الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانا من أجمل أهل زمانهما، وأنطقه، فدعاهما إلى الإسلام فأسلما، فدعا لهما بخير، وكتب لأرطأة كتابا، وعقد له لواء، وشهد القادسية [ (1) ] بذلك اللواء، قال: وأخذ اللواء أخوه زيد بن كعب فقتل.
وذكره الرّشاطيّ عن ابن الكلبيّ بنحوه، وسمّى أخاه دريد بن كعب، وكذا قال ابن سعد في الطبقات [ (2) ] قال: أرطاة بن شراحيل بن كعب من بني حارثة بن سعد بن مالك بن النخع [ (3) ] .
وذكر عن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه، عن أشياخ من النخع- أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو والجهيش واسمه الأرقم. وسيأتي في الأرقم.
ولأرطاة ذكر من وجه آخر، قال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن إدريس، عن حنش بن الحارث، عن أبيه، قال: مرت النخع بعمر فأتاهم فتصفّحهم، وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجل يقال له أرطاة، فقال: إني لأرى السرو فيكم متربعا، سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق [ (4) ]، فقاتلوا. فقاتلوا: بل نسير إلى الشام. قال: سيروا إلى العراق، فساروا إلى العراق.
رواه عن أبي نعيم، عن حنش: سمعت أبي الحارث يذكره، قال: قدمنا من اليمن فنزلنا المدينة، فخرج علينا عمر، فطاف في النخع- نحوه، وزاد: فأتينا القادسية، فقتل منا كثير، ومن سائر الناس قليل، فسأل عمر عن ذلك، فقال: إن النخع ولوا أعظم الأمر وحدّه.
73- الأرقم بن أبي الأرقم: [ (5) ]
وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد اللَّه.
[ (1) ] القادسيّة: قرية قرب الكوفة من جهة البر بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا وبينها وبين العذيب أربعة أميال عندها كانت الوقعة العظمى بين المسلمين وفارس قتل فيها أهل فارس وفتحت بلادهم على المسلمين. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1054.
[ (2) ] في أ، د الطبقات الكبرى.
[ (3) ] في أ، د النخعي.
[ (4) ] العراق: المشهور هو ما بين حديثة الموصل إلى عبّادان طولا وما بين عذيب القادسية إلى حلوان عرضا وسمّي بالعراقيين الكوفة والبصرة لأنهما محل جند المسلمين بالعراق ولكل واحد منهما وال يختص به وسمّي عراقا لأن اسمها بالفارسية إيران فعربها العرب وقالوا: عراق وقيل سمّي عراقا لاستواء أرض وخلوّها من جبال تعلو وأودية تنخفض وقيل غير ذلك. م/ 2/ 926.
[ (5) ] سيرة ابن هشام 1/ 287، المغازي 103، الأسامي والكنى 306، مسند أحمد 3/ 417، طبقات ابن سعد
قال ابن السّكن: أمه تماضر بنت حذيم السهمية. ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية، كان من السابقين الأولين، قيل أسلم بعد عشرة.
وقال البخاريّ: له صحبة وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وكانت داره على الصّفا، وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيها [ (1) ] في الإسلام، وذكر قصة طويلة لهذه الدار، وأن الأرقم حبسها، وأن أحفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور. ورواه ابن مندة من طريق أقوى من طريق الحاكم وهي عن عبد اللَّه بن عثمان [ (2) ] بن الأرقم عن جده- وكان بدريا، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين، وكان آخرهم إسلاما عمر، فلما تكاملوا أربعين رجلا خرجوا.
وروى أحمد من طريق عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم، عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إنّ الّذي يتخطّى رقاب النّاس يوم الجمعة، ويفرّق بين الاثنين بعد خروج الإمام كالجارّ قصبه [ (3) ] في النّار [ (4) ] » .
وأخرجه الحاكم أيضا، لكن قال الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد: تفرد به هشام بن زياد، وهو أبو المقدام وقد ضعّفوه.
وروى الحاكم أيضا أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقّاص.
وروى ابن مندة، من طريق إبراهيم بن المنذر، قال: توفي الأرقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين. ثم روى بسند ليّن عن عثمان بن الأرقم، قال: توفي أبي سنة ثلاث
[ (3) ] / 242، المعجم الكبير 1/ 306، مشاهير علماء الأمصار 31، المعين في طبقات المحدثين 19، الوافي بالوفيات 8/ 363، المنتخب من ذيل الطبري 519، البدء والتاريخ 5/ 101، أسد الغابة ت (70) طبقات خليفة 21، التاريخ الكبير 2/ 46، الجرح والتعديل 2/ 309- 310، معجم الطبراني 1/ 284، الاستبصار 117، تاريخ الإسلام 2/ 213، العبر 1/ 61 كنز العمال 13/ 269، شذرات الذهب 1/ 61، الاستيعاب ت (133) .
[ (1) ] في أعليها.
[ (2) ] في أ، د عمر.
[ (3) ] القصب- بالضمّ-: المعى. وجمعه: أقصاب، وقيل: القصب: اسم للأمعاء كلّها، وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. النهاية 4/ 67.
[ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 417، والطبراني في الكبير 1/ 285 قال الهيثمي في الزوائد 2/ 181 رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه هشام بن زياد وقد أجمعوا على ضعفه. والحاكم في المستدرك 3/ 504 قال الذهبي هشام واه والمنذري في الترغيب 1/ 504، وكنز العمال ح رقم 21203.