المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ست وستمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٧

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌سنة إحدى وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستمائة

- ‌سنة أربع وستمائة

- ‌سنة خمس وستمائة

- ‌سنة ست وستمائة

- ‌سنة سبع وستمائة

- ‌سنة ثمان وستمائة

- ‌سنة تسع وستمائة

- ‌سنة عشر وستمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وستمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وستمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وستمائة

- ‌سنة أربع عشرة وستمائة

- ‌سنة خمس عشرة وستمائة

- ‌سنة ست عشرة وستمائة

- ‌سنة سبع عشرة وستمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وستمائة

- ‌سنة تسع عشرة وستمائة

- ‌سنة عشرين وستمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وستمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وستمائة

- ‌سنة ست وعشرين وستمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌سنة ثلاثين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌سنة خمسين وستمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌سنة ست وخمسين وستمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌سنة ستين وستمائة

- ‌سنة إحدى وستين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وستمائة

- ‌سنة أربع وستين وستمائة

- ‌سنة خمس وستين وستمائة

- ‌سنة ست وستين وستمائة

- ‌سنة سبع وستين وستمائة

- ‌سنة ثمان وستين وستمائة

- ‌سنة تسع وستين وستمائة

- ‌سنة سبعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وستمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وستمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌سنة ست وسبعين وستمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وستمائة

- ‌سنة ثمانين وستمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وستمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وستمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وستمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وستمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وستمائة

- ‌سنة ست وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وستمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وستمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وستمائة

- ‌سنة سبعمائة

الفصل: ‌سنة ست وستمائة

‌سنة ست وستمائة

فيها جلس سبط ابن الجوزي بجامع دمشق ووعظ وحثّ على الغزاة، وكان الناس من باب الساعات إلى مشهد زين العابدين، واجتمع عنده شعور عظيمة [1] كثيرة، وذكر حكاية أبي قدامة الشّامي مع تلك المرأة التي قطعت شعرها وبعثت به إليه وقالت: اجعله قيدا لفرسك في سبيل الله، فعمل من الشعور التي عنده مجتمعة شكلا لخيل المجاهدين، ولما صعد المنبر أمر بإحضارها، فكانت ثلاثمائة شكال، فلما رآها الناس صاحوا صيحة واحدة، وقطعوا مثلها، وكان والي دمشق حاضرا والأعيان، فلما نزل عن المنبر، قام والي دمشق ومشى مع السبط وركب وركب الناس، وخرجوا إلى باب المصلّى، وكانوا خلقا لا يحصون كثرة، وساروا إلى نابلس لقتال الفرنج، فأسروا، وهزموا، وهدموا، وقتلوا، ورجعوا سالمين غانمين.

وفي سابع شوال شرعوا في عمارة المصلّى بظاهر دمشق المجاورة لمسجد النّارنج [2] برسم صلاة العيدين، وفتحت له الأبواب من كل جانب، وبني له منبر كبير عال.

وفيها جدّدت أبواب الجامع [الأموي] الغربية من جهة باب البريد بالنّحاس الأصفر.

[1] لفظة «عظيمة» لم ترد في «ط» .

[2]

اسمه «مسجد الحجر» ويعرف ب «مسجد النارنج» . انظر «ثمار المقاصد في ذكر المساجد» ص (128) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 361) .

ص: 35

وفيها توفي إدريس بن محمد أبو القاسم العطّار، المعروف بآل والويه. روى عن محمد بن علي بن أبي ذرّ الصّالحاني، وتوفي في شعبان.

قيل: إنه جاوز المائة.

وفيها أسعد- ويسمّى محمد- ابن المنجّى بن بركات بن المؤمل التّنوخي المعرّيّ ثم الدمشقي [1] الحنبلي القاضي، وجيه الدّين، أبو المعالي، ويقال في أبيه أبو المنجّى، وفي جدّه أبو البركات.

ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة، وسمع بدمشق من أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، وببغداد من أبي الفضل الأرموي، وأبي العبّاس الماندائي [2] وغيرهم، وهو واقف الوجيهية التي برأس باب البريد، وهي مدرسة قريبة من مدرسة الخاتونية الجوانية، وبها خلاو كثيرة، ولها وقف كثير اختلس.

