المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٧

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌سنة إحدى وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستمائة

- ‌سنة أربع وستمائة

- ‌سنة خمس وستمائة

- ‌سنة ست وستمائة

- ‌سنة سبع وستمائة

- ‌سنة ثمان وستمائة

- ‌سنة تسع وستمائة

- ‌سنة عشر وستمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وستمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وستمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وستمائة

- ‌سنة أربع عشرة وستمائة

- ‌سنة خمس عشرة وستمائة

- ‌سنة ست عشرة وستمائة

- ‌سنة سبع عشرة وستمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وستمائة

- ‌سنة تسع عشرة وستمائة

- ‌سنة عشرين وستمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وستمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وستمائة

- ‌سنة ست وعشرين وستمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاثين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمسين وستمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌سنة ست وخمسين وستمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ستين وستمائة

- ‌سنة إحدى وستين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وستمائة

- ‌سنة أربع وستين وستمائة

- ‌سنة خمس وستين وستمائة

- ‌سنة ست وستين وستمائة

- ‌سنة سبع وستين وستمائة

- ‌سنة ثمان وستين وستمائة

- ‌سنة تسع وستين وستمائة

- ‌سنة سبعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وستمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وستمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌سنة ست وسبعين وستمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمانين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وستمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وستمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وستمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وستمائة

- ‌سنة ست وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وستمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبعمائة

الفصل: ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

فيها جاء جلال الدّين بن خوارزم شاه، فبذل السيف في دقوقا [1] ، وفعل ما لا تفعله الكفرة، وأحرق دقوقا، وعزم على هجم بغداد، فانزعج الخليفة النّاصر، وحصّن بغداد، وأقام المجانيق، وأنفق ألف ألف دينار، ففجأ ابن خوارزم شاه أن الكرج قد خرجوا على بلاده، فساق إليهم والتقاهم.

قال أبو شامة [2] : فظفر بهم، وقتل منهم سبعين ألفا، ثم أخذ تفليس [3] بالسيف، وقتل بها ثلاثين ألفا في آخر العام.

وكان قد أخذ تبريز بالأمان، وتزوّج بابنة السلطان طغريل [4] السّلجوقي، ثم جهز جيشا فافتتحوا كنجة، وأخذ أيضا مراغة، وكانت الكرج قد ملّكوا عليهم امرأة وتطلبوا لها من ينكحها لينوب عنها في الملك، فأرسل سلطان الرّوم [5] إليها يخطبها لابنه فامتنعوا، وقالوا: لا يحكم علينا مسلم،

[1] مدينة بين إربل وبغداد. انظر «معجم البلدان» (2/ 459) و «بلدان الخلافة الشرقية» ص (120- 121) . وجاء في «المختار من تاريخ ابن الجزري» ص (119) بأنه فعل ذلك لكونهم سبّوه وشتموه على الأسوار.

[2]

انظر «ذيل الروضتين» ص (144) .

[3]

انظر «معجم البلدان» (2/ 35- 36) و «بلدان الخلافة الشرقية» ص (216) .

[4]

في «آ» و «ط» : «طغربك» وما أثبته من «العبر» (5/ 87) و «تاريخ الإسلام» (63/ 11) .

[5]

كذا في «آ» و «ط» : «سلطان الروم» وفي «الكامل» لابن الأثير (12/ 416- 417) و «تاريخ الإسلام» : «صاحب أرزن الرّوم مغيث الدّين طغريل شاه بن قليج أرسلان

» .

ص: 171

فقال: إن ابني يتنصّر ويتزوجها فأجابوه، فتنصّر ابنه وأقام معها، وأمر ونهى، نعوذ بالله من الخذلان. وكان الزوج يسمع عنها القبائح ويسكت، وكانت تعشق مملوكا لها، ورآها يوما في الفراش مع المملوك فأنكر ذلك، فقالت:

إن رضيت وإلّا أنت أخبر. ثم نقلته إلى قلعة وحجرت عليه، ثم سمعت بشابين مليحين، فأحضرت أحدهما وتزوجت به، وأحضرت آخر بديع الحسن من أهل كنجة، فطلبت منه أن يتنصّر للتزوج به.

