المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٧

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌سنة إحدى وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستمائة

- ‌سنة أربع وستمائة

- ‌سنة خمس وستمائة

- ‌سنة ست وستمائة

- ‌سنة سبع وستمائة

- ‌سنة ثمان وستمائة

- ‌سنة تسع وستمائة

- ‌سنة عشر وستمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وستمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وستمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وستمائة

- ‌سنة أربع عشرة وستمائة

- ‌سنة خمس عشرة وستمائة

- ‌سنة ست عشرة وستمائة

- ‌سنة سبع عشرة وستمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وستمائة

- ‌سنة تسع عشرة وستمائة

- ‌سنة عشرين وستمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وستمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وستمائة

- ‌سنة ست وعشرين وستمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاثين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمسين وستمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌سنة ست وخمسين وستمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ستين وستمائة

- ‌سنة إحدى وستين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وستمائة

- ‌سنة أربع وستين وستمائة

- ‌سنة خمس وستين وستمائة

- ‌سنة ست وستين وستمائة

- ‌سنة سبع وستين وستمائة

- ‌سنة ثمان وستين وستمائة

- ‌سنة تسع وستين وستمائة

- ‌سنة سبعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وستمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وستمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌سنة ست وسبعين وستمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمانين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وستمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وستمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وستمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وستمائة

- ‌سنة ست وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وستمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبعمائة

الفصل: ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

وفيها وقع برد وزنوا بردة فكانت مائة رطل بالبغدادي.

وفيها توفي الشمس البخاري أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السّعدي المقدسي ثم الدمشقي المعروف بالبخاري [1] ، شمس الدّين أبو العبّاس أخو الحافظ ضياء الدّين محمد، ووالد الفخر علي، مسند عصره.

ولد في العشر الأواخر من شوال، سنة أربع وستين وخمسمائة بالجبل، وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر وغيره، وببغداد من ابن الجوزي وطبقته، وبنيسابور وواسط من جماعة. وتفقه في مذهب الإمام أحمد، وبرع في المذهب، وأقام مدة يشتغل بالخلاف على الرّضي النيسابوري، ولهذا عرف بالبخاري، ثم رجع إلى الشام وسكن حمص مدة.

قال المنذري: وهو أول من ولي القضاء بها [2] .

[1] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 177) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 255- 257) و «تاريخ الإسلام» (63/ 129- 130) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 168- 170) و «القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية» (2/ 418) طبع مجمع اللغة العربية بدمشق.

[2]

قوله: «وهو أول من ولي القضاء بها» لم يرد في «التكملة» للمنذري التي بين يدي، والذي عنده:«وولي القضاء بحمص» وعلق محقّقه الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف- نفع الله به- بقوله: قال ابن العديم في «بغية الطلب» : وذكر الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي

ص: 187

وقال ابن الذهبيّ [1] : كان إماما، عالما، مفتيا، مناظرا، ذا سمت ووقار. وكان كثير المحفوظ [كثير الخير][2] ، حجّة، صدوقا، كثير الاحتمال، تامّ المروءة، [فصيحا، مفوّها][2] ، لم يكن في المقادسة أفصح منه، واتّفقت الألسنة على شكره وشهرته وفضله [3] . وما كان عليه يغني عن الإطناب في ذكره.

وروى عنه [أخوه] الضياء الحافظ وغيره، وأجاز للمنذري، وقال: إنه توفي ليلة الخميس خامس جمادى الآخرة، ودفن من الغد إلى جانب خاله الشيخ موفق الدّين.

وفيها أحمد بن محمود بن أحمد بن ناصر البغدادي الحريمي الحذّاء أبو العبّاس بن أبي البركات [4] .

ولد سنة ثلاث وأربعين تقديرا، وسمع ما أفاده والده من ابن البطّي، وابن بندار، وابن الدّجّاجي، وغيرهم، وتفقه في مذهب الإمام أحمد على والده، وحدّث، وأجاز للمنذري.

قال ابن الساعي: توفي يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الأولى ودفن بمقبرة باب حرب.

المنذري في كتاب «التكملة» أنه ولي القضاء بحمص وليس كذلك، وإنما ولي التحديث بحمص في أيام الملك المجاهد شيركوه بن محمد، أحضره إليها للتحديث، فظنّ الناقل أنه ولي القضاء. وكان قاضي حمص صالح بن أبي شبل.