قال المنذري: وتفقّه ببغداد على مذهب الإمام أحمد.

وقال الذهبي [3] : ارتحل إلى بغداد وتفقّه بها، وبرع في المذهب، وأخذ الفقه عن الشيخ عبد القادر الجيلي وغيره، وتفقه بدمشق على شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج [الحنبلي] ، وأخذ عنه الشيخ الموفّق بن روى عنه جماعة.

وقال ناصح الدّين بن الحنبلي: كان أبو المعالي بن المنجّى يدرّس في المسمارية يوما وأنا يوما، ثم استقليت بها في حياته. وكان له اتصال بالدولة

[1] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (2/ 176- 177) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (249) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 49- 51) و «شذرات من كتب مفقودة» ص (180- 181) .

[2]

في «آ» و «ط» و «المنتخب» لابن شقدة (136/ آ) : «المايداي» وفي «ذيل طبقات الحنابلة» :

«المايدائي» والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة» وعلّق محققه الدكتور بشار عواد معروف بقوله: تكتب «الماندائي» و «المندائي» .

[3]

انظر «تاريخ الإسلام» (61/ 195) .

ص: 36

وخدمة السلاطين، وأسنّ وكبر، وكفّ بصره في آخر عمره.

وله تصانيف منها كتاب «الخلاصة في الفقه» و «العمدة» و «النهاية في شرح الهداية» في بضعة عشر مجلدا. وسمع منه جماعة، منهم: الحافظ المنذري، وابن خليل، وابن البخاري، وتوفي في ثامن [1] عشري ربيع الأول، ودفن بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى.

وفيها أبو الطّاهر إسماعيل [بن عمر] بن نعمة بن يوسف بن شبيب الرّؤبي [2] المصري العطّار الأديب البارع ابن أبي حفص [3] .

ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة تقديرا. وكان بارعا في الأدب، حنبلي المذهب، له مصنفات أدبية، وله مماليك [4] منها مائة جارية ومائة غلام، وغير ذلك، وكان بارعا في معرفة العقاقير.

ذكره المنذري وقال: رأيته ولم يتفق لي السماع منه، وتوفي في عشري المحرم بمصر، ودفن إلى جنب أبيه بسفح المقطّم على جانب الخندق، وكان أبوه رجلا صالحا مقرئا، وأخوه مكّي هو الذي جمع سيرة الحافظ عبد الغني [5] .

وفيها عفيفة بنت أحمد بن عبد الله بن محمد بن [أمّ] هانئ الفارفانية [6] الأصبهانية.

[1] كذا في «آ» و «ط» و «المنتخب» (136/ ب) : «ثامن» وفي «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 50) :

«ثاني» .

[2]

تحرفت في «آ» و «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» إلى «الرّومي» والتصحيح من «تاريخ الإسلام» (61/ 197) وانظر التعليق عليه فهو مفيد نافع، وما بين الحاصرتين مستدرك منه ومن «ذيل طبقات الحنابلة» .

[3]

انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 48) .

[4]

قوله: «وله مماليك» لم يرد في «ذيل طبقات الحنابلة» .

[5]

يعني المقدسي.

[6]

نسبة إلى «فارفان» من قرى أصبهان. انظر «معجم البلدان» (4/ 228) وهي مترجمة في

ص: 37

ولدت سنة عشر وخمسمائة، وهي آخر من روى عن عبد الواحد [الدّشتج] ، صاحب أبي نعيم، ولها إجازة من أبي علي الحداد وجماعة، وسمعت من فاطمة «المعجمين» الكبير والصغير للطبراني. توفيت في ربيع الآخر.

وفيها القاضي الأسعد أبو المكارم، أسعد بن الخطير أبي سعد مهذّب بن مينا [1] بن زكريا بن أبي قدامة بن أبي مليح ممّاتي المصري، الكاتب الشاعر.

كان ناظر الدواوين بالدّيار المصرية، وفيه فضائل، وله مصنفات عديدة، ونظم سيرة السلطان صلاح الدّين، ونظم كتاب «كليلة ودمنة» .

