الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني من حرف الألف
[في ذكر من له رؤية باب الهمزة بعدها الألف][ (1) ]
397 ز- آدم بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.
ذكر ابن حزم وغيره أنه الّذي قال النبيّ صلى الله عليه وسلم فيه: «وأوّل دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث» [ (2) ]
وسمّاه الزبير بن بكّار أيضا.
وقد قال البلاذريّ: كان حذيفة بن أنس الهذلي الشاعر خرج بقومه يريد بني عدي بن الدّيل، فوجدهم قد رحلوا عن منزلهم، ونزله بنو سعد بن ليث، فأغار عليهم.
وآدم بن ربيعة مسترضع له فيهم، فقتل، فوضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح، ويقال هو تصحيف.
قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : وإنما هو دم ابن ربيعة، كذا قال، وفيه نظر. وقيل اسمه إياس، ذكره أبو سعد النيسابورىّ، وقيل غير ذلك.
وسيأتي في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.
[باب الهمزة بعدها الباء][ (3) ]
398- إبراهيم ابن [ (4) ] سيد البشر
محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم. أمّه مارية القبطية، ولدته في ذي الحجة سنة ثمان.
قال مصعب الزّبيريّ. ومات سنة عشر، جزم به الواقديّ، وقال: يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول.
وقالت عائشة: عاش ثمانية عشر شهرا. وقال محمد بن المؤمّل: بلغ سبعة عشر شهرا وثمانية أيام. وأخرج ابن مندة، من طريق ابن لهيعة، عن عقيل ويزيد بن أبي حبيب، كلاهما عن ابن شهاب، عن أنس: لما ولد إبراهيم من مارية جاريته كان يقع في نفس النبيّ صلى الله عليه وسلم،
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] الطبقات الكبرى 1/ 134، تجريد أسماء الصحابة 1/ 8، معرفة الصحابة 1/ 142،
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] أسد الغابة ت (6) .
حتى أتاه جبريل عليه السلام، فقال:«السّلام عليك يا أبا إبراهيم» ، هذا حديث غريب من حديث الزهريّ.
وقال أحمد في مسندة: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد توفّي إبراهيم ابن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ثمانية عشر شهرا، فلم يصلّ عليه. إسناده حسن، ورواه البزّار وأبو يعلى، وصحّحه ابن حزم، لكن قال أحمد في رواية حنبل عنه: حديث منكر.
وقال الخطّابيّ: حديث عائشة أحسن اتصالا من الرواية التي فيها أنه صلّى عليه، قال:
ولكن هي أولى.
وقال ابن عبد البرّ: حديث عائشة لا يصح. ثم قال: وقد يحتمل أن يكون معناه لم يصلّ عليه في جماعة، أو أمر أصحابه فصلّوا عليه ولم يحضرهم.
وروى ابن ماجة من حديث ابن عباس، قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ له مرضعا في الجنّة، فلو عاش لكان صدّيقا نبيّا، ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط، وما استرقّ قبطيّ» [ (1) ] .
وفي سنده أبو شيبة الواسطيّ إبراهيم بن عثمان، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، ووقع لنا من طريقة بعلوّ. وقال: غريب.
وروى ابن سعد، وأبو يعلى من طريق عطاء بن عجلان، وهو ضعيف، عن أنس- أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى على ابنه إبراهيم وكبّر عليه أربعا
[ (2) ] .
وروى البزّار من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد- مثله، وفيه عبد الرحمن بن مالك بن معقل- وهو ضعيف.
وروى أحمد من طريق جابر الجعفي- أحد الضعفاء، عن الشعبي، عن البراء. قال:
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 484 عن ابن عباس ولفظه لما مات إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال إن له مرضعا في الجنة ولو عاش لكان صديقا نبيا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي. كتاب الجنائز (6) باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول اللَّه وذكر وفاته (27) حديث رقم 1511، وأحمد 4/ 289، وابن سعد 1: 1: 92 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 1/ 484 في إسناده إبراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط قال فيه البخاري سكتوا عنه وقال ابن المبارك ارم به، وقال ابن معين ليس بثقة وقال أحمد منكر الحديث وقال النسائي متروك الحديث. وأخرجه ابن عساكر في التاريخ 1/ 296.
[ (2) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 431 عن جعفر بن محمد عن أبيه وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 38 عن أنس وقال رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبيد اللَّه العزرمي وهو ضعيف.
قد صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم. ومات وهو ابن ستة عشر شهرا، ورواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، فلم يذكر البراء، وكذا عبد الرزاق.
وروى البيهقيّ في «الدّلائل» - من طريق سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى على ابنه إبراهيم حين مات.
قال النّوويّ: الّذي ذهب إليه الجمهور أنه صلّى عليه وكبّر عليه أربع تكبيرات.
وفي صحيح البخاريّ أنه عاش سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا على الشكّ.
وأخرج ابن مندة، من طريق أبي عامر الأسدي، عن سفيان، عن السّديّ، عن أنس، قال: توفّي إبراهيم ابن النّبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ستة عشر شهرا، فقال:«ادفنوه بالبقيع، فإنّ له مرضعا تتمّ رضاعه في الجنّة» [ (1) ] ،
وقال: غريب، لا نعرفه من حديث الثوريّ إلّا من هذا الوجه.
قلت: أخرج البخاريّ من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، قلت:
لعبد اللَّه بن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبيّ صلى الله عليه وسلم [أكبر] ؟ قال: مات صغيرا، ولو قضى أن يكون بعد محمد نبيّ عاش ابنه إبراهيم، ولكني لا نبيّ بعده.
وأخرجه أحمد عن وكيع، عن إسماعيل: سمعت ابن أبي أوفى يقول: لو كان بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم نبيّ ما مات ابنه إبراهيم.
وروى إسماعيل السّدّيّ، عن أنس، كان إبراهيم قد ملأ المهد، ولو بقي لكان نبيّا، لكن لم يكن ليبقى، فإنّ نبيكم آخر الأنبياء.
وأخرج ابن مندة أيضا، من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، قلت لابن أبي أوفى: هل رأيت إبراهيم ابن النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كان أشبه الناس به، مات وهو صغير.
وقد استنكر ابن عبد البرّ حديث أنس، فقال- بعد إيراده في التمهيد: لا أدري ما هذا؟
فقد ولد نوح عليه السلام غير نبي، ولو لم يلد النبي إلا نبيّا لكان كل أحد نبيّا، لأنهم من ولد نوح، ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى.
وقال النّوويّ في ترجمة إبراهيم من تهذيبه: وأما ما روي عن بعض المتقدمين: لو
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40454 وعزاه لعبد الرزاق في المصنف وابن عساكر في تاريخه وأحمد في المسند 4/ 297، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 112 وعزاه للبراء بن عازب.