الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وسبعين وستمائة
فيها توفي الشّهاب بن الجزري أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عيسى الأنصاري الدمشقي [1] .
وله أربع وستون سنة. روى عن ابن اللّتي، وابن المقيّر، وطبقتهما، وكتب الكثير، ورحل إلى ابن خليل فأكثر عنه، وكان يقرأ الحديث على كرسي الحائط الشمالي. توفي في جمادى الآخرة.
وفيها الفارقاني شمس الدّين آق سنقر الظّاهري [2] ، أستاذ دار الملك الظّاهر. جعله الملك السعيد نائبه فلم ترض خاصّة السعيد بذلك، ووثبوا على الفارقاني واعتقلوه، فلم يقدر السعيد على مخالفتهم، فقيل: إنهم خنقوه في جمادى الأولى.
وكان وسيما، جسيما، شجاعا، نبيلا، له خبرة ورأي، وفيه ديانة وإيثار، وعليه مهابة ووقار. مات في عشر الخمسين.
وفيها النّجيبيّ جمال الدّين آقوش [3] النّجمي [4] أستاذ دار الملك
[1] انظر «العبر» (5/ 313- 314) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (282) و «النجوم الزاهرة» (7/ 285) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 314) و «النجوم الزاهرة» (7/ 285) .
[3]
في «آ» و «ط» : «أقش» والتصحيح من المصادر المذكورة في التعليق التالي.
[4]
انظر «العبر» (5/ 314) و «البداية والنهاية» (13/ 281) و «النجوم الزاهرة» (7/ 285) .
الصّالح. ولي أيضا للملك الظّاهر استاداريته، ثم نيابة دمشق تسعة أعوام، وعزله بعزّ الدّين أيدمر، ثم بقي بالقاهرة مدّة بطالا، ولحقه فالج قبل موته بأربع سنين. وكان محبا للعلماء، كثير الصّدقة، لديه فضيلة وخبرة. عاش بضعا وستين سنة. وتوفي بربيع الآخر، وله بدمشق خانقاه، وخان، ومدرسة، ولم يخلّف ولدا.
وفيها قاضي القضاة صدر الدّين سليمان بن أبي العزّ بن وهيب الأذرعي، نسبة إلى أذرعات ناحية بالشام، ثم الدمشقي [1] ، شيخ الحنفية قاضي القضاة [2] أبو الفضل. أحد من انتهت إليه رئاسة المذهب في زمانه، وبقيّة أصحاب الشيخ جمال الدّين الحصيري. درّس بمصر مدّة، ثم قدم دمشق، فاتفق موت القاضي مجد الدّين ابن العديم، فقلّد بعده القضاء، فبقي فيه ثلاثة أشهر.
قال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : كان من كبار العلماء، وله تصانيف في مذهبه، وولي القضاء بالدّيار المصرية، والشامية، والبلاد الإسلامية، وأذن له في الحكم حيث حلّ من البلاد انتهى.
توفي في شعبان عن ثلاث ثمانين سنة ودفن بتربته [3] بقاسيون.
وفيها كمال الدّين أبو محمد طه بن إبراهيم بن أبي بكر الإربلي الشّافعي [4] .
[1] قوله: «قاضي القضاة» لم يرد في «ط» .
[2]
انظر «العبر» (5/ 315) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (282) و «البداية والنهاية» (13/ 281- 282) و «النجوم الزاهرة» (7/ 285) .
[3]
في «ط» : «بتربة» .
[4]
انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 153- 154) و «البداية والنهاية» (13/ 282) و «النجوم الزاهرة» (7/ 181) و «حسن المحاضرة» (1/ 417) .
قال الإسنويّ: كان فقيها، أديبا. ولد بإربل، وانتقل إلى مصر شابا، وانتفع به خلق كثير، وروى عنه جماعة، منهم: الدّمياطي، ومات بمصر في جمادى الأولى، وقد نيّف على الثمانين.
وفيها مجد الدّين أبو محمد عبد الله بن الحسين بن علي الكردي الإربلي الشافعي [1] ، والد شهاب الدّين بن المجد الذي تولى القضاء بدمشق. كان المجد المذكور عارفا بالمذهب، بصيرا به، خبيرا بعلم القراءات، خيّرا، ديّنا، متعبّدا، حسن السّمت والأخلاق. سمع وأسمع، ودرّس بالكلّاسة. وتوفي في ذي القعدة.
وفيها ابن العديم، الصّاحب، قاضي القضاة، مجد الدّين أبو المجد، عبد الرحمن بن الصّاحب كمال الدّين أبي القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة العقيلي الحلبي الحنفي [2] . سمع حضورا من ثابت بن مشرّف، وسماعا من أبي محمد بن الأستاذ، وابن البنّ، وخلق كثير. وكان صدرا، مهيبا، وافر الحشمة، عالي الهمّة والرّتبة، عارفا بالمذهب والأدب، مبالغا في التجمّل والترفّع، مع دين تامّ، وتعبّد وصيانة، وتواضع للصّالحين.
توفي في ربيع الآخر عن أربع وستين سنة.
