المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة أربع وثلاثين وستمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٧

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌سنة إحدى وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستمائة

- ‌سنة أربع وستمائة

- ‌سنة خمس وستمائة

- ‌سنة ست وستمائة

- ‌سنة سبع وستمائة

- ‌سنة ثمان وستمائة

- ‌سنة تسع وستمائة

- ‌سنة عشر وستمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وستمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وستمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وستمائة

- ‌سنة أربع عشرة وستمائة

- ‌سنة خمس عشرة وستمائة

- ‌سنة ست عشرة وستمائة

- ‌سنة سبع عشرة وستمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وستمائة

- ‌سنة تسع عشرة وستمائة

- ‌سنة عشرين وستمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وستمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وستمائة

- ‌سنة ست وعشرين وستمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاثين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمسين وستمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌سنة ست وخمسين وستمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ستين وستمائة

- ‌سنة إحدى وستين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وستمائة

- ‌سنة أربع وستين وستمائة

- ‌سنة خمس وستين وستمائة

- ‌سنة ست وستين وستمائة

- ‌سنة سبع وستين وستمائة

- ‌سنة ثمان وستين وستمائة

- ‌سنة تسع وستين وستمائة

- ‌سنة سبعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وستمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وستمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌سنة ست وسبعين وستمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمانين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وستمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وستمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وستمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وستمائة

- ‌سنة ست وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وستمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبعمائة

الفصل: ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

فيها نزل التّتار على إربل وحاصروها وأخذوها بالسيف، حتّى جافت المدينة بالقتلى، وترحّلت الملاعين بغنائم لا تحصى، فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

وفيها توفي الملك المحسن عين الدّين أحمد بن السلطان صلاح الدّين يوسف بن أيوب [1] . روى عن ابن صدقة الحرّاني، والبوصيري، وعني بالحديث أتمّ عناية، وكتب الكثير، وكان متواضعا، متزهدا، كثير الإفضال على المحدّثين، وفيه تشيّع قليل. توفي بحلب في المحرم. قاله في «العبر» .

وفيها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسين بن خلف البغدادي القطيعي الأزجي المؤرّخ الحنبلي [2] ، وقد سبق ذكر أبيه. أسمعه أبوه من ابن الخلّ الفقيه، وأبي بكر بن [3] الزّاغوني، ونصر بن نصر العكبري، وسلمان بن حامد الشحّام، وتفرّد في وقته بالرّواية عن هؤلاء. وأسمعه أيضا من أبي الوقت [السّجزي]«صحيح البخاري» . وهو آخر من حدّث عنه به.

[1] انظر «العبر» (5/ 136- 137) و «تاريخ الإسلام» (64/ 162- 163) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (262) و «النجوم الزاهرة» (6/ 298) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 212- 214) .

[2]

انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 212- 214) .

[3]

لفظة «ابن» لم ترد في «آ» .

ص: 284

ثم طلب هو بنفسه وسمع من جماعة، ورحل وسمع بالموصل، ودمشق، وحرّان. ثم رجع إلى بغداد ولازم ابن الجوزي مدة، وأخذ عنه، وقرأ عليه كثيرا من تصانيفه ومروياته. وجمع تاريخا في نحو خمسة أسفار، ذيّل به [على][1]«تاريخ ابن السمعاني» سمّاه «درّة الإكليل في تتمة التّذييل» وفيه فوائد جمّة، مع أوهام [وأغلاط][2] .

وقد بالغ ابن النجار في الحطّ على «تاريخه» هذا، مع أنه أخذه عنه، ونقل منه في «تاريخه» أشياء كثيرة، بل نقله كله كما قال ابن رجب.

وشهد عند القضاة مدة، واستخدم في عدة خدم، وأسنّ وانقطع في منزله إلى حين وفاته. وكان يخضب بالسواد، ثم تركه قبل موته بمدة.

وقد وصفه غير واحد من الحفّاظ وغيرهم بالحافظ. وأثنى عمر بن الحاجب على «تاريخه» .

