المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٧

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌سنة إحدى وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستمائة

- ‌سنة أربع وستمائة

- ‌سنة خمس وستمائة

- ‌سنة ست وستمائة

- ‌سنة سبع وستمائة

- ‌سنة ثمان وستمائة

- ‌سنة تسع وستمائة

- ‌سنة عشر وستمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وستمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وستمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وستمائة

- ‌سنة أربع عشرة وستمائة

- ‌سنة خمس عشرة وستمائة

- ‌سنة ست عشرة وستمائة

- ‌سنة سبع عشرة وستمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وستمائة

- ‌سنة تسع عشرة وستمائة

- ‌سنة عشرين وستمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وستمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وستمائة

- ‌سنة ست وعشرين وستمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاثين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمسين وستمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌سنة ست وخمسين وستمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ستين وستمائة

- ‌سنة إحدى وستين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وستمائة

- ‌سنة أربع وستين وستمائة

- ‌سنة خمس وستين وستمائة

- ‌سنة ست وستين وستمائة

- ‌سنة سبع وستين وستمائة

- ‌سنة ثمان وستين وستمائة

- ‌سنة تسع وستين وستمائة

- ‌سنة سبعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وستمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وستمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌سنة ست وسبعين وستمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمانين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وستمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وستمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وستمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وستمائة

- ‌سنة ست وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وستمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبعمائة

الفصل: ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

فيها شرعت التتار في فتح البلاد الإسلامية، والخليفة غافل في خلوته ولهوه، والوزير مؤيد الدّين وأتباع الخليفة يكاتبون هلاكو والرّسل بينهم.

وفيها ظهر بأرض عدن في بعض جبالها نار يطير شرارها إلى البحر بالليل ويصعد منها دخان عظيم بالنهار فما شكّوا أنّها النّار التي ذكرها النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنها تظهر في آخر الزّمان [1] ، فتاب الناس.

وفيها توفي الرّشيد العراقي أبو الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسين الحنبلي الجابي [2] . بدار الطّعم. كان أبوه فقيها مشهورا. سكن دمشق، واستجاز لابنه من شهدة، والسّلفي، وطائفة، فروى الكثير بالإجازة، وتوفي في جمادى الأولى.

[1] قلت: وذلك فيما رواه الإمام أحمد في «المسند» (4/ 6- 7) ومسلم في «صحيحه» رقم (2901)(40) في الفتن وأشراط الساعة، وأبو داود في «سننه» رقم (4311) في الملاحم:

باب أمارات الساعة من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه، فاطّلع إلينا فقال:«ما تذكرون؟» قلنا: الساعة. قال: «إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدّخان، والدّجّال، ودابّة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشّمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس» واللفظ لمسلم.

[2]

انظر «العبر» (5/ 210- 211) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 305- 306) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (272) .

ص: 440

وفيها الأمير فارس الدّين أقطايا [1] التّركي الصّالحي النّجمي. كان موصوفا بالشجاعة والكرم، اشتراه الصّالح بألف دينار، فلما اتصلت السلطنة إلى رفيقه الملك المعزّ بالغ أقطايا [1] في الإذلال والتجبّر، وبقي يركب ركبة ملك، وتزوّج بابنة صاحب حماة، وقال للمعزّ: أريد أعمل العرس في قلعة الجبل، فأخلها لي، وكان يدخل الخزائن ويتصرف في الأموال، فاتفق المعزّ وزوجته شجرة الدّر عليه، ورتّبا من قتله، وأغلقت أبواب القلعة، فركبت مماليكه وكانوا سبعمائة، وأحاطوا بالقلعة، فألقي إليهم رأسه، فهربوا وتفرّقوا. وكان قتله في شعبان.

وفيها شمس الدّين الخسروشاهي [2]- بضم الخاء المعجمة وسكون المهملة، وفتح الراء، وبعد الواو شين معجمة، نسبة إلى خسروشاه، قرية بمرو- أبو محمد عبد الحميد بن عيسى بن عمريه بن يوسف بن خليل بن عبد الله ابن يوسف التّبريزي الشّافعي، العلّامة المتكلم.

