الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وعشرين وستمائة
فيها خاف أهل الشّام وغيرها من الخوارزمية، وعرفوا أنهم إن ملكوا عملوا بهم كل نحس، فاصطلح الأشرف وصاحب الرّوم علاء الدّين واتفقوا على حرب جلال الدّين، وساروا فالتقوه في رمضان فكسروه واستباحوا عسكره، ولله الحمد. وهرب جلال الدّين بأسوإ حال، ووصل إلى خلاط في سبعة أنفس، وقد تمزق جيشه وقتلت أبطاله، فأخذ حريمه وما خفّ حمله وهرب إلى أذربيجان، ثم أرسل إلى الملك الأشرف في الصّلح وذلّ وأمنت خلاط، وشرعوا في إصلاحها.
قال الموفق عبد اللطيف: هزم الله الخوارزميّة بأيسر مؤونة بأمر ما كان في الحساب، فسبحان من هدم ذاك الجبل الرّاسي في لمحة ناظر.
وفيها توفي أبو العبّاس أحمد بن فهد بن الحسين بن فهد العلثي [1] الفقيه الحنبلي. سمع من أبي شاكر السقلاطوني، وشهدة، وغيرهما. وتفقه على ابن المنّي. وكان حسن الكلام في مسائل الخلاف، وفيه صلاح وديانة.
وكان زيّه زي العوام في ملبسه، وحدّث وسمع منه جماعة، وتوفي ليلة الثلاثاء ثاني عشر شعبان.
[1] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 267- 268) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 177) وفيه «أحمد بن نصر بن الحسين» فيصحح.
وفيها زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي الشافعي [1] . روى عن أبي العشائر محمد بن خليل [القيسيّ][2] ، وعبد الرحمن الدّاراني، والفلكي، وطائفة. وكان صالحا خيّرا، من سروات الناس. حسن السمت. تفقه على جمال الأئمة علي بن الماسح، وولي نظر الخزانة والأوقاف، ثم تزهّد. عاش ثلاثا وثمانين سنة، وتوفي في صفر.
وفيها أبو الذّخر خلف بن محمد بن خلف الكنّري البغدادي الحنبلي [3] .
ولد بكنّر من قرى بغداد سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وحفظ بها القرآن، وتفقه في المذهب. ثم سافر إلى الموصل واستوطنها، وسمع بها من الخطيب أبي الفضل الطّوسي، ويحيى الثقفي، وغيرهما. وحدّث، وأقرأ القرآن، وكتب عنه الناس. وكان متدينا، صالحا، حسن الطريقة. توفي في المحرّم بالموصل.
وفيها راجح بن إسماعيل الحلّي [4] ، الأديب شرف الدّين. صدر نبيل، مدح الملوك بمصر والشام والجزيرة، وسار شعره. توفي في شعبان.
وفيها أبو الخير موفق الدّين سلامة بن صدقة بن سلامة بن الصّولي الحرّاني [5] ، الفقيه الحنبلي الفرضي. سمع ببغداد من أبي السعادات القزّاز وغيره، وتفقه بها.
[1] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 258- 259) و «العبر» (5/ 108) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 284- 287) و «تاريخ الإسلام» (63/ 256- 257) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 220) .
[2]
زيادة من «سير أعلام النبلاء» .
[3]
انظر «معجم البلدان» (4/ 483) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 178) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 108) و «تاريخ الإسلام» (63/ 258) و «النجوم الزاهرة» (6/ 275) وهو منسوب إلى «الحلّة» كما في «تاريخ الإسلام» .
[5]
انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 258) و «تاريخ الإسلام» (63/ 258- 259) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 174) .
قال ابن حمدان: كان من أهل الفتوى، مشهورا بعلم الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة. سمعت عليه كثيرا من «الطبقات» لابن سعد، وقرأت عليه ما صنّفه في الحساب والجبر والمقابلة، وأجوبته في الفتوى غالبا: نعم أولا.
وقال ابن رجب: قال المنذري: لنا منه إجازة.
وقال [1] : الصّولي: بفتح الصاد المهملة، الإسكاف، هكذا تقوله أهل بلده.
ورأيت على مقدمة من تصنيفه في الفرائض، ابن الصولية، ولم تضبط الصاد بشيء. توفي في المحرّم بحرّان.
وفيها أبو بكر عبد الله بن معالي بن أحمد بن الرّيّاني [2] ، المقرئ الفقيه الحنبلي. تفقه على أبي الفتح بن المنّي وغيره، وسمع منه ومن شهدة وغيرهما. وحدّث.
قال ابن نقطة: سمعت منه أحاديث، وهو [3] شيخ حسن.
وقال ابن النجار: كان صالحا، حسن الطريقة. وشهد عند القضاة وحدّث باليسير، وتوفي يوم الجمعة خامس جمادى الأولى، ودفن بمقبرة الإمام أحمد.
وهو منسوب إلى الرّيّان، بفتح الراء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، وبعد الألف نون، محلّة بشرقي بغداد [4] .
[1] القائل المنذري في «التكملة» ونقله عنه ابن رجب في «الذيل» .
[2]
انظر «تكملة الإكمال» لابن نقطة (2/ 755) و «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 262- 263) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 174- 175) .
[3]
لفظة «وهو» لم ترد في «تكملة الإكمال» الذي بين يدي فتستدرك.
[4]
انظر «معجم البلدان» (3/ 111) .
وفيها سليمان بن أحمد بن أبي عطّاف المقدسي الحنبلي [1] ، نزيل حرّان. تفقه بها، وحدّث عن أبي الفتح بن أبي الوفاء الفقيه، وتوفي بها في ثاني عشر جمادى الأولى.
