الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبعمائة
في صفر قويت الأراجيف بالتتار، وأكريت المحارة من الشام إلى مصر بخمسمائة درهم، وأبيعت الأمتعة بالثمن البخس.
وفي ربيع الآخر جاوز غازان بجيشه الفرات وقصد حلب وساق الشيخ تقي الدّين بن تيمية في البريد إلى القاهرة يحرّض الناس على الجهاد واجتمع بأكابر الأمراء، ثم نودي في دمشق من قدر على الهرب فلينج بنفسه، فانقلبت المدينة وانرصّ الخلق بالقلعة وأشرف الناس على خطة صعبة، وبقي الخوف أياما ثم تناقص برجعة غازان لما ناله من المشاق والثلوج.
وفيها توفي العزّ أبو العبّاس أحمد بن العماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الصّالحي الحنبلي [1] .
روى عن الشيخ الموفق، وابن أبي لقمة، وابن راجح، وموسى بن عبد القادر، وطائفة. وخرّج له «مشيخة» سمعها خلق، وزاره نائب السلطان، وتوفي في ثالث المحرم وله ثمان وثمانون سنة.
وفيها العماد أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعد بن عبد الله المقدسي الصّالحي الحنبلي [2] شيخ صالح مشهور.
[1] انظر «العبر» (5/ 409) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 409) .
روى عن القزويني، وابن الزّبيدي وجماعة. وروى الكثير، وتوفي في المحرم وله ثلاث وثمانون سنة.
وفيها الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن شويخ الصالحي، شيخ البكرية [1] .
كان ينتسب لأبي بكر رضي الله عنه، وله أصحاب وفيه خير وسكون مات كهلا.
وفيها ابن الفرّاء العدل المسند الكبير عز الدّين أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر المرداوي الصالحي الحنبلي [2] .
روى عن الموفق وابن راجح، وابن البن، وجماعة. وروى «الصحيح» مرّات. وكان صالحا، متواضعا، متعبّدا. قاسى الشدائد عام أول، واحترقت أملاكه.
توفي في سادس جمادى الآخرة وله تسعون سنة. قاله في «العبر» .
وفيها أبو جلنك أحمد الحلبي [3] الشاعر المشهور، أسره التتر بحلب فسألوه عن عسكر المسلمين فعظمهم وكثرهم فقتلوه.
ومن شعره:
أتى العذار بماذا أنت معتذر
…
وأنت كالوجد لا تبقي ولا تذر
لا عذر يقبل إذ نم العذار ولا
…
ينجيك من شره خوف ولا حذر
[1] انظر «العبر» (5/ 410) وفيه: «ابن سونح» .
[2]
انظر «العبر» (5/ 410) و «معجم الشيوخ» (1/ 175) . و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 465) .
[3]
لم أعثر على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر.
كأنني بوحوش الشعر قد أنست
…
بوجنتيك وبالعشاق قد نفروا
وكلما مر بي مرد أقول لهم
…
قفوا انظروا وجه هذا الكيس واعتبروا
قد كان شكلا نقيّ الخد معتدلا
…
كأنه غصن بان فوقه قمر
فعاد لحيان فانفلّ الجماعة إذ
…
رأوا طريقا إلى السلوان وانتصروا
وعاد في قبضهم لا شك جودلة
…
فراح والدّمع من عينيه ينهمر
فاقرأ على نعشه آخر سبا فلقد
…
جاءت بما تقتضي أحواله السور
إذا رأى عاشقا في النازعات غدا
…
ما بعدها وهو قد أودى به الضرر
فعاد والليل يغشى نور طلعته
…
وزال عن عاشقيه الهم والحصر
هذا جزاؤك يا من لا وفاء له
…
والعاشقون لهم طوبى بما صبروا
وفيها المعمر شمس الدّين إبراهيم بن أبي بكر الجزري الكتبي، عرف بالفاشوشة [1] .
مولده سنة اثنتين وستمائة. وكان مشهورا بالكتب ومعرفتها، وكان عنده فضيلة. وكان يتشيع، جاء إليه إنسان فقال: عندك فضائل يزيد؟ قال: نعم، ودخل الدكان وطلع ومعه جراب فجعل يضربه به ويقول: العجب كيف ما قلت- صلى الله عليه وسلم.
ومن شعره:
وما ذكرتكم إلا وضعت يدي
…
على حشاشة قلب قلّما بردا
وما تذكّرت أياما بكم سلفت
…
إلا تحدّر من عينيّ ما بردا
وفيها أيدمر الأمير الكبير عز الدّين الظّاهري [2] ، الذي كان نائب دمشق
[1] انظر «الوافي بالوفيات» (5/ 338- 339) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 410) .
