الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد جاء ضبطهم في بعض مشاهده ك «تبوك» و «حجّة الوداع» .
المكثرين من الصّحابة رواية وإفتاء والمقلّين
قال الحافظ ابن كثير وغيره نقلا عن الإمام أحمد: الذين زاد حديثهم على «ألف» ستة هم:
أنس بن مالك. رضي الله عنه.
وعبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما.
وأم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها.
والبحر عبد اللَّه بن عباس- رضي الله عنهما وسمي بحرا لسعة علمه وكثرته، وممن سمّاه بذلك أبو الشّعثاء جابر بن زيد أحد التّابعين ممن أخذ عنه، ووصفه بالبحر ثابت في صحيح البخاري وغيره وجابر بن عبد اللَّه- رضي الله عنه.
وأبو هريرة- رضي الله عنه قال السّخاويّ: وهو بإجماع- حسبما حكاه النّوويّ- أكثرهم، كما قاله سعيد بن أبي الحسن وابن حنبل، وتبعهما ابن الصّلاح غير متعرض الترتيب من عداه في الأكثرية، والّذي يدل لذلك ما نسب لبقيّ بن مخلد مما أودعه في مسندة خاصّة كما أفاده شيخنا لا مطلقا، فإنه روى لأبي هريرة خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستّين.
ولابن عمر ألفين وستّمائة وثلاثين، ولأنس ألفين ومائتين وستة وثمانين، ولعائشة ألفين ومائتين وعشرة، ولابن عباس ألفا وستمائة وستين، ولجابر ألفا وخمسمائة وأربعين ولهم سابع- كما حكاه ابن كثير- وهو أبو سعيد الخدريّ، فروى له بقيّ بن مخلّد ألفا ومائة وسبعين، وقد نظمه اليرهابيّ الحلبيّ، فقال أبو سعيد نسبة لخدرة سابعهم أهمل في القصيدة.
وكذا أدرج ابن كثير في المكثرين ابن مسعود وابن عمرو بن العاص ولم يبلغ حديث واحد منهما عند بقي ألفا إذ حديث أولهما عنده ثمانمائة وثمانية وأربعون والآخر سبعمائة، واستثناء أبي هريرة له من كونه أكثر الصّحابة حديثا كما في الصّحيح لا يخدش فيما تقدّم ولو كان الاستثناء متّصلا فقد أجيب بأن عبد اللَّه كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتّعليم، فقلّت الرّواية عنه أو أن أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار كان بمصر أو بالطّائف، ولم تكن الرّحلة إليهما ممّن يطلب العلم كالرّحلة إلى المدينة.
وكان أبو هريرة يأتيها للفتوى والتّحديث حتى مات، أو لأن أبا هريرة اختصّ بدعوة
النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأن لا ينسى ما يحدثه به فانتشرت روايته إلى غير ذلك من الأجوبة.
وأمّا المكثرون منهم إفتاء سبعة: عمر، وعليّ، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة.
قال ابن حزم: يمكن أن يجمع بين فتيا كل واحد من هؤلاء مجلّد ضخم، والبحر ابن عبّاس في الحقيقة أكثر الصّحابة كلهم على الإطلاق فتوى فيما قاله الإمام أحمد بحيث كان كبار الصّحابة يحيلون عليه في الفتوى، وكيف لا
وقد دعا النّبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللَّهمّ علّمه الكتاب» [ (1) ] ، وفي لفظ «اللَّهمّ فقهه في الدّين وعلّمه التّأويل» [ (2) ]، وفي آخر:«اللَّهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب» [ (3) ] .
وفي آخر: «اللَّهمّ بارك فيه وانشر منه» [ (4) ] .
وقال ابن عمر: هو أعلم من بقيّ بما أنزل اللَّه على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو بكرة: قدم علينا البصرة وما في العرب مثله حشما وعلما وبيانا وجمالا.
وقال ابن مسعود: لو أدرك أسناننا ما عاشره منّا أحد.
وقالت عائشة: هو أعلم النّاس بالحجّ.
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 49 كتاب العلم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللَّهمّ علمه الكتاب تعليقا في 9/ 164 كتاب الاعتصام بالسنة حديث رقم 7270 وابن ماجة في السنن 1/ 58 المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضل ابن عباس حديث رقم 166. وذكره ابن حجر في فتح الباري 1/ 170 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 9/ 647 والهندي في كنز العمال حديث رقم 33586.
[ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 80 كتاب الوضوء باب وضع الماء عند الخلاء حديث رقم 143.
ومسلم في الصحيح 4/ 1927 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما (30) حديث رقم (138/ 2477) - وأحمد في المسند 1/ 266، 314، 327، 328، 335- والخطيب في التاريخ 14/ 435 والطبراني في الكبير 10/ 320، 11/ 110، 12/ 70 وابن سعد 2/ 2/ 120- وذكره الهيثمي في الزوائد 9/ 279 والهندي في كنز العمال حديث رقم 37193.
[ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 638 كتاب المناقب (50) باب مناقب عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما (43) حديث رقم 3824 وقال هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 58 المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضل عبد اللَّه بن عباس حديث رقم 166- وابن سعد 2/ 2/ 119 والطبراني في الكبير 10/ 293، 11/ 345 وأبو نعيم في الحلية 1/ 315 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 33586.
[ (4) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 400 وأبو نعيم في الحلية 1/ 315 وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 296 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 9/ 647 والهندي في كنز العمال حديث رقم 33585.