الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وستين وستمائة
فيها غزا الملك الظّاهر وبثّ جيوشه بالسواحل، فأغاروا على بلاد عكّا، وصور، وطرابلس، وحصن الأكراد. ثم نزل على صفد في ثامن رمضان وأخذت في أربعين يوما بخديعة ثم ضربت رقاب مائتين من فرسانهم، وقد استشهد عليها خلق كثير.
وفيها استباح المسلمون قارة [1] وسبي منها ألف نفس، وجعلت كنيستها جامعا.
وفيها توفي الشيخ أحمد بن سالم المصريّ النحويّ [2] . نزيل دمشق. فقير متزهّد محقّق للعربية. اشتغل بالنّاصرية وبمقصورة الحنفية مدة، وتوفي في شوال.
وفيها أبو العبّاس أحمد بن صالح السّينكي [3]- بالسين المهملة
[1] قارة: بلدة كبيرة إلى الشمال من دمشق تبعد عنها قرابة مائة كيلو مترا وهي إلى حمص أقرب منها إلى دمشق، وتعتبر من أهم بلدان إقليم القلمون. وكانت آخر حدود حمص في سالف الأيام، ومناخها جيد للاصطياف وتكاد الثلوج لا تفارق تلالها في فصل الشتاء. انظر خبرها في «معجم البلدان» (4/ 295) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 276) و «النجوم الزاهرة» (7/ 221) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 605) .
[3]
تنبيه: كذا قيّد نسبته المؤلّف ب «السّينكي» وتبعه ابن شقدة في «المنتخب» (182/ آ) وهو
وتحتية ونون، نسبة إلى سينكة بلد بمصر- كان كاتب عمائر جامع دمشق، وكان فاضلا، أديبا، كثير التواضع.
ومن شعره:
للّوز زهر حسنه
…
يصبي إلى زمن التّصابي
شكت الغصون من الشّتا
…
فأعارها بيض الثّياب
فكأنّه عشق الرّبي
…
ع فشاب من قبل الشباب
وله في السّيف عامل القماير [1] :
ربع المصالح داثر
…
لم يبق منه طائل
هيهات تعمر بقعة
…
والسّيف فيها عامل
رتّب ناظرا بدار الضرب، فجاء إليه شخص وسأله أن يترك عنده صندوقا وديعة إلى أن يقدم من الحجاز، فأحضر إليه الصندوق ولا يعرف ما فيه، وبعد أيام كتب إلى الأمير طيبرس الوزيري [2] نائب البلدان: الشّهاب السّينكي [3] ناظر دار الضّرب عنده صندوق فيه سكك لعمل الزّغل [4] ، فكبس بيته، فوجدوا الصندوق، فلم يقبل قوله في الاعتذار، فاشتهر في دمشق على صورة قبيحة، وأنفي منها، فأرسل من الطريق إلى رفيق له:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
…
ولو أنّني أعرى بها وأجوع
وما أنا إلّا المسك في غير أرضكم
…
يضوع وأمّا عندكم فيضيع
خطأ، والصحيح «السّنبليّ» كما في «الوافي بالوفيات» (6/ 424) و «فوات الوفيات» (1/ 70) وعندهما مات سنة (693) .
[1]
في «الوافي بالوفيات» و «فوات الوفيات» : «عامل الجامع» .
[2]
ذكره ابن شدّاد في «سيرة الملك الظّاهر» ص (72 و 240 و 360) .
[3]
كذا في «آ» و «ط» و «المنتخب» لابن شقدة (182/ ب) : «السّينكي» وانظر التعليق على الصفحة السابقة.
[4]
يعني لضرب النقود المزوّرة.
وفيها ابن شعيب، الإمام جمال الدّين أحمد بن عبد الله بن شعيب التميمي الصّقلّي ثم الدمشقي المقرئ الأديب الذّهبيّ [1] .
ولد سنة تسعين وخمسمائة، ولزم السّخاويّ مدّة، وأتقن القراءات، وسمع من القاسم بن عساكر وطائفة، وقرأ الكثير على السّخاوي وطبقته.
وتوفي في جمادى الأولى. قاله في «العبر» .
وفيها ابن البرهان العدل الصّدر رضيّ الدّين إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس المصريّ الواسطيّ [2] ، التّاجر السفّار.
ولد سنة ثلاث وتسعين، وسمع «صحيح مسلم» من منصور الفراوي وسمع منه خلق بدمشق، ومصر، والثّغر، واليمن. وتوفي في حادي عشر رجب.
وفيها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هارون المرادي السّبتي الحافظ ابن الكمّاد [3] . كان حافظ زمانه لم يكن له في عصره مثيل.
وكانت معيشته من تفقدات أهل الخير وهداياهم إلى أن مات. قاله ابن ناصر الدّين [4] .
وفيها ابن الدّرجيّ الفقيه صفيّ الدّين إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي القرشي الدمشقي الحنفي [5] .
[1] انظر «ذيل مرآة الزمان» (2/ 350) و «العبر» (5/ 276) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (277) و «النجوم الزاهرة» (7/ 221) .
أقول: وقيّد ابن الأثير نسبته في «اللباب» (2/ 245) بفتح الصاد والقاف (ع) .
[2]
انظر «ذيل مرآة الزمان» (2/ 348- 349)«العبر» (5/ 276) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (277) و «النجوم الزاهرة» (7/ 221) .