وفي سلخ رمضان توفي الخليفة النّاصر لدين الله أبو العبّاس أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي الهاشمي العبّاسي [1] . بويع بالخلافة في أول ذي القعدة، سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وله ثلاث وعشرون سنة، وكان أبيض، تركيّ الوجه، أقنى الأنف، خفيف العارضين، رقيق المحاسن، فيه شهامة وإقدام، وله عقل ودهاء، وهو أطول بني العبّاس خلافة، كما أن الناصر لدين الله الأموي صاحب الأندلس أطول بني أميّة دولة، وكما أن المستنصر بالله العبيدي أطول العبيديين دولة، وكما أن السلطان سنجر بن ملكشاه أطول بني سلجوق دولة.

قال الموفّق عبد اللطيف: كان يشقّ الدّروب والأسواق أكثر الليل والناس يتهيبون لقاءه، أظهر الفتوة والبندق والحمام المناسيب في أيامه، وتفنن الأعيان والأمراء في ذلك ودخل فيه الملوك.

وقال الذهبي: وكان مستقلا [2] بالأمور بالعراق، متمكنا من الخلافة، يتولى الأمور بنفسه، ما زال في عزّ وجلالة واستظهار وسعادة. أصابه فالج في

[1] انظر «العبر» (5/ 87- 88) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 192) و «المختار من تاريخ ابن الجزري» ص (121- 123) .

[2]

في «العبر» بطبعتيه: «مشتغلا» .

ص: 172

آخر أيامه، وتوفي في سلخ رمضان وله سبعون سنة إلّا أشهرا [1] . وولي بعده ولده الظاهر.

وقال ابن النجار: دانت السلاطين للناصر، ودخل تحت طاعته من كان من المخالفين، وذلّت له العتاة والطّغاة، وانقهرت لسيفه الجبابرة، وفتح البلاد العديدة، وملك من الممالك ما لم يملكه أحد ممن تقدّمه. من السلاطين والخلفاء والملوك، وخطب له ببلاد الأندلس وبلاد الصين، وكان أسد بني العبّاس تتصدع لهيبته الجبال، وكان حسن الخلق، لطيف الخلق، كامل الظرف، فصيح اللّسان، بليغ البيان، له التوقيعات المسددة والكلمات المؤيدة. كانت أيامه غرّة في وجه الدّهر، ودرّة في تاج الفخر.

وقال الموفق عبد اللطيف: أحيا هيبة الخلافة- وكانت قد ماتت بموت المعتصم- ثم ماتت بموته، وكان الملوك والأكابر بمصر والشام إذا جرى ذكره في خلواتهم خفضوا أصواتهم هيبة وإجلالا.

وقال ابن واصل [2] : كان مع ذلك رديء السيرة في الرعية، مائلا إلى الظّلم والعسف. وكان يفعل أفعالا متضادة. وكان يتشيّع ويميل إلى مذهب الإمامية، بخلاف آبائه، حتّى إن ابن الجوزي سئل بحضرته من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أفضلهم بعده من كانت ابنته تحته، فكنّى بفضل الصّديق ولم يقدر أن يصرح.

وقال الذهبي: أجاز الناصر لجماعة من الأعيان فحدثوا عنه، منهم ابن سكينة، وابن الأخضر، وابن النجار، وابن الدامغاني، وآخرون.

وقال سبط ابن الجوزي وغيره: قلّ بصر الناصر في آخر عمره، وقيل:

ذهب بالكلّية، ولم يشعر بذلك أحد من الرّعية، حتّى الوزير وأهل الدّار.

[1] كذا في «ط» و «العبر» : «إلا أشهرا» وفي «آ» : «إلا شهرا» .

[2]

في كتابه «مفرج الكروب» وهو غير متوفر بين أيدينا.

ص: 173

وكان له جارية قد علّمها الخطّ بنفسه، فكانت تكتب مثل خطّه، فتكتب على التواقيع.

وقال شمس الدّين الجزري [1] : كان الماء الذي يشربه النّاصر تأتي به الدّواب من فوق بغداد بسبعة [2] فراسخ ويغلى سبع غلوات كل يوم غلوة، ثم يحبس في الأوعية سبعة أيام، ثم يشرب منه، ومع هذا ما مات حتّى سقي المرقد مرات، وشقّ ذكره، وأخرج منه الحصى ثم مات منه.