وحدّث بالكثير ببغداد والموصل، وروى عنه جماعة كثيرون، منهم:

الشيخ تقي الدّين الواسطي.

قال ابن النجار: توفي ليلة السبت لأربع خلون من ربيع الآخر ببغداد ودفن بباب حرب.

وفيها أبو الفضل وأبو محمد إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي [3]- بفتح العين المهملة، وسكون اللام، وثاء مثلثة، نسبة إلى علث قرية بين عكبرا وسامرا [4]- الزاهد القدوة، ابن عمّ طلحة بن المظفّر. سمع من

[1] مستدركة من «ذيل طبقات الحنابلة» .

[2]

مستدركة من «ذيل طبقات الحنابلة» .

[3]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 441) و «تاريخ الإسلام» (64/ 165- 166) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 205- 211) و «شذرات من كتب مفقودة» ص (180) .

[4]

انظر «معجم البلدان» (4/ 145- 146) .

ص: 285

أبي الفتح بن شاتيل، وقرأ على ابن كليب، وكان فقيها، حنبليا، عالما، أمّارا بالمعروف، نهاء عن المنكر، لا يخاف أحدا إلا الله، ولا تأخذه في الله لومة لائم. أنكر على الخليفة الناصر فمن دونه، وواجه الخليفة وصدعه بالحقّ.

قال النّاصح بن الحنبلي: هو اليوم شيخ العراق، والقائم بالإنكار على الفقهاء والفقراء وغيرهم فيما ترخّصوا فيه.

وقال المنذري: قيل إنه لم يكن في زمانه أكثر إنكارا للمنكر منه، وحبس على ذلك مدة.

وقال ابن رجب: وله رسائل كثيرة في الإنكار، وحدّث وسمع منه جماعة، وتوفي في شهر ربيع الأول.

وفيها موفق الدّين حمد بن أحمد [1] بن محمد بن صديق الحرّاني [2] الحنبلي. رحل إلى بغداد، وتفقّه بابن المنّي. وسمع من عبد الحق وطائفة، وتوفي بدمشق في صفر.

وفيها الخليل بن أحمد أبو طاهر الجوسقي الصّرصريّ [3] الخطيب بها- أي بصرصر، وهي بصادين مهملتين قرية على فرسخين من بغداد [4]-.

قرأ القراءات على جماعة، وسمع من ابن البطّي وطائفة، وتوفي في ربيع الأول عن ست وثمانين سنة، وقد أجاز لجماعة.

[1] في «آ» و «ط» و «العبر» بطبعتيه: «أحمد بن أحمد» والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 434) و «العبر» (5/ 137) ، و «تاريخ الإسلام» (64/ 168) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (262) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 201) وسوف يكرر المؤلف ترجمته بعد قليل. انظر ص (291) .

[2]

لفظة «الحراني» سقطت من «آ» .

[3]

انظر «العبر» (5/ 137) و «تاريخ الإسلام» (64/ 170- 171) .

[4]

انظر «معجم البلدان» (3/ 401) .

ص: 286

وفيها أبو منصور سعيد بن محمد بن ياسين البغدادي [1] ، السفّار في التجارة. حجّ تسعا وأربعين حجّة، وحدّث عن ابن البطّي وغيره، وتوفي في صفر.

وفيها أبو الرّبيع الكلاعي سليمان بن موسى بن سالم البلنسي [2] ، الحافظ الكبير الثقة، صاحب التصانيف، وبقيّة أعلام الأثر بالأندلس.

ولد سنة خمس وستين وخمسمائة، وسمع ابن زرقون وطبقته.

قال [ابن] الأبّار: كان بصيرا بالحديث حافلا [3] ، عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للموالد والوفيات، يتقدّم أهل زمانه في ذلك، خصوصا من تأخّر زمانه. ولا نظير لخطّه في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والبلاغة. كان فردا في إنشاء الرسائل، مجيدا في النظم، خطيبا مفوّها، مدركا، حسن السّرد والمساق، مع الشّارة [4] الأنيقة، وهو كان المتكلم عن الملوك في مجالسهم، والمبيّن لما يريدونه على المنبر في المحافل. ولي خطابة بلنسية، وله تصانيف في عدة فنون. استشهد بكائنة أنيشة [5] بقرب بلنسية، مقبلا غير مدبر، في ذي الحجّة.