وله ديوان شعر منه:

تعاتبني وتنهى عن أمور

سبيل النّاس أن ينهوك عنها

أتقدر أن تكون كمثل عيني

وحقّك ما عليّ أضرّ منها

وله في ثقيل رآه بدمشق:

حكى نهرين ما في الأر

ض من يحكيهما أبدا

حكى في خلقه ثوري

وفي ألفاظه [2] بردى

[ (-) ]«العبر» (5/ 17) و «تاريخ الإسلام» (61/ 199- 200) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 481- 483) .

[1]

في «آ» و «ط» و «المنتخب» (136/ ب) : «ابن ميناس» وما أثبته من «وفيات الأعيان» (1/ 210) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 485) وانظر مصادر ترجمته الأخرى في حاشيته.

[2]

في «وفيات الأعيان» : «وفي أخلاقه» ونهر «ثوري» أحد الأنهار المتفرعة من نهر بردى الشهير بدمشق، ويجري في شمال المدينة القديمة، وتروى منه إلى الآن أراضي عدة قرى من الغوطة الشرقية.

ص: 38

وله في غلام نحويّ:

وأهيف أحدث لي نحوه

تعجّبا يعرب عن ظرفه

علامة التأنيث في لفظه

وأحرف العلّة في طرفه

توفي يوم الأحد سلخ جمادى الأولى عن اثنتين وستين سنة، وكانت وفاته في حلب.

وفيها الحسن بن أحمد بن جكّينا [1] الشاعر الأديب.

قال العماد: أجمع أهل بغداد على أنّه لم يرزق أحد من الشعراء [2] لطافة شعره ومنه:

لافتضاحي في عوارضه

سبب والنّاس لوّام

كيف يخفى ما أكابده

والذي أهواه نمّام

وقوله:

لمّا بدا خطّ العذا

ر يزين [3] عارضه بمشق

وظننت أنّ سواده

فوق البياض كتاب عتقي [4]

فإذا به من سوء حظ

ي عهدة كتبت برقّي

وفيها أبو عبد الله المرادي محمد بن سعيد المرسي [5] . أخذ

[1] في «آ» و «ط» : «أحمد بن أحمد بن حكينا» وهو خطأ، والتصحيح من المجلد السادس من كتابنا هذا ص (146) فقد سبق له أن ترجمه هناك في موضعه الصحيح، وأما إيراد ترجمته هنا أيضا فهو وهم منه تبع فيه ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» (6/ 197) .

[2]

في «ط» : «من الشعر» وهو خطأ.

[3]

في «آ» و «ط» : «بريش» والتصحيح من المجلد السادس ص (147) .

[4]

في «آ» و «ط» : «عتق» وما أثبته من «الوافي بالوفيات» (11/ 390) و «فوات الوفيات» (1/ 320) .

[5]

انظر «تاريخ الإسلام» (61/ 203) و «العبر» (5/ 21) .

ص: 39

القراءات عن ابن هذيل، وسمع من جماعة، وتوفي في رمضان.

وفيها الإمام فخر الدّين الرّازي العلّامة أبو عبد الله، محمد بن عمر ابن حسين القرشي الطّبرستاني الأصل، الشافعي المفسّر المتكلّم، صاحب التصانيف المشهورة.

ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، واشتغل على والده الإمام ضياء الدّين خطيب الرّيّ، صاحب محيي السّنّة البغوي، وكان فخر الدّين ربع القامة، عبل الجسم، كبير اللّحية، جهوري الصوت، صاحب وقار وحشمة، له ثورة ومماليك وبزّة حسنة وهيئة جميلة. إذا ركب مشى معه نحو الثلاثمائة مشتغل على اختلاف مطالبهم، في التفسير، والفقه، والكلام، والأصول، والطّبّ، وغير ذلك. وكان فريد عصره، ومتكلّم زمانه، رزق الحظوة في تصانيفه، وانتشرت في الأقاليم. وكان له باع طويل في الوعظ، فيبكي [1] كثيرا في وعظه. سار إلى شهاب الدّين الغوري سلطان غزنة، فبالغ في إكرامه، وحصلت له منه أموال طائلة، واتصل بالسلطان علاء الدّين خوارزم شاه، فحظي لديه، وكان بينه وبين الكراميّة السيف الأحمر، فينال منهم وينالون منه، سبّا وتكفيرا، حتّى قيل: إنّهم سمّوه فمات، وخلّف تركة ضخمة، منها ثمانون ألف دينار.