وفيها ابن حنّا، الوزير الأوحد، بهاء الدّين علي بن محمد بن سليم المصري [3] الكاتب، أحد رجال الدّهر، حزما، ورأيا، وجلالة، ونبلا، وقياما
[1] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 154) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 315) و «الوافي بالوفيات» (18/ 201- 203) و «النجوم الزاهرة» (7/ 285) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 315- 316) و «الوافي بالوفيات» (22/ 30- 33) و «فوات الوفيات» (3/ 76- 78) .
بأعباء الأمور، مع الدّين، والعفّة، والصّفات الحميدة، والأموال الكثيرة.
وكان لا يقبل لأحد هدية إلّا أن يكون من الفقراء والصلحاء للتبرّك، وكان من حسنات الزّمان، توزّر للملك الظّاهر ولولده السعيد، ورزق أولادا، ومات وهو جدّ جدّ، وبنى مدرسة بزقاق القناديل بمصر، وابتلي بفقد ولديه الصّدرين فخر الدّين ومحيي الدّين، فصبر وتجلّد. وكان يهشّ للمديح.
قال فيه الفارقي:
وقائل قال لي نبّه لها عمرا
…
فقلت: إن عليّا قد تنبّه لي
ما لي إذا كنت محتاجا إلى عمر
…
من حاجة فلينم حتّى انتباه علي
توفي في ذي القعدة وله أربع وسبعون سنة.
وفيها الحكيم الفاضل موفق الدّين عبد الله بن عمر، المعروف بالورن [1] ، الفاضل الأديب. له مشاركة في علوم كثيرة. وكان أكثر إقامته ببعلبك، وسافر إلى مصر فلم تطل مدته. أخذه قولنج فمات.
ومن شعره:
يذكّرني نشر الحمى بهبوبه
…
زمانا عرفنا كلّ طيب بطيبه
ليال سرقناها من الدّهر خلسة
…
وقد أمنت عيناي عين رقيبه
فمن لي بذاك العيش لو عاد وانقضى
…
ليسكن [2] قلبي ساعة من وجيبه
ألا إنّ لي شوقا إلى ساكن الغضا
…
أعيذ الغضا من حرّه ولهيبه
[1] في «آ» و «ط» : «المعروف بالورل» وفي «المنتخب» لابن شقدة (189/ ب) : «المعروف بالورك» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «الوافي بالوفيات» (17/ 375) و «فوات الوفيات» (2/ 211) وانظر «النجوم الزاهرة» (7/ 282) .
[2]
في «فوات الوفيات» : «وسكّن» .
وفيها الظّهير العلّامة مجد الدّين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي شاكر الإربلي الحنفي الأديب [1] .
ولد سنة اثنتين وستمائة بإربل، وسمع من السّخاوي وطائفة بدمشق، ومن الكاشغري وغيره ببغداد، ودرّس بالقيمازيّة مدّة، وله «ديوان» مشهور ونظم رائق، مع الجلالة، والدّيانة التّامّة.
توفي في ربيع الآخر.
وفيها ابن إسرائيل الأديب البارع نجم الدّين محمد بن سوّار ابن إسرائيل بن خضر بن إسرائيل الدّمشقي [2] الفقير، صاحب الحريري. روح المشاهد وريحانة المجامع. كان فقيرا، ظريفا، نظيفا، مليح النّظم، رائق المعاني، لولا ما شانه بالاتحاد تصريحا مرّة وتلويحا أخرى.
من نظمه، ما كتب به إلى النّجم الكحّال:
يا سيّد الحكماء هذي سنّة
…
مثبوتة في الطّبّ أنت سننتها
أو كلّما كلّت سيوف جفون من
…
سفكت لواحظه الدّماء سننتها
وقال في مليح ناوله تفّاحة:
لله تفّاحة وافى بها سكني
…
فسكّنت لهبا في القلب يستعر
كفأرة المسك وافاني الغزال بها
…
وغرّة النّجم حيّاني بها القمر
أتى بها قاتلي نحوي فهل أحد
…
قبلي تمشّى إليه الغصن والثّمر
توفي في رابع عشر ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة وشهر، ودفن خارج باب توما عند قبر الشيخ رسلان.
[1] انظر «العبر» (5/ 316) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (282) و «الجواهر المضية» (3/ 52) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 574- 575) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 316- 317) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (282) و «النجوم الزاهرة» (7/ 282- 283) .
وفيها ناصر الدّين أبو عبد الله محمد بن عربشاه بن أبي بكر بن أبي ناصر [1] المحدّث الهمذاني ثم الدمشقي [2] . روى عن ابن الزّبيدي، والمسلم [3] المازني، وابن صباح، وكتب الكثير. وكان ثقة، صحيح النّقل.
توفي في جمادى الأولى. قاله في «العبر» .
وفيها أبو المرجّى مؤمّل بن محمد بن علي البالسي ثم الدمشقي [4] . روى عن الكندي، والخضر بن كامل، وجماعة. وتوفي في رجب.
[1] تحرفت في «ط» إلى «نصر» .
[2]
انظر «العبر» (5/ 317) و «الوافي بالوفيات» (4/ 93- 94) و «النجوم الزاهرة» (7/ 285) .
[3]
كذا في «آ» و «العبر» مصدر المؤلّف: «والمسلم» وفي «ط» : «ابن المسلم» .
[4]
انظر «العبر» (5/ 317) و «النجوم الزاهرة» (7/ 285) .