وفيها أبو داود سليمان بن مسعود الحلبي [6] ، الشاعر اللطيف.

[1] انظر «العبر» (5/ 137) و «تاريخ الإسلام» (64/ 172- 173) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 5) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (262) .

[2]

انظر «العبر» (5/ 137- 138) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 134- 140) و «تاريخ الإسلام» (64/ 173- 176) .

[3]

كذا في «آ» و «سير أعلام النبلاء» و «تاريخ الإسلام» : «حافلا» وفي «ط» و «العبر» بطبعتيه:

«عاقلا» .

[4]

في «آ» : «الإشارة» .

[5]

في «آ» و «ط» : «ايتسة» والتصحيح من «العبر» و «الروض المعطار» ص (41) وقال محققه الدكتور إحسان عبّاس: وهي على بعد (20) كيلو مترا شمال بلنسية.

[6]

انظر «تاريخ الإسلام» (64/ 173) .

ص: 287

من شعره:

ألا زد غراما بالحبيب وداره

وإن لحّ [1] واش فاحتمله وداره

وإن قدح اللّوام فيك بلومهم

زناد الهوى يوما فأورى فواره

عسى زورة تشفى بها منه خلسة

فإنّك لا يشفيك غير ازدياره

وذي هيف فيه يقوم لعاذلي

بعذري إذا ما لام لام عذاره

فسبحان من أجرى الطّلا من رضابه

ومن أنبت الرّيحان من جلّناره

وقد دبّ عنها صدغه بعقارب

وناظره من سيفه بشفاره

وفيها النّاصح بن الحنبلي أبو الفرج، عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الشيخ أبي الفرج بن الحنبلي [2] السّعدي العبادي الشّيرازي الأصل الدمشقي [3] ، الفقيه الحنبلي، المعروف بابن الحنبلي.

ولد بدمشق ليلة الجمعة سابع عشر شوال، سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وسمع بها من القاضي أبي الفضل الشّهرزوري وجماعة، ورحل إلى البلاد فأقام ببغداد مدة، وسمع بها من شهدة والسّقلاطوني، وخلائق.

وسمع بأصبهان من أبي موسى المديني، وهو آخر من سمع منه، لأنه سمع منه في مرض [4] موته. وسمع بالموصل من الشيخ أبي أحمد الحدّاد الزّاهد شيئا من تصانيفه، ودخل بلاد كثيرة [5] ، واجتمع بفضلائها وصالحيها،

[1] في «ط» : «لجّ» .

[2]

في «آ» : «ابن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي» وفي «ط» : «ابن الشيخ أبي الفرج بن الجزري» وما أثبته من «تاريخ الإسلام» .

[3]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 429- 430) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 6- 7) و «تاريخ الإسلام» (64/ 179- 181) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (262) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 193- 201) و «المنهج الأحمد» الورقة (367- 370) .

[4]

في «آ» : «في زمن» .

[5]

تحرفت في «آ» إلى «بلاد أكره» وفي «ط» إلى «بلاد أكوه» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» .

ص: 288

وفاوضهم، وأخذ عنهم، وقدم مصر مرّتين. وتفقه ببغداد على ابن المنّي، وأبي البقاء العكبري، وقرأ عليه «فصيح ثعلب» من حفظه، وأخذ عن الكمال السّنجاري، واشتغل بالوعظ وبرع فيه، ووعظ من أوائل عمره، وحصل له القبول التام. وقد وعظ بكثير من البلاد التي دخلها، كمصر، وحلب، وإربل، والمدينة النبوية، وبيت المقدس. وكانت له حرمة عند الملوك والسلاطين، خصوصا ملوك الشام بني أيوب.

