الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبعين وستمائة
في رمضان حوّلت التتار من تبقّى من أهل حرّان [1] إلى المشرق وخربت ودثرت بالكلّيّة.
وفيها توفي معين الدّين أحمد بن قاضي الدّيار المصرية علي بن العلّامة أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدّمشقي ثم المصري [2] .
ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة، وسمع من البوصيري، وابن ياسين، وطائفة، وتوفي في رجب.
وفيها الملك الأمجد حسن بن الملك النّاصر داود بن الملك المعظّم عيسى بن الملك العادل أيوب [3] .
كان من الفضلاء، عنده مشاركة جيدة في كثير من العلوم، وله معرفة تامّة بالأدب. وتزهّد وصحب المشايخ، وكان لا يدّخر عنهم شيئا. وكان كثير
[1] في «آ» و «ط» و «المنتخب» لابن شقدة (185/ آ) : «من أهل خراسان» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» و «دول الإسلام» .
[2]
انظر «العبر» (5/ 292- 293) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (279) و «حسن المحاضرة» (1/ 381) .
[3]
انظر «النجوم الزاهرة» (7/ 236) و «ترويح القلوب» للزّبيدي ص (60) و «الأعلام» (2/ 190) .
المروءة والاحتمال. مات بدمشق ودفن بتربة جدّه الملك المعظّم بسفح قاسيون.
وفيها الكمال سلّار بن الحسن بن عمر بن سعيد الإربلي الشّافعي [1] الإمام العلّامة مفتي الشّام ومفيده أبو الفضائل، صاحب ابن الصّلاح شيخ الأصحاب ومفيد الطلّاب. تفقّه على ابن الصّلاح حتّى برع في المذهب، وتقدم وساد، واحتاج الناس إليه، وكان معيدا بالبادرائية، عيّنه لها واقفها، فباشرها إلى أن توفي يفيد ويعيد، ويصنّف ويعلّق، ويؤلّف ويجمع، وينشر المذهب، ولم يزدد منصبا آخر، وقد اختصر «البحر» للرّوياني في مجلدات عدة، وانتفع به جماعة من الأصحاب، منهم الشيخ محيي الدّين النّووي، وأثنى عليه ثناء حسنا. قال: وتفقه على جماعة، منهم: أبو بكر الماهياني، والماهياني على ابن البرزي.
وقال الشريف عزّ الدّين: وكان عليه مدار الفتوى بالشّام في وقته، ولم يترك في بلاد الشام مثله.
توفي في جمادى الآخرة في عشر التسعين أو نيّف عليها، ودفن بباب الصغير.
وفيها الجمال البغداديّ عبد الرحمن بن سليمان [2] بن سعد بن سليمان [2] البغدادي [3] الأصل الحرّاني المولد، الفقيه الحنبلي، أبو محمد، نزيل دمشق.
[1]«ذيل مرآة الزمان» (2/ 479) و «العبر» (5/ 293) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (279) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 149) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 168- 169) .
[2]
في «آ» و «ط» و «النجوم الزاهرة» : «سلمان» والتصحيح من «الوافي بالوفيات» و «ذيل طبقات الحنابلة» .
[3]
في «الوافي بالوفيات» : «البغيداذي» وكذلك في «تاريخ الإسلام» للذهبي كما في حاشية «النجوم الزاهرة» .
ولد سنة خمس وثمانين وخمسمائة في أحد ربيعيها، وسمع من عبد القادر الحافظ، وحنبل، وحمّاد الحرّاني، وغيرهم. وتفقه بالشيخ الموفق، وبرع وأفتى، وانتفع به جماعة، وحدّث. وروى عنه طائفة، منهم:
ابن الخبّاز. وكان إماما بحلقة الحنابلة بالجامع.
توفي في رابع شعبان ودفن بسفح قاسيون.
وفيها ابن يونس تاج الدّين العلّامة عبد الرحيم بن الفقيه رضي الدّين محمد بن يونس بن منعة الموصلي الشافعي [1] ، مصنّف «التعجيز» .
