الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وثمانين وستمائة
فيها توفي شرف الدّين أبو العبّاس أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي [1] الحنبلي الفرضي [2] بقية السّلف.
ولد في رابع عشر المحرّم سنة أربع عشرة وستمائة، وسمع من الشيخ الموفق، وهو جدّه لأمّه وعمّ أبيه، ومن البهاء عبد الرحمن، وابن أبي لقمة، وابن اللّتي [3] ، وابن صصرى، وغيرهم. وأجاز له ابن الحرستاني، وجماعة.
وتفقه على التّقي بن العزّ. وكان شيخا، صالحا، زاهدا، عابدا، ذا عفّة وقناعة باليسير، وله معرفة بالفرائض، والجبر، والمقابلة. وله حلقة بالجامع المظفّري بقاسيون يشغل بها احتسابا بغير معلوم. وانتفع به جماعة، وحدّث وروى عنه جماعة، وتوفي ليلة الثلاثاء خامس المحرّم، ودفن من الغد عند جدّه الموفق.
وفيها الشيخ إبراهيم بن معضاد أبو إسحاق الجعبريّ [4] الزّاهد الواعظ المذكّر. روى عن السّخاوي، وسكن القاهرة، وكان لكلامه وقع في
[1] لفظة «المقدسي» سقطت من «ط» .
[2]
انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (8) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 318- 319) .
[3]
في «آ» و «ط» : «وابن البن» وهو خطأ، والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلّف.
[4]
انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (11) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 123- 124) و «حسن المحاضرة» (1/ 523) و «طبقات الأولياء» ص (412- 413) .
القلوب لصدقه وإخلاصه، وصدعه بالحقّ. وكان شافعيا.
قال السبكيّ في «الطبقات» : الشيخ الصّالح المشهور بالأحوال والمكاشفات. تفقه على مذهب الشّافعي، وسمع الحديث بالشام من أبي الحسن السّخاوي، وقدم القاهرة وحدّث بها، فسمع منه شيخنا أبو حيّان وغيره. وكان يعظ الناس ويتكلم عليهم، ويحصل في مجلسه أحوال سنيّة.
وتحكى عنه كرامات باهرة.
وقال في «البدر السّافر» [1] : اشتهر عنه أنه قبيل وفاته ركب دابة وجاء إلى موضع يدفن فيه، وقال: يا قبير جاءك دبير، ولم يكن به مرض ولا علّة.
فتوفي بعيد ذلك.
وتوفي- رحمه الله في الرابع والعشرين من المحرّم وقد جاوز الثمانين، ودفن بتربته بالحسينية.
وفيها الجمال ابن الحموي أبو العبّاس أحمد بن أبي بكر بن سليمان بن علي الدّمشقي [2] . حضر ابن طبرزد، وسمع من الكندي، وابن الحرستاني. افترى على الحاكم ابن الصائغ بشهادة فأسقط لأجلها، ومات بدويرة حمد [3] في ذي الحجّة، وله سبع وثمانون سنة.
وفيها أبو إسحاق اللّوري [4] إبراهيم بن عبد العزيز بن يحيى الرّعيني الأندلسي المالكي [5] .
[1] واسمه الكامل: «البدر السافر وتحفة المسافر» في الوفيات للإمام كمال الدّين جعفر بن تغلب الأدفوي، المتوفى سنة (729) هـ. انظر «كشف الظنون» (1/ 230) .
[2]
انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (9- 10) و «الوافي بالوفيات» (6/ 269- 270) .
[3]
ذكر الصّفدي في «الوافي بالوفيات» أنها بدمشق.
[4]
تصحفت نسبته في «آ» و «ط» إلى «اللّوزي» والتصحيح من المصادر المذكورة في التعليق التالي.
[5]
انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (10- 11) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (287)
ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وحجّ، فسمع من ابن رواح وطبقته، وسكن دمشق، وقرأ الفقه، وتقدم في الحديث، مع الزّهد والعبادة والإيثار والصّفات الحميدة، والحرمة والجلالة. وناب في القضاء، ثم ولي مشيخة دار الحديث الظّاهرية، وتوفي في الرابع والعشرين من صفر بالمنيبع [1] .