[1]

في «آ» و «ط» : «وقال الدّبيثيّ» وهو خطأ والتصحيح من «تاريخ الإسلام» و «ذيل طبقات الحنابلة» .

[2]

ما بين الحاصرتين سقط من «آ» و «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» واستدركته من «تاريخ الإسلام» .

[3]

قوله: «وشهرته وفضله» لم يرد في «تاريخ الإسلام» وإنما هو في «ذيل طبقات الحنابلة» ولعله زيادة من مؤلّفه، والله أعلم.

[4]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 174- 175) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 167- 168) .

ص: 188

وفيها أحمد بن ناصر بن أحمد بن محمد بن ناصر، الإسكاف الفقيه، أبو العبّاس بن أبي البركات الفقيه الحنبلي الحربي [1] .

قرأ طرفا من الفقه على والده، وسمع الحديث من ابن البطّي، ويحيى ابن ثابت بن بندار، وابن الدّجّاجي وغيرهم، وكتب عنه ابن النجار. وقال:

كان شيخا، حسنا، فهما، متيقظا. توفي يوم الأحد حادي عشري جمادى الأولى، ودفن بباب حرب.

وفيها ابن الأستاذ أبو محمد عبد الرّحمن بن عبد الله بن علوان الحلبي [2] المحدّث الصالح، والد قاضي حلب.

ولد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. وسمع من طائفة، وحجّ من بغداد، فسمع بها من أحمد بن محمد العبّاسي، وكان له عناية متوسطة بالحديث، توفي في عاشر جمادى الآخرة.

وفيها الإمام الرافعي أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين بن الحسن [3] ، الإمام العلّامة إمام الدّين الشافعي، صاحب «الشرح» المشهور الكبير على «المحرر» وصاحب «الوجيز» . انتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه. وكان مع براعته في العلم صالحا، زاهدا، ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع.

[1] تنبيه: وهم المؤلف في إيراد هذه الترجمة هنا فهي تكرار للترجمة المتقدمة عليها مباشرة مع اختلاف في نسب المترجم، وقد تبع في ذلك ابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 168) ويعود الفضل في التنبيه على هذا الوهم إلى الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف فيما علقه على «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 174) جزاه الله تعالى خيرا ونفع به.

[2]

انظر «العبر» (5/ 94) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 303- 304) .

[3]

انظر «العبر» (5/ 94) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 252- 255) و «تاريخ الإسلام» (63/ 143- 144) .

ص: 189

قال ابن قاضي شهبة: إليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار، ولقد برز فيه على كثير ممن تقدّمه، وحاز قصب السبق، فلا يدرك شأوه إلّا من وضع يديه حيث وضع قدمه. تفقّه على والده وغيره، وسمع الحديث من جماعة.

وقال ابن الصلاح: أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله. كان ذا فنون، حسن السيرة، جميل الأمر، صنف «شرح الوجيز» في بضعة عشر مجلدا لم يشرح «الوجيز» بمثله.

وقال النووي [1] : إنه كان من الصالحين المتمكنين، وكانت له كرامات [كثيرة] ظاهرة.

وقال أبو عبد الله محمد بن محمد الإسفراييني: هو شيخنا، إمام الدّين، وناصر السّنة صدقا. كان أوحد عصره في العلوم الدينية، أصولا وفروعا، ومجتهد زمانه في المذهب، وفريد وقته في التفسير. [كان له مجلس بقزوين للتفسير][2] ولتسميع الحديث. صنّف شرحا ل «مسند الشافعي» وأسمعه وصنّف شرحا ل «الوجيز» ، ثم صنّف أوجز منه.

وقيل: إنه لم يجد زيتا للمطالعة في قرية بات بها فتألم، فأضاء له عرق كرمة فجلس يطالع ويكتب عليه.

ومن شعره:

أقيما على باب الرّحيم أقيما

ولا تنيا في ذكره فتهيما

هو الرّبّ من يقرع على الصّدق بابه

يجده رؤوفا بالعباد رحيما

[1] انظر «تهذيب الأسماء واللغات» (2/ 264- 265) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.

[2]

ما بين الحاصرتين سقط من «آ» و «ط» واستدركته من «تاريخ الإسلام» مصدر المؤلف وانظر «تهذيب الأسماء واللغات» .

