الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى له أحمد والنّسائيّ وابن ماجة حديثا واحدا في أيام التشريق: أنّها أيّام أكل وشرب [ (1) ] .
وصحّحه الدّار الدّارقطنيّ وأبو ذرّ الهرويّ قال ابن سعد: كان يسكن كراع [ (2) ] الغميم وضجنان [ (3) ] .
662 ز- بشر بن سفيان العتكيّ [ (4) ]
.
ذكره الخرائطي في الهواتف، من طريق عبد اللَّه ابن العلاء، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن أبيه، عن ابن عبّاس، قال: لما توجّه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريد مكّة في عام الحديبيّة قدم عليه بشر بن سفيان العتكيّ فسلم عليه، فقال له:«يا بشر، هل عندك علم أنّ أهل مكّة علموا بمسيري» ؟ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه! إني لأطوف بالبيت في ليلة كذا. وسمّى الليلة التي أنشئوا فيها السفر- وقريش في أنديتها، إذ صرخ صارخ في أعلى أبي قبيس بصوت أسمع قاصيهم ودانيهم يقول:
سيروا فصاحبكم قد سار نحوكم
…
سيروا إليه وكونوا معشرا كرما
[البسيط] فذكر أبياتا، فارتجّت مكّة، واجتمعوا عند الكعبة، فتحالفوا وتعاقدوا ألا تدخلها عليهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«هذا شيطان الأصنام يوشك أن يقتله اللَّه» .
ثم ذكر إرساله إلى مكّة يتحسس أخبارهم، وذكر بقية القصّة.
663 ز- بشر بن عاصم [ (5) ]
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي. عامل عمر.
هكذا نسبه ابن رشدين في الصّحابة.
وأما البخاريّ وابن حبّان وابن السّكن وتبعهم غير واحد، فقالوا: بشر بن عاصم، ومنهم من قال الثّقفيّ، ومنهم من قال بشر بن عاصم بن سفيان. وهذا الأخير وهم، فإن
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 229، 3/ 460، وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 21، والطبراني في الكبير 19/ 97، والهيثمي في الزوائد 3/ 207 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد اللَّه بن عمر بن يزيد الأصبهاني ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات وابن عدي في الكامل 5/ 1698، 6/ 2396.
[ (2) ] كراع: بالضم وآخره عين مهملة. كراع الغميم، موضع بالحجاز بين مكة والمدينة أمام عسفان بثمانية أميال وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرّة يمتد إليه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1153.
[ (3) ] ضجنان: بالتحريك ونونان: جبل بتهامة وقيل: جبل على بريد من مكة وهناك الغميم وقيل: بين مكة وضجنان خمسة وعشرون ميلا وهي لأسلم وهذيل وغاضرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 865.
[ (4) ] هذه الترجمة ساقطة في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت (430) .
بسر بن عاصم بن سفيان بن عبد اللَّه الثقفيّ الّذي يروي عن أبيه عن جدّه سفيان بن عبد اللَّه أنه كان عاملا لعمر بن الخطّاب غير بشر بن عاصم الصّحابي.
وقد فرّق بينهما البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان وغيرهم.
قال البخاريّ: بشر بن عاصم صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلم. ثم قال: بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي، حجازي، سمع منه ابن عيينة، فذكر ترجمته.
وقال ابن حبّان: بشر بن عاصم له صحبة.
وقال ابن أبي حاتم، بشر بن عاصم له صحبة روى عنه أبو وائل. سمعت أبي يقول:
ذلك، ويقول: لم يذكره عن أبي وائل إلا سويد بن عبد العزيز. انتهى.
يشير إلى ما
رواه سويد عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل- أنّ عمر استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن، فتخلّف بشر. فلقيه عمر، فقال: ما خلفك؟ أما لنا عليك سمع وطاعة؟ قال: بلى، ولكن سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:«من ولي من أمر المسلمين شيئا أتي به يوم القيامة حتّى يوقف على جسر جهنّم» الحديث.
أخرجه البخاريّ من طريق سويد،
وقال: لم يروه عن سيّار غير سويد فيما أعلم، وفي حديثه لين. انتهى.
وقد وقع لنا من غير طريق سويد: أخرجه ابن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن فضيل بن غزوان، عن محمد الراسبيّ، عن بشر بن عاصم، قال: كتب عمر بن الخطّاب عهده، فقال:
لا حاجة لي فيه، إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول
…
فذكر الحديث.
ومحمد هذا ذكر ابن عبد البرّ أنه سليم الراسبي. فإن كان كما قال فالإسناد منقطع، لأنه لم يدرك بشر بن عاصم. وله طريق أخرى أخرجها ابن مندة من طريق سلمة بن تميم.
عن عطاء عن عبد اللَّه بن سفيان، عن بشر بن عاصم قال: بعث عمر بن الخطاب بشر بن عاصم على صدقات مكّة والمدينة، فمكث بشر بن عاصم لم يخرج، فلقيه عمر
…
فذكر الحديث مطوّلا.
قال ابن مندة: قد قيل في هذا الحديث: عن بشر بن عاصم، عن أبيه، ولا يصحّ فيه عن أبيه.
وقد تبين مما ذكرنا أن بشر بن عاصم بن سفيان لا صحبة له، بل هو من أتباع التّابعين وأن بشر بن عاصم الصّحابيّ لم ينسب في الروايات الصّحيحة إلا ما تقدم عن ابن رشدين:
فإن كان محفوظا فهو قرشيّ، وإلا فهو غير الثقفيّ قطعا.