ومن لطائفة أن خادما له اسمه يمن كتب إليه ورقة فيها عتب، فوقّع فيها: بمن يمنّ يمن، ثمن يمن ثمن.

وفيها ابن يونس صاحب «شرح التنبيه» الإمام شرف الدّين أحمد بن العلّامة ذي الفنون كمال الدّين موسى ابن الشيخ المفتي رضي الدّين يونس الموصلي الشافعي [3] . توفي في ربيع الآخر عن سبع وأربعين سنة.

قال ابن خلّكان: كان كثير المحفوظات، غزير المادة، نسج على منوال أبيه في التفنن، وما سمعت أحدا يلقي الدروس مثله. ولقد كان من محاسن الوجود، وما أذكره إلّا وتصغر الدنيا في عيني.

وقال الذهبي: عاش بعده أبوه سبع عشرة سنة.

وفيها إبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي المواقيتي أبو إسحاق الخيّاط [4] . روى «الصحيح» [5] غير مرة عن أبي الوقت [السّجزي] ، وتوفي في شعبان، وكان ثقة فاضلا مؤقّتا.

[1] انظر «المختار من تاريخه» للذهبي ص (122) .

[2]

في «آ» و «ط» : «سبعة» والتصحيح من «المختار من تاريخ ابن الجزري» .

[3]

انظر «وفيات الأعيان» (1/ 108- 109) و «العبر» (5/ 88- 89) .

[4]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 156- 157) و «العبر» (5/ 89) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 288) و «تاريخ الإسلام» (63/ 91) .

[5]

يعني «صحيح البخاري» فقد رواه عن أبي الوقت السّجزي، ورواه السجزيّ عن أبي محمد-

ص: 174

وفيها أبو إسحاق بن البرني إبراهيم بن مظفّر بن إبراهيم [1] الواعظ، شيخ دار الحديث المهاجرية بالموصل. روى عن ابن البطّي وجماعة، وكان عالما متفننا.

وفيها أبو العبّاس أحمد بن أبي المكارم بن شكر بن نعمة بن علي ابن أبي الفتح بن حسن بن قدامة بن أيوب بن عبد الله بن رافع المقدسي [2] ، الخطيب الحنبلي، خطيب قرية مردا من عمل نابلس.

قال الحافظ الضياء: سافر إلى بغداد في طلب العلم، واشتغل وحصّل في مدة يسيرة ما لم يحصّله غيره في مدة طويلة. وسمع الحديث ببغداد وبجبل قاسيون، وسمعت شيخنا الإمام عماد الدّين إبراهيم بن عبد الواحد غير مرة يغبطه بما هو عليه من كثرة الخير، ثم ذكر له كرامات من تكثير الطعام في وقت احتيج فيه إلى تكثيره، ومن المعافاة من الصرع بما يكتبه.

وقال المنذري: توفي بمردا.

وفيها أحمد بن علي بن أحمد الموصلي الفقيه الحنبلي الزاهد أبو العبّاس المعروف بالوتّارة، ويقال: ابن الوتّارة [3] قال المنذري: سمع على علو سنّه من المتأخرين.

وقال النّاصح ابن الحنبلي: كان يعرف «مسائل الهداية» لأبي الخطاب، ويأكل من كسب يده، ولباسه الثوب الخام، وانتفع به جماعة، وصارت له

[ (-) ] ابن حمّوية السّرخسي، ورواه ابن حموية عن الفربري رواية الإمام البخاري.

[1]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 136) و «تاريخ الإسلام» (63/ 92) و «الوافي بالوفيات» (6/ 147) و «توضيح المشتبه» (1/ 417) .

[2]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 159- 160) و «تاريخ الإسلام» (63/ 89) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 163- 164) .

[3]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 163) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 164) و «شذرات من كتب مفقودة» ص (179) .

ص: 175

حرمة قوية بالموصل واحترام من جانب صاحبها ومن بعده.

وتوفي بالموصل رابع عشر ذي الحجة.

وفيها أبو الفضل جعفر بن شمس الخلافة محمد ابن مختار الأفضلي المصري مجد الملك [1] ، الشاعر الأديب الكبير.