وفيها سعد الخير بن أبي القاسم عبد الرحمن بن نصر بن علي أبو محمد النّابلسي ثم الدّمشقي الشّاهد [2] . سمع الكثير من ابن البنّ، وزين الأمناء، وطبقتهما. وتوفي في جمادى الآخرة، وله سبعون سنة.
وفيها الأديب الفاضل الحسن بن شاور الكناني [3] . عرف بابن النّقيب، الشّاعر المشهور.
من شعره:
أراد الظّبي أن يحكي التفاتك
…
وجيدك قلت: لا يا ظبي فاتك
وفدّى [4] الغصن قدّك إذ تثنّى
…
وقال: الله يبقي لي حياتك
فيا آس العذار فدتك نفسي
…
وإن لم أقتطف بفمي نباتك
ويا ورد الخدود حمتك منّي
…
عقارب صدغه فأمن [5] جناتك
ويا قلبي ثبتّ على التّجنّي
…
ولم يثبت له أحد ثباتك
و «مرآة الجنان» (4/ 204) و «النجوم الزاهرة» (7/ 378) .
[1]
في «آ» و «ط» : «في الينبع» والتصحيح من «نص مستدرك من كتاب العبر» وانظر التعليق عليه.
[2]
انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (11- 12) .
[3]
انظر «فوات الوفيات» (1/ 324- 331) و «الوافي بالوفيات» (12/ 44- 53) و «حسن المحاضرة» (1/ 569) وفيه: «محمد بن الحسن بن شاور» .
[4]
في «آ» و «ط» : «وقد» والتصحيح من «فوات الوفيات» و «الوافي بالوفيات» .
[5]
في «آ» و «ط» : «فأمر» وهو خطأ والتصحيح من «فوات الوفيات» و «الوافي بالوفيات» .
وله:
يا من أدار بريقه مشمولة
…
وحبابها الثّغر النّقيّ الأشنب
تفّاح خدّك بالعذار ممسّك
…
لكنّه بدم الخدود [1] مخضّب
وله:
وخود [2] دعتني إلى وصلها
…
وعصر الشّبيبة عنّي ذهب
فقلت مشيبي ما ينطلي
…
فقالت: بلى ينطلي بالذّهب
وله:
في النّاس قوم إذا ما أيسروا بطروا
…
فأصلح الأمر أن يبقوا مفاليسا
لا تسأل الله إلّا في خمولهم
…
فهم جياد إذا كانوا مناحيسا
وفيها ابن خطيب المزّة شهاب الدّين عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى الموصلي ثم الدمشقي [3] ، نزيل القاهرة ومسندها. سمع في الخامسة من حنبل، وابن طبرزد. وكان فاضلا، ديّنا، ثقة. توفي في تاسع رمضان.
وفيها القطب خطيب القدس أبو الذّكاء عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم القرشي الزّهري العوفي النّابلسي. الشّافعي [4] ، المفتي المفسّر.
سمع من داود بن ملاعب، وأبي عبد الله بن البناء، وأجاز له أبو الفتح المندائي وطائفة، وتوفي في سابع رمضان، وله أربع وثمانون سنة.
وفيها ابن النّفيس العلّامة علاء الدّين علي ابن أبي الحزم القرشي
[1] في «فوات الوفيات» و «الوافي بالوفيات» : «بدم القلوب» .
[2]
تحرفت في «آ» إلى «وخدود» والخود: الفتاة الحسنة الخلق الشّابّة، وقيل الجارية الناعمة.
انظر «لسان العرب» (خود) .
[3]
انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (12) و «الوافي بالوفيات» (18/ 399) .
[4]
انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (12) .
الدمشقي الشّافعي [1] ، شيخ الطبّ بالدّيار المصرية، وصاحب التصانيف، ومن انتهت إليه معرفة الطبّ، مع الذكاء المفرط، والذّهن الخارق، والمشار إليه في الفقه، والأصول، والحديث، والعربية، والمنطق.
