الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع عشرة وستمائة
في رجبها كانت وقعة البرلّس [1] بين الكامل والفرنج، وكان نصرا عزيزا، قتل من الملاعين عشرة آلاف، وانهزموا إلى دمياط.
وفيها أخذت التتار خراسان وقتلوا أهلها، وكانوا أخذوا بخارى وسمرقند وقتلوا وما أبقوا، ثم عبروا نهر جيحون، وأبادوا ما هناك قتلا وسبيا وتخريبا إلى حدود العراق، بعد أن هزموا جيوش خوارزم شاه ومزقوهم، ثم عطفوا إلى قزوين فاستباحوها، ثم سارت فرقة كبيرة إلى أذربيجان فاستباحوها، وحاصروا تبريز وبها ابن البهلوان، فبذل لهم أموالا وتحفا، فرحلوا عنه ليشتوا على الساحل، فوصلوا إلى موغان [2] ، وحاربوا الكرج وهزموهم في ذي القعدة من هذه السنة.
ثم ساروا إلى مراغة، فأخذوها [3] بالسيف. ثم كروا نحو إربل،
[1] جاء في حاشية «النجوم الزاهرة» (6/ 248) : البرلس من الثغور المصرية القديمة الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، بين دمياط ورشيد، وإليها تنسب بحيرة البرلس الواقعة في شمال مديرية الغربية. وانظر «معجم البلدان» (1/ 402) .
[2]
في «ط» : «مرغان» وهو خطأ.
قال القزويني في «آثار البلاد وأخبار العباد» ص (564) موغان: ولاية واسعة بها قرى ومروج بآذربيجان. وفي «تاريخ الإسلام» (62/ 42) : «مفرقان» وهو تحريف فتصحح.
[3]
في «ط» : «فأخذوا» .
فاجتمع لحربهم عسكر العراق والموصل مع صاحب إربل فهابوهم، وعرّجوا إلى همذان، فحاربهم أهلها أشد محاربة في العام المقبل، وأخذوها بالسيف وأحرقوها. ثم نزلوا على بيلقان [1] وأخذوها بالسيف، وقتلوا بلا استثناء، ثم حاربوا الكرج أيضا وقتلوا منهم نحو ثلاثين ألفا. ثم سلكوا طرقا وعرة في جبال دربند شروان [2] وانبثوا في تلك الأراضي وبها اللّان، واللكز، وطوائف من التّرك، وفيهم قليل مسلمون، فاجتمعوا والتقوا وكانت الدّبرة على اللّان. ثم بيّتوا القفجاق وقتلوا وسبوا وأقاموا بتلك الدّيار، ووصلوا إلى سوادق [3] وهي مدينة القفجاق فملكوها، وأقاموا هناك إلى سنة عشرين وستمائة.
ولما تمكّن الطاغية جنكزخان، وعتا وتمرّد، وأباد الأمم، وأذلّ العرب والعجم، قسّم عساكره، وجهز كل فرقة إلى ناحية من الأرض، ثم عادت إليه أكثر عساكره إلى سمرقند، فلا يقال: كم أباد هؤلاء من بلد، وإنما يقال:
كم بقي.
وكان خوارزم شاه محمد بطلا مقداما هجّاما، وعسكره أوباشا [4] ليس لهم ديوان ولا إقطاع، بل يعيشون من النهب والغارات. وهم تركيّ كافر، أو مسلم جاهل، لم يعرفوا تعبئة العسكر في المصافّ، ولم يدمنوا إلّا على
[1] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «سلفان» والتصحيح من «العبر» (5/ 65) و «تاريخ الإسلام» (62/ 43) وانظر «آثار البلاد وأخبار العباد» ص (513) .
[2]
تصحفت في «آ» و «ط» إلى «سروان» والتصحيح من «العبر» و «تاريخ الإسلام» .
[3]
تحرفت في «العبر» بطبعتيه إلى «سوراق» بالراء فتصحح، وانظر «الكامل» لابن الأثير (12/ 386) و «تاريخ الإسلام» (62/ 44) . قال ابن الأثير في «الكامل» : سوداق مدينة القفجاق وهي على بحر الخزر. وهو المعروف الآن ببحر قزوين.