قال ابن خلّكان: كان فاضلا، حسن الخطّ، وكتب كثيرا، وخطه مرغوب فيه لحسنه وضبطه، وله ديوان جمع فيه أشياء لطيفة، دلّت على [2] جودة اختياره. وله ديوان شعر أجاد فيه، نقلت من خطّه لنفسه:

هي شدّة يأتي السّرور [3] عقيبها

وأسى يبشّر بالسّرور العاجل

وإذا نظرت فإن بؤسا دائما [4]

للمرء خير من نعيم زائل

وتوفي في الثاني عشر من المحرم، ودفن بالموضع المعروف بالكوم الأحمر، ظاهر مصر، رحمه الله.

والأفضلي: بفتح الهمزة وسكون الفاء، وفتح الضاد المعجمة وبعدها لام، نسبة إلى الأفضل أمير الجيوش بمصر.

وتوفي والده في ذي الحجّة سنة عشرين وستمائة.

وفيها أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز، المحدّث الموصلي [5] .

رحل وسمع من شهدة وطبقتها، وكتب الكثير، وولي مشيخة دار الحديث بالموصل التي بناها صاحب إربل. توفي في ربيع الآخر.

[1] انظر «وفيات لأعيان» (1/ 362- 363) و «العبر» (5/ 89) .

[2]

لفظة «على» سقطت من «آ» .

[3]

في «وفيات الأعيان» : «يأتي الرخاء» .

[4]

في «وفيات الأعيان» : «زائلا»

[5]

انظر «العبر» (5/ 89- 90) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 258- 259) .

ص: 176

وفيها ابن شكر، الصاحب الوزير، صفي الدّين أبو محمد عبد الله [بن علي] بن الحسين بن عبد الخالق الشّيبي الدّميري المالكي [1] .

ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وسمع الحديث، وتفقه وساد.

قال أبو شامة [2] : كان خليقا بالوزارة، لم يتولّها [3][بعده] مثله.

وقال الذهبي: كان يبالغ في إقامة النواميس، مع التواضع للعلماء، ويتعانى الحشمة الضخمة [4] والصدقات والصّلات، ولقد تمكّن من العادل تمكّنا لا مزيد عليه، ثم غضب عليه ونفاه، فلما مات عاد ابن شكر إلى مصر ووزر للكامل، ثم عمي في الآخر. توفي في شعبان.

وفيها ابن البنّاء [5] . راوي «جامع الترمذي» عن الكروخي، أبو الحسن علي بن أبي الكرم نصر بن المبارك العراقي ثم المكّي الجلال.

حدّث بمصر، والإسكندرية، وقوص، وأماكن، وتوفي بمكة في صفر أو في ربيع الأول.

وفيها زين الدّين قاضي القضاة بالدّيار المصرية أبو الحسن علي ابن العلّامة يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي ثم البغدادي الشافعي [6] . عاش اثنتين وسبعين سنة، وتوفي في جمادى الآخرة، وروى عن أبي زرعة وغيره.

[1] نظر «فوات الوفيات» (2/ 193- 196) و «العبر» (5/ 90) وما بين الحاصرتين مستدرك منه وقد تحرفت «الدّميري» فيه وفي المطبوع منه ببيروت إلى «الدّينوري» و «سير أعلام النبلاء» (22/ 294- 295) و «تاريخ الإسلام» (63/ 99- 103) وسوف يكرر المؤلف ترجمته قريبا.

انظر ص (184) .

[2]

وعزا هذا النقل لأبي شامة أيضا الذهبي في كتبه المذكورة في التعليق السابق ولم أقف عليه في «ذيل الروضتين» ص (147) .

[3]

في «آ» و «ط» : «لم يبق» وما أثبته من مصادر الترجمة وما بين الحاصرتين مستدرك منها.

[4]

في «آ» : «الفخمة» .

[5]

انظر «العبر» (5/ 90) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 247- 248) .

[6]

انظر «العبر» (5/ 91) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 296- 297) .

ص: 177

وفيها الملك الأفضل نور الدّين علي بن السلطان صلاح الدّين يوسف بن أيوب [1] .