وفيها أبو محمد عبد السلام بن عبد الرحمن ابن الشيخ العارف معدن الحكم والمعارف أبي الحكم بن برجان اللّخمي المغربي ثم الإشبيلي [2] ، حامل لواء اللغة بالأندلس. أخذ عن أبي إسحاق بن ملكون.
وتوفي في جمادى الأولى. قاله ابن الأهدل.
وفيها أبو محمد عبد الرحمن بن عتيق بن عبد العزيز بن صيلا الحربيّ المؤدّب [3] .
روى عن أبي الوقت [السّجزي] وغيره، وتوفي في ربيع الأول.
وفيها عبد السلام بن عبد الرحمن بن الأمين علي بن علي بن سكينة علاء الدّين الصّوفي البغدادي [4] .
سمع أبا الوقت، ومحمد بن أحمد البرمكي، وجماعة كثيرة. وتوفي في صفر.
وفيها أبو يحيى زكريا بن يحيى القطفتيّ [5]- بضمتين وسكون الفاء وفوقية مثناة، نسبة إلى قطفتا محلّة ببغداد [6]-.
[1] انظر «تاريخ الإسلام» (63/ 259) .
[2]
انظر «تاريخ الإسلام» (63/ 262- 263) و «العبر» (5/ 109) و «مرآة الجنان» (4/ 65) .
[3]
انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 262) و «تاريخ الإسلام» (63/ 260- 261) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 332) .
[4]
انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 259- 260) و «سير أعلام النبلاء» (22/ 333) و «تاريخ الإسلام» (63/ 262) .
[5]
انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 263) و «تاريخ الإسلام» (63/ 258) .
[6]
انظر «معجم البلدان» (4/ 374) .
ولد سنة أربع أو خمس وأربعين وخمسمائة، وتفقه في مذهب أحمد، وسمع من يحيى بن موهوب، وحدّث. وتوفي في جمادى الأولى ببغداد، ودفن بمقبرة معروف. قاله المنذري في «وفياته» .
وفيها أبو الفتوح عبد الرحمن بن عربد الدّنيسري [1] محتسب دنيسر، بلدة قرب ماردين، كان فصيحا شاعرا، فيه فضيلة تامة، حبسه صاحب ماردين، فمات في السجن.
ومن شعره:
تزايد في هوى أملي جنوني
…
وأورث مهجتي سقما شجوني
وصرت أغار من نظر البرايا
…
عليه ومن خيالات الظّنون
ويعذب لي عذابي في هواه
…
وهذا نصّ معتقدي وديني
فقل لللّائمين عليه جهلا
…
دعوني لا تلوموني دعوني
وله:
لا والذي بيديه البرء والسّقم
…
ما لي سوى وجنتيه في الهوى قسم
أحوى حوى السّحر في أجفانه وعلى
…
خدّيه من مهجات المدنفين دم
مزنّر الخصر وا شوقي إلى خصر
…
في فيه يقصر عنه البارد الشّبم
كالماء جسما ولكن قلبه حجر
…
فما سباني إلّا وهو لي صنم
وفيها الصدر فخر الدّين أبو بكر محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الدمشقي [2] المعدّل. من بيت أمانة وصيانة ودين. كان أجمل أهل بيته وأحسنهم خلقا [3] .
[1] في «آ» و «ط» : «ابن عرند» والتصحيح من «تاريخ دنيسر» ص (153) بتحقيق صديقي الفاضل الأستاذ إبراهيم صالح، طبع مجمع اللغة العربية بدمشق.
[2]
انظر «تاريخ دنيسر» ص (153- 155) و «الوافي بالوفيات» (18/ 153) وكنيته فيهما «أبو محمد» .
[3]
انظر «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 273) و «تاريخ الإسلام» (63/ 269) و «العبر» (5/ 109) .
ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وسمع من السّلفي، وابن عساكر.
وكان رئيسا سريّا، صاحب أخبار وتواريخ، ماجنا [1] ، خليعا، من غير ذكر فاحشة، وكان متولعا بستّ الشام، يتولى أمر ديوانها، وفوضت إليه أوقافها، وترك الولايات في آخر عمره. وكان له تجّار يسافرون في تجارته، وله نظم، وعنده كتب كثيرة. توفي بدمشق، ودفن بالباب الصغير.
وفيها فخر الدّين بن شافع، محمد بن أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم الجيلي ثم البغدادي المعدّل الحنبلي، أبو المعالي [2] .
ولد ببغداد ليلة الجمعة سادس عشري جمادى الآخرة، سنة أربع وستين وخمسمائة. وتوفي والده [3] وله سنة وشهور، فتولاه خاله أبو بكر بن مشق، وأسمعه الكثير من خلق، منهم: السّقلاطوني، وابن الرّحلة، وشهدة.
وقرأ القرآن بالرّوايات، وتفقه في المذهب.
قال ابن النجار: كان طيّب النغمة في قراءة القرآن والحديث، ويفيد الناس إلى آخر عمره. وكان متدينا، صالحا، حسن الطريقة، جميل السيرة، وقورا، صدوقا، أمينا. كتبت عنه ونعم الرجل.
وقال ابن نقطة: ثقة [مأمون] مكثر، حسن السمت.
وقال ابن السّاعي: ثقة، صالح، جميل الطريقة، من بيت العدالة والرواية.
وقال ابن النجار: توفي يوم الأحد رابع رجب، ودفن عند آبائه بدكة الإمام أحمد.
[1] في الأصل: «مجانا» وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.
[2]
انظر «تكملة الإكمال» (2/ 490) و «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 264- 265) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 175- 177) ولفظة «مأمون» مستدركة منه.
[3]
تحرفت في «آ» إلى «ولده» .