[4]
في «العبر» طبع الكويت: «أوشابا» وفي «العبر» طبع بيروت: «أو شابا» وقد فصل محققه بين «أو» و «شابا» ! وصواب اللفظة كما أراده صاحب «العبر» : «أو شابا» .
قال الفيروزآبادي في «القاموس المحيط» (وشب) : الأوشاب: الأوباش والأخلاط واحده:
وشب بالكسر.
المهاجمة، ولا لهم زرديّات ولا عدد جيدة [1] . ثم إنه كان يقتل بعض القبيلة ويستخدم باقيها، ولم يكن فيه شيء من المداراة ولا التؤدة لا لجنده ولا لعدوّه، وتحرّش بالتتار وهم يغضبون على من يرضيهم، فكيف بمن يغضبهم ويؤذيهم، فخرجوا عليه وهم بنو أب وأولو كلمة مجتمعة وقلب واحد ورئيس مطاع، فلم يمكن أن يقف مثل خوارزم شاه بين أيديهم، ولكل أجل كتاب، فطووا الأرض، وكلّت أسلحتهم وتكلكلت أيديهم مما قتلوا من النساء والأطفال، فضلا عن الرجال، ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 قال ابن الأثير [2] : والتتار نوع من التّرك يسجدون للشمس عند شروقها، ويأكلون لحم بني آدم والدواب لا غير، ويأتي المرأة غير واحد، فإذا جاءت بولد لا يعرف من أبوه. ومساكنهم جبال طغماج [3] من نحو الصين.
ملكوا الدّنيا في سنة واحدة. دوابهم التي تحمل أثقالهم تحفر الأرض وتأكل شروش العشب [4] ولا تعرف الشعير.
وفيها توفي قاضي القضاة زكي الدّين [الطّاهر] بن قاضي القضاة محيي الدّين محمد بن الزّكي القرشي الدمشقي [5] . ولي قبل ابن الحرستاني، ثم بعده، وكان ذا هيبة وحشمة وسطوة، وكان الملك المعظّم يكرهه. فاتفق أن زكي الدّين طالب جابي العزيزيّة [6] بالحساب، فأساء الأدب
[1] في «العبر» بطبعتيه: «ولا عدد جند» .
[2]
انظر «الكامل» لابن الأثير (12/ 360) وقد نقل عنه بتصرف واختصار.
[3]
طغماج: مدينة مشهورة كبيرة من بلاد الترك ذات قرى كثيرة. انظر «آثار البلاد وأخبار العباد» ص (411) .
[4]
في «الكامل» لابن الأثير: «وتأكل عروق النبات
…
» .
[5]
انظر «العبر» (5/ 67) و «تاريخ الإسلام» (62/ 302- 304) وما بين الحاصرتين مستدرك منهما.
[6]
العزيزية: من مدارس الشافعية التي كانت قديما بدمشق الشام. انظر «الدارس في تاريخ المدارس» للنعيمي (1/ 382) .
بين يديه [1] ، فأمر بضربه بين يديه، فوجد المعظّم سبيلا إلى أذيّته، فبعث إليه بخلعة أمير قباء وكلّوته [2] وألزمه بلبسهما في مجلس حكمه ففعل، ثم قام فدخل ولزم بيته ثم مات كمدا.
يقال: إنه رمى قطعا من كبده، ومات في صفر كهلا وندم المعظّم.
وفيها الشيخ عبد الله اليونيني، وهو ابن عثمان بن عبد العزيز بن جعفر [3] ، الزاهد الكبير، أسد الشام. كان شيخا كبيرا [4] مهيبا طوالا، حادّ الحال، تامّ الشجاعة، أمّارا بالمعروف، نهاء عن المنكر، كثير الجهاد، دائم الذّكر، عظيم الشأن، منقطع القرين، صاحب مجاهدات وكرامات. كان الأمجد صاحب بعلبك يزوره، فكان يهينه ويقول يا أميجد [5] أنت تظلم وتفعل. وهو يعتذر إليه، وقيل: كان قوسه ثمانين رطلا، وما كان يبالي بالرجال قلّوا أم كثروا.