ولد سنة خمس وستين وخمسمائة بالقاهرة، وسمع من عبد الله بن برّي وجماعة، وله شعر وترسل وجودة كتابة. تسلطن بدمشق ثم حارب أخاه العزيز صاحب مصر على الملك، ثم زال سلطانه، وتملّك سميساط، وأقام بها مدة. وكان فيه عدل وحلم وكرم وإنما أدركته حرفة الأدب. توفي فجأة في صفر، وكان فيه تشيّع. قاله في «العبر» .

زاد ابن خلّكان: ونقل إلى حلب، ودفن بتربته بظاهر حلب بالقرب من مشهد الهروي.

وفيها عمر بن بدر الموصليّ الحنفي ضياء الدّين [2] . حدّث عن ابن كليب وجماعة، وتوفي بدمشق في شوالها، عن بضع وستين سنة.

وفيها الفخر الفارسي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي [3] الشافعيّ الصوفيّ. روى الكثير عن السّلفي، وصنّف التصانيف في التصوف والمحبة وفيها أشياء منكرة. توفي في أثناء ذي الحجّة وقد نيّف على التسعين. قاله في «العبر» .

وقال اليافعي: هو صاحب العلوم الربّانية النافعة، وقد نقم عليه الذهبي.

وقال ابن شهبة في «طبقاته» [4] : سمع من السّلفي، وابن عساكر،

[1] انظر «وفيات الأعيان» (3/ 419- 421) و «العبر» (5/ 91) و «تاريخ الإسلام» (63/ 112- 114) .

[2]

انظر «العبر» (5/ 91) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 287- 288) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 91) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 179- 181) و «مرآة الجنان» (4/ 53) .

[4]

لم أقف على هذا النقل في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة الذي بين يدي.

ص: 178

وغيرهما، وكان صوفيا، محقّقا، فاضلا، بارعا، فصيحا، بليغا، له مصنّفات كثيرة، منها كتاب «مطية النقل وعطية العقل» في الأصول والكلام، وغير ذلك من المصنفات، وبنى زاوية بالقرافة بمعبد ذي النّون المصري ودفن بها.

وفيها القزويني مجد الدّين أبو المجد، محمد بن الحسين بن أبي المكارم [1] الصوفي الفقيه.

ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة بقزوين. وسمع «شرح السّنّة» و «معالم التنزيل» من حفدة العطاردي، وسمع من جماعة، وحدّث بالعراق، والشام، والحجاز، ومصر، وأذربيجان، والجزيرة. وبعد صيته. توفي بالموصل في شعبان.

وفيها الفخر بن تيميّة أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيميّة الحرّاني [2] ، الفقيه الحنبلي، المقرئ الواعظ، فخر الدّين، شيخ حرّان وخطيبها.

ولد في أواخر شعبان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بحرّان، وقرأ القرآن على والده، وله نحو عشر سنين، وكان والده زاهدا يعدّ من الأبدال.

وشرع في الاشتغال بالعلم من صغره، وتردّد إلى فتيان بن ميّاح، وابن عبدوس، وغيرهما ثم ارتحل إلى بغداد، وسمع بها الحديث من المبارك بن خضر، وابن البطّي، وابن الدّجاجي، وخلق، وتفقه ببغداد على أبي الفتح ابن المنّي، وابن بكروس، وغيرهما، ولازم ابن الجوزي وسمع منه كثيرا من مصنفاته، وقرأ عليه «زاد المسير في [علم] التفسير» [3] قراءة بحث وفهم،

[1] انظر «العبر» (5/ 92) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 249- 250) .

[2]

انظر «وفيات الأعيان» (4/ 386- 388) و «العبر» (5/ 92) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 288- 290) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 151- 162) .

[3]

وقد قام بطبعه المكتب الإسلامي بدمشق في تسع مجلدات بتحقيق الشيخين شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط.

ص: 179

وجدّ في الاشتغال والبحث، ثم أخذ في التدريس، والوعظ، والتصنيف، وإلقاء التفسير بكرة كل يوم بجامع حرّان، واظب على ذلك حتّى فسّر القرآن العظيم خمس مرات.