ص: 190

وقال ابن خلّكان [1] : توفي في هذه السنة بقزوين وعمره نحو ست وستين سنة.

ومن تصانيفه «العزيز في شرح الوجيز» الذي يقول فيه النووي بعد وصفه: واعلم أنه لم يصنّف في مذهب الشافعيّ- رضي الله عنه ما يحصّل لك مجموع ما ذكرته أكمل من كتاب الرافعي ذي التحقيقات، بل اعتقادي واعتقاد كل مصنّف أنه لم يوجد مثله في الكتب السابقات ولا المتأخرات فيما ذكرته من المقاصد المهمات.

والرافعي: منسوب إلى رافعان، بلدة من بلاد قزوين. قاله النووي [2] .

وقال الإسنوي [3] : وسمعت قاضي القضاة جلال الدّين القزويني يقول:

إن رافعان بالعجمي، مثل الرافعي بالعربي، فإن الألف والنون في آخر الاسم عند العجم كياء النسبة [4] في آخره عند العرب، فرافعان نسبة إلى رافع، قال: ثم إنه ليس بنواحي قزوين بلدة يقال لها رافعان [5] ولا رافع، بل هو منسوب إلى جدّ له يقال له: رافع، أي وهو رافع بن خديج.

وحكى ابن كثير [6] قولا أنه منسوب إلى رافع مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وفيها علي بن النّفيس بن بورنداز [7] أبو الحسن البغدادي.

[1] تنبيه: لم أقف على ذكره في «وفيات الأعيان» الذي بين يدي، وهذا النقل في «فوات الوفيات» (2/ 377) دون ذكر السنّ الّتي مات فيها.

[2]

هذا القول ذكره النووي في «مختصر طبقات الشافعية» لابن الصلاح، وليس في «تهذيب الأسماء واللغات» والله أعلم.

[3]

انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 571- 573) .

[4]

في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «كالنسبة» .

[5]

انظر «سير أعلام النبلاء» (22/ 254) فقد أورد الذهبي فيه رأيا لأبي المعالي بن رافع يؤيد ما جاء في كتابنا هذا.

[6]

في كتابه «طبقات الشافعية» وليس في «البداية والنهاية» .

[7]

تحرفت في «آ» و «ط» إلى «بوريدان» والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة»

ص: 191

ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وسمع من أبي الوقت [السّجزي] ، ومحمود فورجه، وجماعة، وتوفي في ذي القعدة.

وفيها شبل الدولة، كافور الحسامي طواشي حسام الدّين محمد [1] ، ولد ستّ الشام، وخادم ستّ الشام. له فوق جسر ثورا [2] من صالحية دمشق، المدرسة، والتربة، والخانقاه، وأوقف عليها الأوقاف، ونقل لها الكتب الكثيرة، وفتح للناس طريقا من الجبل إلى دمشق قريبة على عين الكرش، وبنى المصنع الذي على رأس الزقاق [الطويل][3] ، والخانقاه للصوفية إلى جانب مدرسته، ومصنعا آخر عند مدرسته، وكان ديّنا، وافر الحشمة. روى عن الخشوعي، ودفن بتربته إلى جانب مدرسته.

وفيها الظّاهر بأمر الله أبو نصر محمد بن الناصر لدين الله أحمد بن المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي العباسي [4] .

ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وبويع بالخلافة بعد أبيه في العام الماضي، وكانت خلافته تسعة أشهر ونصفا، وكان ديّنا، خيّرا، متواضعا، حتّى بالغ ابن الأثير وقال: أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنّة العمرين.

(3/ 191- 192) و «العبر» (5/ 94) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 297) .

[1]

انظر «ذيل الروضتين» ص (150) و «العبر» (5/ 95) .

[2]

يعني جسر نهر ثورا أحد أفرعة نهر بردى الشهير بدمشق. انظر «معجم البلدان» (2/ 86) و «غوطة دمشق» للعلّامة الأستاذ محمد كرد علي ص (86) .

[3]

زيادة من «ذيل الروضتين» .

[4]

انظر «مرآة الزمان» (8/ 423) و «ذيل الروضتين» ص (149- 150) و «العبر» (5/ 95- 96) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 264- 268) و «تاريخ الخلفاء» ص (458- 460) .

