المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة سبع وثلاثين وستمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٧

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌سنة إحدى وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستمائة

- ‌سنة أربع وستمائة

- ‌سنة خمس وستمائة

- ‌سنة ست وستمائة

- ‌سنة سبع وستمائة

- ‌سنة ثمان وستمائة

- ‌سنة تسع وستمائة

- ‌سنة عشر وستمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وستمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وستمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وستمائة

- ‌سنة أربع عشرة وستمائة

- ‌سنة خمس عشرة وستمائة

- ‌سنة ست عشرة وستمائة

- ‌سنة سبع عشرة وستمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وستمائة

- ‌سنة تسع عشرة وستمائة

- ‌سنة عشرين وستمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وستمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وستمائة

- ‌سنة ست وعشرين وستمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاثين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمسين وستمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌سنة ست وخمسين وستمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ستين وستمائة

- ‌سنة إحدى وستين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وستمائة

- ‌سنة أربع وستين وستمائة

- ‌سنة خمس وستين وستمائة

- ‌سنة ست وستين وستمائة

- ‌سنة سبع وستين وستمائة

- ‌سنة ثمان وستين وستمائة

- ‌سنة تسع وستين وستمائة

- ‌سنة سبعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وستمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وستمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌سنة ست وسبعين وستمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمانين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وستمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وستمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وستمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وستمائة

- ‌سنة ست وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وستمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبعمائة

الفصل: ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

فيها هجم الصّالح إسماعيل في صفر على دمشق فملكها وتسلّم القلعة، واعتقلوا الصالح أيوب بالكرك أشهرا، فطلبه أخوه العادل من الناصر داود، وبذل فيه مائة ألف دينار، وكذا طلبه الصّالح إسماعيل، فامتنع الناصر، ثم اتفق معه وحلّفه وأخذه وسار به إلى الدّيار المصرية، فمالت الكامليّة إليه، وقبضوا على العادل، وتملّك الصّالح نجم الدّين أيوب، ورجع النّاصر بخفي حنين.

وفيها أنزل الكامل إلى تربته بجامع دمشق من قلعتها، وفتح لها شبابيك إلى الجامع.

وفيها توفي الخوييّ [1]- بضم الخاء المعجمة وفتح الواو وتشديد الياء الأولى نسبة إلى خوي مدينة بأذربيجان من إقليم تبريز [2]- قاضي القضاة شمس الدّين أحمد بن خليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى المهلّبي الشّافعي أبو العبّاس.

ولد في شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، ودخل خراسان وقرأ بها الأصول على القطب المصري، صاحب الإمام فخر الدّين.

[1] انظر «العبر» (5/ 152- 153) و «تاريخ الإسلام» (64/ 295) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 16- 17) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 500- 501) .

[2]

انظر «معجم البلدان» (2/ 408) .

ص: 320

قال ابن السّبكي في «طبقاته الكبرى» : وقرأ الفقه على الرّافعي، وعلم الجدل على علاء الدّين الطّاووسي [1] . وسمع الحديث من جماعة، وولي قضاء القضاء بالشام، وله كتاب في الأصول، وكتاب فيه رموز حكمية، وكتاب في النحو، وكتاب في العروض، وفيه يقول أبو شامة:

أحمد بن الخليل أرشده الل

هـ لما أرشد [2] الخليل بن أحمد

ذاك مستخرج العروض وهذا

مظهر السّرّ منه والعود أحمد

وقال الذهبي: كان فقيها، إماما، مناظرا، خبيرا بعلم الكلام، أستاذا في الطبّ والحكمة، ديّنا، كثير الصلاة والصيام. توفي في شعبان، ودفن بسفح قاسيون.

وفيها الصّدر علاء الدّين أبو سعد ثابت بن محمد بن أبي بكر الخجندي [3]- بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم وسكون النون ومهملة، نسبة إلى خجندة مدينة بطرف سيحون- ثم الأصبهاني سمع «الصحيح» [4] حضورا في الرابعة من أبي الوقت [السّجزي] ، وبقي إلى هذا الوقت بشيراز.