وكان ينشد هذه الأبيات ويبكي [6] :
شفيعي إليكم طول شوقي إليكم
…
وكل كريم للشفيع قبول
وعذري إليكم أنني في هواكم
…
أسير ومأسور الغرام ذليل
قال أبو شامة في «ذيل الروضتين» ص (117- 118) : جابي المدرسة المضروب هو السديد خطيب عقربا، واسمه: سالم بن عبد الرزاق بن يحيى بن عمر بن كامل العقرباني.
[1]
كذا في «آ» و «ط» : «فأساء الأدب بين يديه» وفي «العبر» : «فأساء الأدب عليه» وفي «تاريخ الإسلام» : فأغلظ له في الخطاب» .
[2]
في «آ» و «ط» : «وكالوته» والتصحيح من «العبر» بطبعتيه و «ذيل الروضتين» و «تاريخ الإسلام» .
[3]
انظر «العبر» (5/ 67- 68) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 101- 103) و «تاريخ الإسلام» (62/ 304- 312) .
[4]
لفظة «كبيرا» لم ترد في «ط» و «العبر» مصدر المؤلف.
[5]
كذا في «آ» و «ط» : «يا أميجد» وفي «العبر» بطبعتيه و «تاريخ الإسلام» : «يا مجيد» .
[6]
الأبيات في «العبر» و «تاريخ الإسلام» (62/ 311) .
فإن تقبلوا عذري فأهلا ومرحبا
…
وإن لم تجيبوا [1] فالمحبّ حمول
سأصبر لا عنكم ولكن عليكم
…
عسى لي إلى ذاك الجناب وصول
قاله في «العبر» .
وقال السخاوي: اقتات سنة بثلاثة دراهم، اشترى بدرهم دقيقا، وبدرهم سمنا، وبدرهم عسلا، ولتّه وجعله ثلاثمائة وستين كبّة، كان يفطر كل ليلة على كبّة. وقيل: إنه عمل مرة مجاهدة تسعين يوما، يفطر كل ليلة على حمّصة حتّى لا يواصل. وكان يأكل كل عشرة أيام أكلة.
وعن الشيخ علي الشبلي قال: احتاجت زوجتي إلى مقنعة، فقلت:
عليّ دين خمسة دراهم، فمن أين أشتري لك مقنعة؟ فنمت فرأيت من يقول لي: إذا أردت أن تنظر إلى إبراهيم الخليل فانظر إلى الشيخ عبد الله بن عبد العزيز، فلما أصبحت أتيته بقاسيون، فقال لي: ما لك يا علي؟ اجلس، وقام إلى منزله وعاد ومعه مقنعة في طرفها خمسة دراهم، فأخذتها ورجعت [2] .
انتهى.
وقال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : أصله من قرية من قرى بعلبك يقال لها: يونين [3] . كان صاحب رياضات وكرامات ومجاهدات، ولم يقم لأحد قطّ تعظيما لله تعالى، ولا ادّخر، ولا لمس بيده دينارا ولا درهما، زاهدا عفيفا، ما لبس قطّ سوى الثوب الخام وقلنسوة من جلود الغنم تساوي نصف درهم.
وقال القاضي يعقوب قاضي البقاع: كنت يوما بدمشق عند الجسر الأبيض في مسجد هناك وقت الحرّ، وإذا بالشيخ عبد الله قد نزل يتوضأ وإذا
[1] في «آ» و «ط» : «وإن لم تحنوا» وما أثبته من «العبر» و «تاريخ الإسلام» .
[2]
أقول: ليس معنى ذلك، أنه يعلم الغيب، فإنه لا يعلم ذلك إلا الله تعالى، وإنما جاءت عفوا. (ع) .
[3]
قال الزّبيدي في «تاج العروس» (يون) : يقال لها «يونان» و «يونين» بالضم.