ولد سنة ثمانين وخمسمائة، ورحل فأخذ الكلام عن الإمام فخر الدّين الرّازي، وبرع فيه. وسمع من المؤيد الطّوسي، وتقدم في علم الأصول والعقليات، وأقام في الشّام بالكرك مدة عند الناصر، وتفنن في علوم متعددة، منها الفلسفة، ودرّس وناظر، وقد اختصر «المهذّب» في الفقه، «والشفا» لابن سينا. وله إشكالات وإيرادات جيدة، وروى عنه الدّمياطي، وأخذ عنه الخطيب زين الدّين بن المرحل، ومات في ثاني عشري شوال بدمشق ودفن بقاسيون.

وفيها- أو في التي قبلها كما جزم به ابن كمال باشا- العلّامة

[1] انظر «العبر» (5/ 211) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 298) و «النجوم الزاهرة» (7/ 33) وقد يكون الأصح أن يقال: «أقطاي» انظر «عقد الجمان» (1/ 143) .

[2]

انظر «العبر» (5/ 211- 212) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 503) و «النجوم الزاهرة» (7/ 32) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 135- 136) ، و «عقد الجمان» (1/ 94) .

ص: 441

بدر الدّين محمد بن محمود بن عبد الكريم الكردري، المعروف بخواهر زاده الحنفي [1] . أخذ عن خاله شمس الأئمة الكردري، وتفقه به.

والكردري: يقال لجماعة من العلماء كانوا أخوات شمس الأئمة، ولكن المشهور بهذه النسبة عند الإطلاق اثنان:

أحدهما متقدم، وهو أبو بكر محمد بن حسين البخاري ابن أخت القاضي أبي ثابت محمد، وقد تكرر ذكره في «الهداية» بلقبه هذا، وهو مراد صاحبها.

والثاني خواهرزاده، صاحب هذه الترجمة.

توفي- رحمه الله تعالى- في سنة إحدى وخمسين وستمائة. قاله ابن كمال باشا.

وفيها- أو في التي قبلها كما جزم به ابن الأهدل- شيخ شيوخ اليمن أبو الغيث بن جميل اليمني [2] . كان كبير الشأن، ظاهر البرهان، تخرّج به خلق وانتفع به الناس. وكان وجوده حياة للوجود، وفيه يقول اليافعي- رحمه الله تعالى-:

لنا سيّد كم ساد بالفضل سيّدا

بكلّ زمان ثمّ كلّ مكان

إذا أهل أرض [3] فاخروا بشيوخهم

أبو الغيث فينا فخر كلّ يماني

كان في ابتداء أمره عبدا- أي قنّا- قاطعا للطريق، فبينا هو كامن لأخذ قافلة، إذ سمع هاتفا يقول:

يا صاحب العين عليك أعين

[4]

[1] انظر «الجواهر المضية في طبقات الحنفية» (2/ 131) طبع حيدر أباد، و «عقد الجمان» (1/ 83) .

[2]

انظر «مرآة الجنان» (4/ 121- 127) و «غربال الزمان» ص (526- 527) وقد ذكراه في حوادث سنة (651) .

[3]

في «ط» : «إذا أرض أهل» وهو خطأ.

[4]

في «آ» و «ط» : «عليك عينا» والتصحيح من «مرآة الجنان» و «غربال الزمان» .

ص: 442

فوقع منه موقعا أزعجه، وأقبل على الله، وظهر عليه من أوله صدق الإرادة، وسيماء السعادة. وصحب أولا الشيخ علي بن أفلح الزّبيدي، ثم الشيخ المبجّل علي الأهدل. ولما انتشر صيت الشيخ بنواحي سردد [1] كتب إليه الإمام أحمد بن الحسين صاحب ذيبين [2] يدعوه إلى البيعة، فأجابه الشيخ، ورد كتاب السيد، وفهمنا مضمونه، ولعمري إن هذا سبيل سلكه الأولون، غير أنا نفر منذ سمعنا قوله تعالى: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ 13: 14 [الرّعد: 14] لم يبق لإجابة الخلق فينا متسع، وليس لأحد منا أن يشهر سيفه على غير نفسه، ولا أن يفرّط في يومه بعد أمسه، فليعلم السيد قلّة فراغنا لما رام منا، ويعذر المولى، والسلام.

وكان أمّيّا وله كلام في الحقائق، وأحوال باهرة، وكرامات ظاهرة، ووضع عليه كتاب في التصوف.

وفيها مجد الدّين بن تيمية، شيخ الإسلام أبو البركات عبد السلام ابن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي بن تيمية الحرّاني [3] الفقيه الحنبلي الإمام المقرئ المحدّث المفسّر الأصولي النحوي، شيخ الإسلام، وأحد الحفّاظ الأعلام، وفقيه الوقت، ابن أخي الشيخ مجد الدّين محمد المتقدم ذكره.

ولد سنة تسعين وخمسمائة تقريبا بحرّان، وحفظ بها القرآن. وسمع من عمه الخطيب فخر الدين، والحافظ عبد القادر الرّهاوي.

[1] في «آ» : «سرد» وفي «ط» : «سردر» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «غربال الزمان» وانظر «معجم ما استعجم» (3/ 732) و «صفة جزيرة العرب» ص (97) وهو واد من أودية اليمن.

[2]

كذا في «آ» و «ط» : «ذيبين» وفي «غربال الزمان» : «دينين» ولم أقف على ذكر لأي من الوجهين في المصادر التي بين يدي، ولعلها:«الذّنانين» وهو ماء من مياه ماويّة باليمن، أو «الذنبتين» انظر «فهرس طبقات فقهاء اليمن» ص (314) والله أعلام بالصواب.

[3]

انظر «العبر» (5/ 212) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 291- 293) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (272) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 249- 254) و «عقد الجمان» (1/ 97) .

ص: 443

ثم ارتحل إلى بغداد سنة ثلاث وستمائة مع ابن عمّه سيف الدّين عبد الغني المتقدم ذكره أيضا، فسمع بها من ابن سكينة، وابن الأخضر، وابن طبرزد، وخلق. وأقام بها ستّ سنين يشتغل بأنوع العلوم. ثم رجع إلى حرّان، فاشتغل على عمّه فخر الدّين. ثم رجع إلى بغداد، فازداد بها من العلوم. وتفقه بها على أبي بكر بن غنيمة [الحلاوي] ، والفخر إسماعيل، وأتقن العربية، والحساب، والجبر، والمقابلة. وبرع في هذه العلوم وغيرها.

قال الذهبي: حدثني شيخنا- يعني أبا العباس بن تيمية شيخ الإسلام حفيد الشيخ مجد الدين هذا- أن جدّه ربّي يتيما، وأنه سافر مع ابن عمّه إلى العراق ليخدمه ويشتغل معه وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فكان يبيت عنده، فيسمّعه مسائل الخلاف، فيحفّظه المسألة، فقال الفخر إسماعيل: ايش حفظ هذه الصغير، فبدر وعرض ما حفظه في الحال، فبهت فيه الفخر، وقال لابن عمه: هذا يجيء منه شيء وحرضه [1] على الاشتغال. قال: فشيخه في الخلاف الفخر إسماعيل، وعرض عليه مصنّفه «جنّة الناظر» وكتب له عليه:

عرض عليّ الفقيه الإمام العالم، أوحد الفضلاء. وهو ابن ست عشرة عاما.

قال الذهبي: وقال لي شيخنا أبو العبّاس: كان الشيخ جمال الدّين بن مالك يقول: ألين للشيخ المجد الفقيه كما ألين لداود الحديد [2] .

وقال الشيخ جم الدّين بن حمدان مصنّف «الرعاية» في تراجم شيوخ حرّان: صحبت المجد صحبته بعد قدومي من دمشق ولم أسمع منه شيئا، وسمعت بقراءته على ابن عمّه كثيرا. وولي التفسير والتدريس بعد ابن عمه، وكان رجلا فاضلا في مذهبه وغيره، وجرى لي معه مباحث كثيرة ومناظرات عديدة.

[1] في «آ» و «ط» : «وحرصه» وفي «ذيل طبقات الحنابلة» : «فعرضه» والصواب ما أثبته.