كان من بيت الفقه والعلم بالموصل.
ولد بها سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، واشتغل بها، وأفاد وصنّف، ثم دخل بغداد بعد استيلاء التتار عليها في رمضان هذه السنة، وولي قضاء الجانب الغربي بها، وتدريس البشيرية.
قال الإسنويّ: كان فقيها، أصوليا، فاضلا.
توفي في شوال سنة إحدى وسبعين وستمائة، ودفن عند قبة الدّيلم بالمشهد الفاطمي، وجزم ابن خلّكان وصاحب «العبر» [2] بوفاته في هذه السنة.
وفيها أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن سعد
[1] انظر «وفيات الأعيان» (4/ 255) و «العبر» (5/ 293) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 191- 194) و «الوافي بالوفيات» (18/ 391) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 574) .
[2]
قلت: ما ذكره في هذا الصدد عن ابن خلّكان صحيح فقد ذكر بأنه مات سنة (671) وأما ما ذكره عن الذهبي في «العبر» فهو وهم منه رحمه الله، فقد ذكر ضمن وفيات سنة (670) !.
المقدسي الصّحراوي [1] . روى عن الخشوعي، ومحمد بن الخصيب، وتوفي في رمضان عن ثمانين سنة.
وفيها القاضي الرئيس عماد الدّين محمد بن سالم بن الحافظ أبي المواهب التّغلبي [2] الدّمشقي [3] ، والد قاضي القضاة نجم الدّين.
ولد بعد الستمائة، وسمع من الكندي وجماعة، وكان كامل السّؤدد، متين الدّيانة، وافر الحرمة. توفي في العشرين من ذي القعدة عن تسعين سنة. قاله في «العبر» .
وفيها الوجيه ابن سويد التكريتي محمد بن علي بن أبي طالب التّاجر [4] . كان واسع الأموال والمتاجر، عظيم الحرمة، مبسوط اليد في الدولة النّاصرية والظّاهرية.
توفي في ذي القعدة عن نيّف وستين سنة، ولم يرو شيئا.
وفيها الحافظ محمد بن الحافظ العلم علي الصّابوني بن محمود بن أحمد بن علي المحمودي [5] أبو حامد، المنعوت بالجمال. كان إماما، حافظا، مفيدا. اختلط قبل موته بسنة أو أكثر.
قال ابن ناصر الدّين في «بديعته» [6] :
محمد بن العلم الصّابوني
…
خبرته فائقة الفنون
[1] انظر «العبر» (5/ 293) .
[2]
في «آ» و «ط» : «الثعلبي» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[3]
انظر «العبر» (5/ 294) و «الوافي بالوفيات» (3/ 84) و «النجوم الزاهرة» (7/ 237) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 294) و «الوافي بالوفيات» (4/ 186) .
[5]
انظر «تذكرة الحفاظ» (4/ 1464- 1465) و «الوافي بالوفيات» (4/ 188- 189) وذكره ابن ناصر الدّين في «التبيان شرح بديعة البيان» (181/ آ- ب) وذكر فوائد عزيزة في ترجمته.
[6]
(25/ ب) من مصورة المكتبة الأحمدية بحلب.
وفيها أبو بكر البشتي- نسبة إلى بشت قرية بنيسابور [1]- محمد بن المحدّث عليّ بن المظفّر بن القاسم الدمشقي المولد المؤذن.
ولد في المحرّم سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وسمع من الخشوعي وطائفة كثيرة. توقف بعض المحدّثين في السماع منه لأنه كان [2] جنائزيّا.
[1] تنبيه: كذا قيّد نسبته المؤلف رحمه الله تعالى، والصواب «النّشبيّ» من ولد نشبة بن الربيع، بطن من تيم الرّباب. كما قيّده الذّهبيّ في «مشتبه النسبة» ص (348) .
[2]
لفظة «كان» سقطت من «آ» .