الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلقد يراني صاحباي كأنّني
…
في قصر دومة أو سواء الهيكل [ (1) ]
[الكامل] دومة: بين الشّام والحجاز، وهي دومة الجندل، وهي لكلب، وملكها أكيدر بن عبد الملك السّكوني، فبعث النبيّ صلى الله عليه وسلم إليه خالد بن الوليد فقتله بها، وكان يسكنها دومان بن إسماعيل.
وقال أبو السّعادات ابن الأثير، أخو مصنف أسد الغابة: من النّاس من يقول إن أكيدر أسلم: وليس بصحيح. وممن وقع في كلامه ما يدلّ على أنه أسلم الواقدي، فإنه قال
في المغازي: حدّثني شيخ من دومة أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتب لأكيدر هذا الكتاب:
فالذي يظهر أن أكيدر صالح على الجزية، كما قال ابن إسحاق، ويحتمل أن يكون أسلم بعد ذلك كما قال الواقدي، ثم ارتد بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم مع من ارتدّ كما قال البلاذريّ، ومات على ذلك. واللَّه أعلم.
[باب الألف بعدها الميم]
550- أميّة بن خالد [ (2) ]
قال ابن حبّان: يروي المراسيل، ومن زعم أن له صحبة فقد وهم.
قلت: ذكره جماعة في الصحابة. وهو وهم على ما سنبيّنه، فأول من ذكره فيما علمت البغوي، فقال: حدّثنا القواريري، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق عن أمية بن خالد. قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين.
قال البغويّ: أميّة بن خالد لا أرى له صحبة، غير أن القواريري وابن أبي شيبة أخرجا هذا الحديث في المسند.
وقال ابن قانع: أميّة بن خالد أحسب أن له رؤية. وقال العسكريّ: أمية بن خالد بن أسيد ذكر بعضهم أنّ له رؤية.
وذكره أيضا الطّبرانيّ، وقال ابن مندة: أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد الأمويّ في صحبته نظر. عداده في التابعين.
[ (1) ] انظر ديوان حسان 301.
[ (2) ] أسد الغابة ت 229، الاستيعاب ت 79.
توفّي سنة ست وثمانين. ثم ساق الحديث من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق، عن المهلب، عن أمية بن خالد بن أسيد، فذكره.
والنّسب الّذي ترجم به مقلوب، وذكره أبو نعيم على الصّواب، فقال: أميّة بن عبد اللَّه ابن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، ثم ساق حديثه، ووقع في سياقه: عن أميّة بن عبد اللَّه بن خالد على الصّواب، وقال: مختلف في صحبته.
وكذا قال من قبله الباورديّ، وتبعه ابن الجوزيّ وأما ابن عبد البرّ فقال: أمية بن خالد لا يصحّ عندي صحبته، قال: ويقال إنه أميّة بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد.
قلت: قد أوضح البخاريّ أمره، فقال أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد سمع ابن عمر. وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد.
وقال أبو عبيد: هو عندي أمية بن عبد اللَّه بن خالد- يعني أنه قلب.
وروى الطّبرانيّ حديثه في المعجم الكبير، فأتى بنسبه على الصّواب، فقال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه، حدّثنا أبي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن أبيه، عن جدّه أبي إسحاق، عن أمية بن عبد اللَّه بن أسيد، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين [ (1) ] .
وبهذا الإسناد إلى ابن إسحاق قال: أمّنا أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ فيما بين السورتين: إنا نستعينك.
قلت: وأمية هذا ليست له صحبة ولا رؤية: لأن الصحبة لجده خالد، وهو أخو عتّاب أمير مكة، وأبوه عبد اللَّه مات النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو صغير، واستعمله معاوية على فارس، وأمية صاحب الترجمة ولّاه عبد الملك بن مروان خراسان، وخبر ولايته مشهور في التواريخ، وكان المهلب معه في عسكره، وكذا أبو إسحاق كما تقدم.
وأم أميّة هذا أم حجر بنت شيبة بن عثمان، وهي تابعية، وكان أمية ربما نسب إلى جده خالد، حتى ظنّ بعضهم أن أميّة بن خالد عمّ لأمية بن عبد اللَّه بن خالد، لكن لولا اتحاد الحديث، وأن أصحاب النسب كالزبير وغيره من علماء قريش لم يذكروا لخالد بن أسيد ابنا غير عبد اللَّه لجوّزنا ذلك.
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 269- والبغوي في شرح السنة 7/ 62، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 5247.