الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبيد القاسم، حدثنا أبو عبيدة معمر، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد، قال: كنا عند معاوية، فقال: وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ فقيل له: بحضر موت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة، فأرسل إليه معاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجلسه، ثم قال: ما اسمك؟ قال: أمد بن أبد، فذكر قصة طويلة، وفيها: فهل رأيت محمدا؟ قال: ألا قلت رسول اللَّه! نعم رأيته، قال: فصفه لي، قال:
رأيته- بأبي وأمي- فما رأيت قبله ولا بعده مثله، أخرجه أبو موسى في الذيل. وفي الإسناد إرسال ظاهر. وفي القصة نكارة من جهة أنه وقع فيها أنه رأى الظعينة تخرج من الشام إلى مكة لا تحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، تأكل من الثمار، وتشرب من العيون. وهذا باطل.
وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب المعمرين عن أبي عامر، عن رجل من أهل البصرة، قال: وحدث به أبو الجنيد الضرير، عن أشياخه، قالوا: قال معاوية: إنّي لأحبّ أن ألقي رجلا قد أتى عليه سن يخبرنا عما رأى، فذكر القصة، وليس فيها تلك الزيادة المنكرة، بل فيها أنه رأى هاشم بن عبد مناف، وأمية بن عبد شمس، وأنه قال له: ما كان صنعتك؟ قال: كنت تاجرا قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري غبنا، ولا أردّ ربحا. وإن معاوية قال له: سلني، قال: أسألك أن تردّ عليّ شبابي. قال: ليس ذاك بيدي.
قال: فاسألك أن تدخلني الجنة، قال: ليس ذاك بيدي. قال: لا أرى بيدك شيئا من الدنيا والآخرة، فردّني من حيث جئت بي. قال: أما هذه فنعم.
249- امرؤ القيس
بن الأصبغ الكلبيّ [ (1) ] . كان زعيم قومه، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم عاملا على كلب في حين إرساله إلى قضاعة، ذكره ابن عبد البر، قال: أظنه خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. انتهى.
وقال سيف في «الفتوح» : لما مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانت عمّاله على قضاعة من كلب امرأ القيس بن الأصبغ الكلبي من بني عبد اللَّه فلم يرتد وذكره في مواضع أخر من كتابه.
250- امرؤ القيس
بن عابس بن المنذر [ (2) ] بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الأكرمين الكنديّ.
قال البغويّ [ما نصه][ (3) ] : في كتاب البخاريّ في تسمية من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس بن عابس سكن الكوفة.
[ (1) ] أسد الغابة ت 224، الاستيعاب ت 73.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، الوافي بالوفيات 6/ 1، أسد الغابة ت 225 الاستيعاب ت 72.
[ (3) ] سقط في أ.
وروى النّسائيّ، وأحمد، والبغويّ، من طريق رجاء بن حيوة، عن عدي بن عميرة، قال: كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال للحضرمي: بيّنتك وإلا فيمينه. فقال: يا رسول اللَّه إن خلف ذهب بأرضي. فقال: «من حلف على يمين كاذبة يقتطع بها حقّ أخيه لقي اللَّه وهو عليه غضبان» . فقال امرؤ القيس: يا رسول اللَّه، فما لمن تركها وهو [ (1) ] يعلم أنه محق؟ قال:«الجنّة» . قال: فإنّي أشهدك أني قد تركتها،
إسناده صحيح. وسيأتي الحديث في ترجمة ربيعة بن عيدان من وجه آخر، وأنه هو المخاصم.
وعيدان بفتح العين بعدها ياء تحتانية.
وقال سيف بن عمر في «الفتوح» : كان امرؤ القيس يوم «اليرموك» على كردوس.
وذكر المرزبانيّ أنه كان ممن حضر حصار حصن النّجير، فلما أخرج المرتدون ليقتلوا وثب على عمه ليقتله، فقال له عمه: ويحك! أتقتلني وأنا عمّك! قال: أنت عمّي، واللَّه ربي، فقتله.
وقال ابن السّكن: كان ممن ثبت على الإسلام، وأنكر على الأشعث ارتداده، وأنشد له ابن إسحاق شعرا يحرّض فيه قومه على الثّبات على الإسلام، ومن شعره:
قف بالدّيار وقوف حابس
…
وتأنّ أنّة غير آيس
لعبت بهنّ العاصفا
…
ت الرّائحات من الرّوامس
[مجزوء الكامل] يقول فيها:
يا ربّ باكية عليّ
…
ومنشد لي في المجالس
لا تعجبوا أن تسمعوا
…
هلك امرؤ القيس بن عابس [ (2) ]
[مجزوء الكامل] وكتب إلى أبي بكر في الردة:
ألا بلّغ أبا بكر رسولا
…
وبلّغها جميع المسلمينا
فليس مجاورا بيتي بيوتا
…
بما قال النّبيّ مكذّبينا [ (3) ]
[الوافر]
[ (1) ] في أوهو محق يعلم أنه محق.
[ (2) ] الاستيعاب ترجمة رقم 72 وأسد الغابة ترجمة رقم (226) .
[ (3) ] ينظر في الآمدي: 5.