ص: 192

وقال أبو شامة [1] : كان أبيض مشربا بحمرة، حلو الشمائل، شديد القوى [2]، قيل له: ألا تتفسح [3] ؟ قال: لقد لقس الزرع [4]، فقيل: يبارك الله في عمرك، فقال: من فتح [دكانا][5] بعد العصر أيش يكسب. ثم إنه أحسن إلى النّاس وفرّق الأموال، وأبطل المكوس وأزال المظالم.

وقال الذهبي: توفي في ثالث عشر رجب، وبويع بعده ابنه المستنصر بالله.

وفيها أحمد بن عبد المنعم الحكيم البغدادي [6] . كان حسن المعرفة بالأدب والطلب.

ومن شعره:

إذا لم أجد لي في الزّمان مؤانسا

جعلت كتابي مؤنسي وجليسي

وأغلقت بابي دون من كان ذا غنى

وأمليت من مال القناعة كيسي

وفيها ابن أبي لقمة، أبو المحاسن محمد بن السيد بن فارس الأنصاري الدمشقي الصفّار [7] المعمّر.

ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وسمع من هبة الله بن طاووس، والفقيه نصر الله المصّيصي، وجماعة. تفرّد بالرّواية عنهم، وأجاز له من

[1] انظر «ذيل الروضتين» ص (145) ضمن ترجمة أبيه.

[2]

في «ذيل الروضتين» : «شديد القوة» .

[3]

في «ذيل الروضتين» : «ألا يتفسح» وفي «سير أعلام النبلاء» : «ألا تتنزّه» .

[4]

كذا في «آ» و «ط» و «سير أعلام النبلاء» : «لقد لقس الزرع» وفي «ذيل الروضتين» الذي بين يدي: «قد فات الزرع» .

جاء في «تاج العروس» (لقس) : اللّقس واللّاقس: الجرب.

[5]

استدركتها من «ذيل الروضتين» .

[6]

لم أقف على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر والمراجع.

[7]

انظر «العبر» (5/ 96) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 298- 299) .

ص: 193

بغداد سنة أربعين علي بن الصبّاغ وطبقته، وكان ديّنا، كثير التلاوة والذّكر.

توفي في ثالث ربيع الأول.

وفيها ابن البيّع أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدّينوري الزّهري [1] . سمع من عمّه أبي بكر محمد بن أبي حامد، ومحمد ابن طراد الزّينبي، وجماعة، انفرد بالرواية عنهم، وكان شيخا جليلا نبيلا رضيا، توفي في شوال.

وفيها أبو القاسم العتّابي المبارك بن علي بن أبي الجود الورّاق [2] آخر أصحاب ابن الطّلّاية. كان رجلا صالحا، توفي في المحرم.

قال الذهبي: حدثنا عنه الأبرقوهيّ.

وفيها أبو العزّ موفق الدّين مظفّر بن إبراهيم بن جماعة بن علي بن شامي بن أحمد بن ناهض بن عبد الرزاق العيلاني- بالعين المهملة، نسبة إلى قيس عيلان- الحنبلي الأديب الشاعر العروضي الضرير المصري [3] .

ولد لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وخمسمائة بمصر، وسمع الحديث من أبي القاسم بن البستي، وابن الصّابوني، وأبي طاهر السّلفي، والبوصيري، وغيرهم. ولقي جماعة من الأدباء، وقال الشّعر الجيّد، وبرع في علم العروض، وصنّف فيه تصنيفا مشهورا دلّ على حذقه. ومدح جماعة كثيرة من الملوك، والشعراء، والوزراء، وغيرهم. وحدّث بتصنيفه وبشيء من شعره.

[1] انظر «العبر» (5/ 262- 263) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 262- 263) .

[2]

انظر «العبر» (5/ 96- 97) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 263) و «تاريخ الإسلام» (63/ 156- 157) .

[3]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 168- 169) و «وفيات الأعيان» (5/ 213- 217) و «تاريخ الإسلام» (63/ 157- 159) و «نكت الهميان» ص (290- 293) وقد تصحفت «العيلاني» فيه إلى «الغيلاني» بالغين المعجمة فتصحح. و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 166- 167) .

ص: 194

قال المنذري: سمعت منه وكان بقية فضلاء طبقته.