قال ابن خلّكان: ذكره محاسن بن سلامة الحرّاني في «تاريخ حرّان» وابن المستوفي في «تاريخ إربل» فقال: له القبول التام عند الخاص والعام، وكان بارعا في تفسير القرآن وجميع العلوم، له فيها يد بيضاء.

وقال ابن نقطة: ثقة، فاضل، صحيح السماع، مكثر. سمعت منه بحرّان.

وقال ابن النجار: سمعت منه ببغداد، وحرّان، وكان شيخا فاضلا، حسن الأخلاق، صدوقا، متدينا.

وقال ابن رجب: كان صالحا تذكر له كرامات وخوارق، وله تصانيف كثيرة، منها:«التفسير الكبير» في أكثر من ثلاثين مجلدا، وهو تفسير حسن، ومنها ثلاث مصنفات في المذهب، وله ديوان خطب مشهور، و «الموضح في الفرائض» ومصنفات في الوعظ وغير ذلك، وبينه وبين الموفق كلام ورسائل في مسألة خلود أهل البدع المحكوم بكفرهم في النّار، كان يقول بخلودهم والموفّق لا يطلق عليهم الخلود.

وله شعر حسن، توفي- رحمه الله يوم الخميس عاشر صفر بحرّان.

كذا ذكره ولده عبد الغني، وقال: مات الوالد في الصلاة، فإني ذكّرته بصلاة العصر وأخذته إلى صدري فكبّر وجعل يحرّك حاجبه وشفتيه بالصلاة حتّى شخص بصره، رحمه الله.

وقد ذكر ولده له مناقب صالحة رؤيت له بعد وفاته، وهي كثيرة جدا، جمعها في جزء.

ص: 180

وفيها أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن الزّيتوني البوازيجي- بفتح الموحدة والواو وزاي وتحتية وجيم، نسبة إلى بوازيج بلد قرب تكريت [1]- سمع من ابن الفاخر، وابن بندار، وابن الرّحبي، وغيرهم.

قال ابن السّاعي: كان حنبليا، خيّرا، محسنا، صالحا، صاحب سند ورواية، أنشدني:

ضيّق العذر في الضراعة أنّا

لو قنعنا بقسمنا لكفانا

ما لنا نعبد العباد إذا كا

ن إلى الله فقرنا وغنانا

وفيها محمد بن علي بن مكّي بن ورخز [2] البغدادي، الفقيه الحنبلي المعدّل، أبو عبد الله. تفقه على ابن المنّي، وأفتى وناظر، وشهد عند الريحاني، ورتّب مشرفا على وكلاء الخليفة الناصر، وكان فقيها فاضلا خيّرا ديّنا ثقة خبيرا بالمذهب. قاله ابن رجب.

وقال ابن السّاعي أنشدني:

يجمع المرء ثم يترك ما يج

مع من كسبه لغير شكور

ليس يحظى إلّا بذكر جميل

أو بعلم من بعده مأثور

توفي يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى، ودفن بمقبرة باب حرب.

وفيها عمرو بن رافع بن علوان الزّرعي [3] .

قال ناصح الدّين بن الحنبلي: قدم من زرع في عشر الستين، وهو ابن نيف وعشرين سنة، ونزل عندنا في المدرسة هو ورفقة له [4] واشتغلوا على

[1] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 142- 143) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 162- 163) .

[2]

في «ط» «ورخزا» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 163) مصدر المؤلف.

[3]

انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 166) و «شذرات من كتب مفقودة» ص (196- 197) .

[4]

في «آ» و «ط» : «هو ورفيق له» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» و «شذرات من كتب مفقودة» .

ص: 181

والدي، فحفظوا القرآن، وسمعوا درسه، وحفظوا كتاب «الإيضاح» وكان هذا الفقيه الحنبلي عمرو يحفظ كثيرا وسريعا. وعمل الفرائض فأسرع في معرفتها. ورحل إلى حرّان وأقام بها مديدة يشتغل، ثم رجع إلى دمشق، ثم إلى زرع، وأقام بها يفتي، ثم أضرّ في آخر عمره، ومات بزرع، رحمه الله.

وفيها الزّكي بن رواحة [1] هبة الله بن محمد الأنصاري، التاجر المعدّل، واقف المدرسة الرّواحية بدمشق، وأخرى بحلب. توفي في رجب بدمشق.