[2]

في «آ» و «ط» : «كما ألين الحديد لداود» وأثبت لفظ «ذيل طبقات الحنابلة» .

ص: 444

وقال الحافظ عز الدّين الشريف: حدّث بالحجاز، والعراق، والشام، وبلده حرّان. وصنّف، ودرّس، وكان من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء.

وقال الذهبي: قال شيخنا [1] : كان جدّنا عجبا في حفظ الأحاديث وسردها، وحفظ مذاهب الناس بلا كلفة.

وقال الذهبي: وكان الشيخ مجد الدّين معدوم النظير في زمانه، رأسا في الفقه وأصوله، بارعا في الحديث ومعانيه، له اليد الطّولي في معرفة القراءات والتفسير. صنّف التصانيف، واشتهر اسمه وبعد صيته. وكان فرد زمانه في معرفة المذهب، مفرط الذكاء، متين الدّيانة، كبير الشأن.

وللصّرصريّ [2] من قصيدة يمدحه بها:

وإنّ لنا في وقتنا وفتوره

لإخوان صدق بغية المتوصّل

يذبّون عن دين الهدى ذبّ ناصر

شديد القوى لم يستكينوا لمبطل

فمنهم بحرّان الفقيه النّبيه ذو ال

فوائد والتّصنيف في المذهب الجلي

هو المجد ذو التّقوى ابن تيميّة الرّضا

أبو البركات العالم الحجّة الملي

محرّره في الفقه حرّر فقهنا

وأحكم بالإحكام علم المبجّل

جزاهم بخير [3] ربّهم عن نبيّهم

وسنّته آلوا به خير موئل [4]

ومن مصنّفاته «أطراف أحاديث التفسير» رتّبها على السور «الأحكام الكبرى» في عدة مجلدات، «المنتقى من أحاديث الأحكام» وهو الكتاب المشهور، «المحرّر» في الفقه، «منتهى الغاية في شرح الهداية» وغير ذلك.

[1] يعني شيخ الإسلام تقي الدّين بن تيمية رحمه الله تعالى.

[2]

هو يحيى بن يوسف بن يحيى الصّرصري، سترد ترجمته في وفيات سنة (656) ص (493) من هذا المجلد.

[3]

في «آ» و «ط» : «خيرا» ولا يستقيم الوزن بها وما أثبتناه يقتضيه المقام.

[4]

كذا رواية البيت في «آ» و «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلف وهو مكسور.

ص: 445

قال ابن رجب في «طبقاته» : كان المجد يفتي أحيانا أن الطلاق الثلاث المجموعة إنما يقع منها واحدة فقط.

وتوفي- رحمه الله تعالى- يوم عيد الفطر بعد صلاة الجمعة منه بحرّان، ودفن بظاهرها.

وتوفيت ابنة عمّه زوجته بدرة بنت فخر الدّين بن تيميّة [1] قبله بيوم واحد. روت بالإجازة عن ضياء بن الخريف، وتكنى أم البدر.

وفيها أبو علي حسن بن أحمد [2] بن أبي الحسن بن دويرة البصري المقرئ الزاهد، شيخ الحنابلة بالبصرة ورئيسهم ومدرّسهم. اشتغل عليه أمم، وختم عليه القرآن أزيد من ألف إنسان. وكان صالحا، زاهدا، ورعا.

وحدّث ب «جامع الترمذي» بإجازته من الحافظ أبي محمد بن الأخضر.

سمعه منه الشيخ نور الدّين عبد الرحمن بن عمر البصري، وهو أحد تلامذته، وعليه ختم القرآن، وحفظ «الخرقي» [3] عنده بمدرسته بالبصرة، وتوفي الشيخ أبو علي في هذه السنة بالبصرة وولي بعده التدريس بمدرسته تلميذه الشيخ نور الدّين المذكور، وخلع عليه ببغداد في عشر جمادى الآخرة من هذه السنة.

وفيها أبو الفضل عيسى بن سلامة بن سالم الحرّاني الخيّاط [4] .

ولد في آخر شوال سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وسمع من أحمد ابن أبي الوفاء الصّايغ، وأجاز له ابن البطّي، وأبو بكر بن النّقور، ومحمد بن

[1] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 253) .