[3]
انظر «تذكرة الحفّاظ» (4/ 1459- 1460) و «الوافي بالوفيات» (6/ 120) .
[4]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (181/ آ) .
[5]
انظر «العبر» (5/ 277) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (277) و «النجوم الزاهرة» (7/ 221) .
ولد سنة اثنتين وسبعين [وخمسمائة] . وسمع من عبد الرحمن بن علي الخرقي، ومنصور الطبري، وطائفة.
وتوفي في السادس والعشرين من ربيع الأول.
وفيها أيدغدي [1] ، الأمير الكبير كمال الدّين [2] . كان كبير القدر، شجاعا، مقداما، عاقلا، محتشما. كثير الصّدقات، حسن الدّيانة، من جلّة الأمراء ومتميزيهم. حبسه المعزّ مدّة، ثم أخرجوه يوم عين جالوت [3] . وكان الملك الظّاهر يحترمه ويتأدّب معه. جهّزه في هذه السنة، فأغار على بلاد سيس، ثم خرج على صفد فتمرّض. وتوفي في ليلة عرفة بدمشق.
وفيها ابن صصرى [4] الصّدر العدل بهاء الدّين الحسن بن سالم بن الحافظ أبي المواهب التّغلبيّ الدمشقيّ [5] ، أحد أكابر البلد. روى عن ابن طبرزد وطائفة، وتوفي في صفر عن تسع وستين سنة [6] .
وولي هو وأخوه شرف الدّين المناصب الكبار ونظر الدواوين، وسمع أخوه المذكور عبد الرحمن بن سالم [7] من حنبل، وابن طبرزد أيضا، ومات [8] في شعبان من هذه السنة، عن تسع وستين سنة [9] .
[1] تحرفت في «آ» إلى «ايدغور» .
[2]
انظر «العبر» (5/ 277) و «النجوم الزاهرة» (7/ 221) .
[3]
في «العبر» «نوبة عين جالوت» .
[4]
قلت: بيّن العلّامة الزركلي ما جاء من الخلاف في ضبط هذه اللفظة فيما علقه على ترجمته في كتابه «الأعلام» (2/ 225) فيحسن بالقارئ الرجوع إليه.
[5]
انظر «ذيل مرآة الزمان» (2/ 354) و «العبر» (5/ 277- 278) و «الوافي بالوفيات» (12/ 25) .
[6]
في «آ» و «عن ستين سنة» وفي «ط» و «العبر» طبع بيروت: «عن ست وستين سنة» وفي «العبر» طبع الكويت: «عن تسع وستين سنة» وهو ما أثبته وهو الصواب. قال اليونيني: ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة تخمينا، وذكره في وفيات سنة (664) فعلى ذلك يكون قد قارب السبعين عاما أو مات وهو ابن تسع وستين، والله أعلم.
[7]
انظر «ذيل مرآة الزمان» (2/ 355) .
[8]
يعني عبد الرحمن.
[9]
قلت: وهو وهم منه فإن اليونينيّ ذكر في ترجمته من «مرآة الزمان» أنه ولد سنة إحدى وتسعين
وفيها الموقاني- بضم الميم وقاف ونون، نسبة إلى موقان، مدينة بدربند- المحدّث جمال الدّين محمد بن عبد الجليل المقدسي [1] نزيل دمشق. سمع من أبي القاسم الحرستاني، وخلق. وعني بالحديث والأدب، وله مجاميع مفيدة. وتوفي في ذي القعدة، وله أربع وسبعون سنة.
وفيها ابن فار اللّبن معين الدّين أبو الفضل عبد الله بن محمد بن عبد الوارث الأنصاري المصري [2] . آخر من قرأ «الشّاطبيّة» على مؤلّفها، وقرأها عليه جماعة، منهم: البدر التّاذفيّ [3] .
وفيها هولاكو بن قولي [قان][4] بن جنكزخان المغلي، مقدّم التتار وقائدهم إلى النّار، الذي أباد البلاد والعباد، بعثه ابن عمّه القان الكبير على جيش المغل، فطوى الممالك وأخذ الحصون الإسماعيلية، وأذربيجان، والرّوم، والعراق، والجزيرة، والشّام. وكان ذا سطوة، ومهابة، وعقل، وغور، وحزم، ودهاء، وخبرة بالحروب، وشجاعة ظاهرة، وكرم مفرط، ومحبة لعلوم الأوائل من غير أن يفهمها. مات على كفره في هذه السنة بعلّة الصّرع، فإنه اعتراه منذ قتل الشهيد صاحب ميّافارقين الملك الكامل محمد [بن] غازي، حتى كان يصرع في اليوم مرّتين. مات بمراغة ونقلوه إلى قلعة تلا، وبنوا عليه قبة، وخلّف سبعة عشر ولدا تملّك بعده ابنه أبغا.
وخمسمائة تخمينا، ومات في سنة أربع وستين وخمسمائة، فعلى هذا يكون قد عاش (73) عاما، والله أعلم.
[1]
انظر «ذيل مرآة الزّمان» (2/ 355- 356) و «العبر» (5/ 278) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 278) و «معرفة القراء الكبار» (2/ 661) .
[3]
هو محمد بن أيوب بن عبد القادر التّاذفي الحلبي، المتوفى سنة (705 هـ) . انظر «الدّرر الكامنة» (3/ 394) .
[4]
ما بين الحاصرتين مستدرك من حاشية «العبر» (5/ 278) وحاشية «ط» . وفي بعض المصادر: