الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وتسعين وستمائة
فيها كانت بالشام فتنة غازان ملك التتار، توفي فيها من شيوخ الحديث بدمشق والجبل- يعني بالصالحية [1]- أكثر من مائة نفس، وقتل بالجبل، ومات بردا وجوعا نحو أربعمائة نفس، وأسر نحو أربعة آلاف، منهم سبعون نسمة من ذريّة الشيخ أبي عمر.
وفيها توفي أبو العبّاس أحمد بن سليمان بن أحمد بن إسماعيل ابن عطّاف المقدسي ثم الحرّاني المقرئ [2] . روى عن القزويني وابن روزبه ووالده الفقيه أبي الربيع، وتوفي في جمادى الآخرة وله أربع وثمانون سنة.
وفيها أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز أبو العبّاس اليونيني الصّالحي الحنفي [3] . سمع البهاء عبد الرّحمن، وابن الزّبيدي، واستشهد بالجبل في ربيع الآخر.
وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن فرح بن أحمد الإشبيلي الشافعي [4] ، المحدّث الحافظ. تفقه على ابن عبد السّلام.
[1] هذه الجملة المعترضة لم ترد في «ط» .
[2]
انظر «العبر» (5/ 393) و «معجم الشيوخ» (1/ 51- 52) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 393) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 393) وقد تصحفت «ابن فرح» فيه وفي «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (292) إلى «ابن فرج» فلتصحح. و «معجم الشيوخ» (1/ 86- 87) و «تذكرة الحفّاظ» (4/ 1486) و «النجوم الزاهرة» (8/ 191) .
قال الذهبي: وحدثنا عن ابن عبد الدائم وطبقته. وكان له حلقة إشغال بجامع دمشق. عاش خمسا وسبعين سنة. وكان ذا ورع وعبادة وصدق.
وقال ابن ناصر الدّين [1] : ومن نظمه الرائق قصيدته التي أولها:
غرامي صحيح والرّجا فيك معضل
[2]
ولقد حفظها جماعة، وعلى فهمها عوّلوا.
وفيها نجم الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن حمزة بن منصور الهمداني الطّبيب الحنبلي [3] روى عن ابن الزّبيدي، ومات بدويرة حمد [4] في رمضان.
وفيها أبو العبّاس أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الفتح الصّالحي الحدّاد [5] . روى عن أبي القاسم بن صصرى، وابن الزّبيدي.
وأجاز له الشيخ الموفق. هلك في الجبل فيمن هلك.
وفيها ابن جعوان الزّاهد المفتي الشافعي شهاب الدّين أحمد بن محمد بن عبّاس الدمشقي [6] ، أخو الحافظ شمس الدّين. كان عمدة في النّقل. روى عن ابن عبد الدائم.
وفيها القاضي علاء الدّين أحمد بن عبد الوهاب بن بنت الأعز [7] .
[1] في «التبيان شرح بديعة البيان» (184/ آ) .
[2]
صدر بيت عجزه:
وحزني ودمعي مرسل ومسلسل
[3]
انظر «العبر» (5/ 394) .
[4]
وسميت أيضا «الخانقات الدّويرية» . انظر «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 146) .
[5]
انظر «العبر» (5/ 394) .
[6]
انظر «العبر» (5/ 394) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 380) .
[7]
انظر «الوافي بالوفيات» (7/ 163- 165) و «الدّرر الكامنة» (1/ 196) .
كان فصيح العبارة. تولّى حسبة القاهرة والأحباس، ودرّس بها وبدمشق في الظّاهرية والقيمرية. وناب بالقاهرة، وبها مات.
ومن نظمه:
إن أومض البرق في ليل بذي سلم
…
فإنّه ثغر سلمى لاح في الظّلم
وإن سرت نسمة في الكون عابقة
…
فإنّها نسمة من ربّة الخيم
تنام عين التي أهوى وما علمت
…
بأنّ عيني طول اللّيل لم تنم
لله عيش مضى في سفح كاظمة
…
قد مرّ حلوا مرور الطّيف في الحلم
أيّام لا نكد فيها نشاهده
…
ولّت بعين الرّضا منّي ولم تدم
وقال في دمشق:
إني أدلّ على دمشق وطيبها
…
من حسن وصفي بالدّليل القاطع
جمعت جميع محاسن في غيرها
…
والفرق بينهما بنفس الجامع
وفيها نجم الدّين أحمد بن محسّن- بفتح الحاء وكسر السين المهملة المشدّدة- ابن ملي- باللّام- الأنصاري البعلبكي الشّافعي [1] .
قال الإسنوي: ولد ببعلبك في رمضان سنة سبع عشرة وستمائة. وأخذ النّحو عن ابن الحاجب، والفقه عن ابن عبد السّلام، والحديث عن الزّكي البدري. وكان فاضلا في علوم أخرى، منها: الأصول، والطّبّ، والفلسفة.
ومن أذكى النّاس وأقدرهم على المناظرة وإفحام الخصوم. ودخل بغداد ومصر، إلى آخر الصّعيد، وحضر الدّرس، ببلدنا أسنا ومدرّسها بهاء الدّين القفطي، ثم استقرّ بأسوان مدّة يدرّس بها بالمدرسة البانياسية، ثم عاد منها إلى الشام. وكان متّهما في دينه بأمور كثيرة، منها الرّفض، والطّعن في الصّحابة.
[1] انظر «العبر» (5/ 394- 395) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 462- 463) .
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وستمائة بقرية يقال لها:
نخعون من جبال الظنيّين، وهو جبل بين طرابلس وبعلبك. انتهى.
وفيها شرف الدّين أبو العبّاس وأبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر المسند الأجلّ الدمشقي الشافعي [1] .
ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وسمع القزويني، وابن صصرى، وزين الأمناء، وطائفة.
وأجاز له المؤيد الطّوسي، وأبو روح الهروي، وآخرون. وروى الكثير، وتفرّد بأشياء. وتوفي في الخامس والعشرين من أحد الجمادين.
وفيها العماد الماسح إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خلف بن راجح. ولد القاضي نجم الدّين المقدسي الصالحي [2] . روى عن إسماعيل بن ظفر وجماعة، وبالإجازة عن عمر بن كرم. وتوفي في أواخر السنة عن نيّف وسبعين سنة.
وفيها أبو عمر وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي الحسن الفرّاء الصّالحي [3] . سمع الموفق والبهاء القزويني، واستشهد بالجبل، وله سبع وثمانون سنة.
وفيها إبراهيم بن عنبر المارديني الأسمر [4] . قال الذهبي: حدثنا عن ابن اللّتي، وتوفي في جمادى الأولى بعد الشدّة والضّرب.
وفيها الشيخ بهاء الدّين أبو صابر أيوب بن أبي بكر بن إبراهيم ابن
[1] انظر «العبر» (5/ 395) و «معجم الشيوخ» (1/ 107- 108) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 395) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 395) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 396) .
هبة الله الحلبي الحنفي ابن النحّاس [1] ، مدرس القليجية، وشيخ الحديث بها.
قال الذهبي: روى لنا عن ابن روزبه، ومكرم، وابن الخازن، والكاشغري، وابن خليل. وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة.
وفيها بلال المغيثي الطّواشي الأمير الكبير أبو الخير الحبشي الصّالحي [2] روى عن عبد الوهاب بن رواج، وتوفي بعد الهزيمة بالرّملة، وهو في عشر المائة.
وفيها جاعان الأمير الكبير سيف الدّين [3] . الذي ولي الشدّ بدمشق.
كان فيه خير ودين.
توفي بأرض البلقاء في أول الكهولة. قاله في «العبر» .
وفيها المطروحي الأمير جمال الدّين الحاجب [4] من جلّة أمراء دمشق ومشاهيرهم. عمل الحجوبية مدّة، وعدم في الوقعة، فيقال: أسر وبيع للفرنج.
وفيها حسام الدّين قاضي القضاة الحسن بن أحمد بن أنو شروان [5] الرّازي ثم الرّومي الحنفي [6] . عدم بعد الوقعة، وتحدّث أنه في الأسر بقبرص. ولم يثبت ذلك، والله أعلم. وكان هو والمطروحي من أبناء السبعين. قاله في «العبر» .
[1] انظر «العبر» (5/ 396) و «الجواهر المضية» (1/ 444) بتحقيق الدكتور عبد الفتاح الحلو.
[2]
انظر «العبر» (5/ 396) و «معجم الشيوخ» (1/ 192- 193) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 396) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 396) .
[5]
في «آ» و «ط» : «ابن أبي شروان» وهو خطأ والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6]
انظر «العبر» (5/ 397) و «الجواهر المضية» (2/ 39- 40) بتحقيق الدكتور الحلو.
وفيها ابن هود الشيخ الزّاهد بدر الدّين حسن بن علي بن أمير المؤمنين أبي الحجّاج يوسف [1] .
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» : المغربي الأندلسي.
نزيل دمشق، المعروف بابن هود. كان فاضلا قد تفنّن وزاهدا قد تسنّن، عنده من علوم الأوائل فنون، وله طلبة وتلامذة ومريدون، فيه انجماع عن النّاس وانقباض وانفراد وإعراض عمّا في هذه الدّنيا من الأعراض. وكان لفكرته، غائبا عن وجوده، ذاهلا عن بخله وجوده، لا يبالي بما ملك، ولا يدري أيّة سلك. قد طرح الحشمة، وذهل عما ينعم جسمه، ونسي ما كان فيه من النّعمة. وكان يلبس قبع لبّاد ينزل على عينيه ويغطي به حاجبيه. ولم يزل على حاله حتّى برق بصره، وألجمه عيه وحصره، سنة سبعمائة.
وقد ذكره الذهبي فقال: الشيخ الزاهد الكبير، أبو علي بن هود المرسي أحد الكبار في التصوف على طريق الوحدة. كان أبوه نائب السلطنة بها عن الخليفة المتوكل، حصل له زهد مفرط وفراغ عن الدنيا، فسافر وترك الحشمة. وصحب ابن سبعين واشتغل بالطّبّ والحكمة، وقرع باب الصّوفية، وخلط هذا بهذا. وكان غارقا في الفكر، عديم اللذة، مواصل الأحزان، فيه انقباض. وكان اليهود يشتغلون عليه في كتاب «الدلالة» .
ثم قال الذهبي: قال شيخنا عماد الدّين الواسطي: قلت: له أريد أن تسلّكني، فقال: من أي الطرق الموسوية أو العيسوية أو المحمدية. وكان يوضع في يده الجمر فيقبض عليه وهو لاه عنه، فإذا حرقه رجع إليه حسه فيلقيه.
وقال ابن أبي حجلة: ابن هود، شيخ اليهود، عقدوا له العقود، على ابنة العنقود، فأكل معهم وشرب، ودخل من عمران في حجر ضبّ خرب،
[1] انظر «العبر» (5/ 397) .
فأتوا إليه واشتغلوا عليه، فانقلب أرضهم، وأسلم بعضهم، وكان له في السلوك مسلك عجيب، ومذهب غريب، لا يبالي بما انتحل، ولا يفرق بين الملل والنحل، فربما سلك المسلم على ملة اليهود، واليهود على ملة هود، وعاد، وثمود وربما أخذته سكتة، واعترته بهتة فيقيم اليوم واليومين شاخص العينين لا يفوه بحرف، ولا يفرق بين المظروف والظرف.
ثم قال المناوي: له شعر كثير، وكلام يسير، مات سنة تسع وتسعين وستمائة، ودفن بقاسيون، وكان والده متوليا نيابة عن أخيه أمير المؤمنين المتوكل محمد بن يوسف بن هود. انتهى ملخصا.
ووصفه الذهبي في «العبر» بالاتحاد والضّلالة.
وفيها ابن النشابي الوالي عماد الدين حسن بن علي [1] كان قد أعطى الطبل خاناه، ومات في شوال بالبقاع وحمل إلى تربته بقاسيون.
وفيها ابن الصّيرفي شرف الدّين حسن بن علي بن عيسى اللخمي المصري [2] المحدّث أحد من عني بالحديث وقرأ وكتب وولى مشيخة الفارقانية، روى عن ابن رواح وابن قميرة وطائفة، ومات في ذي الحجة.
وفيها خديجة بنت يوسف بن غنيمة [3] العالمة الفاضلة أمة العزيز روت الكثير عن ابن اللتي ومكرم وطائفة، وقرأت غير مقدمة في النحو، وجودت الخط على جماعة وحجت. وتوفيت في رجب عن نيف وسبعين سنة.
وفي حدودها شرف الدّين أبو أحمد داود بن عبد الله بن كوشيار الحنبلي [4] الفقيه المناظر. كان بغداديا فقيها مناظرا بارعا عارفا بالفقه. صنّف
[1] انظر «العبر» (5/ 397) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 397) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 397) .
[4]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 344) .
في أصول الفقه كتابا سماه «الحاوي» وفي أصول الدين كتابا سمّاه «تحرير الدلائل» .
وفي حدودها أيضا الشيخ رسلان الدمشقي [1] .
قال المناوي: من أكابر مشايخ الشام المجمع على جلالتهم، ومن جلة أهل التصريف، له أحوال معروفة ومكاشفات مشهورة، منها ما حكاه شيخ الإسلام تقي الدّين السبكي أنه حضر سماعا فيه رسلان فأنشد القوال، فصار الشيخ يثب في الهوى، ويدور فيه ثم ينزل، فعل ذلك مرارا، ثم لما استقر بالأرض استند إلى شجرة يابسة فاخضر ورقها للوقت، وأثمرت، وكان يقول، لا تأكل النار لحما دخل زاويتي، فدخل رجل للصلاة بها ومعه لحم نيء فطبخه فلم ينطبخ، ومن كلامه: قلب العارف لوح منقوش بأسرار الموجودات، فهو يدرك حقائق تلك السطور ولا تتحرك ذرة حتى يعلمه الله بها، وقال: الحدة مأوى كل شر، والغضب يحوج إلى الاعتذار، وقال:
مكارم الأخلاق العفو عند القدرة، والتواضع عند الرفعة، والعطاء بغير منّة، وقال: سبب الغضب هجوم ما تكرهه النفس عليها ممن فوقها فتحدث السطورة والانتقام، مات بدمشق، ودفن بها قبل السبعمائة. انتهى كلام المناوي.
وفيها زينب بنت عمر بن كندي أم محمد الحاجة البعلبكية الدّار الدمشقية [2] المحتد لها أوقاف ومعروف. وروت بالإجازة عن المؤيد الطّوسي وأبي روح وعدة، وتوفيت في جمادى الآخرة عن نحو تسعين سنة.
وفيها الشيخ سعيد الكاساني- بالسين المهملة نسبة إلى كاسان بلد
[1] هو أرسلان بن يعقوب الجعبري، ويعرف ب «الشيخ رسلان» . انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» (1/ 288) وفي ترجمته هنا مبالغات كثيرة.
[2]
في «ط» : «الشامية» ولفظة «المحتد» سقطت من «آ» . وهي مترجمة في «العبر» (5/ 398) .
وراء الشّاش- الفرغاني [1] شيخ خانقاه الطاحون، وتلميذ الصّدر القونوي.
قال الذهبي: كان أحد من يقول بالوحدة، شرح «تائية ابن الفارض» في مجلدتين، ومات في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة. انتهى.
وفيها ابن الشّيرجي الصّاحب فخر الدين سليمان بن العماد محمد بن أحمد بن محمد [2] . سمع من ابن الصلاح ولم يحدّث، وكان ناظر الدواوين، فأقره نواب التتار على النظر، فمنع أرجواش الناس من تشييع جنازته لذلك وطردوهم وما بقي معه غير ولده، ومات في رجب عن نيف وستين سنة.
وفيها الدّواداري الأمير الكبير علم الدّين سنجر التّركي الصالحي [3] .
كان من نجباء الترك وشجعانهم وعلمائهم، وله مشاركة جيدة في الفقه والحديث، وفيه ديانة وكرم، سمع الكثير من ابن الزّكي والرّشيد العطّار وطبقتهما. وله «معجم» كبير وأوقاف بدمشق والقدس، وتحيّز إلى حصن الأكراد فتوفي به في رجب عن بضع وسبعين سنة.
وفيها صفية بنت عبد الرحمن بن عمرو الفرّاء المنادي أم محمد [4] .
روت في الخامسة عن الشيخ الموفق، وعدمت في الجبل. قاله في «العبر» .
وفيها الطّيّار الأمير الكبير سيف الدين المنصوري [5] .
أدركته التتار بنواحي غزة فقاتل عن حريمه حتّى قتل، وحصلت له الشهادة والخير بذلك فإنه كان مسرفا على نفسه.
وفيها تقي الدّين أبو محمد عبد الله بن عبد الولي بن جبارة بن عبد الولي المقدسي ثم الصّالحي الحنبلي. [6]
[1] انظر «العبر» (5/ 398) وكاسان مدينة كبرة وراء الشّاس. انظر «معجم البلدان» (4/ 430) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 398- 399) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 399) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 399) .
[5]
انظر «العبر» (5/ 399) .
[6]
انظر «القلائد الجوهرية» (2/ 424- 425) .
قال الذهبي: إمام، مفت، مدرس، صالح، عارف، بالمذهب، متبحّر في الفرائض والجبر والمقابلة، كبير السنّ.
توفي في العشر الأوسط من ربيع الآخر.
وفيها الفقيه سيف الدّين أبو بكر بن الشّهاب أبي العبّاس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم النّابلسي [1] .
كان مولده سنة سبعين وستمائة. وروى عنه الذهبي في «معجمه» وقال: كان فقيها، حنبليا، مناظرا، صالحا، يتوسوس من الماء. سمع بمصر جماعة، وتفقه على ابن حمدان. وسمع بدمشق بعد الثمانين. وسمع معنا كثيرا. وكان مطبوعا عارفا بالمذهب، مناظرا، ذكيا، حسن المذاكرة. عدم في الفتنة.
وفيها الباجربقي المفتي المفنن جمال الدّين عبد الرحيم بن عمرو بن عثمان الشيباني الدّنيسري الشافعي [2] .
اشتغل بالموصل، وقدم دمشق فدرّس وأشغل. وحدّث ب «جامع الأصول» عن والده، عن المصنّف. وقد ولي قضاء غزّة سنة تسع وسبعين.
قال الذهبي: شيخ، فقيه، محقّق، نقّال مهيب، ساكن، كثير الصلاة، ملازم للجامع والاشتغال. وكان لازما لشأنه، حافظا للسانه، منقطعا عن النّاس على طريقة واحدة. وله نظم وسجع ووعظ. وقد نظم كتاب «التعجيز» وعمله برموز. وتوفي في خامس شوال.
وفيها- على خلاف كبير- أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن سعيد بن عبد الله الدّميري الدّيريني [3] ، نسبة إلى ديرين قرية بصعيد مصر.
[1] انظر «معجم الشيوخ» (1/ 281) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 400) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 400) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 551- 552) .
الفقيه الشافعي العالم الأديب الصّوفي الرّفاعي.
أخذ عن الشيخ عزّ الدّين بن عبد السّلام وغيره ممن عاصره، ثم صحب أبا الفتح بن أبي الغنائم الرّسعني، وتخرّج به. وتكلم في الطرائق، وغلب عليه الميل إلى التصوف. وكان مقرّه بالرّيف ينتقل من موضع إلى موضع والناس يقصدونه للتبرك به.
ومن تصانيفه تفسير سمّاه «المصباح المنير في علم التفسير» في مجلدين. ونظم أرجوزة في التفسير سمّاها «التيسير في التفسير» تزيد على ثلاثة آلاف ومائتي بيت. وكتاب «طهارة القلوب في ذكر علام الغيوب» في التصوف. ونظم «الوجيز» فيما يزيد على خمسة آلاف بيت. ونظم «التنبيه» .
وله غير ذلك.
ومن نظمه:
وعن صحبة الإخوان والكيمياء خذ
…
يمينا فما من كيمياء ولا خلّ
ولم أر خلّا قد تفرّد ساعة
…
مع الله خالي البال والسرّ من شغل
وفيها ابن الزّكي القاضي عزّ الدّين عبد العزيز [1] بن قاضي القضاة محيي الدّين يحيى بن محمد القرشي الشافعي، مدرس العزيزية. وقد ولي نظر الجامع وغير ذلك، ومات كهلا.
وفيها عبد الولي بن علي بن السّماقي [2] . روى عن ابن اللّتي، وتوفي في أيام التتار، ودفن داخل السّور.
وفيها عبيد الله بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي العلّاف [3] . روى عن جعفر الهمداني، وكريمة.
وفيها الشيخ أبو الحسن علي بن الشيخ شمس الدّين
[1] انظر «العبر» (5/ 400) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 400) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 401) .
عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي [1] . قتله التتار على مرحلتين من البيرة بالجامع المظفّري.
وفيها المؤيد علي بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الرزاق بن خطيب عقربا [2] .
قال الذهبي: عدل كاتب متميز. روى عن ابن اللّتي، والنّاصح، وطائفة.
توفي في رجب عن سبع وسبعين سنة.
وفيها علي بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة أبو الحسن المقدسي الحنبلي [3] قيّم جامع الجبل. اعتنى بالرواية قليلا، وكتب أجزاء. وسمع من البهاء عبد الرحمن، وابن صباح. وببغداد من ابن الكاشغري وطائفة. وكان صالحا كثير التلاوة. عذّبه التتار إلى أن مات شهيدا، وله اثنتان وثمانون سنة.
وفيها علي بن مطر المحجّي ثم الصّالحي البقّال [4] . روى عن ابن الزّبيدي، وابن اللّتي، وقتل في الجبل في جمادى الأولى. قاله في «العبر» .
وفيها ابن العقيمي، شيخ الأدباء جمال الدّين عمر بن إبراهيم بن حسين بن سلامة الرّسعني الكاتب [5] .
ولد سنة ست وستمائة برأس عين، وأجاز له الكندي. وسمع من القزويني، وابن روزبه وطائفة. وبرع في النّظم والنثر. وتوفي في شوال.
[1] انظر «القلائد الجوهرية» (1/ 258) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 401) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 401) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 401) .
[5]
انظر «العبر» (5/ 401- 402) .
وفيها الشيخ أبو محمد عبد الله المرجاني [1] .
قال ابن الأهدل: الولي الشهير. توفي بتونس، قيل له: قال فلان رأيت عمود نور ممتدا من السماء إلى فم الشيخ المرجاني في حال كلامه، فلما سكت الشيخ ارتفع العمود، فتبسّم وقال: لم يعرف كيف يعبّر، بل لما ارتفع العمود سكت، يعني أنه كان يتكلم عن مدد الأنوار، فلما ارتفع النّور انقطع الكلام.
قال اليافعي: ومناقبه تحتمل مجلدا. قال: وأما قول الذهبي: أبو محمد عبد الله المرجاني المغربي الواعظ المذكور أحد مشايخ الإسلام علما وعملا، فغض من قدره.
وفيها إمام الدّين قاضي القضاة أبو المعالي [2] عمر بن عبد الرّحمن القزويني الشّافعي. انجفل إلى مصر فتألم في الطريق، وتوفي بالقاهرة بعد أسبوع في ربيع الآخر، وكان تامّ الشكل. سمينا، متواضعا، مجموع الفضائل. لم يتكهل.
وفيها عمر بن يحيى بن طرخان المعرّي ثم البعلبكي [3] . روى عن الإربلي وغيره، وكان ضعيفا في نفسه. قاله الذهبي.
[1] انظر «مرآة الجنان» (4/ 432- 233) و «غربال الزّمان» ص (574) .
[2]
في «آ» و «ط» : «أبو القاسم» وهو خطأ تبع فيه المؤلف الإمام الذهبي في «العبر» (5/ 402) وتبعهما على ذلك العلّامة الزركلي في «الأعلام» (5/ 49) ومحققا الجزء الثامن عشر من «سير أعلام النبلاء» في التعليق رقم (5) من الصفحة (166) والصواب «أبو المعالي» كما في «البداية والنهاية» (14/ 13) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 244) فليصحح.
[3]
انظر «العبر» (5/ 402) .
وفيها المجد عيسى بن بركة ابن والي الحوراني [1] الصّالحي المؤدّب. روى عن ابن اللّتي وغيره، وهلك في جمادى الأولى.
وفيها ابن غانم الإمام شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن سلمان [2] ابن حمايل بن علي المقدسي الشافعي الموقّع، سبط الشيخ غانم.
قال الذهبي: روى لنا عن شيخ الشيوخ تاج الدّين بن حمّويه [وكان مع تقدمه في الإنشاء فقيها مدرسا، ذكر لخطابة دمشق، وقال غيره: روى لنا عن ابن حمويه][3] وابن الصّلاح. وكان أحد الأعيان والأكابر معروفا بالكتابة والأمانة، حسن المحاضرة، كثير التواضع. درّس بالعصرونية، واقتنى كتبا نفيسة. وكان كثير المروءة والعصبية لمن يعرفه ومن لا يعرفه، وله بر وصدقة.
وكان حجازي الأصل، وإنما ولد في بغداد في حارة الجعافرة فكان جعفريا.
وفيها ابن الفخر المفتي المتفنن شمس الدّين محمد بن الإمام فخر الدّين عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي [4] . أحد الموصوفين بالذكاء المفرط وحسن المناظرة والتقدم في الفقه وأصوله والعربية والحديث وغير ذلك. قاله الذهبي.
وقال ابن رجب: ولد في أواخر سنة أربع وأربعين وستمائة، وسمع الكثير من خطيب مردا، وشيخ شيوخ حماة، وابن عبد الدائم، والفقيه اليونيني وغيرهم. وتفقه وبرع وأفتى وناظر وحفظ عدة كتب، ودرّس بالمسمارية والجامع.
[1] في «آ» : «الحواري» وفي «ط» : «الحوار» والتصحيح من «العبر» (5/ 402) مصدر المؤلّف.
[2]
في «آ» : «ابن سليمان» وهو خطأ وانظر «العبر» (5/ 402) .
[3]
ما بين الحاصرتين سقط من «آ» .
[4]
انظر «العبر» (5/ 403) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 341- 342) .
وقال البرزالي: كان من فضلاء الحنابلة في الفقه والأصول والنحو والحديث والأدب، وله ذهن جيد وبحث فصيح، ودرس وأعاد وأفتى، وروى الحديث وتوفي ليلة الأحد بين العشاءين تاسع رمضان، ودفن بمقابر باب توما قبلي مقبرة الشيخ رسلان.
وفيها زين الدّين محمد بن عبد الغني بن عبد الكافي الأنصاري الذهبي بن الحرستاني المعروف بالنحوي [1] .
قال الذهبي: دين خيّر متودد. روى عن ابن صباح، وابن اللّتي.
وتوفي في ذي القعدة عن خمس وسبعين سنة.
وفيها العلّامة شمس الدّين محمد بن عبد القوي بن بدران بن سعد الله المقدسي المرداوي الصالحي الحنبلي أبو عبد الله [2] .
ولد سنة ثلاثين وستمائة بمردا، وسمع الحديث من خطيب مردا وعثمان بن خطيب القرافة، وابن عبد الهادي وابن خليل وغيرهم. وتفقه على الشيخ شمس الدّين بن أبي عمر وغيره، وبرع في العربية واللغة واشتغل ودرس وأفتى وصنف.
قال الذهبي: كان حسن الديانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مطّرحا للتكلف، ولي تدريس الصاحبة مدة، وكان يحضر دار الحديث ويشغل بها وبالجبل وله حكايات ونوادر وكان من محاسن الشيوخ. قال: وجلست عنده وسمعت كلامه ولي منه إجازة.
وقال ابن رجب: وممن قرأ عليه العربية الشيخ تقي الدّين بن تيمية.
[1] انظر «معجم الشيوخ» للذهبي (2/ 219- 220) و «العبر» (5/ 403) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 403) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 342) .
وله تصانيف، منها في الفقه «القصيدة الطويلة الدالية» وكتاب «مجمع البحرين» لم يتمه. وكتاب «الفروق» وعمل طبقات للأصحاب. وحدّث، وروى عنه إسماعيل بن الخبّاز في «مشيخته» وتوفي في ثاني عشر ربيع الأول ودفن بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى.
وفيها أبو السعود محمد بن عبد الكريم بن عبد القوي المنذري المصري [1] .
روى عن ابن المقيّر وجماعة، وتوفي في ربيع الأول عن خمس وستين سنة.
وفيها الفخر محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحباب التميمي المصري [2] ناظر الخزانة. روى عن علي بن الجمل وجماعة، وتوفي في ربيع الأول عن خمس وسبعين سنة.
وفيها ابن الواسطي شمس الدّين محمد بن علي بن أحمد بن فضل الصالحي الحنبلي [3] .
سمع حضورا من الموفق وموسى بن عبد القادر وابن راجح، وسمع من ابن البن وابن أبي لقمة وطائفة، وتوفي بمارستان البلد في رجب بعد أن قاسى الشدائد. وكان قليل العلم خيّرا ساكنا. قاله الذهبي.
وفيها الخطيب موفق الدّين محمد بن محمد بن الفضل بن محمد النهرواني القضاعي الحموي الشافعي، ويعرف بابن حبيش [4] . خطيب حماة، ثم خطيب دمشق، ثم قاضي حماة.
[1] انظر «العبر» (5/ 404) و «حسن المحاضرة» (1/ 386) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 404) و «حسن المحاضرة» (1/ 386) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 404) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 404- 405) و «معجم الشيوخ» (2/ 280) .
قال الذهبي: روى لنا بالإجازة عن جدّه مدرك، وكان شيخا متنورا مديد القامة مهيبا كثير الفضائل.
توفي بدمشق في أواخر جمادى الآخرة وله سبع وسبعون سنة.
وفيها محمد بن مكّي بن أبي المذكّر [1] القرشي الصّقلي الرّقّام [2] .
روى بمصر عن ابن صباح والإربلي وطائفة كثيرة.
وتوفي في ربيع الأول وله خمس وسبعون سنة.
وفيها أبو عبد الله محمد بن هاشم بن عبد القاهر بن عقيل العدل الهاشمي العبّاسي الدمشقي [3] روى عن ابن الزّبيدي، وأبي المحاسن الفضل بن عقيل العبّاسي، وشهد مدة، وانقطع ببستانه. ومات في رمضان عن ثلاث وتسعين سنة.
وفيها الموفق محمد بن يوسف بن إسماعيل المقدسي الحنبلي الشاهد [4] .
قال الذهبي: حدثنا عن ابن المقيّر، ومات في شعبان عن خمس وسبعين سنة.
وفيها محمد بن يوسف بن خطاب التلّي الصّالحي [5] .
قال الذهبي: حدثنا عن جعفر الهمداني ومات في جمادى الأولى بعد المحنة والشّدة بالجبل.
[1] تحرفت في «آ» و «ط» و «العبر» إلى «الذكر» والتصحيح من «حسن المحاضرة» .
[2]
انظر «العبر» (5/ 405) و «حسن المحاضرة» (1/ 386) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 405) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 405) .
[5]
انظر «العبر» (5/ 405) و «معجم الشيوخ» (2/ 305) .
وفيها مريم بنت أحمد بن حاتم البعلبكية [1] . حضرت البهاء، وسمعت الإربلي وكانت صالحة خيّرة. قاله في «العبر» .
وفيها ابن المقيّر أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن المقرئ [2] .
روى عن إبراهيم بن الخير وجماعة، وكان عبدا صالحا، حضر المصافّ واستشهد يومئذ.
وفيها ابن المقدّم الأمير نوح بن عبد الملك بن الأمير الكبير شمس الدّين محمد بن المقدّم [3] ، لجده المواقف المشهودة، وهو الذي استشهد بعرفة زمن صلاح الدّين، وكان هذا من أمراء حماة، استشهد يومئذ وله خمس وسبعون سنة وقد حدّث عن ابن رواحة.
وقال الذهبي: وهو ممن عرفنا من كبار من قتل يوم المصافّ.
وفيها هدية بنت عبد الحميد بن محمد المقدسية الصّالحية [4] . روت «الصحيح» عن ابن الزّبيدي، وتوفيت بالجبل في ربيع الآخر.
وفيها أبو الكرم وهبان بن علي بن محفوظ الجزري [5] ، المؤذن المعمّر.
ولد بالجزيرة سنة أربع وستمائة، وسمع بمصر من ابن باقا، وتوفي في ربيع الأول، وكان مؤذّن السلطان مدة.
[1] انظر «العبر» (5/ 406) .
[2]
انظر «العبر» (5/ 406) .
[3]
انظر «العبر» (5/ 406) .
[4]
انظر «العبر» (5/ 407) و «معجم الشيوخ» (2/ 362) .
[5]
انظر «العبر» (5/ 407) و «معجم الشيوخ» (2/ 363) .
وفيها ابن السفّاري [1] أمير الحاج يوسف بن أبي نصر بن أبي الفرج الدمشقي [2] .
حدّث ب «الصحيح» [3] مرات، وروى عن النّاصح، والإربلي، وجماعة، وحجّ مرات. توفي في زمن التتار ووضع في تابوت، فلما أمّن الناس نقل إلى النّيرب ودفن في قبته التي بالخانقاه، وله نحو من تسعين سنة.
وفيها ابن خطيب بيت الآبار محيي الدّين أبو بكر بن عبد الله بن عمر بن يوسف المقدسي [4] . يروي عن ابن اللّتي والإربلي، ومات في شعبان.
[1] تنبيه: كذا في «آ» و «ط» و «معجم الشيوخ» : «السفّاري» ، وفي «العبر» و «برنامج الوادي آشي» :«الشّقاري» .
[2]
انظر «العبر» (5/ 407) و «معجم الشيوخ» (2/ 398- 399) . و «برنامج الوادي آشي» (163) .
[3]
يعني «صحيح البخاري» .
[4]
انظر «العبر» (5/ 408) .