توفي بهراة يوم عيد الفطر. قاله جميعه في «العبر» [2] .

وقال ابن قاضي شهبة: ومن تصانيفه «تفسير كبير» - لم يتمه [3]-، في

[1] في «آ» و «العبر» : «فبكى» وما أثبته من «ط» و «المنتخب» لابن شقدة (137/ آ) .

[2]

(5/ 18- 19) وانظر «تاريخ الإسلام» (21/ 204- 215) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 500- 501) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2- 84) .

[3]

قلت: وأتمه فيما بعد الإمام العلّامة نجم الدّين أحمد بن محمد المخزومي القمولي، المتوفى سنة (727) . انظر «طبقات المفسرين» (1/ 86- 87) و «كشف الظنون» (2/ 1756) .

ص: 40

اثني عشر مجلدا كبارا، سمّاه «مفاتيح الغيب» وكتاب «المحصول» و «المنتخب» و «نهاية العقول [1] » و «تأسيس التقديس» و «العالم في أصول الدّين» و «المعالم في أصول الفقه» و «الملخص» في الفلسفة و «شرح سقط الزّند» لأبي العلاء، وكتاب «الملل والنّحل» .

ومن تصانيفه على ما قيل: كتاب «السّرّ المكتوم في مخاطبة الشمس والنّجوم» على طريقة من يعتقده، ومنهم من أنكر أن يكون من مصنفاته.

انتهى ملخصا.

وقال ابن الصلاح: أخبرني القطب الطّوعاني مرّتين، أنه سمع فخر الدّين الرّازي يقول: يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى.

وروي عنه أنه قال: لقد اختبرت الطّرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فلم أجدها تروي غليلا، ولا تشفي عليلا، ورأيت أصحّ الطرق طريقة القرآن. أقرأ في التنزيل [2] وَالله الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ 47: 38 [محمّد: 38]، وقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ 42: 11 [الشورى: 11]، وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [الإخلاص: 1]، وأقرأ في الإثبات: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى 20: 5 [طه: 5]، يَخافُونَ رَبَّهُمْ من فَوْقِهِمْ 16: 50 [النّحل: 50]، وإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ 35: 10 [فاطر: 10]، وأقرأ إن الكلّ من الله قوله: قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله 4: 78 [النّساء: 78]، ثم قال:

وأقول من صميم القلب، من داخل الرّوح: إني مقرّ بأن كلّ ما هو الأكمل الأفضل الأعظم [3] الأجلّ، فهو لك، وكلّ ما هو [4] عيب ونقص فأنت [5] منزّه عنه. انتهى.

[1] في «آ» و «ط» : «نهاية المعقول» والتصحح من «وفيات الأعيان» (4/ 249) و «تاريخ الإسلام» و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة.

[2]

تحرفت في «ط» إلى «التنزيه» .

[3]

لفظة «الأعظم» سقطت من «آ» .

[4]

لفظة «هو» سقطت من «آ» .

[5]

لفظة «فأنت» سقطت من «آ» .

ص: 41

وقال ابن الأهدل: ومن شعره [1] :

نهاية إقدام العقول عقال

وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا

وحاصل دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا

سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

وأنشد يوما معاتبا لأهل هراة [2] :

المرء ما دام حيّا يستهان به

ويعظم الرّزء فيه حين يفتقد

انتهى.

وفيها العلّامة [3] مجد الدّين أبو السّعادات ابن الأثير المبارك بن محمد ابن محمد بن عبد الكريم الشّيباني الجزريّ ثم الموصلي [4] الشافعي الكاتب. مصنّف «جامع الأصول» [5]

[1] الأبيات في «وفيات الأعيان» (4/ 250) و «تاريخ الإسلام» (61/ 209) و «مرآة الجنان» (4/ 10) .

[2]

البيت في «وفيات الأعيان» (4/ 252) و «مرآة الجنان» (4/ 11) .

[3]

تحرفت في «العبر» بطبعتيه إلى «والعلاء» فتصحح.

[4]

انظر «التكملة لوفيات النقلة» (2/ 191- 192) و «وفيات الأعيان» (4/ 141- 143) و «العبر» (5/ 19) و «تاريخ الإسلام» (61/ 216- 217) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 488- 489) و «مرآة الجنان» (4/ 11- 13) .