بنصرانيّ عابر على الجسر ومعه بغل عليه حمل خمر، فعثر البغل على الطريق ووقع الحمل على الطريق وليس في الطريق أحد، فصعد الشيخ وصاح بي: يا فقيه تعال، فجئت، فقال: عاوني، فعاونته حتّى حمّل الحمل على البغل، وذهب النصراني، فقلت في نفسي: مثل الشيخ يفعل هذا! ثم مشيت خلف البغل إلى العقيبة، فجاء إلى دكان الخمّار وحطّ الحمل وفتح الظروف، فإذا هي قد صارت خلّا، فقال الخمّار: ويحك هذا خلّ، فبكى وقال:
والله ما كانت إلّا خمرا [1] ، وإنما أنا أعرف العلّة، ثم ربط البغل في الحال وصعد إلى الجبل إلى عند الشيخ فدخل عليه وقال: يا سيدي أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وصار فقيرا من فقرائه.
ولما قدم الشيخ حمص للغزاة قدّم له [2] الملك المجاهد أسد الدّين حصانا من خيله، فركبه الشيخ ودخل في العدو، فعمل العجائب، وما قامت غزاة بالشام قطّ إلّا حضرها.
ولما كان يوم الجمعة في عشر ذي الحجّة، صلى الصبح بجامع بعلبك، واغتسل قبل صلاة الجمعة. وجاء داود المؤذن وكان يغسّل الموتى، فقال: ويحك يا داود، أنظر كيف تكون غدا؟ فما فهم داود، وقال: يا سيدي غدا نكون في خفارتك، وصعد الشيخ إلى المغارة، وكان قد أمر الفقراء أن يقطعوا صخرة عند اللّوزة التي كان ينام بجانبها، فقطعوها، فأصبح الشيخ، فصلى الصبح، وصعد إلى الخصرة والفقراء يتممون قطعها والسّبحة في يده، فطلعت الشمس وقد فرغوا منها والشيخ نائم والسّبحة في يده، فجاء خادم من القلعة في شغل فرآه قاعدا نائما، فما تجاسر أن يوقظه، فطال عليه ذلك، فقال: يا عبد الصمد! ما أقدر أقعد أكثر من هذا، فتقدم وقال: يا سيدي فما تكلّم فحركه، فإذا هو ميت، فارتفع الصياح، وجاء صاحب بعلبك فرآه على
[1] أقول: هذا من المبالغات التي لا سند لها. (ع) .
[2]
لفظة «له» لم ترد في «ط» .
تلك الحال فقال: ابنوا عليه بنيانا وهو على حالته، فقالوا: اتّباع السّنّة أولى، وجاء داود المؤذن فغسّله عند اللّوزة، وذلك يوم السبت وقد تجاوز الثمانين سنة، وقبره يزار ببعلبك، رحمه الله.
وفيها أبو المظفّر بن السمعاني فخر الدّين عبد الرحيم بن الحافظ أبي سعيد عبد الكريم بن الحافظ أبي بكر محمد بن الإمام أبي المظفّر منصور بن محمد التميمي المروزي [1] الشافعي الفقيه المحدّث، مسند خراسان.
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وروى كتبا كبارا، منها «البخاري» و «مسند الحافظ أبي عوانة» و «سنن أبي داود» و «جامع الترمذي» و «تاريخ الفسوي» و «مسند الهيثم بن كليب» . سمع من وجيه الشحّامي، وأبي الأسعد القشيري، وخلق. رحّله أبوه إليهم بمرو، ونيسابور، وهراة، وبخارى، وسمرقند، ثم خرّج له أبوه «معجما» في ثمانية عشر جزءا، وكان مفتيا عارفا بالمذهب، وروى الكثير، ورحل الناس إليه، وسمع منه الحافظ أبو بكر الحازمي، ومات قبله بدهر، وحدّث عنه الأئمة: ابن الصلاح، والضياء المقدّسي، والزّكي البرزالي، والمحب بن النجّار. وخرّج لنفسه «أربعين حديثا» وانتهت إليه رئاسة الشافعية ببلده، وختم به البيت السمعاني. عدم في دخول التتار ومرّ في آخر العام.