وذكر ابن خلّكان أنه قال: دخلت يوما على القاضي هبة الله بن سناء الملك الشاعر فقال لي: يا أديب صنفت نصف بيت ولي أيام أفكر في تمامه قلت: وما هو؟ قال:

بياض عذاري من سواد عذاره

قلت: قد حصل تمامه، وأنشدت:

كما جلّ ناري فيه من جلنّاره

فاستحسنه وعمل عليه.

ومن نظمه الأبيات المشهورة السائرة الرائقة الفائقة:

قالوا عشقت وأنت أعمى

ظبيا كحيل الطّرف ألمى

وحلاه ما عاينتها

فنقول قد شغفتك دهما

وخياله بك في المنا

م فما أطاف ولا ألمّا

من أين أرسل للفؤا

د وأنت لم تنظره سهما

ومتى رأيت جماله

حتّى كساك هواه سقما

وبأيّ جارحة وصل

ت لوصفه نثرا ونظما

والعين داعية الهوى

وبه ينمّ إذا تنمّى

فأجبت إني موسو

يّ العشق إنصافا وفهما

أهوى بجارحة السّما

ع ولا أرى ذات المسمّى

وقال ابن خلّكان: وأخبرني أحد أصحابه أن شخصا قال له: رأيت في بعض تآليف أبي العلاء المعرّي ما صورته: أصلحك الله وأبقاك، لقد كان من الواجب أن تأتينا اليوم إلى منزلنا الخالي، لكي نحدث عهدا بك يا زين

ص: 195

الأخلاء، فما مثلك من ضيّع عهدا [1] وغفل، وسأله من أي الأبحر هذا؟ وهل هو بيت واحد أم أكثر؟ فإن كان أكثر فهل أبياته على رويّ واحد أم هي مختلفة الرّويّ. قال: فأفكر ساعة، ثم أجابه بجواب حسن، فلما قال لي المخبر ذلك، قلت له: اصبر عليّ حتّى أنظر [فيه] ولا تقل ما قاله، ثم أفكرت فيه فوجدته يخرج من بحر الرّجز، وهذا المجزوء منه، وتشتمل هذه الكلمات على أربعة أبيات، على رويّ اللّام، وهي على صورة يسوغ استعمالها عند العروضيين، ومن لم يكن من العروضيين [2] ومن لم يكن له بهذا الفنّ معرفة، فإنه ينكرها، لأجل قطع الموصول منها، ولا بد من الإتيان بها لتظهر [3] صورة ذلك وهي:

أصلحك الله وأب

قاك لقد كان من ال

واجب أن تأتينا ال

يوم إلى منزلنا ال

خالي لكي نحدث عه

دا بك يا زين الأخل

لاء فما مثلك من

ضيّع [4] عهدا أو غفل [5]

وهذا إنما يذكره أهل هذا الشأن للمعاياة لا أنه [6] من الأشعار المستعملة، فلما استخرجته عرضته على ذلك الشخص، فقال: هكذا قاله مظفّر الأعمى.

وكانت ولادة مظفّر الدّين المذكور لخمس بقين من جمادى الآخرة،

[1] في «وفيات الأعيان» : «من غير عهدا» .

[2]

قوله: «ومن لم يكن من العروضيين» لم يرد في «وفيات الأعيان» الذي بين يدي.

[3]

في «آ» و «ط» : «لتنظر» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

[4]

في «وفيات الأعيان» : «غيّر» .

[5]

في «آ» و «ط» : «وغفل» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .

[6]

في «وفيات الأعيان» : «لا لأنه» .

ص: 196

سنة أربع وأربعين وخمسمائة بمصر، وتوفي بها سحرة يوم السبت من المحرم. انتهى ملخصا، أي ودفن بسفح المقطّم.

وفيها الجمال المصري، قاضي القضاة أبو الوليد يونس بن بدران بن فيروز بن صاعد بن محمد بن علي الشّيبي الشّافعي [1] .

ولد في حدود الخمسين وخمسمائة، وسمع من السّلفي، وولي الوكالة السلطانية بالشام، ودرّس بالأمينيّة، ثم ولي القضاء، ودرّس بالعادليّة، واختصر «الأم» للشافعي، ولم يكن بذاك المحمود في الولاية.

توفي في ربيع الآخر، ودفن بداره بقرب القليجيّة، وقد تكلّم في نسبه.

[1] انظر «العبر» (5/ 97) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 257- 258) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 122- 123) .

ص: 197