في دولة مخدومه، حبس مدة ثم أطلق فلبس عمامة مدورة، وسكن بمدرسة عند الجسر الأبيض.
توفي في ربيع الأول، ودفن بتربته، وكان أبيض الرأس واللحية. قاله في «العبر» .
وفيها الأمير الكبير سيف الدّين بلبان المنصوري الطبّاحي [1] نائب حلب، ولي إمرة مصر وإمرة طرابلس، وكان من جلّة الأمراء وكبرائهم، حليما إذا غضب على أحد تكون عقوبته البعد عنه. توفي بالساحل كهلا وخلف جملة.
وفيها ابن عبدان، المسند شمس الدّين أبو القاسم الخضر بن عبد الرحمن بن الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي الدمشقي [2] الكاتب خدم في جهات الظلم، وكان عريا من العلم، لكنه تفرّد بأشياء وحدّث عن ابن البن، والقزويني، وأبي القاسم بن صصرى وجماعة.
وتوفي في ذي الحجّة عن أربع وثمانين سنة، قاله في «العبر» .
وفيها زينب بنت قاضي القضاة محيي الدّين يحيى بن محمد بن الزكي القرشي الدمشقي أم الخير [3] .
روت عن علي بن حجاج، وابن المقيّر، وجماعة، وتوفيت في شعبان عن بضع وسبعين سنة.
وفيها أبو محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن عبد الأحد بن
[1] انظر «العبر» (5/ 410) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 411) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 411) .
العنيقة الحرّاني العطّار [1] . روى عن أبي المعالي العطّار وابن يعيش وابن خليل، وتوفي بطريق مصر عن ثلاث وثمانين سنة.
وفيها مفيد الدين أبو محمد عبد الرحمن بن سليمان [2] بن عبد العزيز بن المجلخ الحربي الضرير الفقيه الحنبلي [3] معيد الحنابلة بالمستنصرية، سمع من الشيخ مجد الدين ابن تيمية وغيره، وكان من أكابر الشيوخ وأعيانهم، عالما بالفقه والعربية والحديث، قرأ عليه الفقه جماعة، وسمع منه الدقوقي وغيره.
وفيها أبو محمد عبد المنعم بن عبد اللطيف بن زين الأمناء أبي البركات بن عساكر الدمشقي [4] روى عن ابن غسّان وابن اللّتي وطائفة، وتوفي في رجب، وله أربع وسبعون سنة.
وفيها الفرضي الإمام الحافظ شمس الدّين أبو العلاء محمود بن أبي بكر ابن أبي العلاء البخاري الكلاباذي الحنفي. الصّوفي. الحافظ [4] .
كان إماما في الفرائض، مصنّفا فيها، له حلقة إشغال، وسمع الكثير بخراسان، والعراق، والشام، ومصر. وكتب بخطه الأنيق المتقن الكثير، ووقف أجزاءه، وراح مع التتار من خوف الغلاء فنزل بماردين أشهرا فأدركه أجله بها وله ست وخمسون سنة. وكان صالحا، ديّنا، سنّيا. قاله الذهبي.
وقال [5] : حدثنا عن محمد بن أبي الدّنية وغيره.
[1] انظر «العبر» (5/ 411) و «معجم الشيوخ» (1/ 420- 421) .
[2]
في «آ» و «ط» : «عبد الرحمن بن سلمان» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[3]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 344) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 411) و «معجم الشيوخ» (2/ 338) و «الجواهر المضية» (3/ 453- 457) .
[5]
القائل الذهبي في «العبر» .
وفيها الغسولي أبو علي يوسف بن أحمد بن أبي بكر الصّالحي الحجار [1] .
روى عن موسى بن عبد القادر- وهو آخر من روى في الدنيا عنه- وروى عن الشيخ الموفق، وعاش ثماني وثمانين سنة. وكان فقيرا متعفّفا أمّيّا لا يكتب. خدم مدة في الحصون. وتوفي في منتصف جمادى الآخرة بالجبل. قاله الذهبي وغيره.
[1] انظر «العبر» (5/ 412)
تمّ بعون الله تعالى وتوفيقه تحقيقنا للمجلد السابع من كتاب «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» للإمام ابن العماد الحنبلي الدمشقي مساء يوم الاثنين الواقع في 26 من شوال المعظم لعام 1410 هـ، والحمد لله الّذي بنعمته تتم الصالحات. وأسأله- عز وجل أن يعيننا على الانتهاء من تحقيق المجلدات المتبقية من الكتاب بحوله وقوته وتأييده، إنه تعالى خير مسؤول محمود الأرناؤوط