وفيها أبو السعادات أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور السّلمي السّنجاري [2] الشافعي، الشاعر المنعوت بالبهاء. كان فقيها، وتكلّم في الخلاف، إلّا أنه غلب عليه الشعر، وأجاد فيه، واشتهر به، وخدم به الملوك، وأخذ جوائزهم، وطاف البلاد، ومدح الأكابر.

قال ابن خلّكان: وشعره كثير يوجد بأيدي الناس، ولم أدر هل دوّن شعره أم لا، ثم وجدت له في خزانة التّربة الأشرفية بدمشق «ديوانا» في مجلد كبير.

ومن شعره من جملة قصيدة مدح بها كمال الدّين بن الشهرزوري [3] :

وهواك ما خطر السّلوّ بباله

ولأنت أعلم في الغرام بحاله

ومتى وشى واش إليه فإنه

سال هواك فذاك من عذّاله

أوليس للكلف المعنّى شاهد

من حاله يغنيك عن تسآله

جدّدت ثوب سقامه وهتكت ست

ر غرامه، وصرمت حبل وصاله

[1] في «آ» و «ط» : «ابن راحة» والتصحيح من «العبر» (5/ 92) و «تاريخ الإسلام» (63/ 126) .

[2]

انظر «وفيات الأعيان» (1/ 214- 217) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 302- 303) و «تاريخ الإسلام» (63/ 93- 94 و 165- 166) . و «المختار من تاريخ ابن الجزري» ص (125) .

[3]

هو القاضي محمد بن عبد الله بن أبي أحمد القاسم الشهرزوري، الملقب كمال الدّين. مات سنة (599 هـ) . انظر «وفيات الأعيان» (4/ 241- 245) .

ص: 182

أفزلّة [1] سبقت له أم خلّة

مألوفة من تيهه ودلاله

يا للعجابة [2] من أسير دأبه

يفدي الطليق بنفسه وبماله

بأبي وأمي نابل بلحاظه [3]

لا يتّقى بالدّرع حدّ نباله

ريّان من ماء الشّبيبة والصّبا

شرقت معاطفه بطيب زلاله [4]

تسري النّواظر في مراكب حسنه

فتكاد تغرق في بحار جماله

فكفاه عين كماله في نفسه

وكفى كمال الدّين عين كماله

كتب العذار على صحيفة خدّه

نونا وأعجمها بنقطة خاله

فسواد طرّته كليل صدوده

وبياض غرّته كيوم وصاله

وله أيضا من جملة قصيدة:

ومهفهف حلو الشمائل فاتر ال

ألحاظ فيه طاعة وعقوق

وقف الرّحيق على مراشف ثغره

فجرى به من خدّه راووق

سدّت محاسنه على عشّاقه

سبل السّلوّ فما إليه طريق

وله من جملة قصيدة أخرى:

هبّت نسيمات الصّبا سحرة

ففاح منها العنبر الأشهب

فقلت إن مرت [5] بوادي الغضا

من أين هذا النّفس الطّيّب

وله أشياء حسنة.

وكانت ولادته سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في أوائل هذه السنة. انتهى ملخصا.

[1] في «آ» و «ط» : «أفذلة» بالذال والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

[2]

في «وفيات الأعيان» و «تاريخ الإسلام» : «يا للعجائب» .

[3]

في «آ» و «ط» : «بابلي لحاظه» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .

[4]

في «آ» و «ط» : «دلاله» والتصحيح من «وفيات الأعيان» و «تاريخ الإسلام» .

[5]

في «وفيات الأعيان» : «إذ مرت» .

ص: 183

وفيها الوزير صفي الدّين أبو محمد عبد الله بن علي [1] بن شكر، له بدمشق آثار حسنة، منها عمارة المصلى بميدان الحصى، وتبليط جامع بني أميّة، وعمارة مسجد الفوّارة، وتجديد جامع حرستا، وجامع المزّة، وغير ذلك.

وفيها أبو الحسن علي بن الجارود، الأديب الفاضل الشاعر.