قال الذهبي: ألّف في الطب كتاب «الشّامل» وهو كتاب عظيم تدل فهرسته على أنه يكون ثلاثمائة مجلدة، بيّض منها ثمانين مجلدة [2] . وكانت تصانيفه يمليها من حفظه ولا يحتاج إلى مراجعة لتبحّره في الفنّ.
وقال السّبكي: صنّف شرحا على «التنبيه» وصنّف في أصول الفقه، وفي المنطق. وأما الطبّ فلم يكن على وجه الأرض مثله، قيل: ولا جاء بعد ابن سينا مثله. قالوا: وكان في العلاج أعظم من ابن سينا.
وقال الإسنويّ: إمام وقته في فنّه شرقا وغربا بلا مدافعة، أعجوبة فيه [3] ، وصنّف في الفقه وأصوله، وفي العربية، والجدل، والبيان، وانتشرت عنه التلامذة.
وقال في «العبر» : توفي في الحادي والعشرين من ذي القعدة، وقد قارب الثمانين، ووقف أملاكه وكتبه على المارستان المنصوري، ولم يخلّف بعده مثله.
وفيها السيد الشّريف محمد بن نصير بن علي الحسيني [4] . كان فاضلا بارعا.
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (13) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 305- 306) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 506- 507) و «البداية والنهاية» (13/ 313) و «الأعلام» (4/ 271- 272) .
[2]
قال العلّامة الزركلي، رحمه الله تعالى، منه مجلد مخطوط ضخم في الظاهرية بدمشق.
[3]
في «آ» : «أعجوبة فنّه» وفي «ط» : «أعجوبة دهره» وما أثبته من «طبقات الشافعية» .
[4]
لم أقف على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر والمراجع.
حكي عن عمر بن الحسن قال: رأيت إبليس في النّوم على كركدن يقوده بأفعى، فقال لي: يا عمر بن الحسن! سلني حاجتك، فدفعت إليه رقعة كانت معي فوقّع فيها:
ألم ير العاصي وأصحابه
…
ما فعل الله بأهل القرى
بلى ولكن ليس من سفلة
…
إلّا إذا استعلى أذلّ الورى
فليت أني متّ فيما مضى
…
ولم أعش حتّى أرى ما أرى
وكلّ ذي خفض وذي رفعة
…
لا بدّ أن يعلو عليه الثّرى
ثم ضرب كركدنّه ومضى لسبيله.
وروي عن الشّافعي، رضي الله عنه، قال: رأيت بالمدينة أربع عجائب، جدّة عمرها إحدى وعشرون سنة [1] ورجلا فلّسه القاضي في مدين من النّوى، وشيخا كبيرا يدور على بيوت القيان يعلّمهنّ الغناء، فإذا حضرت الصّلاة صلّى قاعدا، ورجلا يكتب بالشّمال أسرع مما يكتب باليمين.
وفيها النّجيب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن المؤيد بن علي الهمذانيّ ثم المصريّ [2] المحدّث أجاز له ابن طبرزد، وعفيفة، والكبار. وسمع من عبد القوي بن الحباب. وقرأ بنفسه على ابن باقا، ثم صار كاتبا في أواخر عمره، ومات في ذي القعدة.
وفيها شرف الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الخالق بن طرخان الأمويّ الإسكندرانيّ [3] . أجاز له أبو الفخر أسعد [بن سعيد] بن روح.
[1] قلت: وذكر ذلك أيضا الإمام الرئيس المبارك بن الأثير الجزري. انظر «جامع الأصول» (12/ 56) بتحقيقي وإشراف والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى.
[2]
انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (13- 14) و «حسن المحاضرة» (1/ 384) .
[3]
انظر «الوافي بالوفيات» (3/ 219- 220) وما بين الحاصرتين زيادة منه.
وسمع من علي بن البناء، والحافظ ابن المفضّل وطائفة كثيرة، وعاش اثنتين وثمانين سنة.
وفيها الحاج ياسين المغربي الحجّام الأسود [1] . كان جرائحيا على باب الجابية. وكان صاحب كشف وحال. وكان النّووي- رحمه الله يزوره ويتّلمذ له، وتوفي في ربيع الأول وقد قارب الثمانين.
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (15) .