وحضر فتح القدس مع السلطان صلاح الدّين. قال: واجتمعت بالسلطان في القدس بعد الفتح بسنتين، وسألني عن أشياء كثيرة، منها الخضاب بالسواد، فقلت: مكروه. ومنها من أربعة من الصحابة من نسل رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أبو بكر الصّدّيق، وأبوه أبو قحافة، وعبد الرحمن ابن أبي بكر، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر. ثم أخذ السلطان يثني على والدي ويقول: ما أولد إلّا بعد أربعين. قال: وكان عارفا بسيرة والدي.

ودرّس الناصح بمدارس، منها مدرسة جدّه شرف الإسلام، [ودرّس][1] بالمسمارية. ثم بنت له الصاحبة ربيعة خاتون مدرسة بالجبل، وهي المعروفة بالصاحبية. فدرّس بها سنة ثمان وعشرين وستمائة، وكان يوما مشهودا.

وحضرت الواقفة من وراء الستر.

وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدّين، وكان يساميه في حياته.

قال الناصح: وكنت قدمت من إربل سنة وفاة الشيخ الموفق، فقال لي: سررت بقدومك، مخافة أن أموت وأنت غائب، فيقع وهن في المذهب، وخلف بين أصحابنا.

[1] سقطت من «آ» و «ط» واستدركتها من «ذيل طبقات الحنابلة» .

ص: 289

وقد وقع مرة [1] بين النّاصح والشيخ الموفق اختلاف في فتوى في السماع المحدث، فأجاب فيها الشيخ الموفق بإنكاره، فكتب النّاصح بعده ما مضمونه: الغناء كالشعر، فيه مذموم وممدوح، فما قصد به ترويح النفس، وتفريج الهموم، وتفريغ القلوب، كسماع موعظة، وتحريك لتذكرة، فلا بأس به وهو حسن. وذكر أحاديث في تغني جويريات الأنصار، وفي الغناء في الأعراس، وأحاديث في الحداء. وأما الشبابة فقد سمعها جماعة ممن لا يحسن القدح فيهم من مشايخ الصوفية وأهل العلم، وامتنع من حضورها الأكثر. وكون النّبيّ صلى الله عليه وسلم سدّ أذنيه منها مشترك الدلالة، لأنه لم ينه ابن عمر عن سماعها. وأطال في ذلك.

وردّ مقالة الموفق لما وقف عليه، فراجعه في «طبقات» [2] ابن رجب، فإنه نافع مهم، والله أعلم.

وللنّاصح تصانيف عدة، منها: كتاب «أسباب الحديث» في مجلدات عدة، وكتاب «الاستسعاد بمن لقيت من صالحي العباد في البلاد» [3] وكتاب «الأنجاد في الجهاد» .

وقال الحافظ الدّبيثي في «تاريخه» : للناصح خطب ومقامات، وكتاب «تاريخ الوعاظ» وأشياء في الوعظ. قال: وكان حلو الكلام، جيد الإيراد، شهما، مهيبا، صارما. وكان رئيس المذهب في زمانه بدمشق.

وقال أبو شامة: كان واعظا، متواضعا، متقنا، له تصانيف.

وقال المنذري: قدم- يعني النّاصح- مصر مرتين ووعظ [بها، وحدّث. وحصل له بها قبول، وحدّث بدمشق، وبغداد، وغيرهما، ووعظ][4]

[1] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «مرات» .

[2]

يقصد «ذيل طبقات الحنابلة» .

[3]

وقد نشر الأستاذ الدكتور إحسان عبّاس ما عثر عليه منه ضمن كتابه النافع «شذرات من كتب مفقودة» الصادر عن دار الغرب الإسلامي في بيروت.

[4]

ما بين الحاصرتين سقط من «آ» و «ط» واستدركته من «ذيل طبقات الحنابلة» .

ص: 290

ودرّس. وكان فاضلا. وله مصنّفات، وهو من بيت الحديث والفقه. حدّث هو وأبوه وجدّه وجدّه أبيه وجدّ جدّه. لقيته بدمشق وسمعت منه.

وقال ابن رجب: سمع منه الحافظ ابن النجار وغيره، وخرّج له الزّكي البرزالي وروى عنه.