وفيها أبو العبّاس بن الرّوميّة أحمد بن محمد بن مفرّج بن عبد الله الأموي مولاهم الأندلسي الإشبيلي الزّهري النّباتي [5] الحافظ. كان حافظا

[1] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الطّوسي» والتصحيح من «طبقات الشافعية الكبرى» و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 177) .

[2]

في «آ» و «ط» : «كما أرشد» وما أثبته من «ذيل الرّوضتين» ص (169) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 17) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 153) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 59- 60) و «تاريخ الإسلام» (64/ 302- 303) .

[4]

يعني «صحيح البخاري» .

[5]

انظر «سير أعلام النبلاء» (23/ 58- 59) و «الدّيباج المذهب» (1/ 191- 192) و «التبيان شرح بديعة البيان» لابن ناصر الدّين (177/ آ) .

ص: 321

صالحا مصنّفا، من الأثبات، ظاهريّ المذهب، مع ورع. وكان يحترف من الصيدلة لمعرفته الجيدة بالنبات. قاله ابن ناصر الدّين.

وفيها أمين الدّين أبو الغنائم، سالم بن الحسن بن هبة الله الشّافعي التّغلبي الدمشقي [1] . رحل به أبوه، وسمّعه من ابن شاتيل وطبقته، وسمع هو بنفسه. وولي المارستان، والمواريث، والأيتام، وتوفي في جمادى الآخرة وله ستون سنة، ودفن بتربته بقاسيون، وخلّف ذرية صالحة أبقت ذكره.

وفيها الملك المجاهد أسد الدّين شيركوه بن محمد بن شيركوه بن شادي [2] ، صاحب حمص. توفي بها في رجب.

قال ابن خلّكان: مولده سنة تسع وستين وخمسمائة، وتوفي يوم الثلاثاء تاسع رجب بحمص، ودفن بتربة [3] داخل البلد، وكانت له أيضا الرّحبة، وتدمر، وماكسين من بلد الخابور. وخلّف جماعة من الأولاد، فقام مقامه في الملك ولده الملك المنصور ناصر الدّين إبراهيم. انتهى.

وفيها أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطّفيل الدّمشقي [4] . توفي بمصر في ذي الحجّة، وروى عن السّلفي.

وفيها أبو محمد وأبو الفضل عفيف الدّين عبد العزيز بن دلف [5] بن

[1] انظر «العبر» (5/ 153) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 60- 61) و «تاريخ الإسلام» (64/ 306- 307) .

[2]

انظر «وفيات الأعيان» (2/ 479- 480) و «المختصر في أخبار البشر» (2/ 165) و «العبر» (5/ 153) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 221) و «تاريخ الإسلام» (64/ 307- 308) .

[3]

في «وفيات الأعيان» : «بتربته» .

[4]

انظر «العبر» (5/ 153) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 43- 44) و «النجوم الزاهرة» (6/ 317) .

[5]

تحرفت في «آ» و «ط» إلى «دنف» .

ص: 322

أبي طالب بن دلف بن القاسم البغدادي [1] الحنبلي، المقرئ الناسخ الخازن.

ولد سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وخمسمائة. وقرأ بالرّوايات الكثيرة على أبي الحارث أحمد بن سعيد العسكري وغيره، وسمع الحديث من أبي علي الرّحبي وغيره، وكتب الكثير بخطّه الحسن لنفسه وللناس، وشهد عند الرّيحاني زمن الناصر، وكان الخليفة الناصر أذن لولده الظّاهر برواية «مسند الإمام أحمد» عنه بالإجازة، وأذن لأربعة من الحنابلة بالدخول إليه للسماع، عبد العزيز هذا منهم، فحصل له به أنس، فلما أفضت إليه الخلافة ولّاه النظر في ديوان التركات الحشرية، فسار فيها أحسن سيرة، وردّ تركات كثيرة على الناس.

