الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بشيء؟ قال: «نعم، والأجر بينكما» [ (1) ] .
وقال ابن عبد البر: هو من قدماء الصحابة وكبارهم، ولا خلاف أنه شهد حنينا وقتل بها.
باب الألف بعدها موحدة [ (2) ]
2- أبان بن سعيد:
بن العاص [ (3) ] بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي. قال البخاريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن حبّان: له صحبة، وكان أبوه من أكابر قريش، وله أولاد نجباء، أسلم منهم قديما خالد، وعمرو، فقال فيهما أبان الأبيات المشهورة التي أولها:
ألا ليت ميتا بالظّريبة [ (4) ] شاهد
…
لما يفتري في الدّين عمرو وخالد [ (5) ]
[الطويل] ثم كان عمرو وخالد ممن هاجرا إلى الحبشة، فأقاما بها، وشهد أبان بدرا مشركا، [ (6) ] فقتل بها أخواه العاص وعبيدة على الشرك، ونجا هو، فبقي بمكّة حتى أجار عثمان زمن الحديبيّة [ (7) ] ، فبلّغ رسالة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال له أبان:
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح عن يزيد بن أبي عبيد بزيادة في أول كتاب الزكاة (12) باب ما أنفق العبد من مال مولاه (26) حديث رقم (83/ 1025) والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 194، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1953.
[ (2) ] في د القسم الأول باب الأول.
[ (3) ] نسب قريش: 174، 175، طبقات خليفة: 298، تاريخ خليفة 120، 1131، التاريخ الكبير 1/ 450، التاريخ الصغير 1/ 35، 52، الجرح والتعديل 2/ 295، مشاهير علماء الأمصار ت: 70 تاريخ الإسلام 1/ 376- 378، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 127، 133، أسد الغابة ت (2) .
[ (4) ] ظريبة: تصغير ظربة: موضع بالطائف. قال أبان بن سعيد:
ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد
…
لما يفتري في الدين عمرو بن خالد
انظر: مراصد الاطلاع 2/ 904.
[ (5) ] ينظر في معجم البلدان «ظريبة، أسد الغابة ترجمة «2» ، والاستيعاب في ترجمة أبان بن سعيد «4» والإصابة.
[ (6) ] بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصّفراء ويقال إنه ينسب إلى قريش بن الحارث بن يخلد ويقال مخلّد بن النضر بن كنانة، به سميت قريش فغلبت عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون: جاءت عير قريش وخرجت عير قريش قال: وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها، انظر معجم البلدان 1/ 425.
[ (7) ] الحديبيّة: بضم الحاء وفتح الدال وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وياء اختلفوا فيها فمنهم من شددها ومنهم من خففها وهي قرية متوسطة وليست كبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول اللَّه تحتها وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبيّة بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع وبين الحديبيّة
أسبل وأقبل ولا تخف أحدا
…
بنو سعيد أعزّة الحرم [ (1) ]
[المنسرح] ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم أبان أيام خيبر. وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسله النبيّ صلى الله عليه وسلم في سرية.
ذكر جميع ذلك الواقديّ، ووافقه عليه أهل العلم بالأخبار وهو المشهور، وخالفهم ابن إسحاق فعدّ أبان فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، فاللَّه أعلم.
وروى ابن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ أحد الضعفاء عن إياس بن معاوية بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة، فأجاره أبان بن سعيد، فحمله على سرجه، أردفه حتى قدم مكة.
وقال الهيثم بن عدي: بلغني أن سعيد بن العاص قال: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص، وكان وليّ صدق، فخرج تاجرا إلى الشام. فذكر قصة طويلة اتفقت له مع راهب يقال له «يكا» ، وصف له صفة النبي صلى الله عليه وسلم، واعترف بنبوته، وقال له: أقرئ الرجل الصالح السلام. فرجع أبان فجمع قومه، وذكر لهم ذلك، ورحل إلى المدينة [ (2) ] فأسلم.
وفي البخاريّ، وأبي داود، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد [ (3) ] ، فقدم هو وأصحابه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بخيبر
…
الحديث.
وقال الواقديّ: حدثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عمر بن عبد العزيز، قال:
مات النبي صلى الله عليه وسلم وأبان بن سعيد على البحرين [ (4) ] ، ثم قدم أبان على أبي بكر، وسار إلى
[ () ] ومكة مرحلة وبينها وبين المدينة تسع مراحل.