وتوفي يوم السبت ثالث المحرم بدمشق، ودفن من يومه بتربتهم بسفح قاسيون.

وفيها موفق الدّين أبو عبد الله حمد بن أحمد [1] بن محمد بن بركة ابن أحمد بن صديق بن صرّوف الحرّاني [2] الفقيه الحنبلي.

ولد سنة ثلاث أو أربع وخمسين وخمسمائة بحرّان، وسمع بها من ابن أبي حبّة [3] وغيره، ورحل إلى بغداد، وسمع بها من ابن شاتيل وغيره، وتفقه على ابن المنّي، وأبي البقاء العكبري، وابن الجوزي ولازمه، ورجع إلى حرّان، وحدّث بها وبدمشق، وسمع منه المنذري والأبرقوهي، وابن حمدان، وقال: كان شيخا صالحا من قوم صالحين، وتوفي سادس عشر صفر، ودفن بسفح قاسيون، وتقدم ذكره في هذه السنة مختصرا [4] .

وفيها أبو العبّاس أحمد بن أكمل بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد

[1] تحرف اسمه في «آ» و «ط» و «المنتخب» (160/ آ) إلى «أحمد بن أحمد» والتصحيح من المصادر المذكورة في التعليق التالي.

[2]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 434- 435) و «تاريخ الإسلام» (64/ 168- 169) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (262) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 201) و «المنهج الأحمد» الورقة (370) .

[3]

تصحفت في «آ» و «ط» و «المنتخب» و «ذيل طبقات الحنابلة» إلى «حية» بالياء، والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة» و «تاريخ الإسلام» .

[4]

انظر ص (286) .

ص: 291

ابن مطر بن أحمد بن محمد الهاشمي العبّاسي البغدادي الخطيب المعدّل الحنبلي [1] .

ولد في ربيع الأول سنة سبعين وخمسمائة، وسمع من ابن شاتيل وغيره، وتفقه في المذهب، وطعن فيه بعضهم، وحدّث هو وأبوه وجدّه وعمه أفضل [2] وسمع منه ابن السّاعي وغيره، وتوفي في ثامن ربيع الأول، ودفن عند أبيه بمقبرة الإمام أحمد.

وفيها ناصح الدّين عبد القادر بن عبد القاهر [3] بن عبد المنعم بن محمد بن حمد بن سلامة [بن أبي الفهم] الحرّاني [4] الفقيه الحنبلي الزاهد، شيخ حرّان ومفتيها.

ولد في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة بحرّان. وسمع بها من ابن طبرزد وغيره، وسمع بدمشق من ابن صدقة وغيره، وببغداد من ابن الجوزي وجماعة. وأخذ العلم بحرّان عن أبي الفتح بن عبدوس وغيره، وقرأ «الروضة» على مؤلّفها الموفق، وأقرأ وحدّث.

وقال المنذري: لقيته بحرّان، وسمعت منه.

وقال ابن حمدان: قرأت عليه «الخرقي» و «الهداية» وبعض «العمدة» وسمعت عليه أشياء كثيرة، منها:«جامع المسانيد» لابن الجوزي. وكان قليل الكلام فيما لا يعنيه، كثير الدّيانة والتحرز فيما يعنيه، شريف النّفس، مهيبا،

[1] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 436- 437) و «تاريخ الإسلام» (64/ 161- 162) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 201) و «المنهج الأحمد» الورقة (370- 371) .

[2]

انظر ترجمته في «التكملة لوفيات النقلة» (2/ 239- 240) .

[3]

تحرفت في «العبر» طبع الكويت إلى «عبد الطاهر» وفي «العبر» طبع بيروت إلى فتصحح.

[4]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 437) و «العبر» (5/ 139) و «تاريخ الإسلام» (64/ 183- 184) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (262) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 202- 204) وما بين الحاصرتين زيادة منه ومن غيره.