[5]

واسمه الكامل «جامع الأصول في أحاديث الرسول» وقد طبع أول مرة في مطبعة أنصار السّنّة المحمدية بمصر، وقام بتحقيقه الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي، رحمه الله، بإشراف العلّامة الشيخ عبد المجيد سليم مفتي الدّيار المصرية آنذاك، رحمه الله، لكنه لم يخرّج أحاديثه ولم يبيّن درجة كل حديث ذكره المؤلف من خارج «الصحيحين» من جهة الصحة والضعف. ثم قام بتحقيقه والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط من جديد تحقيقا علميا، خرّج فيه الأحاديث، وبيّن درجة كل حديث من الأحاديث التي أوردها المؤلف من «السنن» و «موطأ مالك» وقامت بطبعه بدمشق مكتبة الحلواني، ومطبعة الملّاح، ومكتبة دار البيان، وذلك بين عامي (1389- 1394 هـ) وقد كتب الله عز وجل لهذه الطبعة القبول والانتشار، فأعيد طبعها مصورة عدة مرّات في بيروت.-

ص: 42

و «النهاية في غريب الحديث» [1] ولد سنة أربع وأربعين، وسمع من يحيى بن سعدون القرطبي، وخطيب الموصل.

قال ابن شهبة في «طبقاته» [2] : ولد بجزيرة ابن عمر، ونشأ بها، ثم انتقل إلى الموصل، وسمع الحديث، وقرأ الفقه والحديث والأدب والنحو، ثم اتصل بخدمة السلطان، وترقت به المنازل، حتّى باشر كتابة السّرّ، وسأله صاحب الموصل أن يلي الوزارة، فاعتذر بعلو السنّ والسهو [3] بالعلم، ثم حصل له نقرس، أبطل حركة يديه ورجليه، وصار يحمل في محفّة.

ويقوم والدي الآن بمراجعة كاملة للكتاب لتصحيح ما وقع فيه من الأخطاء المطبعية وغير المطبعية، مضيفا إليها ما وقع عليه من الملاحظات أثناء المراجعة فيه خلال العشرين سنة التي مضت على طبعه، وسوف تصدر هذه الطبعة المنقحة والمزيدة من التحقيق والضبط والتخريج قريبا إن شاء الله تعالى.

وللكتاب «تتمة» لم تطبع حتى الآن أقوم بتحقيقها بالاشتراك مع الأستاذين رياض عبد الحميد مراد، ومحمد أديب الجادر، بإشراف والدي حفظه الله تعالى، وهي تضم فهرسا رائدا في الدلالة على الألفاظ الخفية التي يشكل أمر الوصول إليها على المحدّثين المتمرسين، بله الباحثين الجدد وسواهم من القراء، وسوف يضمه الجزء الثاني عشر، وتضم «التتمة» كذلك سيرة مختصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولآل بيته الكرام، ثم للعشرة المبشرين بالجنة، ثم تراجم وافية مفيدة لكل من ذكر في الكتاب من الأعلام تمتاز بالسبق والدّقة وضبط الأنساب وتقييدها بالحركات، وسوف يضم قسم التراجم الأجزاء الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وسنتبع هذه الأجزاء- إن شاء الله تعالى- بجزء يضم فهارس تفصيلية ل «التتمة» سيتولى إعداده الأستاذ عدنان عبد ربّه، فنسأل الله عز وجل العون على الانتهاء من تحقيق «التتمة» في أقرب وقت ودفعها إلى الطبع على الفور لكي يعم الانتفاع بها، إنه تعالى خير مسؤول.

[1] طبع في مصر طبعة متقنة بتحقيق الأستاذين طاهر أحمد الزاوي، والدكتور محمود محمد الطناحي، ثم صورت طبعته عدة مرات.

[2]

انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 76- 78) .

[3]

في «آ» و «ط» : «بعلو السند والشهرة» والتصحيح من «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة.

ص: 43

وقال ابن خلّكان [1] كان فقيها، محدّثا، أديبا، نحويا، عالما بصنعة الحساب والإنشاء، ورعا، عاقلا، مهيبا، ذا برّ وإحسان.