فمن شعره:

أحكم فإنّك في الجمال أمير

واعدل فقلبي في يديك أسير

واكفف لحاظك أيها الرشأ الذي

يسطو على أسد الشرى ويجور

يا عاذلي خفّض عليك فإنني

مذ خطّ لام عذاره معذور

وفيها أبو الدّر ياقوت بن عبد الله الرّومي، الملقب مهذّب الدّين [2] ، الشاعر المشهور. مولى أبي منصور التّاجر الحلبي.

قال ابن خلّكان: اشتغل بالعلم وأكثر من الأدب، واستعمل قريحته في النظم فجاد فيه، ولما تميّز ومهر سمّى نفسه عبد الرحمن، وكان مقيما في المدرسة النظامية ببغداد، وعدّه ابن الدّبيثي في جملة من اسمه عبد الرحمن، وذكر أنه نشأ ببغداد، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ شيئا من الأدب، وكتب خطا حسنا، وقال الشعر، وأكثر منه في الغزل والتصابي، وذكر المحبة، وراق شعره.

ومن شعره:

ألست من الولدان أحلى شمائلا

فكيف سكنت القلب وهو جهنّم

وقال ابن النجار في «تاريخ بغداد» : وجد أبو الدّر المذكور في داره ميتا

[1] في «ا» و «ط» «أبو عبد الله محمد» وهو خطأ والتصحيح من ترجمته التي أوردها المؤلف قبل قليل. انظر ص (177) .

[2]

انظر «وفيات الأعيان» (6/ 122- 126) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 312- 313) و «تاريخ الإسلام» (63/ 126- 127) .

ص: 184

يوم الأربعاء ثامن عشر جمادى الأولى من السنة، وكان قد خرج من النظامية فسكن في دار بدرب دينار الصغير، فلم يعلم متى مات، وقد ناهز الستين، والله أعلم.

وقال ابن خلّكان: أيضا: الروميّ- بضم الراء وسكون الواو، بعدها ميم، نسبة إلى بلاد الرّوم، وهو إقليم مشهور متسع كثير البلاد-.

وهاهنا نكتة غريبة يحتاج إليها ويكثر السؤال عنها، وهي أن أهل الرّوم يقال لهم: بنو الأصفر، واستعمله الشعراء في أشعارهم، فمن ذلك قول عدي ابن زيد العبادي [1] من جملة قصيدته المشهورة:

وبنو الأصفر الكرام ملوك الرّ

وم لم يبق منهم مذكور

ولقد تتبعت ذلك كثيرا فلم أجد فيه أحدا شفى الغليل، حتّى ظفرت بكتاب قديم نقلت منه ما صورته، عن العبّاس، عن أبيه قال: انحرق ملك الرّوم في الزمان الأول، فبقيت امرأة، فتنافسوا في الملك حتّى وقع بينهم شرّ، فاصطلحوا أن يملّكوا أوّل من يشرف عليهم، فجلسوا مجلسا لذلك، وأقبل رجل معه عبد حبشيّ يريد الرّوم، فأبق العبد منه، فأشرف عليهم، فقالوا:

انظروا في أي شيء وقعتم، فزوّجوه تلك المرأة، فولدت غلاما، فسموه الأصفر، فخاصمهم المولى، فقال: صدق أنا عبده، فأرضوه وأعطوه، حتّى رضي، فبسبب ذلك قيل للرّوم: بنو الأصفر لصفرة لون الولد، لكونه مولّدا بين الحبشي والمرأة البيضاء، والله أعلم. انتهى وفيها أبو المكارم، يعيش [بن ريحان] بن مالك بن هبة الله بن ريحان الأنباري ثم البغدادي [2] ، الفقيه الحنبلي الزاهد.

[1] انظر «الأعلام» (4/ 220) للزركلي وتعليق مؤلفه عليه فهو مفيد نافع.

[2]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 163- 164) و «تاريخ الإسلام» (63/ 127) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 164) وما بين الحاصرتين مستدرك منها.

ص: 185

ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة تقريبا، وسمع من ابن الدّجّاجي، وصدقة بن الحسين، وأبي زرعة المقدسي، وآخرين.

قال المنذري: كان من فضلاء الفقهاء، متدينا، معتزلا عن الناس، ولنا منه إجازة. وتوفي ليلة الخميس خامس عشر ذي الحجة ودفن من الغد بباب حرب

.

ص: 186