ص: 292

معروفا بالفتوى في مذهب أحمد. وصنّف منسكا وسطا جيدا، وكتاب «المذهب المنضد في مذهب أحمد» ضاع منه في طريق مكّة. وحفظ «الروضة الفقهية» و «الهداية» وغيرهما، ولم يتزوج. وطلب للقضاء فأبى، ودرّس في آخر عمره بحضوري عنده في مدرسة بني العطّار التي عمرت لأجله، وتوفي في الحادي عشر من ربيع الأول بحرّان. انتهى كلام ابن حمدان.

وفيها شمس الدّين أبو طالب عبد الله بن إسماعيل بن علي بن الحسين البغدادي الأزجي [1] ، الواعظ الحنبلي، المعروف والده بالفخر.

غلام ابن المنّي. سمع أبو طالب من ابن كليب وغيره، وتفقه في المذهب، واشتغل بالوعظ، ووعظ ببغداد ومصر. وحدّث، وله نظم.

قال المنذري: سمعت منه شيئا في شعره.

توفي في ثاني عشري شعبان، وهو في سنّ الكهولة.

وفيها عزّ الدّين أبو محمد عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان المقدسي [2] الفقيه الحنبلي. سمع من أسعد بن سعيد وغيره، وتفقه في المذهب، ودرّس وحدّث. توفي في حادي عشر ذي القعدة.

وفيها أبو عمرو عثمان بن الحسن السّبتيّ [3] اللّغوي، أخو ابن دحية. روى عن ابن زرقون، وابن بشكوال، وغيرهما. وولي مشيخة الكاملية بعد أخيه، وتوفي بالقاهرة.

[1] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 456) و «تاريخ الإسلام» (64/ 176) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 215- 216) .

[2]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 460) و «تاريخ الإسلام» (64/ 182) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 216) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 139) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 26- 27) و «تاريخ الإسلام» (64/ 187) .

ص: 293

وفيها صاحب الرّوم السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج [1] أرسلان السلجوقي [2] . كان ملكا جليلا شهما شجاعا، وافر العقل، متسع الممالك. تزوّج بابنة الملك العادل، وامتدت أيّامه، وتوفي في سابع شوال. وكان فيه عدل وخير في الجملة. قاله في «العبر» .

وفيها أبو الحسن القطيعي محمد بن أحمد بن عمر البغدادي [3] المحدّث المؤرخ.

ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة، وسمع من ابن الزّاغوني، ونصر العكبري، وطائفة. ثم طلب بنفسه، ورحل إلى خطيب الموصل، وبدمشق من أبي المعالي بن صابر. وأخذ الوعظ عن ابن الجوزي، وهو أول شيخ ولي المستنصرية، وآخر من حدّث ب «البخاري» سماعا عن أبي الوقت [السّجزي] . ضعّفه ابن النجّار لعدم إتقانه وكثرة أوهامه. توفي في ربيع الآخر.

وفيها الملك العزيز غياث الدّين محمد بن الملك الظّاهر غازي بن صلاح الدّين [4] ، صاحب حلب وسبط الملك العادل. ولّوه السلطنة بعد أبيه وله أربع سنين من أجل والدته الصّاحبة، وهي كانت الكلّ، وكان الأتابك طغريل [5] يسوس الأمور، وكان العزيز حسن الصّورة عفيفا. توفي في هذه السنة ودفن بالقلعة، وأقيم بعده ابنه الملك الناصر يوسف وهو طفل أيضا.

[1] وكتبها الذهبي في «تاريخ الإسلام» : «قليج» أيضا وهو يترجم له.

[2]

انظر «العبر» (5/ 139) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 24) و «تاريخ الإسلام» (64/ 194) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 139- 140) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 8- 11) و «تاريخ الإسلام» (64/ 194- 196) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (262) .

[4]

انظر «العبر» (5/ 140) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 359- 360) و «تاريخ الإسلام» (64/ 199) .

[5]

في «آ» و «ط» و «المنتخب» (160/ آ) : «طغربك» وما أثبته من «العبر» و «تاريخ الإسلام» .

