الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع عشرة وستمائة
فيها توفي أبو طالب أحمد بن عبد الله بن الحسين بن حديد الكناني الإسكندراني المالكي [1] .
روى عن السّلفي وجماعة، وهو من بيت قضاء وحشمة. توفي في جمادى الآخرة.
وفيها ابن الأنماطي الحافظ تقي الدّين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن المصري الشافعي [2] .
قال عمر بن الحاجب: كان إماما ثقة حافظا، مبرّزا، واسع الرواية، وعنده فقه وأدب ومعرفة بالشعر وأخبار الناس. قال: وسألت الحافظ الضياء عنه فقال: حافظ ثقة مفيد إلّا أنه كان كثير الدعابة مع المرد.
وقال ابن النجار [3] : ولد سنة سبعين وخمسمائة، واشتغل من صباه، وتفقّه وأقرأ الأدب [4] وسمع الكثير، وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، ثمّ حجّ سنة إحدى وستمائة وقدم مع الركب، وكانت له همّة وافرة وجدّ واجتهاد
[1] انظر «العبر» (5/ 76) و «تاريخ الإسلام» (62/ 395- 396) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 76) و «تاريخ الإسلام» (62/ 399- 400) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 134- 135) .
[3]
في «آ» و «ط» : «ابن البخاري» والتصحيح من «طبقات الشافعية» للإسنوي.
[4]
في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «وافر الأدب» .
ومعرفة كاملة، وحفظ وفصاحة، وفقه، وسرعة فهم، واقتدار على النّظم والنثر. وكان معدوم النظير في وقته [1] .
قال الضياء: بات صحيحا فأصبح لا يقدر على الكلام أياما، واتصل به ذلك حتّى مات في رجب.
وفيها ثابت بن مشرّف أبو سعد [2] الأزجي البنّاء المعمار [3] . روى عن ابن ناصر والكروخي وطبقتهما فأكثر، وحدّث بدمشق وحلب، وتوفي في ذي الحجّة.
وفيها الشيخ عليّ بن [أبي بكر محمد بن عبد الله بن] إدريس اليعقوبيّ [4] الزاهد، صاحب الشيخ عبد القادر الكيلاني، سيّد زاهد عابد ربّاني متألّه، بعيد الصيت. توفي في ذي القعدة.
وفيها أبو الفضائل شهاب الدّين عبد الكريم بن نجم بن عبد الوهاب ابن عبد الواحد الشيرازي الدمشقي بن الحنبلي [5] الفقيه الحنبلي، أخو ناصح الدّين [عبد الرّحمن الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، وهو أصغر من الناصح بتسع سنين. سمع ببغداد من نصر الله][6] القزّاز. وأجاز له الحافظ أبو موسى المديني وغيره، وتفقّه، وبرع، وأفتى، وناظر، ودرّس بمدرسة جدّه بدمشق، وهي الحنبلية جوار الرواحية سكن بني الأسطواني.
[1] في «ط» : «لي وقته» وهو خطأ.
[2]
لفظة «أبو سعد» سقطت من «آ» .
[3]
انظر «العبر» (5/ 76- 77) و «تاريخ الإسلام» (62/ 400- 401) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 77) و «تاريخ الإسلام» (62/ 409- 410) و «النجوم الزاهرة» (6/ 254) وما بين الحاصرتين مستدرك منهما وقد سقط من «العبر» بطبعتيه فيستدرك.
[5]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 132- 133) .
[6]
ما بين الحاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» .
قال أبو شامة: هو أخو البهاء والناصح، وهو أصغرهم، وكان أبرعهم في الفقه والمناظرة والمحاكمات، بصيرا بما يجري عند القضاة في الدعاوى والبينات.
وقال ابن السّاعي في «تاريخه» : كان فقيها، فاضلا، خيّرا، عارفا بالمذهب والخلاف.
وقال غيره: كان ذا قوة وشهامة، وانتزع مسجد الوزير من يد العلم السخاوي، وبقي للحنابلة.
توفي في [1] سابع ربيع الأول ودفن بسفح قاسيون.
وفيها العلّامة كمال الدّين علي بن محمد بن يوسف بن النّبيه [2] ، الكاتب الشاعر، صاحب ديوان رسائل الملك الأشرف موسى بن العادل، وله ديوان شعر مشهور كله ملح، فمن شعره:
بدر تمّ له من الشّعر هاله
…
من رآه من المحبّين هاله
قصر الليل حين زار ولا غر
…
وغزال غارت عليه الغزالة
يا نسيم الصّبا عساك تحمّل
…
ت لنا من سكان نجد رسالة
كلّ مسعولة المراشف بيضا
…
ء حمتها سمر القنا العسّاله
وله:
أمانا أيّها القمر المطلّ
…
فمن جفنيك أسياف تسلّ
يزيد جمال وجهك كلّ يوم
…
ولي جسد يذوب ويضمحلّ
يميل بطرفه التركيّ عنّي
…
صدقتم إنّ ضيق العين بخل
[1] لفظة «في» سقطت من «ط» .
[2]
انظر «فوات الوفيات» (3/ 66- 73) و «تاريخ الإسلام» (62/ 410) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 178) .