قال النّاصح بن الحنبلي [2] : كان إماما في القراءة، وفي علم الحديث.

سمع الكثير، وكتب بخطه الكثير، وهو يصوم الدّهر، لقيته ببغداد في المرتين.

وقال ابن النجار: كان كثير العبادة، دائم الصوم والصلاة وقراءة القرآن مذ كان شابا، وإلى حين وفاته. وكان مسارعا إلى قضاء حوائج الناس والسعي بنفسه إلى دور الأكابر في الشفاعات وفكّ العناة، وإطلاق المعتقلين بصدر منشرح وقلب طيب، وكان محبا لإيصال الخير إلى الناس ودفع الضرّ عنهم، كثير الصدقة والمعروف، والمواساة بماله حال فقره وقلّة ذات يده وبعد يساره وسعة ذات يده. وكان على قانون واحد في ملبسه لم يغيره، وكان ثقة،

[1] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3 ك 526) و «تاريخ الإسلام» (64/ 313- 314) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 44- 46) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (264) .

[2]

في «الاستسعاد بمن لقيته من صالحي العباد في البلاد» وترجمته في القسم المنشور منه ضمن كتاب «شذرات من كتب مفقودة في التاريخ» ص (190) استخراج وتحقيق الدكتور إحسان عبّاس.

ص: 323

صدوقا، نبيلا، غزير الفضل، أحسن الناس تلاوة للقرآن، وأطيبهم نغمة.

وكذلك في قراءة الحديث.

وتوفي ليلة الاثنين السادس والعشرين من صفر ببغداد، ودفن بجانب معروف الكرخي.

وفيها- وجزم ابن ناصر الدّين [1] أنه في التي قبلها- أبو بكر محمد ابن إسماعيل بن محمد بن خلفون الحافظ [2] الأزدي الأندلسي الأونبي [3] .

كان حافظا متقنا للأسانيد والأخبار، مصنّفا.

وفيها ابن الكريم الكاتب شمس الدّين محمد بن الحسن بن محمد ابن علي البغدادي [4] المحدّث الأديب الماسح المتفنن. روى عن ابن بوش، وابن كليب، وخلق. وسكن دمشق، وكتب الكثير بخطّه. توفي في رجب عن سبع وخمسين سنة.

وفيها ابن الدّبيثي- بضم الدال المهملة وفتح الموحدة التحتية وسكون المثناة التحتية ومثلثة، نسبة إلى دبيثا قرية بواسط- الحافظ المؤرخ المقرئ الحاذق أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى الواسطي [5] الشافعي.

ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وسمع من أبي طالب الكناني، وابن شاتيل، وعبد المنعم بن الفراوي، وطبقتهم. وقرأ القراءات على

[1] في «التبيان شرح بديعة البيان» (176/ ب) .

[2]

لفظة «الحافظ» لم ترد في «ط» .

[3]

تصحفت نسبته في «آ» و «ط» و «التبيان شرح بديعة البيان» إلى «الأوبني» والتصحيح من «تذكرة الحفّاظ» (3/ 1400) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 71) و «تاريخ الإسلام» (64/ 284) .

[4]

انظر «العبر» (5/ 153- 154) و «تاريخ الإسلام» (64/ 319- 320) .

[5]

انظر «العبر» (5/ 154) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 68- 70) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (264) و «مرآة الجنان» (4/ 95- 97) .

ص: 324

جماعة، وتفقه على أبي الحسن هبة الله بن البوقي، وأتقن العربية، وتقدم وساد، وعلّق الأصول والخلاف، وعني بالحديث ورجاله، وصنّف كتابا في تاريخ واسط، و «ذيلا» [1] على «مذيّل» ابن السمعاني وأسمعهما، وله معرفة بالأدب والشعر. وله شعر جيد، وقد أثنى على حفظه وذهنه واستحضاره الحافظ الضياء المقدسي، وابن نقطة، وابن النجار. وقال: هو شيخي، وهو آخر الحفّاظ المكثرين، ما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ، والسير، وأيام الناس، وأضرّ في آخر عمره.