ص: 294

وفيها مرتضى ابن أبي الجود، حاتم بن المسلّم الحارثي الحوفي أبو الحسن [1] المقرئ. قرأ القراءات وسمع الكثير من السّلفي وجماعة، وكان عالما عاملا، كبير القدر، قانعا، متعففا، يختم في الشهر ثلاثين ختمة. توفي في شوال عن خمس وثمانين سنة. قاله في «العبر» .

وفيها أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن أحمد البغدادي المقرئ، المعروف بالأشقر [2] . قرأ القراءات على محمد بن خالد الرزّاز وغيره، وتفقه في مذهب الإمام أحمد.

قال ابن السّاعي: كان شيخا فاضلا، حسن التلاوة للقرآن، مجيد الأداء به، عالما بوجوه القراءات وطرقها وتعليلها وإعرابها، يشار إليه بمعرفة علوم القرآن، بصيرا بالنحو واللغة، وكان يؤم بالخليفة الظّاهر، وقرأ عليه الظّاهر والوزير ابن النّاقد، فلما ولي الظّاهر الخلافة أكرمه وأجلّه، وكذلك لما ولي ابن النّاقد الوزارة.

وكان يقول: قرأ عليّ القرآن أرباب الدّنيا والآخرة.

وكان لأمّ الخليفة الناصر فيه عقيدة، فمرض، فجاءته تعوده، وسمع منه ابن النجّار، وابن السّاعي، وغيرهما. وتوفي في صفر وقد قارب الثمانين.

وفيها أبو بكر الحربي هبة الله بن عمر بن كمال الحلّاج [3] . آخر من حدّث عن هبة الله بن الشّبلي، وكمال بنت السّمرقندي. توفي في جمادى الأولى.

[1] انظر «العبر» (5/ 140) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 11- 12) و «تاريخ الإسلام» (64/ 202- 203) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (262) .

[2]

انظر «ذيل طبقات الحابلة» (2/ 211- 212) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 140- 141) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 12- 13) و «تاريخ الإسلام» (64/ 208- 209) .

ص: 295

وفيها ياسمين بنت سالم بن علي بن [1] البيطار أمّ عبد الله الحريميّة [2] . روت عن هبة الله بن الشّبلي القصّار، وتوفيت يوم عاشوراء.

وفيها أبو الحرم مكّي بن عمر بن نعمة بن يوسف بن عساكر بن عسكر بن شبيب بن صالح المقدسي الأصل، الفقيه الحنبلي، الزاهد، الرّؤبيّ [3] .

ولد في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمصر، وسمع من والده، ومن ابن برّي النحوي وخلق، وسمع بمكة من محمد بن الحسين الهراوي الحنبلي وغيره. [وتفقه في المذهب بمصر.

قال المنذري: اشتره بمعرفة الفقه، وجمع مجاميع الفقه وغيره] [4] وانتفع به جماعة، وأمّ بالمسجد المعروف به بدرب البقّالين بمصر، وسمعت منه، وكان يبني ويأكل من كسب يده.

وقال ابن رجب: هو الذي جمع سيرة الحافظ عبد الغني [5] ، وتوفي في العشرين من جمادى الآخرة بمصر، ودفن من الغد إلى جانب والده بسفح المقطّم.

وفيها أبو المظفّر يوسف بن أحمد بن الحلاوي [6] الحنبلي.

[1] لفظة «ابن» سقطت من «آ» وأثبتها من «ط» .

[2]

تصحفت نسبتها في «آ» و «ط» إلى «الخريمية» وفي «المنتخب» (160/ آ) إلى «الحزيمية» والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 430) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 13) و «تاريخ الإسلام» (64/ 209) .

[3]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 450- 451) و «تاريخ الإسلام» (64/ 205) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 214- 215) .

[4]

ما بين الحاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .

[5]

يعني المقدسي، رحمه الله تعالى.

[6]

تحرفت نسبته إلى «الحلال» في «آ» و «ط» والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 439) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 204) .

ص: 296

سمع من ابن شاتيل، وتفقه في المذهب، وكان فقيها، صالحا، فاضلا، مقرئا، متدينا، حسن الطريقة. توفي ببغداد في العشرين من ربيع الأول.

ص: 297