الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وأربعين وستمائة
في ربيعها الأول نازلت الفرنج دمياط برا وبحرا، وكان بها فخر الدّين ابن الشيخ، وعسكر. فهربوا وملكها الفرنج بلا ضربة ولا طعنة، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وكان السلطان على المنصورة فغضب على أهلها [1] كيف سيبوها حتّى أنه شنق ستين نفسا من أعيان أهلها، وقامت قيامته على العسكر، بحيث إنهم تخوّفوه وهمّوا به. فقال فخر الدّين: أمهلوه، فهو على شفا، فمات ليلة نصف شعبان.
وفيها الملك الصّالح [2] نجم الدّين أيوب [3] بن الملك الكامل محمد ابن العادل، وكتم موته أيّاما، وساق مملوكه أقطايا على البريّة إلى أن عبر الفرات، وساق إلى حصن كيفا، وأخذ الملك المعظم بوران شاه ولد الصالح وقدم به دمشق، فدخلها في آخر رمضان في دست السلطنة، وجرت للمصريين مع الفرنج فصول وحروب إلى أن تمّت وقعة المنصورة في ذي القعدة، وذلك أن الفرنج حملوا ووصلوا إلى دهليز السلطان، فركب مقدّم
[1] يعني على أهل دمياط.
[2]
في «آ» و «ط» : «وهو الملك الصالح
…
» وما أثبته يقتضيه السياق.
[3]
انظر «ذيل الروضتين» ص (182- 183) و «العبر» (5/ 193) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (270) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 187- 193) .
الجيش فخر الدّين بن الشيخ وقاتل فقتل، وانهزم المسلمون، ثم كرّوا على الفرنج، ونزل النصر، وقتل من الفرنج مقتلة عظيمة ولله الحمد. ثم قدم الملك المعظم بعد أيّام، وكان مولد الملك الصالح- المترجم- سنة ثلاث وستمائة بالقاهرة وسلطنه أبوه على آمد، وحرّان وسنجار، وحصن كيفا، فأقام هناك إلى أن قدم وملك دمشق بعد الجواد، وجرت له أمور ثم ملك الدّيار المصرية، ودانت له الممالك. وكان وافر الحرمة، عظيم الهيبة، طاهر الذّيل، خليقا للملك، ظاهر الجبروت.
وفيها ابن عوف الفقيه، رشيد الدّين أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب ابن العلّامة أبي الطاهر إسماعيل بن مكّي الزّهري العوفي الإسكندراني المالكي [1] . سمع من جدّه «الموطأ» وكان ذا زهد وورع. توفي في صفر عن ثمانين سنة.
وفيها عجيبة بنت الحافظ محمد بن أبي غالب الباقداري البغدادية [2] سمعت من عبد الحق، وعبد الله ابني منصور الموصلي، وهي آخر من روى بالإجازة عن مسعود، والرّستمي، وجماعة. توفيت في صفر عن ثلاث وتسعين سنة، ولها «مشيخة» في عشرة أجزاء.
وفيها ابن البرادعي صفي الدّين أبو البركات عمر بن عبد الوهاب القرشي الدمشقي [3] العدل. روى عن ابن عساكر، وأبي سعد بن أبي عصرون، وتوفي في ربيع الآخر.
وفيها السّيّدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن محمد البغدادي
[1] انظر «العبر» (5/ 193- 194) و «حسن المحاضرة» (1/ 378) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 194) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 232- 233) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 194) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 263- 264) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (270) .
الحاجب [1] . روى عن عبد الحق، وتجنّي، وجماعة كثيرة، وطال عمره.
وفيها فخر الدّين بن شيخ الشيوخ الأمير نائب السلطنة أبو الفضل يوسف بن الشيخ صدر الدين محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمّويه الجويني [2] .
ولد بدمشق بعد الثمانين وخمسمائة، وسمع من منصور بن أبي الحسن الطبري وغيره، وكان رئيسا، محتشما، سيّدا، معظّما، ذا عقل ورأي، ودهاء، وشجاعة، وكرم. سجنه السلطان سنة أربعين، وقاسى شدائد، وبقي في الحبس ثلاث سنين، ثم أخرجه وأنعم عليه وقدّمه على الجيش. طعن يوم المنصورة وجاءته ضربتان في وجهه فسقط.
وفيها السّاوي يوسف بن محمود بن يعقوب المصري الصوفي [3] .
روى عن السّلفي، وعبد الله بن برّي، وتوفي في رجب عن ثمانين سنة.
[1] انظر «العبر» (5/ 194) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 266- 268) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (270) .
[2]
انظر «ذيل الروضتين» ص (184) و «العبر» (5/ 194) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 100- 102) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (270) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 195) و «سير أعلام النبلاء» (23/ 195) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (270) و «حسن المحاضرة» (1/ 378) .