وقال ابن الأهدل: وأنشد لنفسه:

خبرت بني الأيام طرّا فلم أجد

صديقا صدوقا مسعدا في النوائب

وأصفيتهم منّي الوداد فقابلوا

صفاء ودادي بالعدا والشوائب

وما اخترت منهم صاحبا وارتضيته

فأحمده في فعله والعواقب

وقال في «العبر» : توفي في ثامن ربيع الآخر ببغداد.

وفيها تقي الدّين محمد بن طرخان بن أبي الحسن السّلمي الدّمشقي الصّالحي الحنبلي [2] .

ولد بقاسيون سنة إحدى وستين وخمسمائة، وروى عن ابن صابر، وأبي المجد البانياسي، وطائفة. وخرّج لنفسه «مشيخة» ، وكان فقيها، جليلا، متودّدا. وسمع بمكّة، والمدينة، واليمن، وحدّث، وتوفي في تاسع المحرّم بالجبل.

وفيها أبو طالب بن صابر الدّمشقي محمد بن أبي المعالي عبد الله ابن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السّلمي الصّوفي [3] الزاهد. روى

[1] حقق الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف الجزء الأول منه ونشرته وزارة الإعلام العراقية سنة (1394) هـ.

[2]

انظر «العبر» (5/ 154) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (264) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 154- 155) و «تاريخ الإسلام» (64/ 323- 324) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (264) .

ص: 325

عن أبيه وجماعة، وصار شيخ الحديث بالعزّيّة [1] .

قال ابن النجار: لم أر إنسانا كاملا غيره، زاهدا، عابدا، ورعا، كثير الصلاة والصيام. توفي في سابع المحرم.

وفيها ابن الهادي محتسب دمشق، رشيد الدّين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن يحيى القيسي الدمشقي [2] . شيخ وقور مهيب عفيف. سمع ابن عساكر، وأبا المعالي بن صابر، وتوفي في جمادى الآخرة عن سبع وثمانين سنة.

وفيها الرّشيد النيسابوري محمد بن أبي بكر بن علي الحنفي [3] الفقيه. سمع بمصر من أبي الجيوش عساكر [بن علي] ، والتاج المسعودي، وجماعة. ودرّس، وناظر، وعاش سبعا وسبعين سنة. وولي قضاء الكرك والشوبك، ثم درّس بالمعينية [4] ، وتوفي في خامس ذي القعدة.

وفيها شرف الدّين أبو البركات بن المستوفي المبارك بن أحمد بن أبي البركات اللّخمي الإربلي [5] وزير إربل وفاضلها ومؤرخها.

ولد سنة أربع وستين وخمسمائة، وسمع من عبد الوهاب ابن حبّة، وحنبل [بن عبد الله] ، وابن طبرزد، وخلق. وكان بيته مجمع الفضلاء، وله يد

[1] هي المدرسة العزّية البرانية. انظر «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 555) .

[2]

انظر «العبر» (5/ 155) و «تاريخ الإسلام» (64/ 324) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 155) و «تاريخ الإسلام» (64/ 328) وما بين الحاصرتين زيادة منه، و «الجواهر المضية» (2/ 35- 36) طبع حيدر أباد.

[4]

انظر «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 589) .

[5]

انظر «وفيات الأعيان» (4/ 147- 152) و «العبر» (5/ 155- 156) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 49- 53) و «تاريخ الإسلام» (64/ 329- 331) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (264) و «المختار من تاريخ ابن الجزري» ص (175) و «مرآة الجنان» (4/ 95- 97) و «البداية والنهاية» (13/ 139) .