وفيها قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى العلوي الحسنيّ [2] ، صاحب مكّة أبو عزيز [3] . عاش أكثر من ثمانين سنة.
[1] انظر «العبر» (5/ 68- 69) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 107- 109) و «تاريخ الإسلام» (62/ 313- 316) .
[2]
تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الحسيني» والتصحيح من المصادر المذكورة في التعليق التالي.
[3]
انظر «العبر» (5/ 69) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 159- 160) و «تاريخ الإسلام» (62/ 323- 324) و «العقد الثمين» (7/ 39- 61) .
وفيها خوارزم شاه محمد بن تكش السلطان الكبير علاء الدين [1] . كان ملكا جليلا أصيلا، عالي الهمّة، واسع الممالك، كثير الحروب، ذا ظلم وجبروت وغور ودهاء. تسلطن بعد والده علاء الدّين تكش، فدانت له الملوك، وذلّت له الأمم، وأباد أمة الخطا، واستولى على بلادهم إلى أن قهر بخروج التتار الطغماجية عسكر جنكزخان، واندفع قدّامهم، فأتاه أمر الله من حيث لا يحتسب، فما وصل إلى الرّيّ إلّا وطلائعهم على رأسه، فانهزم إلى قلعة برجين [2] وقد مسّه النصب، فأدركوه وما تركوه يبلع ريقه، فتحامل إلى همذان، ثم إلى مازندران، وقعقعة سلاحهم قد ملأت مسامعه، فنزل ببحيرة هناك، ثم مرض بالإسهال، وطلب الدواء فأعوزه، ومات. فقيل: إنه حمل إلى دهستان في البحر.
وأما ابنه جلال الدّين [3] فتقاذفت به البلاد وألقته بالهند، ثم رمته الهند إلى كرمان، وقيل: بلغ عدد جيشه ثلاثمائة ألف، وقيل: أكثر من ذلك.
وفيها أبو عبد الله شهاب الدّين محمد بن أبي المكارم الفضل بن بختيار بن أبي نصر البعقوبي [4] الخطيب الواعظ الحنبلي ويعرف بالحجّة [5] .
[1] انظر «الكامل في التاريخ» (12/ 371- 372) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 139- 143) و «تاريخ الإسلام» (62/ 326- 337) و «العبر» (5/ 69- 70) .
[2]
في «بلدان الخلافة الشرقية» ص (187) : وتعرف اليوم «أسّار لك» .
[3]
أخباره مبسوطة في أماكن متفرقة من الجزء الثاني عشر من «الكامل في التاريخ» .
[4]
تصحفت في «آ» و «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» إلى «اليعقوبي» والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة» .
واليعقوبي: نسبة إلى «بعقوبا» قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشر فراسخ. انظر «معجم البلدان» (1/ 453) .
[5]
انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 13- 14) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 123) .
ذكر أن مولده في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ببعقوبا [1] ، وسمع ببغداد من ابن الجوزي وطبقته، ومن أبي الوقت، والشيخ عبد القادر [2] وولي الخطابة ببلده بعقوبا [3] ، وحدّث بها وبإربل وغيرهما، وحدّث بأحاديث فيها وهم، فعرف الخطأ فيها فترك روايتها، وصنّف كتاب «غريب الحديث» و « «شرح العبادات الخمس» لأبي الخطّاب وقرأه على أبي الفتح بن المنّي سنة إحدى وثمانين، وكتب له عليه، قرأه على مصنّفه الشيخ الأجل العالم الفقيه بهاء الدّين حجّة الإسلام قراءة عالم بما فيه من غرائب الفوائد وعجائب الفرائد.
توفي في جمادى الأولى بدقوقا ودفن بها.
وفيها صدر الدّين، شيخ الشيوخ، أبو الحسن، محمد بن شيخ الشيوخ عماد الدّين عمر بن علي الجويني [4] .