أيا ملك [1] القلوب فتكت فيها
…
وفتكك في الرّعية لا يحلّ
قليل الوصل يقنعها فإن لم
…
يصبها وابل منه فطلّ
وله:
لماك والخدّ النّضر
…
ماء الحياة والخضر
أخذتني يا تاركي
…
أخذ عزيز مقتدر
أحلت سلواني على
…
ضامن قلب منكسر
ونمت عن ذي أرق
…
إذا غفا النّجم سهر
قد أضحت الترك به
…
ذا العربيّ تفتخر [2]
وليّ عهد البدر إن
…
غاب فإنّي منتظر
في خلقه وخلقه
…
ما في الغزال والنّمر
ترعاه أحداق الورى
…
فحيثما سار تسر
وفيها أبو العبّاس الخضر بن نصر الإربلي [3] الفقيه الشافعي، تفنن في العلوم، مع الزهد والورع، وهو أول من درّس بإربل، وله تصانيف حسان في التفسير والفقه، وله كتاب ذكر فيه ستا وعشرين خطبة للنّبيّ صلى الله عليه وسلم كلها مسندة، وانتفع به خلق كثير. قاله ابن الأهدل.
[1] في «آ» : «أيا مالك» .
[2]
رواية البيت في «فوات الوفيات» :
قلبي على الترك به
…
ذا البدويّ يفتخر
[3]
تنبيه: كذا أورد المؤلف ترجمته هنا في حوادث سنة (619) هـ وهو وهم منه تبع فيه ابن الأهدل وابن الأهدل تبع في ذلك اليافعي في «مرآة الجنان» (4/ 45- 46) وقد تبعهم في ذلك أيضا العامري في «غربال الزمان» ص (502) والصواب أنه مات سنة (567) والمتوفى سنة (619) إنما هو ابن أخيه (نصر بن عقيل) الذي سيترجم المؤلف له بعد قليل. انظر «وفيات الأعيان» (2/ 237- 238) و «طبقات الشافعية الكبرى» (7/ 83) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 118- 119) .
وفيها الحافظ محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج الغافقي الملّاحي الأندلسي الغرناطي المالكي أبو القاسم [1] .
كان إماما، حافظا، مكثرا، من الأثبات. قاله ابن ناصر الدّين.
وفيها أبو القاسم نصر بن عقيل بن نصر الإربلي [2] .
ولد بإربل سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وتفقه بها على عمه أبي العبّاس الخضر المتوفى في هذا العام أيضا [3] ، ثم توجه إلى بغداد سنة ستمائة، فآذاه متوليها [4] مظفّر الدّين، واستولى على أملاكه، فتوجه إلى الموصل سنة ست وستمائة، فأقبل عليه صاحبها الأتابك نور الدّين أرسلان شاه بن مسعود، وأحسن إليه، ورتّب له كفايته، ولم يزل مكرّما إلى أن مات بها في رابع عشر ربيع الآخر. ذكره التفليسي.
وفيها الشيخ يونس بن يوسف بن مساعد الشّيباني المخارقي القنيّي [5]- نسبة إلى القنيّة، قرية من نواحي ماردين [6]- وهذا شيخ الطائفة اليونسية أولي الشّطح وقلة العقل وكثرة الجهل، أبعد الله شرّهم.
وكان- رحمه الله صاحب حال وكشف. يحكى عنه كرامات. قاله في «العبر» .
[1] انظر «سير أعلام النبلاء» (22/ 162- 163) و «تاريخ الإسلام» (62/ 415- 416) و «التبيان شرح بديعة البيان» (174/ آ) .
[2]
انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 388) و «تاريخ الإسلام» (62/ 419) .
[3]
سبق أن نبهت عند التعليق على ترجمة (الخضر بن نصر) المتقدمة قبل قليل إلى وهم المؤلف رحمه الله تعالى في إيراده مع وفيات هذا العام، وأن الصواب وفاته سنة (567) هـ.
[4]
في «آ» و «ط» : «بتوليها» وما أثبته يقتضيه السياق.
[5]
انظر «وفيات الأعيان» (7/ 256- 257) و «العبر» (5/ 77- 78) و «تاريخ الإسلام» (62/ 424- 426) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 178- 179) .
[6]
قال ابن خلّكان: القنيّة: تصغير قناة.
وقال ابن خلّكان: سألت رجلا من أصحابه عنه فقال: كنا مسافرين والشيخ يونس معنا، فنزلنا في الطريق بين سنجار وعانة، وهي مخوفة فلم يقدر أحد منا ينام من شدة الخوف، ونام الشيخ يونس، فلما انتبه قلنا له:
كيف قدرت تنام؟ فقال: والله ما نمت حتّى جاء إسماعيل بن إبراهيم، عليهما السلام، وتدرك القفل، ورحلنا سالمين ببركة الشيخ يونس [1] .
ومن شعره مواليا:
أنا حميت الحمى وأنا سكنت [2] فيه
…
وأنا رميت الخلائق في بحار التّيه
من كان يبغي العطا منّي أنا أعطيه
…
أنا فتى ما أداني من به تشبيه
وله:
إذا صرت [3] سندانا فصبرا على الذي
…
ينالك من مكروه دقّ المطارق
لعلّ اللّيالي أن تعيدك ضاربا
…
فتضرب أعناق العدا بالبوارق
توفي بقريته القنيّة وقد ناهز التسعين، وقبره مشهور هناك.
[1] هذا من المبالغات التي لا يقرها شرعنا الحنيف.
[2]
كذا في «آ» و «ط» ، وفي «وفيات الأعيان» و «تاريخ الإسلام» :«سكنتو» .
[3]
في «ط» : «إذا صوت» وهو تحريف.