ص: 326

طولى في النثر والنظم، ونفس كريمة كبيرة، وهمّة عليّة. شرح ديواني أبي تمام والمتنبي في عشر مجلدات، وله غير ذلك. وديوان شعر منه في تفضيل البياض على السّمرة:

لا تخدعنّك سمرة غرّارة

ما الحسن إلّا للبياض وجنسه

فالرّمح يقتل بعضه من غيره

والسيف يقتل كلّه من نفسه

وله:

يا ربّ قد عظمت جناية عينه

وعتا بما أبداه من أنواره

فاشف السّقام المستكنّ بطرفه

واستر محاسن وجهه بعذاره

سلم بقلعة إربل من التتار، ثم سكن الموصل وبها مات في المحرم.

قال ابن الأهدل: جمع لإربل «تاريخا» في أربع مجلدات، وله «المحصّل» على أبيات المفصّل في مجلدين. وله كتاب «سرّ الصنعة» وكتاب سمّاه [1]«أبا قماش [2] » جمع فيه آدابا ونوادر، وأرسل دينارا إلى شاعر على يد رجل يقال له الكمال، وكان الدينار مثلوما، فتوهم الشاعر أن الكمال نقّصه، فكتب:

يا أيّها المولى الوزير ومن به

في الجود حقّا تضرب الأمثال

أرسلت بدر التمّ عند كماله

حسنا فوافى العبد وهو هلال

ما عابه [3] النّقصان إلّا أنّه

بلغ الكمال كذلك الآجال

فأجاز الشاعر وأحسن إليه.

[1] تحرفت في «ط» إلى «سماد» .

[2]

تحرفت في «مرآة الجنان» إلى «حماش» .

[3]

في «وفيات الأعيان» و «مرآة الجنان» : «ما غاله» .

ص: 327

ورثاه بعضهم فقال:

أبا البركات لو درت المنايا

بأنّك فرد عصرك لم تصبكا

كفى الإسلام رزءا فقد شخص

عليه بأعين الثقلين يبكى

انتهى.

وفيها ضياء الدّين بن الأثير الصّاحب العلّامة أبو الفتح، نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشّيباني الجزري [1] ، الكاتب البليغ، صاحب «المثل السائر» [2] . انتهت إليه كتابة الإنشاء والتّرسل، ومن جملة محفوظاته شعر أبي تمّام، والبحتري، والمتنبي. وزر بدمشق للملك الأفضل فأساء وظلم، ثم هرب، ثم كان معه بسميساط سنوات. ثم خدم الظّاهر صاحب حلب، فلم يقبل عليه. فتحوّل إلى الموصل، وكتب الإنشاء لصاحبها محمود بن عزّ الدّين مسعود، ولأتابكه لؤلؤ، وذهب رسولا في آخر أيامه إلى الخليفة فمات ببغداد في ربيع الآخر، وكان بينه وبين أخيه عزّ الدّين مقاطعة كلّيّة. قاله في «العبر» .

قلت: ومن شعره:

ثلاثة [3] تعطي الفرح

كأس وكوز وقدح

ما ذبح الزّقّ لها

إلّا وللهمّ ذبح

وقال ابن خلّكان: ولما كملت [4] له الأدوات قصد جناب الملك النّاصر

[1] انظر «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» للدمياطي ص (405- 406) و «وفيات الأعيان» (5/ 389- 397) و «العبر» (5/ 156) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 72- 73) و «تاريخ الإسلام» (64/ 332) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (264) .

[2]

وهو من مصادر كتابنا هذا، وقد طبع طبعة جيدة متقنة مفهرسة في دار نهضة مصر بالقاهرة في أربع مجلدات بتحقيق الدكتور أحمد الحوفي، والدكتور بدوي طبانة.

[3]

في «آ» و «ط» : «ثلاث» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .

[4]

في «آ» : «وكلمت» وهو خطأ.

ص: 328

صلاح الدّين. وكان يومئذ شابا، فاستوزره ولده الملك الأفضل نور الدّين علي، وحسنت حاله عنده.