[2]

في «آ» و «ط» : «أحمد بن أحمد» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 254) مصدر المؤلّف.

[3]

يعني «مختصر الخرقي» .

[4]

انظر «العبر» (5/ 212- 213) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 280- 281) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (272) .

ص: 446

محمد بن السّكن، وجماعة. وانفرد بالرواية عنهم. توفي في آخر هذه السنة.

وفيها النّاصح فرج بن عبد الله الحبشي [1] الخادم، مولى أبي جعفر القرطبي، وعتيق المجد البهنسي. سمع الكثير من الخشوعي والقاسم [ابن عساكر] ، وعدة. وكان صالحا، كيسا، متيقظا. وقف كتبه، وعاش قريبا من ثمانين سنة، وتوفي في شوال.

وفيها الكمال محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن كمال الدّين أبو سالم القرشي العدوي النّصيبي الشّافعي [2] المفتي الرحّال. مصنّف كتاب «العقد الفريد» [3] وأحد الصدور والرؤساء المعظمين.

ولد سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، وسمع بنيسابور من المؤيد، وزينب الشعرية. وتفقه، فبرع في الفقه، والأصول، والخلاف. وترسّل عن الملوك، وساد وتقدم. وحدّث ببلاد كثيرة، وفي سنة ثمان وأربعين وستمائة كتب تقليده بالوزارة فاعتذر وتنصل، فلم يقبل منه، فتولاها يومين ثم انسلّ خفية، وترك الأموال والموجود، ولبس ثوبا قطنيا، وذهب فلم يدر أين ذهب. وقد نسب إلى الاشتغال بعلم الحروف والأوقات [4] ، وأنه يستخرج أشياء من المغيبات، وقيل: إنه رجع، ويؤيد ذلك قوله في المنجّم:

[1] انظر «تكملة إكمال الإكمال» لابن الصابوني (265- 266) بتحقيق الدكتور مصطفى جواد، مصورة عالم الكتب بيروت، و «العبر» (5/ 212- 213) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 290- 291) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (272) .

[2]

انظر «العبر» (5/ 213) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 293- 294) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (272) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 503- 504) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 153- 154) .

[3]

وهو غير «العقد الفريد» لابن عبد ربّه. قال حاجي خليفة في «كشف الظنون» (2/ 1152) :

جعله على أربعة قواعد: الأول في مهمات الأخلاق والصفاة. والثاني في السلطنة والولايات.

والثالث في الشرائع والديانات. والرابع في تكملة المطلوب بأنواع من الزيادات.

[4]

وفي «ط» : «الأوفاق» .

ص: 447

إذا حكم المنجّم في القضايا

بحكم حازم فاردد عليه

فليس بعالم ما الله قاض

فقلّدني ولا تركن إليه

وله:

لا تركننّ إلى مقال منجّم

وكل الأمور إلى الإله وسلّم

واعلم بأنّك إن جعلت لكوكب

تدبير حادثة فلست بمسلم

وله كتاب «الدر المنظم» في اسم الله الأعظم. وتولى ابتداء القضاء بنصيبين، ثم ولي خطابة دمشق، ثم لما زهد في الدّنيا حجّ، فلما رجع أقام بدمشق قليلا، ثم سافر [1] إلى حلب فتوفي بها في رجب.

وفيها أبو البقاء محمد بن علي بن بقاء بن السّبّاك البغدادي [2] .

سمع من أبي الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزّاز، وجماعة، وتوفي في شعبان.

وفيها السّديد بن مكّي بن المسلم بن مكّي بن خلف بن علّان القيسي الدمشقي [3] ، المعدّل آخر أصحاب الحافظ أبي القاسم بن عساكر وفاة، وتفرّد أيضا عن أبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز، وأبي المعالي ابن خلدون، وتوفي في عشري صفر، عن تسع وثمانين سنة.

[1] في «ط» : «ثم سار» .

[2]

انظر «العبر» (5/ 213) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 213) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 286- 287) و «البداية والنهاية» (13/ 186) وقد تحرفت «السّديد» إلى «السيد» فيه فتصحح.

ص: 448