وذكره ابن المستوفي، والمنذري، وأثنى كل واحد منهما عليه.

وذكره ابن نقطة [2] وقال: توفي آخر يوم من سنة ست وستمائة برباطه في قرية من قرى الموصل، ودفن به.

وقال ابن الأهدل: له مصنفات بديعة وسيعة، منها:«جامع الأصول الستة الصحاح أمّهات الحديث» وضعه على كتاب رزين بن معاوية الأندلسي إلّا أن فيه زيادات كثيرة، ومنها:«النهاية في غريب الحديث» وكتاب «الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشّاف» في تفسير القرآن العظيم، أخذه من الثّعلبي والزّمخشري، وله كتاب «المصطفى المختار في الأدعية والأذكار» وكتاب «صنعة الكتابة» و «شرح أصول ابن الدهّان» [3] في النحو، وكتاب «شافي العي [4] في شرح مسند الشافعي» وغير ذلك، وعرض له فالج أبطل نصفه، وبقي مدة تغشاه الأكابر من العلماء، وأنشأ رباطا، ووقف أملاكه عليه. وداره التي يسكنها، وحكي أن تصنيفه كلّه في حال تعطله، لأنّه كان عنده طلبة يعينونه على ذلك، وحكى أخوه أبو الحسن [5] : جاءه طبيب وعالجه بدهن قارب أن يبرأ، فقال: أنا [6] في راحة من صحبة هؤلاء القوم وحضورهم، وقد

[1] تنبيه: نقل المؤلف هذا النقل عن «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة، ولم أقف عليه في «وفيات الأعيان» الذي بين يدي.

[2]

انظر «تكملة الإكمال» (1/ 123) بتحقيق الدكتور عبد القيوم عبد رب النّبي.

[3]

كذا في «آ» و «ط» و «المنتخب» (137/ ب) : «وشرح أصول ابن الدهّان» وفي «مرآة الجنان» : «وكتاب البديع في شرح الفصول في النحو» لابن الدهان.

[4]

في «آ» و «ط» : «الشافعي» والتصحيح من «كشف الظنون» (2/ 1683) .

[5]

في «آ» و «ط» و «المنتخب» لابن شقدة (137/ ب) : «أبو الحسين» وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.

[6]

في «ط» : «إني» .

ص: 44

سكنت نفسي إلى الانقطاع [1] فدعني أعش باقي عمري سليما من الذّل، وترك. انتهى.

وفيها ابن الإخوة مؤيّد الدّين أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد [بن محمد بن الإخوة البغدادي ثم الأصبهاني [2] المعدّل. سمع حضورا من أبي ذرّ، وزاهر، وسمع] [3] من أبي عبد الله الخلّال وطائفة، وروى كتبا كبارا. توفي في جمادى الآخرة.

وفيها أبو زكريا الأواني يحيى بن الحسين [4] . قرأ القراءات على أبي الكرم الشّهرزوري، ودعوان، وسمع بواسط من أبي عبد الله الجلّابي وغيره، وتوفي في صفر.

وفيها مجد الدّين يحيى بن الرّبيع العلّامة أبو علي الشّافعي [5] .

ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة بواسط. تفقّه أولا على أبي النّجيب السّهروردي، ورحل إلى محمد بن يحيى، فتفقّه عنده سنتين ونصف، وسمع من نصر الله بن الجلخت، وببغداد من ابن ناصر، وبنيسابور من عبد الله بن الفراوي [6] ، وولي تدريس النّظّامية، وكان إماما في القراءات، والتفسير، والمذهب، والأصلين، والخلاف، كبير القدر، وافر الحرمة.

توفي في ذي القعدة.

[1] قوله: «إلى الانقطاع» لم يرد في «آ» .

[2]

انظر «العبر» (5/ 19) .

[3]

ما بين الحاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» و «العبر» .

[4]

انظر «العبر» (5/ 20) و «معرفة القراء الكبار» (2/ 591) .

[5]

انظر «العبر» (5/ 20) و «تاريخ الإسلام» (61/ 223- 224) .

[6]

قلت: ضبطها محققو «تاريخ الإسلام» بفتح الفاء وهو وهم منهم، والصواب بضمها. انظر «الأنساب» (9/ 256) .

ص: 45