد المَدان، ويزيد بن المُحَجَّل
(1)
، وعبد الله بن قُراد، وشدَّاد بن عبد الله.
وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بِمَ كنتم تغلبون مَن قاتلكم في الجاهلية؟» قالوا: لم نكن نغلب أحدًا، قال:«بلى» ، قالوا: كنا نجتمع ولا نتفرَّق، ولا نبدأ أحدًا بظلم، قال:«صدقتم» ، وأمَّر عليهم قيس بن الحصين؛ فرجعوا إلى قومهم في بقيةٍ من شوال أو من ذي القعدة، فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فصل
في قدوم وفد هَمْدان عليه صلى الله عليه وسلم
-
وقدم عليه وفد همدان، منهم: مالك بن النَّمَط، ومالك بن أَيفَع، وضِمام بن مالك، وعمرو بن مالك؛ فلَقُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك، وعليهم مُقطَّعات الحِبَرات والعمائم العَدَنية على الرواحل المَهْرية والأَرْحَبية
(2)
، ومالك بن النمط يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول:
(1)
رسمه في الأصول: «المحمل» إلا أنه أُصلح في ز إلى المثبت، وهو الصواب كما في المصادر.
(2)
نوعين من نجائب الإبل منسوبة إلى قبيلة مَهْرة وإلى بني أرحب من همدان.
إليك جاوَزْنَ سوادَ الريفِ
…
في هَبَوات الصيف والخريف
مخطَّماتٍ بحبال الليفِ
وذكروا له كلامًا كثيرًا
(1)
حسنًا فصيحًا
(2)
، فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا أقطعهم فيه ما سألوه، وأمَّر عليهم مالك بن النَّمَط واستعمله
(3)
على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيفٍ، وكان لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه
(4)
.
وقد روى البيهقي
(5)
بإسناد صحيح من حديث أبي إسحاق عن البراء
(1)
«كثيرًا» ساقط من النسخ المطبوعة.
(2)
انظره في «سيرة ابن هشام» (2/ 597 - 598).
(3)
في جميع الأصول عدا ن: «واستعملهم» ، ولعله سبق قلم من المؤلف.
(4)
النقل إلى هنا من «عيون الأثر» (2/ 245 - 246)، وهو مختصر مما ذكره ابن هشام في «سيرته» (2/ 596 - 598) بإسناده عن أبي إسحاق السبيعي مرسلًا، إلا ما زاده ابن سيد الناس في آخره من أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على قومه وأمره بقتال ثقيف
…
إلخ، فإن ذِكره هنا وهمٌ كما سيشير إليه المؤلف، لأن أهل السير والمغازي إنما ذكروا ذلك عن مالك بن عوف النَّصْري، لا مالك بن نَمَط الهمداني. انظر:«سيرة ابن هشام» (2/ 491) و «مغازي الواقدي» (3/ 955) و «دلائل النبوة» (5/ 199).
(5)
في «الدلائل» (5/ 396) وفي «السنن الكبرى» (2/ 369)، وأخرجه أيضًا الروياني في «مسنده» (304)؛ من طريقين عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن جدّه أبي إسحاق به. وهذا الإسناد صحيح كما قال المؤلف، بل هو على شرط البخاري كما قال البيهقي والمؤلف نفسه في أول الكتاب (1/ 439)، فإن البخاري قد أخرج الحديث (4349) من طريق إبراهيم بن يوسف به، لكنه اقتصر على صدر الحديث إلى قول البراء:«فكنت فيمن عقَّب مع عليٍّ» بنحوه مختصرًا.