ولما توفي صلاح الدّين، واستقلّ ولده الأفضل بمملكة دمشق، استقلّ ضياء الدّين بالوزارة وردّت إليه أمور الناس، وصار الاعتماد في جميع الأحوال عليه، ولما أخذت دمشق من الملك الأفضل وانتقل إلى صرخد، وكان ضياء الدّين قد أساء العشرة على أهلها، فهمّوا بقتله، فأخرجه الحاجب محاسن بن عجم [مستخفيا][1] في صندوق.

ولما استقرّ الأفضل في سميساط عاد إلى خدمته، وأقام عنده مدة، ثم فارقه واتصل بخدمة أخيه الملك الظاهر صاحب حلب، فلم يطل مقامه عنده، فخرج مغاضبا [2] وعاد إلى الموصل، فلم يستقر حاله، فورد إربل فلم يستقم حاله، فسافر إلى سنجار ثم عاد إلى الموصل واتخذها دار إقامته [3] .

ولقد ترددت إلى الموصل من إربل أكثر من عشر مرّات، وهو مقيم بها، وكنت أودّ الاجتماع به لآخذ عنه شيئا، لما [4] كان بينه وبين الوالد من المودة الأكيدة، فلم يتفق ذلك.

ولضياء الدّين من التصانيف الدّالة على غزارة فضله وتحقيق نبله، كتابه الذي سمّاه «المثل السائر» في أدب الكتاب والشاعر، وهو في مجلدين.

جمع فيه فأوعب [5] ، ولم يترك شيئا يتعلق بفنّ الكتابة إلّا ذكره. ولما فرغ من تصنيفه كتبه الناس عنه، ومحاسنه كثيرة.

[1] مستدركة من «وفيات الأعيان» .

[2]

في «وفيات الأعيان» : «مغضبا» .

[3]

كذا في «ط» و «وفيات الأعيان» : «دار إقامته» وفي «آ» : «دار إقامة» .

[4]

في «وفيات الأعيان» : «ولمّا» والصواب ما في كتابنا.

[5]

في «آ» و «ط» : «فأوعى» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

ص: 329

وكانت ولادته بجزيرة ابن عمر، انتهى ملخصا.

وقال ابن الأهدل: كان هو وأخواه أبو السعادات، وعزّ الدّين كلّهم نجباء رؤساء، لكل منهم تصانيف، وتوفي في ربيع الآخر.

وفيها أبو محمد عبد العزيز بن بركات بن إبراهيم الخشوعي الدّمشقي [1] ، إمام الرّبوة. روى عن أبيه، وأبي القاسم ابن عساكر، وتوفي في ثامن ربيع الآخر.

وفيها أبو الحسن الحرالي [2] علي بن أحمد بن الحسن التّجيبي المرسي [3] . كان عارفا، متقنا للنحو والكلام والمنطق. سكن حماة، وله تفسير عجيب [4] . قاله في «العبر» .

وفيها قشتمر [5][سلطان بغداد] ومقدّم العساكر، جمال الدّين الخليفتي النّاصري. توفي في ذي القعدة.

[1] انظر «العبر» (5/ 157) و «تاريخ الإسلام» (64/ 312- 313) .

[2]

تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الحرّاني» والتصحيح من مصادر الترجمة.

[3]

انظر «العبر» (5/ 157) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 47) و «عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية» ص (143- 155) بتحقيق الأستاذ عادل نويهض، طبع دار الآفاق الجديدة ببيروت.

[4]

قال صاحب «عنوان الدراية» : سلك فيه سبيل التحرير، وتكلم عليه لفظة لفظة، وحرفا حرفا.

[5]

تصحفت في «آ» و «ط» إلى «قستمر» بالسين المهملة والتصحيح من «العبر» وما بين الحاصرتين مستدرك منه (5/ 157) و «تاريخ الإسلام» (64/ 317) .

ص: 330