[ (1) ] رواية البيت في الاستيعاب هكذا: أقبل وأدبر.... انظر الترجمة «4» .
[ (2) ] المدينة لها أسماء: المدينة، وطابة، وطيبة، بفتح الطاء وقيد بفتح الطاء احترازا من طيبة بكسرها فإنّها قرية قرب زرود ويثرب كان اسمها قديما فغيره النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من التثريب وهو التعبير والاستقصاء في اللوم وتسميتها في القرآن يثرب حكاية لقول من قالها من المنافقين المطلع/ 158.
[ (3) ] نجد بفتح النون وسكون الجيم قال صاحب المطالع: وهو ما بين جرش إلى سواد الكوفة وحدّه مما يلي المغرب: الحجاز، على يسار الكعبة ونجد كلها من عمل اليمامة وقال الجوهري ونجد من بلاد العرب وهو خلاف الغور وهو تهامة كلها وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد وهو مذكر. انظر:
المطلع/ 166.
[ (4) ] البحرين: روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحدّه من عمان ناحية جرّفار واليمامة على جبالها
الشام، فقتل يوم أجنادين [ (1) ] سنة ثلاث عشرة، قاله موسى بن عقبة وأكثر أهل النسب.
وقال ابن إسحاق: قتل يوم اليرموك [ (2) ]، ووافقه سيف بن عمر في الفتوح. وقيل: قتل يوم مرج الصفر [ (3) ]، حكاه ابن البرقي. وقال أبو حسان الزيادي: مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان.
ومما يدل على أنه تأخّرت وفاته عن خلافة أبي بكر ما روى ابن أبي داود والبغوي من طريق سليمان بن وهب الأنباري، قال: حدثنا النعمان بن بزرج قال: لما توفي رسول صلى الله عليه وسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن [ (4) ] ، فكلّمه فيروز في دم دادويه الّذي قتله قيس بن مكشوح، فقال أبان لقيس: أقتلت رجلا مسلما! فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلما، وأنه إنما قتله، بأبيه وعمّه، فخطب أبان فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد وضع كلّ دم كان في الجاهلية، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به، ثم قال أبان لقيس: الحق بأمير المؤمنين عمر، وأنا أكتب لك أني قضيت بينكما. فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه.
قال البغويّ: لا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غيره.
[ () ] وربما ضمت إلى المدينة وربما أفردت هذا كان في أيام بني أميّة فلما ولي بنو العباس صيّروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا، قاله ابن الفقيه وهي الآن مدينة مستقلة. انظر: معجم البلدان 1/ 412.
[ (1) ] أجنادين: بالفتح ثم السكون ونون وألف وفتح الدال فتكسر معها النون فيصير بلفظ التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع وأكثر أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية ومن المحصّلين من يقوله بلفظ الجمع: وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، ويكتب خالد بن الوليد بالفتح إلى أبي بكر الصديق «وأخبرك أيها الصديق أنا لقينا المشركين وقد جمعوا لنا جموعا جما بأجنادين فخرجنا لهم واثقين باللَّه متوكلين عليه فطاعناهم بالرماح شيئا ثم صرنا إلى السيوف فقارعناهم ثم إن اللَّه أنزل نصره وهزم الكافرين والحمد للَّه والسلام» . الروض المعطار/ 12، معجم البلدان 1/ 129.
[ (2) ] يرموك: واد بناحية الشام في طرف الغور يصبّ في نهر الأردن كانت به حرب للمسلمين مع الروم في أيام أبي بكر رضي الله عنه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1477.
[ (3) ] مرج الصّفّر: بالتشديد: بدمشق وقال خالد بن سعيد بن العاص وقتل بمرج الصفر:
هل فارس كره النزال يعيرني
…
رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر.
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1254.
[ (4) ] اليمن: قال صاحب المطالع اليمن: كلّ ما كان عن يمين الكعبة من بلاد الغور قال الجوهري، اليمن:
بلاد العرب والنّسبة إليها يمني، ويمان مخففة والألف عوض عن ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه:
وبعضهم يقول: يمانيّ بالتشديد قال أمية بن خلف:
يمانيا يظلّ يشدّ كيرا
…
وينفخ دائما لهب الشواظ