برع في مذهب الشافعي، وسمع من يحيى الثقفي، ودرّس وأفتى، وزوّجه شيخه القطب النيسابوري بابنته فأولدها الإخوة الأمراء الأربعة، ثم ولي بمصر تدريس الشافعي، ومشهد الحسين، وبعثه الكامل رسولا يستنجد بالخليفة وجيشه على الفرنج، فأدركه الموت بالموصل. أجاز له أبو الوقت [السّجزيّ] وجماعة، وكان كبير القدر.
وفيها الشيخ الكبير الشهير، كبير الشأن، ظاهر البرهان، المبارك على أهل زمانه، محمد بن أبي بكر الحكمي اليمني [5] ، نفع الله به. نشأ في
[1] في «آ» و «ط» : «بيعقوبا» وهو تصحيف والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة» .
[2]
يعني الجيلاني.
[3]
في «آ» و «ط» : «يعقوبا» .
[4]
انظر «العبر» (5/ 70- 71) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 79- 80) و «تاريخ الإسلام» (62/ 340- 341) ولفظة «السجزي» التي بين الحاصرتين زيادة منه.
[5]
انظر «غربال الزمان» ص (500- 501) .
السلوك في بلده المصبرا- بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة وقبل الألف راء، بلدة من نواحي رحبان- وبها قبر والده، ثم انتقل إلى ذوال ثم إلى سهام، وصحب بها الفقيه العالم الصالح المصلح محمد بن حسين البجليّ، وأخذ خرقة التصوف القادرية عن الشيخ علي الحداد، وسكن مع البجلي في عواجة حتّى مات هناك، ومات البجليّ بعده سنة إحدى وعشرين وستمائة، وقبراهما متلاصقان، وإلى جانبهما علي بن الحسين البجلي، ولهما زاوية محترمة، وذكر واسع، وكرامات جمّة، وذريّة أخيار، نعدد فيهم الصلحاء العلماء، وبصحبتهما ومحبتهما في الله يضرب المثل.
قاله ابن الأهدل.
وفيها صاحب حماة الملك المنصور محمد بن المظفّر تقي الدّين عمر بن شاهنشاه بن أيوب [1] . سمع من أبي الطاهر بن عوف، وجمع «تاريخا» على السنين في مجلدات.
وقد تملّك حماة بعده ولده الناصر قلج أرسلان، فأخذها منه الكامل وسجنه ثم أعطاها لأخيه الملك المظفّر.
وفيها المؤيد بن محمد بن علي بن حسن رضي الدّين أبو الحسن الطّوسي [2] المقرئ، مسند خراسان.
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة [3] ، وسمع «صحيح مسلم» من الفراوي، و «صحيح البخاري» من جماعة، وعدة كتب وأجزاء، وانتهى إليه علو الإسناد بنيسابور، ورحل إليه من الأقطار.
توفي ليلة الجمعة العشرين من شوال.
[1] انظر «العبر» (5/ 71) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 146- 147) و «تاريخ الإسلام» (62/ 341- 343) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 71) و «تاريخ الإسلام» (62/ 346- 348) .
[3]
لفظة «وخمسمائة» لم ترد في «ط» .
وفيها ناصر بن مهدي الوزير نصير الدّين العجمي [1] قدم من مازندران سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، فوزر للخليفة الناصر سنتين ثم قبض عليه سنة أربع وستمائة، وعاش إلى هذا الوقت، توفي في جمادى الأولى.
وفيها ابن هلالة الحافظ عبد العزيز بن الحسين [2] كان حافظا نقادا مجودا.
قال ابن ناصر الدين في «بديعته» [3] :
ثمّ فتى هلالة الطّبيري
…
يفوح زهر خيره الكثير
وأثنى عليه في شرحها.
[1] انظر «العبر» (5/ 71) و «تاريخ الإسلام» (62/ 348) .
[2]
انظر «تاريخ الإسلام» (62/ 316- 317) و «التبيان شرح بديعة البيان» لابن ناصر الدّين (173/ ب) .
[3]
(24/ آ) مصورة المكتبة الأحمدية بحلب.